الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما استجد باريسيا !!

نضال حسن

2010 / 11 / 10
الحركة العمالية والنقابية


الشكر المكثف لا بد منه للصديق الحميم وسام رفيدي هذا في البداية وبعد على اثراء النقاش لهذه المداخلة
"ليكن في العالم فيتنامان، ثلاثة ،او اربعة"(غيفارا)
ان محاولة التاصيل لواقع الحراك الاجتماعي القائم اليوم اوروبيا يستوجب فهما لطابع هذا الحراك ،منبعه فهم التناقضات الموجودة فعلا في تركيبة الراسمالية المعاصرة وتطورها التاريخي.اذ ان المسالة في ظاهرها تدور حول مكتسبات الحركة العمالية وافق مستقبل هذه المكتسبات -مكتسبات نظام الرفاه وحقبة ما بعد الحرب-من حقوق التقاعد الى قضايا التامينات الصحية وصولا الي ضمانات العمل ، لكن ما ورائها تكمن جملة التناقضات بين المالكين والمنتجين ، اي بكلام اخر لو ان حكومات الفئران الساركوزية والبرلسكونية ونظيراتها تراجعت عن اصلاحاتها التدميرية الكامنة في صلب مشروعها ،الذي يشكل امتدادا لعقود من النط البيتاني -من بيتان-فلن تنتهي تبعا لواقع الامور الازمة المتاصلة بين المنتجين والمالكين .
المسالة اللافتة في واقع هذا الحراك العمالي انها فعلا ارتدت بشكل تقدمي لا نكوصي الى تراث نضالها الحركي العمالي، ولم تتمترس وراء ممارسات ما يعرف بالحركة الاجتماعية الجديدة،وهذا منبع الجدل في هذه المداخلة،اذ سنحاول سبر غور هذا الالتزام العمالي بالتراث النضالي الطبقي للنقابات والعمل النقابي
مثلت العودة للماضي القريب للنضال العمالي الجماهيري الديمقراطي ضمن الحالة الباريسية صدمة في الاعلام الراسمالي النيولبرالي ،يعد ان كانت قد اطمانت دوائر السلطة في اوروبا والمركز الامريكي على وجه الخصوص ،ان زمن العنف الثوري والنضالات الصارمة عماليا قد ولى بغير عودة مع دخولهم المفترض فوكويامياً لعتبة نهاية التاريخ ،وان العامل باختلاف موقعه سواء في خطوط الانتاج الصناعية ام عامل الياقة البيضاء قد اتجه اكثر للتماهي مع -الموضة- الدارجة في النضال الاجتماعي من عرائض وبيانات اعلامية ،مؤتمرات وورش عمل ،لكن تعليق الجرس اتى وصفع المنظومة- الساركوزية- من حيث لم تحتسب ، ولتقريب الفهم عبر التاريخ ننظر الى الابداع النضالي لدى ما يعرف بالحركة القديمة ،- انتفاضة 1968 في فرنسا ، حركة المثقفين الشيوعيين الفرنسيين للتضامن مع ثورة الجزائر -مقابل حالة الفراغ الفركتونية العبثية مع حركة التضامن مع القضية الفلسطينية اليوم في ظل التحولات التي اغرقتها مرارا مثالا على اتوبيانية الحركة الاجتماعية الجديدة-نيوحركة اجتماعية- نجد ان الحركة الاجتماعية قديما -يمعنى نسخة ستينات وسبعينات القرن الماضي-تتمايز بشكل متباعد عن واقع حركة اليوم -باستثناء الحراك الحديث في باريس والمامول في لندن -، تمايزاً بمعنى اختلاف ميكانزمات العمل ، التكوين الطبقي ، بالتالي والايدلوجي ، واختلاف الخطاب بطروء تحولات شاسعة ملحوظة على خطابها ، فحركة 68 كانموذج لدراسة الحركة الاجتماعية في شكلها القديم ،قد امتازت بالارتباط الممارساتي طبقيا بشكل لا انفكاكي ، بحيث نجد فيها تعبيرا مكثفا عن مصالح طبقية متبلورة وتقوم بالذود عن هذه المصالح ، ضمن شكل هذه الحركة المعتاد انذاك من نقابات عمالية منحازة بل حاسمة في مواقفها الطبيقة بالوقوف في متاريس الشغيلة ، وهذا منبعه الصلة الواضحة انذاك ما بين الطبقة العاملة ونقاباتها من جهة ، وحزبها الثوري من جهة اخرى-الشيوعي- ،كما نجد ايضا ان ابعادها لخطابية والايدلوجية كانت اكثر جذرية واكثر ثورية بالمعنى الصافي . اذ تمككنا من التاشير على الارتباط الطبقي لهذه الحركات وعلى بنية خطاب صلب متبلور ايدلوجيا ينافح بالمستوى الاول عن (الشغيلة،المهاجرين،الطلبة،الشعوب الواقعة تحت الاستعمار ) اي عن مجمل كتلة تاريخية واسعة ، والمثال الابرز على ذلك حركة التضامن مع الثورة الجزائرية.فهمي متسقة تماما مع مزايا الحركة العمالية قديما ، كما ارتباطها بحركة تفكيك الاستعمار ، فلم يكن من ادني خجل في استخدام العنف الثوري ودعمه وتقديم الغطاء الفكري والمادي والاعلامي له ، والخطاب اليساري العمالي انذاك لم يكن يخجل من استخدام الارهاب كمفهوم ثوري تقدمي في بنية الخطاب وكممارسة .
اما الحركة الاجتماعية الجديدة ،فنجدها اكثر منساقة ضمن سرب السلطة ، بل تكاد لا تغرد خارجه ، اذ ان الراديكالي من هذه الحركات الجديدة تثور ممارساتها في بيان صحفي او منتدى عالمي ،كما وتبتعد بل تخلق فجوة بينها وما بين العنف الثوري -الارهاب اليساري التقدمي-،ولا تضع السلطة والسيطرة على هرمها ضمن برنامج اولوياتها ،على النقيض مع الحركة القديمة -في الشكل والممارسة ، لا زمانيا فقط-التي كانت دئما تضع السلطة صوب عينها ،وخير تمثيل على ذلك ما قدمه غرامشي من حصيلة نظرية وممارساتية وقبله لينين ولوكسمبورج ، اذ يشكل هؤلاء المثال الابرز ماركسيا في تناول الحزب والحركة ومنظماتهما الشعبية والسير بهما نحو السلطة ، ولاخذ تمثيل اخر نجد حركة التضامن مع فلسطين حول العالم ، بعد ان حمل المناضلون الامميون ،السلاح وقاموا بالقاء قنابل وعمليات تفجير واختطاف بشكل لافت في ستينات وسبعينات القرن الماضي - بشكل خاص عبر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،المجال الخارجي- وصل خجل هذه الحركة حتى من الحديث عن كامل الحقوق الفلسطينية يطغى علي خطابها ، وفي ممارستها لا تتعدى ندائات المقاطعة للدولة الصهيونية وكتابة البروشورات ، وهنا ينجلي الفرق بينها اليوم وبينها وبين حركة التضامن مع التحرر الوطني سابقاً
هذا الفرش المقتضب كان حول مزايا كل من شكلي الحركة -القديمة التي لا تخفي التزامها الطبقي العمالي ، وتسعى من اجل السلطة دوما ،مادلجة متبلورة ،آي واضحة الهوية والمعالم ،غير خجولة من العنف الثوري ،والحركة الجديدة من جهة اخرى المعومة ايدلوجيا والمتداخلة طبقيا .غير واضحة الهوية ،وممارستها ساذجة وسلمية بما لا تقتضي الحاجة .
ان ما نشهده من امتداد عالمي للحركة الاجتماعية الجديدة ،وعولميتها يكمن وارئه بشكل اساسي ، الدور الذي يتلعبه وسائل الاعلام والاتصال ،التي انتقلت من البناء الفوقي في المجتمع الى-قاعدة الانتاج بامتيازـ الى جانب ان العولمة النيوليبرالية ذاتها قد سحبت الحركة الاجتماعية الجديدة لانخراط في المسيرة العولمية ،وان كان هذا الانخراط بشكل متمايز ،بحيث ان متطلبات رفض العولمة تفرض ان تسير الحركة بنمط عولمي ضمن اطار ما يعرف بخلق عولمة بديلة وهذا ما دعا اليه مروحة من المفكرين الماركسيين من سمير امين وفرانك الى والرشتين .ولا يغيب عن البال طابع كادر هذه الحركة المتمركز من اصحاب الياقات البيضاء والمثقفين ، وناشطي الطبقة الوسطى الذين شكلوا دافعا قويا نحو عولمية الحركة.
اما فيما يتعلق بممكنات التغير لدى كل من الحركتين فهذا يعتمد على متغيرين اساسيين :
اولهما:طابع الظرف الموضوعي والشرط التاريخي المحيط بهذه الحركات
ثانيهما:طابع الحركة ذاتها وميكانزمات وطبيعة عملها
فيما يتعلق بالظرف الموضوعي والشرط التاريخي ،فلم نشهد تحولا نحو الافضل في هذه الظروف فيما يتعلق بالراسمالية ذاتها -نقيض العمال التاريخي - فهي تتجه لتكون اكثر شراسة واستغلالية،بل هي كما وضعها سمير امين في سياقها السليم " امبريالية في حد ذاتها وليست ببعد امبريالية "، فلم نشهد ان الراسمالية اصبحت اكثر انسنتاً لكي تتحول الحركة الاجتماعية باتجاه اكثر سلمية وتواضع
اما طابع الحركة ذاتها،فان العودة في فرنسا والاقطار الاوروبية الاخرى نابعة من الالتزام بالتراث النضالي العمالي واقتناعا بجدارته ونجاعته .اضافة الى الحاجة التي فرضت نفسها لهذا النمط النضالي . اما الحركة الجديدة فهي في طابعها وظروفها المحيطة التي هي ذات الظروف مع -الحركة القديمة التي استعادت دورها من جديد وبقوة- فان ممكناتها في التغير لا تتجاوز النزوع الاصلاحية في تحسين الظروف من منطلق الشراكة الثلاثية ؛في الاشتراكية الاجتماعية الاسكندنافية” على العكس من الحركة القديمة التي ترهب الراسمال النيوليبرالي وتشكل اداة دافعة لطموح الشغيلة والمضطهدين ومحرك تاريخي .
"لما الشعب يقوم وينادي "يا احنا يا هما في الدنيا دي"،حزر فزر شغل مخك شوف مين فينا بيغلب مين !!!!!!!!!!(غناها الشيخ امام عيسى ، كلمات احمد فؤاد نجم )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار اعتصام طلاب جامعة جورج واشنطن في مخيم داعم لغزة


.. المغرب.. معدلات البطالة تصل لمستويات قياسية




.. أخبار الصباح | لندن: ضربة مزدوجة من العمال للمحافظين.. وترمب


.. رغم تهديدات إدارتها.. طلاب جامعة مانشستر البريطانية يواصلون




.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا