الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يؤكد الرئيس البارزاني على الأستحقاق القومي ؟

ئارام باله ته ي

2010 / 11 / 10
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


بعد أن أصبح منصب رئيس الوزراء محسوماً للقوائم الشيعية بحكم تركيبة البلد ذي الغالبية المذهبية الشيعية ، هذا على الرغم من نيل قائمة ( العراقية ) ممثلة السنة للمركز الأول في انتخابات 7 اذار المنصرم . الا أن الضغوطات المذهبية أحدثت شبه اجماع شيعي على عدم التفريط بمنصب رئيس الوزراء كأستحقاق مذهبي . بعد ذلك حاولت بعض الأطراف الداخلية و الأقليمية و حتى الدولية إبعاد الكورد عن منصب رئاسة الجمهورية و منحه ( للعراقية ) دون مراعاة أن العراق يتكون من قوميتين رئيسيتين ، هما القومية الكوردية و العربية. مبتغين بذلك عودة عجلة الزمن الى العصر الذي كان فيه الكورد من مواطني الدرجة الثانية . مع أن الشراكة الكوردية العربية واضحة المعالم في الدستور الدائم الذي كتب عام 2005 .
كان الأعتقاد أن القومية ظاهرة سياسية عابرة ظهرت في القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين ، و أنها ستزول في عصر التكنولوجيا الحديثة والأقتصاد الكبير، الا أن تلك التوقعات قد خابت ، سيما بعد تفكك و انقسام الأتحاد السوفيتي و يوغسلافيا على أسس قومية ، بل أن السمة القومية رافقت مشاكل دول العالم الثالث نتيجة الحدود المصطنعة التي أقامها الاستعمار . يذهب (تيد روبرت جار) مؤلف كتاب (أقليات في خطر) الى أن الحروب القومية كانت أطول الحروب و أعنفها في أواخر القرن العشرين . وأن القوميين منذ عام 1945 و حتى 1990 هم الوحيدون الذين استطاعوا أن ينالوا الأستقلال من بين غيرهم من المجموعات المطالبة بذلك .

ان هذه المخاطر أعلاه حقيقية ولايمكن التغاضي عنها ، وأي استقرار في العراق يتوقف على طمأنة الجانب الكوردستاني الذي ضحى بمئات الالاف من الشهداء في سبيل قضيته القومية ، وليس بالأمكان أن يقبل بالعودة الى الوراء . اذ أن سلب الكورد منصب ( رئاسة الجمهورية ) سيبعث القلق في الأوساط السياسية والشعبية في كوردستان ، وقد يؤدي ذلك الى التفكير بخيارات أخرى مستقبلا ، لوا شعر الكوردستانيون بالغبن في العراق الجديد .
ليس بأمكان الكوردستانيين ، التمسك بالأستحقاق الأنتخابي فحسب ، و هذا ما يدركه الرئيس البارزاني ، وأن اصراره على التمسك بالأستحقاق القومي ناجم من معرفته أن العرب (سنة ، وشيعة) لوا تحالفوا في يوم من الأيام ، فبأمكانهم تهميش الكورد و رميهم في صف المعارضة ، و بالتالي التحكم في مصيرهم و سلب كل مكتسباتهم .
ان التمسك بالأستحقاق القومي واجب ملح على كل الأطراف الكوردستانية ، وكل من يريد الخير لشعب كوردستان ، وكل من يريد الأستقرار للعراق . وأتعجب من بعض الأصوات الرافضة داخل أقليم كوردستان ، لتجديد ولاية الرئيس الطالباني ، من منطلقات حزبية وسوء تفاهم شخصي . حيث أن المسألة قومية ولا يتعلق بشخص الطالباني ، انما بمصير الكورد في العراق ومدى مشاركتهم وفاعليتهم في صنع القرار السياسي . لذلك فلابد أن تتكاتف كل الجهود الكوردستانية لجعل (منصب رئاسة الجمهورية) استحقاقا قوميا دائما للكورد بأعتباره المنصب السيادي الثاني من حيث الأهمية ، حيث أن الكورد يشكلون القومية الثانية في العراق .
ان هذه المرحلة مهمة و مفصلية في تاريخ العراق وتحديد مستقبله وتوجيه بوصلته السياسية ، و أن حصول الكورد مجددا على رئاسة الجمهورية كأستحقاق قومي . قد يجعل ذلك عرفا دائما في العملية السياسية ، وهذا ما يضمن شعور الكورد بالمواطنة الحقيقة و الشراكة الفعلية بعد عهود من الأبادة و الظلم الممنهج ضدهم . وكل مادون ذلك مس بالقضية الكوردية القومية . فهل تتوج جهود الرئيس البارزاني بمكسب قومي مهم ، أم أن الضغوط أكبر ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغاء الديمقراطية
البراق احمد ( 2010 / 11 / 10 - 16:07 )
السيد الكاتب المحترم
اغلبية الشعب العراقي اليوم تؤمن باحقية الكورد والتركمان وبقية الاقليات القومية بالحصول على حقوقهم القومية ضمن نظام مدني ديمقراطي فدرالي يضمن العدالة والمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات ولهذا فان ماتعرضه من استحقاق كوردي لمنصب رئاسة الجمهورية واستحقاق شيعي لمنصب رئاسة الوزراء غير مستندة الى نتائج صناديق الاقتراع يلغي الديمقراطية في البلاد ويعزز الفرقة الطائفية والقومية ويبقي البلاد في صراعات دموية ولهذا فان وحدة القوى اليسارية والعلمانية الديمقراطية في العراق وخوضها للانتخابات القادمة في قائمة موحدة هو الحل البديل والضامن لحقوق الجميع وليس في التقسيمات التي تقترحها في مقالتك مع التقدير


2 - وكيف لضمن حقوق التركمان والاشوريين في كردستان
حسين محيي الدين ( 2010 / 11 / 10 - 17:35 )
أولا . ان صدام حسين وزع ظلمه على كل العراقيين وبدون استثناء ثانيا ان الديمقراطية اليبرالية كفيلة بضمان حقوق كل المواطنين ومن كل الملل والنحل . ثالثا هل نعطي رئاسة الاقليم الى التركمان والبرلمان الكردستاني الى الاشوريين ؟ هذا التفكير العنصري الشوفوني يتعارض تماما مع الطرح الديمقراطي واستحقاقاته . ثم التهديد بالقوة لا يعني الا الرغبة الحقيقية في اشاهة الدكتاتورية . نحن نفهم كديمقراطيين منطق القوميين الشوفونيين ومحولاتهم لثني الحقائق . ونعلم مدى ابتعاد السيد مسعود البارزاني عن النهج الديمقراطي وسعيه لاقامة دولة قبائلية تقودها اسرته الكريمة فلا تصدعوا رؤوسنا بمخاوف لا أساس لها من الصحة


3 - عن أية مثاليات نتحدث
ديار الريكاني ( 2010 / 11 / 10 - 22:09 )
يبدو أن الأخ حسين محي الدين لا يعيش في العراق أساسا...
لطالما سمعنا بعبارة أن صدام حسين كان عادلا في ظلمه....ولكني أعتقد أن هذه المقولة بعيدة تماما عن الواقع العراقي ايام صدام...فمتى استخدم صدام الأسلحة الكيمياوية لابادة الطائفة السنية مثلا...ومتى استهدفهم بعمليات التطهير العرقي المسماة بعمليات الانفال السيئة الصيت..ومتى وضعهم في مقابر جماعية كما فعل بالكورد والشيعة؟!! لم تتعدى انتهاكات صدام بحق السنة سوى حالات فردية تتعلق بمنافع اقتصادية وسياسية بحتة...
ليس ما اقوله من باب الترويج للطائفية كما أتوقع أن يتهمني البعض فيه...ولكنه من باب المصارحة..فإنا مؤمن بأننا يجب أن نتصارح قبل ان نتصالح..فلا مصالحة بدون مصارحة...
أما القول بأن الليبرالية الديمقراطية من شأنها تحسين الاوضاع في العراق، فاقول لك يا أخي بالله عليك هل كانت غالبية الشعب العراقي الذي ذهب للانتخابات أكثر من مرة تفهم معنى الليبرالية والتكنوقراطية والديمقراطية أم أنها ذهبت لتنتخب من يمثلها طائفيا وعرقيا؟! فعن أية مثاليات نتحدث!


4 - العراقية ليست قائمة علمانية
باسل كوكيس -السويد ( 2010 / 11 / 11 - 11:01 )
استاذ ئارام
انا من المتباعين لكتاباتك الرائعة لكن ما يثير دهشتي كيف ان كاتب مثلك قومي يدافع عن القائمة العراقية وهي تضم اشخاص عروبين وارهابين ويكرهون الكورد وحاقدين على الاقليم اشبه بالنجيفي والهاشمي الذي يعتبر رئاسة الجمهورية استحقاق عربي ورامثال المطلك وقناته التي تبث السموم على الاقليم وهو ضد الاقاليم يا سيد ئارام القائمة العراقية قائمة ليست بالعلمانية حاول ان تراجع تصريحات المطلك والنجيفي والمالكي وتترك دفاعك عن هذه القائمة لا من اجل شيء وانا من اجل الشهداء الكورد الذين ناضلو من اجل الاقليم


5 - ولماذا يؤكد ئارام على علمانية القائمة العراقي
حيدر الربيعي ( 2010 / 11 / 11 - 11:17 )
السنة العرب وسياسييهم وضباطهم ومثقفيهم وكوادرهم يعتبرون الشيعة العراقيين مجرد (فراشين وكناسين ومستخدمين كعمال ومنظفين) وينظرون لنساء الشيعة مجرد (خادمات بيوت ونساء يبحثن بين القمامة عن الفتات).. وينظرون لاطفال الشيعة مجرد (اطفال رثي الثياب يركبون على عربانات تجرها الحمير).. وينظرون لشباب ورجال الشيعة (مجرد مشاريع موت في حروب خارجية لخدمة اجندات سنية).. فهذه الصورة هي التي رسمها السنة العرب للعراق.. وعملوا على انتهاج سياسات التفقير والتجهيل والتهجير والتقتيل والتعهير لتدمير النسيج الاجتماعي الثقافي والقيمي للشيعة العراق ومناطقهم.

فنظرة الاستحقار والتعالي هذه هي اساس الازمة والكارثة.. التي توجب الاسراع بتاسيس فيدرالية الوسط والجنوب الموحد.. وكذلك فيدرالية للمسيحيين في شمال العراق.. واقليم فيدرالي يضم قرى ومدن الشيعة التركمان والشبك في الموصل وكركوك وصلاح الدين.. لحماية المكونات العراقية من وحشية وطائفية وقسوة وهمجية السنة العرب ومخططاتهم التوسعية على الاقاليم العراقية.


6 - والكورد يروحون للجحيم
ديار الريكاني ( 2010 / 11 / 11 - 18:17 )
والكورد يروحون للجحيم...ما هيجي اخ حيدر؟؟؟
فيدرالية للشيعة...وأخرى للمسيحين...وأخرى للشبك والتركمان...ومن ثم تقذفون بالكورد إلى أحضان السنة..أهذا ما تريد قوله؟؟
يا أخي قولوا قولا يمكن تصديقه..بعيدا عن الاوهام والخرافات!...


7 - والكورد يروحون للجحيم
ديار الريكاني ( 2010 / 11 / 11 - 18:18 )
والكورد يروحون للجحيم...ما هيجي اخ حيدر؟؟؟
فيدرالية للشيعة...وأخرى للمسيحين...وأخرى للشبك والتركمان...ومن ثم تقذفون بالكورد إلى أحضان السنة..أهذا ما تريد قوله؟؟
يا أخي قولوا قولا يمكن تصديقه..بعيدا عن الاوهام والخرافات!...


8 - لا ادافع انما اوصف
ئارام باله ته ي ( 2010 / 11 / 11 - 22:30 )
انا لاادافع عن العراقية ، انما وصفتها بممثلة السنة كما وصفت القوائم الشيعية بصبغتها المذهبية . وهذا هو حال العراق . لكن لانستطيع النكران بأن العراقية نالت المرتبة الأولى في الأنتخابات
شكرا لكل المعلقين
ئارام باله ته ي


9 - نحن فرحون بما توصل لهو الاخوة الاكراد
حيدر الربيعي ( 2010 / 11 / 12 - 05:00 )
استاذ ديار انتم لديكم اقليمكم ونحن فرحون بذلك ونتمنى ان تحصلون على كل حقوقكم لكن نحن لم نحصل على اقليم الوسط والجنوب لحد الان


10 - شمالهم الحبيب
كامران عبد الرحمن ( 2010 / 11 / 13 - 08:28 )
استاذ ئارام تحياتي لك
هناك فرق بين رؤيتك الواقعيه لتركيبه العراق وما يترتب عليها من استحقاقات قوميه وطائقيه
وبين اصوات بعض المعلقين التي تنادي بكلام انشائي بالديمقراطيه الليبراليه التي تكفل حقوق الجميع متناسين بأنهم ليسوا ديمقراطيين بعد , لضمان المستقبل من غدر الغادرون مره اخرى
بشمالهم الحبيب !!ا


11 - عذرا
ديار الريكاني ( 2010 / 11 / 13 - 08:45 )
حضرة الأستاذ حيدر الربيعي..عذرا على سوء فهمنا لمقصدكم النبيل...ولكم منا ولكل أهلنا في الجنوب تحية إجلال ومحبة

اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة