الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان انفجار...

حيدر تحسين

2010 / 11 / 10
الادب والفن


كأن أسراب من المحار تنزل في الجوار
بعد صرخة انفجار تعود بائسة
إلى قاع البحار
وتصعد اللآلئ، أرواح لها في البؤس دار
مد وجزر يعتلي الدخان، منزلنا التعيس
وقت الغروب لشهقة الأشجار
حين يكسوها الغبار
للأرض غربتها حين يعلوها انفجار
حين تنفتح "الدرابين" الهزيلة للدمار
تلبس الأكواخ خوفا في رداها
والغيوم العابسات تهرب من سماها
فكأن روحينا السجينة بين شجو وبكاها
شيء ترجح مثل شمس في شتاء
ترتدي البرد أنين ثم تغفو في مساها

للدم والتراب شهيقه فوق القباب
والموت في بغداد ينعق كالغراب
كالسيل ينهل من أفانين المدينة،
ويعصر كالجراح
كالمد يصعد للحناجر والرقاب
فيحبس الأنفاس في رقصة موت للشباب
مدي ذراعك يا مدينة، امسحي الدم والتراب
عن وجوه النائمين بلا أمل، بأن يلقوا الصباح
لا تمسحيها أنها أيامهم مثل الجروح
أنهم ليسوا ضحايا بل أريج في السطوح
فوق أنقاض الدمار عطرهم سوف يفوح
فغدا ستنمو في بقيع اللاجئين إلى القبور
شقائق النعمان، فسائل النخيل
أوراق الجهنمية والزهور
وغدا سترقص في سماء الخائبين
أرواح الضحايا حين نأتي بالنذور
مسحة عطر في ضريح الياسمين
تبقى تلوح في الأفق الحزين مدا العصور
* * * * *

يا سندباد، هلا شممت الموت في أترابها؟
هلا تلوت على جسد المدينة أغنية
فكأن إنشاد على مضض الجراح الواهية
لمَ يسقط الآباء سهوا في حميم الهاوية؟
لم كل أولاد المدينة يهرعون ؟
فيسأل الأطفال أماه.. هذه الأصوات ما هي؟
هي قطرتان يرجها المجداف
في شطوط فرحتنا الخالية
هي قربة مكسورة تستسقي هواء من موائد بالية
هي لحظتان من العمر تقسمها أودية الجحيم
فتهد أعمدة الظلام من فوه الهاوية
وتحط فوق صدورنا أوجاع ليلتنا
لنشفى في الصباح، فها هي!

كم أنين في السماء قبل أن يعلو المسيح
قبل أن تأخذه روح الإله إلى السماء
لو أن صرخة صور ضجت في الفضاء
تقتل الشاربين فيها للدماء
لو إنما الطوفان على الأرض الخطايا
كان شحيح
لو أن نوح قبل أن تطفو السفينة لم يصيح
"الغيث يهطل في المدينة، هيا هلموا كي نروح"
لو أن نقالة موتا تدفن الفلك الجريح
ثم في لحظة عرس يلبس العشب الذبيح
أبيض مثل رداء الأولياء
يعتذر عما سيجري، كي ما يتوب الأبرياء
ولمَ يتوب الأبرياء؟
ما دامت الفلك القتيلة، كاللظى تحمله ريح
يا صاحب الطوفان.. هل نسيت الأبرياء؟
هلا ترانا نستريح؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟