الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما طعنتُ قلبها ..

عبد العظيم فنجان

2010 / 11 / 10
الادب والفن


صعدتُ ، وخرّبتُ وجهها الفاتن : كسرتُ هامتها ، وانحنيتُ .

قبل ذلك ذهبتُ إلى الشرق ، وعدتُ من الغرب . ذهبتُ لآتي بغيرها ، لكن غيرها ، عندما وصلتْ ، خلعتْ ثيابها ومشتْ عارية نحو المعبد ، كتلك التي طعنتُ جمالها .

جمعتُ التراب من كل أرض . جمعتُ التراب والندى والعشب ، عجنتُ التراب والندى والعشب بأنفاسي وخواطري ، وصنعت من العجين امرأة ، لا على مثال : انتظرتُ أن تنضج تحت حرارة الشمس ، أن ينمو جسدها مع العشب والبراعم ، وتنحدر عروقها نحو منابت المطر ، حتى اكتملتْ وتسلل إلى عروقها الجمر والملح ، فنطقتْ ، أول ما نطقتْ : " لا مفرَّ لك " ورأيتها تمشي ، تخلع ثيابها مع كل خطوة ، ثم تدخل المعبد ، فتضاجع الكهنة والمغنين والحرّاس والصبية ، ثم تترك الجميع منشورين ، عراة ، على حبل رغبتها ، لتنام عارية بين التماثيل .

صعدتُ غاضبا ، وطعنتُ قلبها عميقا ، حتى أنـّت وسال دمها من جروحي ، فركعتُ لجلال أنتها : عفّرتُ وجهي وجروحي بترابها ، وأنا أبكي ، منتظرا أن تشنقني بحبل غفرانها .

لم تغفر بعد ، لكنها قالت :" لا مفرَّ لكَ "
.............................

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل