الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لايجتمعان.... الاسطوره والديمقراطيه

عبد العزيز الخاطر

2010 / 11 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



لايوجد مجتمع بلا اسطوره او اساطير تفسر وجوده وتاريخه والاسطوره فى معظمها تاريخ يرتكز على جبل من التخيلات نسجها الزمن ومرور السنين فتضخم بحيث اصبح اسطوره تغنى عن التفكير الدقيق والنبش الدائب فبالتالى تصبح ملجأ للتفسيرات دون طول عناء وتعب, ناهيك عن الاساطير المحضه التى ينسجها العقل الانسانى كتفسير للكون ووجوده فيه ومآله بعده. الفكر الاسطورى ليس هو الاسطوره دائما, الفكر الاسطورى قد يصبح وعاده ما يكون كذلك آلية تفكير تميل الى اسطرة الوقائع الاجتماعيه والتاريخيه فى ذهن الشخص بحيث تصبح منظارا خادعا له يرى منه العالم ويقيمه. مجتمع الاساطير الصغيره خطير, كلُ يحمل اسطورته معه وكل مجموعة لها اسطورتها التى تميزها عن الاخرين , ليس بالضروره ان تكون الاسطوره من الضخامه بأن تفسر الكون, لا بل قد تكون من الصغر بأن يلجأ اليها الشخص لكى يبرر وجوده فى مجتمع لايعترف بوجوده او لايعير هذا الوجود اهتماما, التاريخ الصغير تاريخ اساطير ليس لانه لم يقع ولكن لانه فردى او معنى بجماعه دون غيرها , خطورته عندما يتحول الى اسطوره فى ذهن صاحبه, كمقوله النقاء العرقى , او الاصطفاء الربانى, او النسب الرسولى, اوالتميز القبلى. انتقال هذه المقولات الى خانة الاسطوره من خانة المرحله التاريخيه او الحقبه الزمنيه يجعل منها عائقا صلدا امام تحولات المجتمع وما يعصفه من تغيرات مستمره تتطلب منه مواكبتها . ثمة مجتمعات لاتزال تعيش على الاسطوره فى ادغال افريقيا وغابات الامازون وصحارى استراليا ولكنها معزوله . الخطوره كما اراها فى مجتمعاتنا فيما يتعلق فى هذا الموضوع هو كما اشرت تحول التاريخ الصغير للافراد والعوائل والقبائل والطوائف الى اساطير فى اذهان اصحابها مما يعوق تقدم المجتمع ويمنع بالتالى النظره الشموليه لمشاكل المجتمع والبلد ككل. فيقوم التفاضل مكان التسامح ويتشرنق كل فرد حول تاريخه وافضلية قبيلته . ان مشكلة التاريخ الصغير" تاريخ القبيله او العائله او الفرد" انه ينسى فى الحقيقه انه ليس سوى" دور" ضمن تاريخ المجتمع بالمعنى الشمولى للكلمه هناك دور للعائلات وللقبائل وللطوائف فى جميع انحاء العالم فى بناء مجتمعاتها ولكن تاريخ هذه الشعوب او المجتمعات اكثر شموليه بلا شك. كثير من التاريخ كذلك يخلط بين الدين والاسطوره نلحظ ذلك كثيرا فى كثير من الخطب والمناسبات الامر الذى يجعل من التفكير الاسطورى حاضرا دائما داخل الذهن, ويجعل من ذهنيه المسلم على استعداد لتقبل الاسطوره ونسجها فاذا ما وجدت مثل هذه الذهنيه ما يقال عن التاريخ الصغير لدى اصحابه ايا كانوا تحول هذا التاريخ"الدور" الى اسطوره وقد تكون فى تناقض مع توجه المجتمع والعصر فالقبليه مثلا اسطوره لتاريخ صغير والعنصريه كذلك . على كل حال التحول الديمقراطى لايحتاج الى اساطير او هو فى تناقض تام مع وجودها كونه تحول يعنى تغير, يعنى تبدل فى الادوار مع حفظ التاريخ لكل دور وصاحبه من يصنع التحول فى فى الحقيقه هو من يستحق لان يقترب من صوره الاسطوره التاريخيه ولكن دون امتداد كبوليفار محرر امريكا الجنوبيه مثلا او مانديلا مقاوم العنصريه فى جنوب افريقيا. نحن فى حاجه ماسه للتخفيف من وهج الاسطوره وفى تصور بناءها او فى اجتزاء ادوار صغيره والبناء عليها اسطوريا ولاننسى اننا نعايش العقد الثانى من القرن الحادى والعشرون عقد تكنولوجيا الاتصال الرفيعه والمتقدمه جدا والمفارقه انها بدون اسطوره وراءها وليس هذا فقط بل انها دون اب او قبيله او حتى دين او قبله تتجه لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبروك
آدم نصر السرطاوي ( 2010 / 11 / 11 - 10:09 )
مباركة هذه الديمقراطية
التي لا أدري مكانها إلا على الورق؟

اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا