الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأيٌ في مقالةِ ألأستاذ حسين شعبان حول دعوة السعودية للعراقيين ..!!

جاسم محمد الحافظ

2010 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


سيكون من السذاجة بمكان مصادرة حق الكتاب والمفكرين في أبداء آرائهم وأفكارهم - خاصة أذا ما صدرت من رجلٍ محترمٍ كالاستاذ حسين شعبان - لكنه من الحكمة التعامل معها كمخرجاتٍ ضرورية - جراء العمليات الذهنية - لأشباع حاجات الناس المتنامية للمعرفةِ , لتسهم في تحديد مسارات تفاعل نشاطاتهم أثناء عملية ألأنتاج الأجتماعي للخيرات المادية والقيم الثقافية وما تنطوي عليه من صراعٍ أجتماعي , بغية الوصول الى أهدفهم المرغوبة بأقل التضحيات الممكنة , وما أن تحط هذه الافكار بين أيدي مستهلكيها أثناء عملية التمهيد لتشكيل وعيهم الجمعي أو أعادة أنتاج وعي أرقى , حتى يصبح للمستهلكين الحق الكامل في قول ما يرونه مناسباً من المدح أو القدح لتلك الأفكار وذالك حسب مستوى كفاءتها في أشباع حاجاتهم , وعليه فأن ما ورد من أفكارٍ في مقالتهِ المنشورة في الحوار المتمدن في 9-11-2010 والموسومة بعنوان " المبادرة نداء حقيقي وضع العراقيين امام مسؤلياتهم التأريخية والأنسانية والوطنية " لم تكن برأيي موفقة ولاترقى الى مستوى المساهمة الجدية , في تحليل طبيعة هذه الدعوة بموضوعية وألتزام وطني, وكانت دون الأمانة العلمية , في وصف الواقع الموضوعي لمزاج المجتمع العراقي ولدرجة تعقيد العملية السياسية في أطار رؤي وأديولوجيات المتصارعين , فظلاً عن تجاهلها لتأكيد جدى فظ هذا الأشتباك في أطار البيئة السياسية العراقية فقط ,لتسجل تمريناً وزاداً لمواجهة أطواراً خطيرةً ستتعرض لها عملية البناء الديمقراطي لاحقاً .
وعند تقييم المبادرة بالقول "أهم ما فيها أنها مبادرة صادرة عن خادم الحرمين الشريفيين ..." يحزنني القول بأن الذوات الحرة غير مضطرة لتأليه الذوات المستبدة الجاهلة.
وأن المملكة " تعد ثقلاً عربياً وأقليمياً وعالمياً " هذا كلام صحيح , لكن هذا الثقل , ما مال يوماً لصالح شعوب المنطقة , ألا بمقدار ما يخدم المصالح الظيقة للعائلة المالكة في نجد والحجاز ومصالح أسيادهم الأمبرياليين , لقد لعبت السعودية أقذر الأدوار بقيادتها للرجعية العربية ضد حركة التحرر الوطني العربية , الى جانب معاداتها للأنظمة الثورية في أفريقيا وأمريكا الآتينية والأطاحة ببعض أنظمتها الوطنية وفقاً للوثائق المنشورة أخيراً , هذا فظلاً عن أن النظام السياسي السعودي العام , الذي يتشكل من المؤسسة الملكية ونظمٍ تحتية أخرى , يعد أستبدادياً ومتخلفاً بشكلٍ خطير الى الدرجة التي صحَ معها أتهام هذا النظام التعسفي , بأنه أكبر منتجٍ للمجموعات ألأرهابية المعاصرةِ المهددة لسلامة وأمن شعوباً كثيرة ومنها بلادنا .
أما الأدعاء بوقوف السعودية " على مسافة واحدة من جميع الأطياف العراقية" هو أدعاء باطل وتزلف لا أرضاه لعراقي , خاصة وأن تصريحات وتهديدات كبار المسؤلين السعوديين لبعض الطوائف العراقية , يطعن في مصداقية ونزاهة هذا الأدعاء ومطلقيه . فظلاً عن أن السعودية تميز بين رعاياها طبقياً ومذهبياً بشكل خطير.
أما القول بأن " هذه المبادرة تهدف الى تحقيق مصالح العراق وشعبه " فهو ضربُ من التضليلِ وخداع النفس , حيث ان النتائج المدمرة للحرب التي دعمتها السعودية ضد أيران أيام الطاغية صدام حسين , والتي ما زال شعبنا يرزح تحت أثارها الفضيعة يمكن تخفيفها بأسقاط الديون أن أصدقت القول في حب العراق وشعبه , غير أن أصرارها على تصدير الأرهاب الى الأحياء الشعبية الفقيرة في بغداد وغيرها من المدن العراقية وتأجيج الطائفية , لغرض عرقلة أنجاز مشروع الديمقراطية في بلادنا , يؤكد بأن السعودية أخطر الآعبين ضد مصالح العراق وشعبه .
أما دعوة المثقفين وغيرهم من شغيلة الفكر لحضور اللقاء " كقوة عراقية ناعمة " فلا أرى جامعاً علمياً فيزياءياً بين مصطلحي القوة والنعومة في مثل ضروف العراق على أقل تقدير حيث المفرقعات تحصد أرواح الأبرياء كل يوم بخشونةٍ , ألا أذا أُريدَ لكلِ مُثَقفٍ أن يقفَ وراء سياسياً محاوراً يدلك له أكتافه بنعومة وحنية , شرطة أن لا يكون من بينهم مثقفاً ثورياً من جماعة لينين , لمخالفة ذالك شروط العولمة ودباباتها الناعمة .
أنني أعتقد أن الأنوات الحرة والعاشقة للحياة الكريمة مسؤلة عن صياغةِ تأريخها الشخصي والحفاظ على بهائه , وأن الأنحياز للفقراء والكادحين والأخلاص لمبادئهم الأنسانية في هذا الزمن الردئ كما القابض على النار. أتمنى أن لا أكون متجنياً قي ما ذهبت اليه , لأعتقادي بأن دور المثقف الوطني وقلمه في هذه المرحلة من تأريخ شعبنا , كالسيف الذرب الحد المنحاز للحق ضد الباطل بكل تجلياته . أن كان حامله عاشقاً للحرية ومدركاً أن أشجارها لا تورق ويتفيء المتعبون تحت ظلالها ألا في أجواء الديمقراطية والعدالة الأجتماعية , فينبغي أن لا نجزع لأن مشوار أنجاز الديمقراطية بكل تأكيد مشواراً طويلاً وصعباً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - زمن حاتم زهران
ايار العراقي ( 2010 / 11 / 11 - 21:05 )
استاذي الفاضل يقول المثل العربي (ان تاتي متاخرا خير من الا تاتي ابدا)السيد شعبان وللاسف الشديد اتى متاخرا وانضم الى الجوق بصفة مزمر فلاجدوى لنقده والابربك هل من المعقول ان يكون ماركسي النزعة والهوى وهو المتنقل بين اشد الدكتاتوريات العربية اذى بليسار وبلفكر التقدمي؟
ويقول المثل الاخروهو مصري(اسمع كلامك اصدقك اشوف عمايلك استعجب)ببساطة لو انك اطلعت على مقالات السيد شعبان هنا في الحوار وتابعت كلامه عبر الفضائيات لوجدته يبكي دما ودمع على حقوق الشعب العربي واقلياته وينظر لكيفية استرجاع الحقوق وينصح الاخرين(وهم بلمناسبة اكثر حرصا منه)بفعل كذا وكذا ونبذ كذا وكذا لتفتتح الستارة واذا بلرفيق او الاخ او السيد شعبان في حضرة دكتاتور عربي مع ثلة من قتلة ابناء الشعب العراقي لافتتاح نصب لدكتاتور اخر
لاتطيل حيرتك ياسيدي فهذا الزمن هو زمن اللامعقول والتجارة السياسية ولااريد الخوض اكثر
شكرا لمقالك الرائع وهو بلتاكيد في محله


2 - السعودية طرف محايد
عادل الحربي / جدة ( 2010 / 11 / 11 - 21:27 )

قدر العراق ان يصبح جسما منهكا منذ عقود عديدة وفي نفس الوقت شاءت اقداره ان ياتي مجاورا لدول كبيرة جدا وذات ثقل معروف في هذه المنطقة المسماة الشرق الاوسط. السعودية , تركيا , ايران , سوريا والاردن كل هذه الدول ذات تأثير مباشر على مجريات الساحة العراقية. وتعقيبا على مقالك وحين نأخذ في حسباننا اهمية دول الجوار العراقي وقوة حضورها فإن ماجاء به الاستاذ حسين شعبان هو قراءة ممتازة للواقع إذ أنه يرى أن السعودية كما يبدو لي هي الطرف الوحيد الذي لايطمح لأي غاية تتعدى ضمان استقرار العراق وقيام دولته على اساس متين من المشاركة لكافة اطيافه. فالسعودية على عكس ايران ليس لديها طموحات توسعية او انتقامية وتربطها بالعراق اواصر تاريخية واجتماعية من الصعب التخطى عليها . وأما بالنسبة لتركيا فاعتقد انه من الصعب ايضا التعويل علي حسن نياتها بسبب المسألة الكردية المعروفة. وبقي النظام السوري الذي يخشى من دولة ديمقراطية مستقرة في العراق حيث التواجد الامريكي المكثف الذي قد يستعد لمغامرات كثيرة معها في حال تم استقرار الوضع الداخلي العراقي .

تحياتي


3 - شكر
اكرم عبدالله مجيد ( 2010 / 11 / 12 - 19:26 )
شكرا غلى التفاتك لمقال الاستاذ عبدالحسين شعبان وتعليق الاخ ايارالعراقي


4 - رأيٌ في مقالةِ ألأستاذ حسين شعبان
Sattar al-Khafaji ( 2010 / 11 / 14 - 20:04 )
العزيز د جاسم
لاارى غرابة في ان تصدر من عبد الحسين شعبان هذه الافكار لمن يعرفه جيدا ومن
يتابع تطورات وتقلبات افكاره السياسية المنطلقة اساسا والمبنيه على التزلف للحصول على مكتسبات مادية اوغيرها يركب الموجة بحذر
الا كيف تفسر الامر من كونه ماركسيا متشددا الى عروبيا ثم رجعيا
اذكر هذه الحادثة في احداث بشتاشان كان الرفيق الكادر الدكتور عبد الحسين شعبان
متواجدا في تلك المنطقة ليثقف الرفاق الشيوعيين على الكفاح المسلح وبعد انسحابنا عبر جبل قنديل تجمعنا اكثر من اربعين نصيرا مسحوبين من المعركة في عرفة صغيره لاتسع لعشرة اشخاص كنا لانزال ننتظر اخبار الشهداء وكان هناك كثير من الرفاق مفقودين دخل علينا الدكتور مرتديا عباءة صدامية وقال: رفاق لاتحزنوا اننا لم نخسر شئ وانما التحاد الوطني خسر سمعته وبين ذهول الرفاق من قول الرفيق المثقف انبرى احد الرفاق قائلا له ما هذا الخريط اننا خسرنا اكثر من ثمانين رفيقا فكيف لانحزن؟
ثم علمنا انه سافر عبر طهران الى دمشق بجوازه السوري الدبلوماسي وترك اولاد الخايبة في معمعة الظروف القاسية ثم بعد ان تاكد له ان الا مصلحة له في بقاءه في الحزب فانتقل من ايكة الى ايكة

اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار