الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنهم متواطئون ... وليسوا عاجزين...!!!

طلعت الصفدى

2010 / 11 / 11
القضية الفلسطينية


باراك حسين اوباما، يتوسل وينحني أمام حكومة التطرف والعنصرية نيتيناهو – ليبرمان ويرجوها أن تجمد الاستيطان لمدة شهر أو شهرين شكليا، لحفظ ماء وجهه خصوصا بعد خطابه في القاهرة حتى وان استمر دون الإعلان، لاستكمال المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين الضحايا، وإسرائيل دولة الاحتلال والعنصرية، ويمنحها كل الضمانات للحفاظ على أمنها وتفوقها العسكري في المنطقة، مع صفقة شاملة من الإغراءات العسكرية والطائرات الحديثة التكنولوجيا، وكافة أسلحة الدمار كهبة غير مستردة، مع سند معجل للدعم السياسي والمالي في مجلس الأمن، والفيتو المضمون النتائج إلى الأبد ولكن دون جدوى.
لقد خاب أمل باراك حسين اوباما والإدارة الأمريكية من الديمقراطيين والجمهوريين، والمتسكعين وكل رعاة البقر من الرأسماليين والامبرياليين، ولصوص المال والنفط ، ومؤسسات نهب الشعوب على الطريقة الأمريكية، ولم تنجح كل إغراءاته التي قدمها لإسرائيل، بل كانت النتيجة خسارة حزبه في الانتخابات النصفية، وتراجع شعبيته ليس بسبب الملف الفلسطيني، بل بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، والوضع الداخلي، وعدم نجاح خطته محاربة الإرهاب في العديد من الدول كالعراق وأفغانستان وباكستان.
وتتوالى تصريحات المسئولين والسياسيين الرأسماليين والامبرياليين في العالم التي تدين الرفض الإسرائيلي لوقف الاستيطان، ويصرح باراك حسين اوباما في أحدث لقاءاته أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في القدس المحتلة أمر لا يخدم عملية السلام، وواشنطن تعرب عن خيبة أملها الشديدة إزاء قرار إسرائيل بناء 1300 وحدة استيطانية جديدة في القدس، والاتحاد الأوربي يدلي بدلوه فيطالب إسرائيل بالتراجع عن قرارها بناء مساكن جديدة، ومواصلة الاستيطان في القدس المحتلة، وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة يبلغ نيتنياهو قلقه بشأن خطة التوسع الاستيطاني الجديدة في القدس، والأمين العام للمؤتمر الإسلامي يدين قرار إسرائيل بناء 1300 وحدة استيطانية في القدس، ويتصاعد القلق الدولي من التوسع الاستيطاني في القدس .

ومع ارتفاع كل الأصوات الدولية المستنكرة المتكررة المبحوحة، وعبارات الشجب والإدانة المتصاعدة، فإنها لم تنجح في إجبار إسرائيل على وقف عمليات تهويد القدس والاستيطان ونهب الأرض، وبناء جدار الفصل العنصري، وخلع أشجار الزيتون المعمرة المتجذرة في الأرض قبل وجودهم على الأرض الفلسطينية، وانفلاش سوائب الرعاع، وغلاة المستوطنين، والتعديات على المواطنين العزل وهدم البيوت، ومنع الآذان في المساجد، وممارسة أبشع الجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين، من القتل والاغتيال والاعتقالات المستمرة على مدار الساعة، ومواصلة حصارها لقطاع غزة، ومحاولة فصله عن العالم .. الخ فإنها تواصل مخططها بلا هوادة، وبلا حساب لصوت المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية والحقوقية، ولا تعير اهتماما للرباعية الدولية، ودول قمة العشرين ، لتأكدها من غياب الجدية وممارسة الضغط لإجبارها على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تكدست، وطالها العث منذ أكثر من ستين عاما، وهى تمعن في إذلال العالم، ولا تستمع أو تنصت إليه، وتواصل عمليات التهويد، وها هي ست وستون عائلة تستوطن حي رأس العمود بشكل سري، وعلى الرغم من تلك الممارسات فان حكومة الاحتلال تدعي أنها تبحث مع المسئولين الدوليين وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية تحريك عملية السلام!!!!!!!.

هل بعد وضوح الموقف الإسرائيلي، خصوصا بعد شروطه الجديدة القديمة بضرورة الاعتراف باسرائيل كدولة لليهود، كشرط للعودة للمفاوضات المباشرة، دون تحديد مرجعيتها الأممية، واشتراط عدم العودة لحدود عام 1967، ورفض تنفيذ قرارات الشرعية الدولية واستبدالها بالتفاهمات الإسرائيلية – الأمريكية، وتهديدها باتخاذ إجراءات أحادية جديدة إذا توجهت السلطة الوطنية لمجلس الأمن لترسيم حدود الدولة الفلسطينية والاعتراف بها، يسمح باستمرار المراهنة على الموقف الأمريكي الرافض لممارسة الضغط على حكومة التطرف والعنصرية، وإجبارها كما أجبرت غيرها على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، والتمسك بالمقولة الخادعة أن أوراق الحل بيد الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟؟
ألا تستدعي كل هذه التطورات الخطيرة، عقد اجتماع عاجل للمجلس المركزي الفلسطيني، لمناقشة كافة التداعيات والمخاطر، والتعقيدات التي تمر بها القضية الفلسطينية، ووضع إستراتيجية وخطة وطنية كفاحية لمواجهة الهجوم الإسرائيلي المنفلت على شعبنا وأرضنا الفلسطينية، والتعنت والصلف والإرهاب الإسرائيلي، وتنكره للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والبحث عن الوسائل والأدوات للمساهمة في استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء حالة الانقسام، وتعزيز الشراكة السياسية، وصمود الجماهير الشعبية، وتحصين الجبهة الداخلية وتمتين الصفوف، ووضع سياسة جديدة لدعم حركة الجماهير، وتطوير المقاومة الشعبية،والتحرك على كافة المستويات العربية والإقليمية والإسلامية والدولية، للحصول على الشرعية الدولية، والاعتراف بفلسطين كدولة ديمقراطية كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، خالية من المستوطنين والمستوطنات، وعاصمتها القدس .
طلعت ألصفدي غزة - فلسطين
11/11/2010
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس