الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أتفاق.. تنصل.. وأشياء أخرى !!

عبد الحميد العماري

2010 / 11 / 12
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


حملت السويعات الأخيرة من ليلة الخميس الكثير من المد والشد والجزر ، حتى تم أعلان التوصل الى أتفاقات وتفاهامات جرت على قدم وساق، كان من بين أبرز أبطالها هما رئيس أقليم كردستان العراق السيد مسعود بارزاني والسفير الأميركي في العراق جيمس جيفري والخط الساخن المفتوح بين بغداد وواشنطن، ومن ثم أنتخاب هيئة رئاسة البرلمان ،وهو ماكان متوقعا منذ ما يزيد على الخمسة أشهر .. إن لم نقل أكثر ، ووفقا لمقولة ( تمخض الجبل فولد فأرا ) جاءت النتائج كما أريد لها خارجيا ،ولاعلاقة للتأثير الداخلي فيها مطلقا ،رغم كل هذا الحجم الهائل من الصراعات بين الكتل والقوى السياسية العراقية طيلة الأشهر الثمانية الماضية، فقد بشر السيد جو بايدن رؤساء الكتل البرلمانية منذ الأعلان عن نتائج ألأنتخابات والتصديق عليها ، أن أحدا لم ولن يشكل الحكومة غير السيد نوري المالكي ،ودفع السيد المبجل بايدن بأتجاه التحالف بين العراقية وأئتلاف دولة القانون ، وفق نظرية إناطة منصب رئاسة الجمهورية للدكتورعلاوي في مقابل أن يكون المالكي رئيسا للحكومة الجديدة في ولاية ثانية ، الأمر الذي جعل كتلتي التحالف الكردستاني والأئتلاف الوطني العراقي في حيرة من أمرهم ، وريبة من أحتمالية أن يكونوا على الهامش اذا ما كتب لهذا التحالف النجاح .
وقال عضو التحالف الكردستاني محمود عثمان في تصريح تلفزيوني عقب زيارة بايدن الأولى بعد أعلان نتائج الأنتخابات .. أنهم يشعرون بالخوف والريبة من هذا التحالف والسعي ألأميركي المحموم لقيامه، فيما ذهب عضو الأئتلاف الوطني العراقي محمد البياتي الى ذات الأتجاه عندما أقر بوجود سعي أميركي لتحالف سيجعلهم (الوطني والكردستاني) لأن يتخذوا من مصطبة الأحتياط في الملعب السياسي العراقي مكانا لهم ، أضف الى ذلك التصريحات الرنانة والطنانة لأعضاء التيار الصدري في مقدمتهم بهاء الأعرجي ونصار الربيعي وغيرهما ، والذي كانت بمثابة التلويح بالقوة إذا لزم الأمر للحيلولة دون تحقيق ذلك ، ما أدى الى تلاقي الأرادتين (الكردية والأئتلافية) إن صح التعبير في لجم كل الأصوات المؤيدة لتلاقي العراقية ودولة القانون ، وقد أعترف بذلك عضو دولة القانون السيد عزت الشابندر قائلا: ( أنه شخصيا تعرض للأساءة من أطراف عديدة بسبب دعوته وسعيه الحثيث لتقارب العراقية ودولة القانون ) .

أخيرا تحقق الهدف بعد تدخل طهران الذي توافق مع رغبة السيد جلال طالباني ، سيما وأن واشنطن أبلغت السيد طالباني عدة مرات آخرها كان قبل ربع ساعة فقط من وصول السيد طالباني الى قبة البرلمان ، حيث نقلت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية ، أن طالباني تلقى أتصالا من السفير الأميركي في العراق يبلغه أن الرئيس أوباما يأمل في أن يراجع السيد طالباني نفسه قبيل الترشح لرئاسة الجمهورية ، لكن الأخير أبلغ السفير جفري أن الأمر خرج من يده وأصبح في ملعب التحالفين الكردستاني والوطني ، وأنه لايرغب بالترشح لكن هذه الأطراف هي من يريد ذلك !!

لقد لعبت طهران دورا أكبر في أخراج المشهد السياسي العراقي بهذه الطريقة ، فأيران لاتريد للقائمة العراقية أن تأخذ دورا بارزا ومؤثرا على الساحة العراقية ، فضلا عن سعيها المستمر لأبعاد الدكتور أياد علاوي عن سلطة أتخاذ القرار ،كون الأخير تحديدا يعتبر الند الأقوى للسياسة الأيرانية في العراق والمنطقة، وهذا بأعتراف الرئيس الأيراني أحمدي نجاد بحضور السيد نوري المالكي ،خلال زيارة الأخير الى طهران الشهر الماضي ، وفي المقابل .. فأن الدور الأميركي تراجع بنسبة كبيرة ، رغم أن أتفاقا قد حصل سرا وعلانية بين كل من واشنطن وطهران على تولي المالكي ولاية ثانية ،وهو السبب الحقيقي الذي كان ومازال وراء أصرار السيد المالكي وبالفم المليان ،، كما يقول المثل المصري ،، ويعلن أنه المرشح الواثق من تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة .

لايمكن للمالكي القبول بشريك قوي ينافسه في أتخاذ القرارات التنفيذية ، ذلك لأنه يسعى الى تدعيم سلطته على مفاصل الدولة بعد ترضية الأكراد هنا وهناك ، وهو يعلم أن كل ما يريده الكرد هو الحصول على ضم كركوك وبعض المناطق التي قيل عنها أنها ( متنازع عليها) الى سلطة أقليم كردستان كليا ، بعد أن أصبحت عمليا هي كذلك ،ومن هنا فأنه ( السيد المالكي )عمل على دعم فكرة أعادة ترشيح السيد الطالباني لرئاسة الجمهورية لولاية ثانية في مقابل تهميش أو أبعاد غريمه في المشهد السياسي العراقي الدكتور علاوي عن مراكز صنع القرار ، بدليل .. أنه تنصل من أتفاقه الذي وقع ظهيرة يوم الخميس .. وتحديدا عند الساعة الثانية عشر ظهرا ، بعد سبع ساعات من توقيعه مع السيد مسعود البارزاني والدكتور علاوي ، حتى أنه رفض إعطاء أي تعهد أمام أعضاء البرلمان بالألتزام بما تم الأتفاق عليه ، وقال بالحرف في معرض رده على طلب السيد فؤاد معصوم الذي طلب منه أن يتعهد بضرورة الألتزام بما جاء في الأتفاق ، مما يدفع بأتجاه عودة القائمة العراقية الى البرلمان (اذا أراد علاوي العودة الى قاعة البرلمان ليفعل ، وإن لم يرد فهذا شأنه ، وأن ليس لديه أي ألتزام يتعلق بهذه الورقة )!! ما أغضب السيد مسعود بارزاني الذي رد عليه بعتب شديد ، وفقا لما توارد من معلومات من داخل قبة البرلمان .. ترى كيف يمكن التأسيس لمبدأ الشراكة الوطنية التي صدعت رؤسنا بها طيلة الفترة المنصرمة ؟! وكيف يمكن لهذا البلد أن يستقر طالما أن الشركاء تحولوا الى أعداء في بلد تتقاذفه المشاكل والمعاناة والفقر والتخلف و و و والى ماهنالك من مسميات ؟!

أننا نتصور أن المشهد السياسي ذاهب الى التعقيد اذا ما أصرت هذه الأطراف على أنتهاج مثل هكذا سياسة ،وبالتالي تعميق معاناة المواطن العراقي الذي لاناقة له ولاجمل في كل مايحصل من صراعات ونزاعات على مغانم السلطة سوى أن يستمر في كونه عرضة ومشروع للقتل المجاني يوميا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم