الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلسة البرلمان واغتيال مبادرة رئيس الاقليم

كريم بياني

2010 / 11 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بدت جلسة البرلمان يوم أمس وكأنها جاءت تتويجا لمبادرة رئيس الاقليم التي سعت الى ايجاد مخرج من نفق الازمة السياسية، لكن سرعان ما تتطورت الامور وجرت محاولة مكشوفة للنيل من هذه المبادرة وأمام سمع وبصر صاحبها دون أن يحرك ساكنا. والمبادرة أساساً لم تكن محل ترحيب وخاصة عندما وجهت الدعوة على أن تكون مدينة أربيل مكاناً لبحثها، حتى أن بعض التقارير تحدثت عن ضغوط وتهديدات لمن يتوجه الى أربيل، وفي هذه الاثناء جاءت المبادرة السعودية، فأصبحت هذه ألاطراف بين خيارين أحلاهما مر، فتوجهوا على مضض الى أربيل مستجيرين من الرمضاء بالنار.
بالرغم من بعض المواقف التي هاجمت المبادرة، لكنني أرى أنها وإن أتت متأخرة جدا، إلا أنها كانت ضرورية لتصحيح مسار سلكه التحالف الكردستاني وهو يطرح ما سمي بالورقة الكردية على مائدة التفاوض الثنائي مع الكتل، كأني بمسعود البارزاني قد تنبه الى الخلل، فكان لابد من المبادرة ليس للتقارب بين الكتل فحسب بل لوضع الورقة والمطاليب الكردية أمام هذه الكتل مجتمعة وليس على انفراد.
إذا نظرنا الى الامور من منطلق المصلحة الكردستانية والقومية فإن التحالف الكردستاني لم يكن في اعتقادي موفقا عندما طرح ورقته وجعلها شرطا للتحالف مع الكتلة التي تتجاوب أكثر من غيرها مع بنودها. لأنه ادخل نفسة بذلك في لعبة الصراع على حماية المصالح الشخصية وتأمين مواقع المسؤولية لأشخاص بحد ذاتهم، جاء ذلك طبعا على حساب المصلحة العامة. وأرى أن هذا الموقف أو هذه الخطوة كانت تفتقر الى التفكير الاستراتيجي ولم تعر كثير البال لمتطلبات الامن القومي ولم تأخذ بنظر الاعتبار جملة من الامور التي تلعب دورا مهما في تحقيق وتثبيت هذا الامن، كالجغرافيا والمكوّن الثقافي والتواصل الانسيابي والمنسجم مع العالم عبر المحيط الاقليمي المحايد على أقل التقديرات، فضلا عن العمل الحريص والجاد على البقاء على مسافة واحدة والحفاظ على حد ادنى من الانسجام والتصالح مع جميع المكونات الاجتماعية على تفاوت امتداداتهم المذهبية والقومية والسياسية والطائفية، وقبل ذلك كله؛ الانتباه الى مدى تناغم ايقاع هذه الخطوة مع نبض الشارع الكردي وتوجهاته الفكرية والايديولوجية وحتى السياسية والحزبية تجنباً لردود فعل تراكمية قد تشكل ـ وإن على مدى مستقبل غير قريب ـ تهديدا للأمن القومي.
إن بعض ما جاء في الورقة الكردية، لا تستطيع كتلة بعينها أو تحالف بعينه اعطاء الضمانات بتحقيق ما يترتب عليها من التزامات في الجانب التطبيقي والايفاء بالعهود والوعود والتي هي في اغلبها شفهية، هذا إذا فهمنا بأن هذه التحالفات هي كيانات هشة جمعتها المصالح الذاتية والضغوط الخارجية وهي قابلة للتفكك إثر بروز ادنى تهديد او تلاعب بالمصالح المكونة لجسد التحالف الواهي، عندها ستصبح جملة هذه الوعود في مهب الريح، ولنا تجربة مريرة سابقة مع الكتل التي أيدناها وتحالفنا معها ونعرف مسبقا ألموقف العدائي والرافض لبعض أركان تحالفها من ألكرد وقضيتهم و تطلعاتهم، ونعرف أيضا أن كل هذه التحالفات لا تجمعها ولا تحركها أجندة وطنية، بل إملاءات خارجية والتي في مجملها سواء الاقليمية منها أو الدولية لاتصب في صالح الكرد.
إن الورقة الكردية تخص جميع المكونات السياسية والطائفية التي تتشكل منها التحالفات المنخرطة في ما يسمى بالعملية السياسية، وكان على الجانب الكردستاني أن يساوم بدخوله في العملية السياسية على هذه الورقة، بدل أن يختزلها في تأمين موقع رئيس الجمهورية أو بعض الحقائب الوزارية.
بعض هذه المطالب هي قضايا خلافية لاتستطيع دولة القانون ولا العراقية ولا حتى أي مكون أخر أن ينفرد بأتخاذ قرار إزاءها، تجربة السنوات المريرة والدامية السابقة وما تخللتها من اقصاء وتهميش وإنكار تبرر الخوف والقلق، خصوصا أنه لم يطرأ أي تغيير على خارطة النوايا ولهجة الخطاب السياسي لازالت تحمل ذات النبرة التهديدية المعتادة.
وعندما يقول رئيس الاقليم وهو يعلن توصل الكتل الى توافقات: (أن المادة 142 كانت أسهل الامور وتمت الموافقة عليها من قبل جميع الاطراف وبسرعة) فإن هذا الامر يدعو إلى ألخوف والقلق، هذه المادة الدستورية التي عانت من المماطلة والتسويف وكغيرها من المواد المطاطية التي لا يجب أن يتضمنها نظام داخلي لجمعية أهلية فضلا عن دستور دولة، أصبحت عرضة لتفسير واجتهادات كل من هب ودب. هكذا وبسرعة تتهافت الكتل لتوافق عليها؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نضرية 13
عدنان جبار الشواني ( 2010 / 11 / 13 - 13:05 )
كريم بياتي
لم يسمح لي الوقت لكي امضي في قراءة مقالتك00 اكتفيت بسطران وفهمت
كل ماكتبته0 السيد مسعود البرزاني يمثل رجل المهمات الصعبه في العراق
وله الشاءن العضيم في الساحه السياسيه اتمنى ان تزيل الحقد الدفين في
قلبك واعمل للعراق لان الموجودين خارج حدود العراق ليسوا اسيادنا

اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية