الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث الساعة

البتول الهاشمية

2004 / 9 / 16
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قضية شائكة ....بكل معنى الكلمة
فمصير الصحفيان الفرنسيان على كف عفريت ..و قتليهما أو إطلاق سراحهم سيلقي بظلاله على الانتخابات القادمة سواء إيجابا لشيراك أو سلبا ...اعتقد إلى الآن أننا متفقين جميعا ...إذا أين موضع الخلاف ...
إن السؤال المحرج في المرحلة الأكثر إحراجا هو هل على هذه الجموع العربية داخلا أو خارجا أن تستنفر بهذا الشكل الحماسي الغير مسبوق تاريخيا لأجل مواطنان فرنسيان لا يقدمان و لا يؤخران إذا ما رمينا على الطاولة بكل ما في سجون إسرائيل و أمريكا و أوربا من معتقلين عرب و مسلمين ..فهل وعت هذه الجماهير إلى ضرورة تجنيد الغرب الصديق إن صحت التسمية في هذه الحرب الجديدة التي تستهدف وجود امة بأكملها ..أم أن الأمر لا يتعدى كوننا عاطفيين تجمعنا الطبلة و تفرقنا العصا ...الإجابة معقدة بحجم تعقيد السؤال نفسه و في سبيل البحث عن إجابة لا بد من أن نعري في قفص الحقيقة الذي لا تعجبه الأقنعة و لا تدخله الحبال المطاطة التي تجتذب إليها البهلوانات ...
فرنسا تبدو في الماضي القريب جدا عود الثقاب الجاف في علبة الكبريت المبللة الغربية فقد تجرأت على قول لا للولايات المتحدة الأمريكية في حربها الأخيرة على العراق و التي فتحت أبواب الجحيم في المنطقة العربية و ترجمت هذه اللا إلى فيتو هو الأول من نوعه ضد أعظم إمبراطورية عرفها التاريخ ..صحيح ان مصالحها كانت المحرك الأساسي خلف الاحتجاج و لكن ما المشكلة إذا التقت المصالح الم تنجو الحمائم عندما تعاون على الطير بشبكة الصياد ...ثم أليست فرنسا التي تجرأت على إجراء إحصائية أوربية تبين أن الشعب الأوربي يعتبر إن إسرائيل هي السبب الأول في الإرهاب العالمي و هو أمر خطير كلف شيراك آلاف من حبات الطماطم التي انهارت عليه لدى زيارته إسرائيل ...و يبقى الإنجاز الأكثر إشراقا هو رفض أن ترد شارة المسيحية في الدستور الأوربي المشترك بالرغم من اعتراض معظم الدول الأوربية و هو تصرف يستحق أن نرفع له القبعة على اعتبار انه سلوك لا يقبل أن يميز بين الدولة المسيحية و المسلمة داخل الشراكة ...
و قد يرتفع صوت البعض بان كل ما أوردناه ليس إلا نصف الكوب المملوء فماذا عن الباقي الفارغ و نضم صوتنا إلى صوتهم فالحقيقة ترفض أن ترد ناقصة ..و فرنسا هي صاحبة التاريخ الأسود مع العرب فمن ملايين الجزائريين الذي لم تجف دمائهم بعد إلى العدوان على مصر و التصويت لصالح إقامة دولة إسرائيل و تقسيم المنطقة العربية وهذا لم نتكلم بعد عن منع الحجاب و فتح الأجواء الفرنسية أمام الطائرات الأمريكية القادمة إلينا ..وغير ذلك
ولنقل أن بالنسبة للماضي فدعونا ننساه لان نفخ الروح في أحقاد أكل عليها الزمن و شرب لن تفيدنا بشئ الآن و الأمثلة كثيرة أمامنا فروسيا مدت يدها إلى ألمانيا تاركة وراءها آلاف من القبور الجماعية التي شيدتها آلة هتلر المجنونة و ليكن شعارنا في هذه المرحلة الحساسة هو القول الخالد للمحنك تشرشل بأنه لا توجد عداوات دائمة و لا صداقات دائمة و لكن مصالح دائمة ..و أما فيما يخص الحاضر فديننا يجعلنا نرفض أمر نزع الحجاب و لكن المنطق يبرر لفرنسا حرية التصرف فوق أراضيها بما يراعي مصلحتها الوطنية و هو أمر لا يمكننا أن ننكره عليهم لأننا باختصار أول المطبقين له و إن دخل شيراك الكثير من مساجد فرنسا و خلع حذائه احتراما مع أن هذا أمر لا يفعله في الكنيسة فان داعية إسلامي لم يدخل كنيسة
و بعيدا عن كل هذه الحسابات الفرعية فان الرهينتان صحفيان لعبا دور مهم في كشف الزيف الأمريكي في عالم الغرب المغلق أمامنا و هم خاطروا بحياتهم عندما جاءوا قبل الحرب و عندما دخلوا الأراضي الفلسطينية ليشكلوا جدار بشري يحمي الفلسطينيين في الوقت الذي قبع كبار مثقفينا للتحليل و التنظير و لعبت الجرائد الفرنسية دور بارزا في إيصال عدالة قضيتنا إلى الغرب عندما كانت دورياتنا متفرغة لمطاردة الفنانين والساسة ..وهذا الذي يجري كله إنما يصب في خانة المصلحة الأمريكية التي يفرحها تغييب عدسات التصوير عن ما تقترفه يداها و من باب أولى يفترض بنا رد الجميل للشعب الفرنسي الذي جاب الشوارع يطالب بوقف الحرب ...و إلى هؤلاء اللذين يتسترون خلف شعارات إسلامية لأجل تنفيذ مخططاتهم القذرة أو لأجل المال الذي افتضح أمرهم نقول ..لا توجد أية واحدة في هذا القران الذي تقرؤونه تسمح لكم بان تعبثوا بحياة أبرياء و إذا كنتم تدعون أنكم حفظتم القرآن فليتكم تفهمون أنكم حتى الآن لم تفهوا سورة الفاتحة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة