الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعزائي الشيوعيين، أنا أفتقدكم

ضياء حميو

2010 / 11 / 12
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


بقلم: كنود يورنسن
ترجمة: ضياء حميو


أعزائي الشيوعيين، أعزائي المرتزقة الحمر، أنا أفتقدكم وأفتقد تلك المعارضة التي مثلتموها في تلك الأيام والتي يكون قد مرّ عليها زمن طويل الآن يا أصدقائي: مارجيته،اوجا وبول الذين في شرق يولاند.
كنتم بالتأكيد مؤطَّرين وصعبي المراس في منطقكم وطريقة تفكيركم، لكنكم كنتم رفاقاً رائعين، وكانت لنا صحبة طيبة حينما كنا نتظاهر سوية ضد حرب فيتنام والتسلح النووي.
لقد كان أنتم، أعضاء الحزب العاديين، من ينظّم جميع الضروريات العملية والأولية في مسيراتنا وتظاهراتنا، جاهدين على تهيئة الملصقات واللافتات والقهوة.

الامور التافه والضرورية في قائمة العمل تنجزونها بهدوء وجد وبنفس القدر من الاهمية:كان لديكم قناعة راسخة باستلام السلطة وفقا للايدولوجية،وقد كانت هنالك قوة عظمى تسندكم.
وقد شُتمتم بانكم مأمورين من السوفيت ،كما كانت التسمية

.اتهموكم بانه تم شراؤكم ،وانكم مرتشين ،ومغسولي الدماغ ،وخونه ومرتزقه حمر وماكان تأثير هذا الا كما الماء ينساب على ظهر الاوز.

نحن الآخرين احتفظنا بالايدي النظيفة وانقسمنا الى فصائل عدة.
عندما رأيتم " الجدار " يتهاوى تهاويتم معه...المأساة الانسانية التي تلته سيتحدث التاريخ يوما ما عنها.
يبدو لي ان عقوبتكم كانت قاسية حين انهار عالمكم،ولكن المنتصرين المُلاك كانوا بلارحمة.
نحن ويسارون اخرون عملنا سوية حين كانت هنالك المقاومة.

.
واحسسنا ان تحركنا بلا جدوى بدون سلطة جيش ودولة تدعمنا .
.

، و ثمن الولاء الذي دفعناه باهضا ،وبعد ان زال " السوفيت" من الوجود ،لم يكفنا ان نشتاق الى قهوتكم وعنادكم في المظاهرات.
بدون السوفيت كقوة مجابهه لحصلت الرأسمالية على اية حال على سلطة مطلقة منذ عام 1945.
ولكان المقاومون سيقفون بوضع ِ يدهم اليسار فوق القلب واليمين في الهواء فارغة،ولكانت قلة قليلة من تحتمل.
كنتم كشيوعيين عنيدين بالاحتجاج ضد الرأسمالية وضد تسلط امريكا على البشر وبنفس العناد أغمضتم عيونكم عن حقيقة تسلط ستالين،لذلك كان لعنادكم اثر مميز:لقد جعلتم الرأسمالية تخاف.
عندما كنتم اقوياء في السنوات التي تلت عام 1945 ،حصلتم ،او بقول ادق: الخوف منكم منح اوربا المفلسه. مشروع مساعدات مارشل الرائع .
ليس برغبتكم ولكنه كان الخوف منكم ،خصوصا من حاملي آرائكم من الفرنسيين والايطاليين،جعل امريكا الغنية تمد يدها الى جيبها وتساعد اوربا على النهوض والحصول على سوق جديدة بذات الوقت.


.
كذلك الامر في السنوات اللاحقة في الحرب الاوربية الباردة ،فبسبب تضامنكم مع السوفيت ظلوا يعتبرونكم مصدر تهديد كبير.
الشكر لكم لانكم جعلتم الاشتراكيين الديمقراطيين يوحدون المجاميع الباقية ،واخذت الراسمالية ماتشكلونه ومايشكله السوفيت من تهديد على محمل الجد ،الامر الذي جعلها تقبل بدولة الرفاهية .

كما قالت ريتا بيررجورد قبل مدة: " لانهاء اعداد المصوتين منكم ولامد بعيد انهاء روح التمرد وجعل الباب الخلفي هادئا ".
ايا كانت الدوافع لدولة الرفاهية في تاريخ الدولة والاستجابة للفقراء في عالم الرأسمال المتوحش.
بدونكم انتم الشيوعيين وبدون السوفيت ماكان لها ان تكون.
ايضا في الخارج في العالم الكبير :كنتم مؤثرين بان وضعتم حدا للتوسع الامريكي.
ولطالما كان السوفيت يحاولون كسب شيء من التعاطف،خسرته امريكا من خلال اساءة استخدام قوتها ضد فيتنام،ووضعت الحكمة حدا للامبريالية الامريكية.كان ذلك في تلك الايام.
من المؤكد ان الحرب الباردة كانت مروعة .ولقد سُميت ايضا توازن الرعب،وتظاهرنا بعناد بلا حظ كبير ضد جنون التسلح واُتهمنا بالغباء.
نظرة الى الخلف ترينا ان الامر ايجابي:الرأسمال ضبط نفسه ولم يكن سيدا مطلقا.
هو الآن كذلك.
المقاومة اليوم بلا سند او بلد يدعمها.ايدينا نظيفة كتحصيل حاصل ،وفارغة ايضا ضمن نفس التحصيل،ولن تقول السلطة لنفسها ذلك مرتين.
هنالك قواعد امريكية اكثر ممما شاهدناه سابقا.
" بوش " فعل الذي يريد ،وخلَفه لم يُغلق احداها.
الرأسمال مستمر بنخر كل من دولة الرفاهية والتضامن والمعايير الاخلاقية. وان السوق ومايرتبط به من حياة نمطية يترسخ .
ولكن الاسوء من هذا ان المقاومة أصبحت يائسة، لانها ضعيفة بلا سند الاتحاد السوفيتي.
هذه المقاومة وهي في يأسها صارت ترى اطرا دينية متوحشة وانتحاريين تملأهم الرغبة بالترويع والانتقام والنتيجة هي الخوف في هذا الجزء الغني من العالم.
نمى الخوف باضطراد كافضل جواب لديهم.
لمجابهة الانتحاريين هنا- كما يرون- لايوجد جواب افضل من تسلط الدولة ،الدولة القومية ،أي الطور الدفاعي في التنظيم.
عندما اعطى الرعب من القنابل النووية،الروس، الشيوعيين ،اساسا لدولة الرفاهية،اعطى الرعب من الارهاب ومن الناس ذوي البشرات المختلفة اساسا للدولة القومية وسط عالم معولم.
ولكن كره الاجانب والعولمة تركيبة متفجرة!وافضل الشيوعية عليها!.
وبنفس الوقت الذي اعطت الشيوعية تراكما وتصعيدا لتوازن الرعب ومن ثم شكلت اساسا لدولة الرفاه فان الرأسمال كبح جماحه المناهض للقوانين الانسانية.
الارهاب لاوطن له او دولة تسانده،ولتقليل الجهد العسكري،اعطوا اساسا للتحكم والدولة القومية،بينما رسملة الاسواق والارواح تقبر كل المشتركات عدا الاتحاد الاوربي والعملة الموحدة ،والخوف ،وتكبر بلامقاومة.
في الوقت الذي تعمق الدولة القومية خصائصها ،من يوقف هذا الجريان بتعميق الانقسام ،والهوة بين الاغنياء والفقراء ،هذا التصعيد بين العنف والسيطرة؟
اعزائي الشيوعيين، انا افتقدكم.



عن البوليتيكن


يورن كنودسن: كاتب دنماركي، ولد عام 1926 حامل لشهادة الماجستير في التاريخ الأدبي ،متخصص في التاريخ النقدي ،مؤلف لعديد من الكتب ،محاضر في جامعة بون في ألمانيا عام 1950 ،حاصل على دكتوراه شرف من جامعة كوبنهاكن،متفرغ دوله للشؤون الثقافية والفكرية،يرأس حاليا منظمة ثقافية مستقلة تعنى بالثقافة والفكر النقدي.
ريتا بيررجورد:عمدة كوبنهاكن لعام 2004 عن حزب الاشتراكيين الديمقراطيين المعارض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المضمون واضح والترجمة ولكن
كريم الزكي ( 2010 / 11 / 12 - 21:06 )
عاشت ايك عزيزي ضياء كنت رائعا في نقل المضمون كما كنت رائعا على مسرح يوتوبوري


2 - شكرا لمرطبات روحنا اليائسة
سعد سامي نادر ( 2010 / 11 / 14 - 14:53 )
ايها الاخ الرائع ضياء. شكرا، والى المزيد من بخات الأمل المرطبة لجروحنا . لقد أنقذْتَ يأسنا المُرْ بحلاوة وحسن اختيارك الجميل..تحياتي

اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم