الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرد البريطاني والإنسان العراقي

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 11 / 12
حقوق الانسان


لأكثر من عشر مرات أتوجه لدائرة الجوازات للحصول على جواز سفر فأصطدم بالروتين أو المعاملة على الطريقة العراقية فأرجع خائبا لاعنا الجواز ومن يعطي الجواز والغرض الذي وجد له الجواز فلم يكن أجدادنا الملاعين من أبناء عدنان وقحطان يحتاجون إلى جواز للعبور بين بلد وآخر فكل شيء مباح والمشاعية في التنقل ميزة حرمنا منها في العهود المتأخرة ،وتذكرت ما ردده يوما الرئيس العراقي عبد السلام عارف متغنيا بالوحدة التي لم تتحقق :
ليس بين العراق والشام حد هدم الله ما بنو من حدود
ويبدو أن الله لم يفكر لحد الآن في تهديم الحدود لذلك نحن بحاجة للجواز رغم أنوفنا ،المهم في مراجعة كان الزحام شديدا والحر أشد والمراجعين متجمهرين تحت ظلال الزيزفون ورحمة الشمس الحارقة عدت أدراجي بانتظار فرصة أخرى وثانية قيل أن الجوازات لا تتوفر في الوقت الحاضر ،وثالثة قيل أن المدير أصدر تعليمات جديدة لضمان الانسيابية والقضاء على الرشوة والفساد وإشاعة المساواة بعدم السماح للسماسرة بالمراجعة ،ورابعة كان الطابور أطول من يوم العرض فمنعتني بداوتي من الدخول في الطابور لاعتبارات اجتماعية وخامسة وسادسة حتى قررت أخيرا البقاء بدون جواز قربة إلى الله تعالى وبانتظار رحمة الإلهة بتهديم الحدود لدعوة الرئيس المؤمن عارف، رغم أن الجواز متيسر وخلال ساعات إذا دفعت 500 دولار ولكن الأخلاق أو القيم أو غيرها منعتني من اللجوء لهذا الطريق لذلك قررت أن أبقى بدون جواز أسوة بملايين العراقيين ممن يعيشون دون خط الفقر وعلى هذا أسلمت أمري لجبار السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من الكافرين!!!
ولكن أبت الأقدار إلا معاندتي وإثارة الموضوع من جديد فقد بعث لي أحد الأحبة أميل مزعج يسبب الصداع ووجع الرأس ،الأميل موثق بالصورة ولا يقبل النقاش ومستمسك رسمي لا يأتيه الباطل من خلفه أو أمامه ولا هم يحزنون ،يقول أن جدنا الأعلى القرد البريطاني بيلي منح جواز سفر بريطاني لأول مرة وبذلك يحق له السفر بالدرجة الأولى إلى أي دولة من دول العالم،ولأن الجواز البريطاني بمثابة جواز سفر دبلوماسي فلا تستطيع أي دولة من دول العالم الطعن بشرعيته كما هو حال الجواز العراقي الذي لا تعترف به الكثير من الدول تحت حجج في مقدمتها الكتابة باللغة الكردية أو عدم شرعية الحكومة العراقية أو الخلاف معها أو الاحترام غير الزائد للعراقيين بوصفهم عملاء للمحتل إلى غير ذلك ممن الأسباب لذلك فأن الجد بيلي في كل المقاييس يزيد قليلا علينا نحن الذين لا نملك جواز أو لا يحق لنا الدخول لبعض الدول لعمالتنا للاحتلال وبذلك فعلى من ينكرون نسبنا القرودي أن يتراجعوا قليلا فالقرد البريطاني أفضل من المواطن العراقي لأنه يمنح جواز السفر مع التقدير وابتسامة قاتلة من صبية حسناء – كما تظهر الصور- والعراقي يقابل في دائرة الجواز بأقذر ما في القاموس من كلمات ودفع ورفع وشلع يجعله يلعن الساعة التي ولد فيها ،ولنا أن نقارن بين حقوق الحيوان في دول الكفر والاستعمار وحقوق الإنسان في دول ألأيمان والاستبداد ويحق لي التمني أن أكون قردا بريطانيا لهو كافة الحقوق بدلا من أنسانا عراقيا ليس له حقوق، ولعن الله الداخلية ومن دخلها والجوازات ومن جوزها والحدود ومن حددها ،وأعادها مشاعية ينتقل فيها الإنسان كالطير الحر له حق السفر أنى وأين يشاء،ودعائي لوزير الداخلية البولاني بطول العمر وأن يكتسح المرشحين في الانتخابات القادمة،فقد حصل على ألف صوت في هذه الانتخابات لما قدمته وزارته الخائبة من خدمات للمواطنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الزواج ولا ذلة الجواز
حسين محيي الدين ( 2010 / 11 / 12 - 19:57 )
عزيزي أبو زاهد . أمامك عدة وسائل للحصول على جواز سفر بدون أي أزعاج . أولا أن تطيل لحيتك وتكوي جبينك . ثانيا أن تدفع 200 دولار رشوة . مديرية الجوازات في محافظة النجف بعد أن منحت الجائزة الاولى بالفساد قلصت قيمة الرشوة من 500 دولار الى 200 دولار أملا في أن تتخلص من هذه التهمة . ثالثا أن أن تكون من المقربين للمرجعية . وبما أنك غير قادر على اتباع هذه الخطوات .اشير عليك عليك بالجواز بالهجة المصرية يعني تتجوز .


2 - المحترم ابا زاهد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 11 / 13 - 18:15 )
تحيه واحترام
من فرط زهدك اسميت ابنك زاهد...فزهد بالجواز
المفروض هم من ياتوا اليكم في مكانكم ليقدموا لكم تلك الوثيقه المشبوهه..عندي سالفه عن الوثايق اسمحلي أن أطريها عليكم
كان لأخي اذي قتله الأرهابين عام 2006 سياره وكان قادماً من مسقط رأسه الناصريه الى سكنه في بغداد وذلك في منتصف التسعينات اوقفته احدى السيطرات وبعد التي والتيه قالوا له يجب أن تبدل لوحة السيار(الأرقام) فقال للحرس في السيطره..هيه ذي قار(لأن السياره لوحتها ذي قار) قابل هي من .....
هسه الجواز العراقي مثل لوحة ذي قار زمن البعث
تقبل تحياتي وفرحنه بالجواز من تحصل عليه وعليها عزيمه


3 - ردود
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 11 / 13 - 18:51 )
الأخ حسين محيي الدين
الطريقين لا يمكن المسير فيهما فالرشوة محرمة شرعا كما يقول أبن رشيق القيرواني والجواز الذي يعني الزواج لا يمكن قطعا لأسباب منها عدم القدرة ،وعدم أقرار تعدد الزوجات حسب قوانين حقوق الأنسان والخوف من أم العيال فهي أشد جبروتا من مليشيات هذه الأيام لذلك سأبقى بدون جواز لعلي أحصل على جوازات يوم القيامة فكما يمنح الصابرين حور العين فسوف يمنحني بدل الجواز عور العين ودم بخير.
العزيز عبد الرضا حمد جاسم
هاي معقوله ينطوني الجواز وأكون على قدم المساواة مع قرد أسيادهم المدلل نعم نطالب بالمساواة ولكن ليس بين القرد البريطاني والفرد العراقي فما يأكله القرد الكريم أفضل عشرات المرات مما يعطى الينا في البطاقة التموينية والمساواة مع القرود غير جائز في شرعنا.


4 - لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياه لمن تنادي
عطر الندى محمد ( 2010 / 11 / 14 - 06:04 )
لا حياه لمن ننادي هو كل مااستظيع ان اعبر عنه
اما بالنسبه للمقال السابق فقد قراته ولكن حقيقه لم يكن لي رد مجرد اسئله لم تحصل سوى الدمع اجابه
تحياتي وسلامي


5 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 11 / 14 - 17:44 )
نعم لا حياة لمن تنادي ولكن علينا ان نبعث الحياة من خلال العمل المتواصل لتغيير الواقع
تحياتي

اخر الافلام

.. اعتقالات وإعفاءات في تونس بسبب العلم التونسي


.. تونس– اعتقالات وتوقيف بحق محامين وإعلاميين




.. العالم الليلة | قصف إسرائيلي على شمال غزة.. وترمب يتعهد بطرد


.. ترمب يواصل تصريحاته الصادمة بشأن المهاجرين غير الشرعيين




.. تصريحات ترمب السلبية ضد المهاجرين غير الشرعيين تجذب أصواتا ا