الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال ذكرى عرفات في غزة..!

محمد داود

2010 / 11 / 12
القضية الفلسطينية


من كل عام تعاد ذكرى الشهيد الرئيس ياسر عرفات باعتباره واجب وطني مقدس، فتهب جماهير شعبنا الفلسطيني من كل حدب وصوب لإحياء ذكرى استشهاده ، لكن هذه الذكرى الخالدة لا تمر دون أن يدفع شعبنا المناضل ثمن ذلك، سواء على يد الاحتلال الإسرائيلي كما حدث اليوم وأمس في مدن الضفة الغربية، أو كما حدث في قطاع غزة من منع وحظر احتفالات ذكرى استشهاد عرفات خاصة في جامعة الأقصى بغزة ومنع الصحفيين من تصوير الاحتفالات في رفح وغيرهما، خشية من تكرار الزحف الجماهيري الكاسح الذي جرى في الذكرى الرابعة لإحياء استشهاد عرفات على أرض الكتيبة. وهكذا في كل مرة تقتل ذكرى الشهيد الذي قدم حياته من أجل القضية الفلسطينية وكفاح الشعب الفلسطيني الطويل وصولاً إلى الدولة الفلسطينية التي وضعنا على أعتابها، حتى أوصى في آخر كلماته أن يوارى الثرى أرض القدس الحبيبة.
تأتي الذكرى السادسة من استشهاد أبو عمار ولا يزال الانقسام الفلسطيني على أشده، حتى أكل الأخضر واليابس ولم يبقي من معالم الوحدة إلا التشرذم والخيانة والظلم والعقاب والردح الإعلامي والسياسي والأمني المضاد. فاليوم تمنع الاحتفالات إحياءً لذكراه الخالدة ويعاقب كل من تسول نفسه أن يتحدث عن عرفات أو يرفع صورة أو راية لقائد فلسطيني كرمته شعوب العالم حتى العدو أخذ يردد صمود وعنفوان عرفات الأسطورة. كذلك في العام الماضي منع أيضاً إجراء أي فعالية في قطاع غزة تخليداً للقائد الشهيد عرفات وفي ذكراه الرابعة أيضاً تكبد الشعب الفلسطيني عشرات الشهداء والجرحى على أرض الكتيبة أثناء مراسم إحياء ذكرى عرفات بعد دعوة حركة فتح الجماهير الفلسطينية وقواه لإحياء ذكراه المجيدة فاستجابت الجماهير الفلسطينية للنداء وهبت من كل حدب وصوب إلى أرض الكتيبة تلبي النداء، متحدية أشكال المنع والترهيب، وسجل ذلك اليوم الحافل الأسود بأحرف من نور ونار.
وهكذا تمر ذكرى استشهاد عرفات كغيرها من الذكريات الأليمة وكأن الهدف من ورائها طمس وإخفاء معالم الرمز عرفات، فسرقت مقتنياته وحرف تاريخه النضالي والصق بأقذع التهم الباطلة ومحاولات التشويه الدنيئة حتى بعد استشهاده، بحق زعيم رسم مشروعنا الوطني الفلسطيني وأضاء لنا الطريق في زمن التراجع، ليطل علينا بعملياته الفدائية التي زلزلت أركان الاحتلال وجنوده لينتصر في معركة الكرامة الشهيرة ويجدد بقاء المشروع الوطني في حرب 1982 ويسقط المؤامرة تلو الأخرى وليحقق طموح كل فلسطيني حر بعودة أللاجئين إلى وطنهم وأرضهم فلسطين حتى نعت بـ"رجل البندقية والدبلوماسية". دون أن يفرط بذرة تراب من أرض فلسطين، وقالها بصريح العبارة : "ليس منا وليس بيننا من يفرط بذرة من تراب القدس" التي هي حلمنا، حلم الأجيال وهي جوهر الصراع لدرجة انه أوصانا أن يدفن بها وبترابها الطاهر لأنها أمانة في أعناقنا ورسالة أوصانا عليها إلى يوم الدين ويوم يقوم الأشهاد، سنسأل عنها ونحاسب عليها أمام الله عزوجل؛ وأمام شعبنا المناضل، فحرص أن يذكرها ويكررها في خطاباته التعبوية الحماسية لشحذ الهمم : "حتى القدس ..حتى القدس – فنحن مشاريع شهادة". فكان الأب والأم والصديق والساهر والحارس على أبناء شعبنا في الداخل والخارج وفي مخيمات اللاجئين وفي الشتات؛ ومن حصار إلى حصار امتد من حصار أيلول مروراً ببيروت وانتهاءً بحصار رام الله، مردداً : "شهيداً .. شهيداً .. شهيداً؛ ليسمعها القاصي قبل الداني هذا دربي واختياري منذ عقود طويلة". فكان التحدي والصمود عنوانه ليخرج منتصراً من بين الركام كما عودنا على ذلك رافضاً التنازل أو المساومة، مقاوماً حاملاً رشاشه الأوتوماتيكي بيده، مسقطاً الرهان وكل المؤامرات التي تحاك من كل حدبٍ وصوب لإهلاكه وإهلاك القضية وشطبها عن الخارطة السياسية ليصبح شعاره الدائم في كل حين "على القدس رايحين شهداء بالملايين" دون خوف أو كلل أو ملل، دفاعاً عن التراب الفلسطيني، وفي كل مرة تحرسه عناية الرحمن حتى الرمق الأخير من حياته أخذ يرددها، شهيداً . وبهذه الكلمات التي تحدى إسرائيل وأمريكا والعالم المتغطرس أختتم كفاحه الطويل التي تستحق منا جميعاً كل فخر واعتزاز، أقرها قادة وزعماء العالم.
لقد كرمت بالأمس الأول فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي شهيد فلسطين الدكتور فتحي الشقاقي، وغداً سيحيي شعبنا ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين و أبو علي مصطفى، ليكونوا عنواناً للعطاء الفلسطيني عبر صيرورة تاريخية حافلة بالعطاء المستمر ودرب تسير عليه الأجيال القادمة تعيد به ذكريات قادة عظماء، صنعوا التاريخ الفلسطيني المجيد فارتبط اسمهم بفلسطين وبمشروعنا الوطني ... فكونوا على قدر المسؤولية من رئيسكم وعنوانكم واحيوا ذكراه الخالدة باعتباره واجب وطني مقدس على كل فلسطيني يحب فلسطين.
كاتب وباحث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف