الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية المفصولين السياسيين من ناحية أخلاقية وإنسانية

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2010 / 11 / 13
حقوق الانسان


صدمة كبيرة تلقاها الموظفون من المفصولين السياسيين في وزارة الثقافة ، شأنهم شأن المفصولين السياسيين في وزارات أخرى ، حين طولبوا بإرجاع المبالغ المالية التي تسلموها خلال السنوات الفائتة كرواتب ، بعد أن عدلت الوزارة عن عدّهم مفصولين سياسيين وأنزلت درجاتهم الوظيفية وألزمتهم بإعادة ما تسلموه من فروق في الرواتب .
تكمن المشكلة في إن المبالغ التي طولبوا بإعادتها تبلغ الملايين ، ويتوجب عليهم إرجاعها دفعة واحدة وإلاّ كان مصيرهم السجن ! إلاّ إذا قدموا ضمانات عقارية ، حينها يجوز لهم تسديد المبالغ على أقساط !!
وسط ملابسات هذا الموضوع تطرأ في الذهن عدة أسئلة وملاحظات نضعها أمام ضمير كل من يستطيع إنقاذ أولئك الموظفين من هذا الظلم ، وتتمثل هذه الأسئلة والملاحظات بالآتي :
ـ بغض النظر عن مدى أحقيتهم بأن يُعَدوا مفصولين سياسيين او غير مفصولين ، ألم يعرض أولئك الموظفون أوراقهم قبل إعادتهم الى الوظيفة الى لجنة في الوزارة تشكلت من قانونيين وتحت إشراف دائرة المفتش العام وعدد من الوكلاء والمديرين العامين ؟ وهذه اللجنة درست تلك الأوراق وبناءً عليها أقرّت أنهم مفصولون سياسيون ، وفي ضوء قرارها جرت إعادتهم الى الوظيفة واحتسبت لهم درجات متقدمة في السلم الوظيفي فمُنِحوا رواتب عالية ؟! فماذ ذنب أولئك الموظفين إذا غيرت الجهة المعنية ـ أي الوزارة ـ رأيها وعدلت عن قرار عدّهم مفصولين سياسيين ، بعد خمس الى ست سنوات من إعادتهم الى الوظيفة بصفة مفصولين سياسيين ؟!!
أليس الخطأ بالأساس هو خطأ الوزارة ، فلماذا لاتتحمل الوزارة نفسها وزر خطأها ؟!
نعم ، إن الخطأ بالأساس هو خطأ إداري ، كما بلغنا وأكدّه المعنيون ، وبما إنه خطأ إداري فيترتب عليه أن يفاتح وزير الثقافة مجلس الوزراء لإلغاء تلك المبالغ ( إطفاء الديون ) ، بل حتى من باب إنساني وأخلاقي ومراعاةً للوضع المادي لأولئك الموظفين ورأفة بعائلاتهم يفترض بالوزارة إتخاذ دور إنساني تجاههم وحل مشكلتهم بالطريقة التي لاتؤثر على معيشة عائلاتهم آخذين بنظر الإعتبار أن قرار التضمين ( ضمانة عقارية لغرض التسديد الشهري ) هو قرار مجحف لاسيما لموظف فقير يسكن في بيت مستأجَر ، فمن أين له أن يأتي بضمانة عقارية حتى يحمي نفسه من عقوبة السجن ؟!!
ما نكتبه هنا هو ليس رأينا فقط إنما صرخة مدوية من عائلات أولئك الموظفين وكذلك عدد كبير من زملائهم في دوائر وزارة الثقافة من الذين تضامنوا معهم بهدف رفع الحيف عنهم . فهل نجد لهذه الصرخة صدى لدى وزارة الثقافة ووزيرها وكذلك مجلس الوزراء ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القضيه مبيته
عبد الرزاق محمد ( 2010 / 11 / 13 - 06:01 )
عزيزتى أسماء انت تصرخين في وادى لو كانت النوايا سليمه وضمائر الحاكمين حيه لما وصلنا الى هذا الحال سيف الحكومه مسلط على ابناء شعبهم المغلوب على امره لماذا لايسترجعون رواتب اعضاء البرلمان المعطل لماذا يرفعون اجور الكهرباء واسعار المحروقات ويقطعون البطاقه التموينيه الم يجاهد المفصولون السياسيون النظام الفاشى البائد حين كان من فى الحكم الآن يعيشون فى رحاب اوربا ؟ مرة اخرى الكلام لاينفع مع امثال هؤلاء بل ينفع المدفع


2 - استرجاع رواتب
طارق عيسى طه ( 2010 / 11 / 14 - 00:09 )
السيدة الفاضلة اسماء محمد مصطفى ان افكارك انسانية ووطنية ولكن الناس ملتهين بانفسهم وان اقتراحك مقبول ومنطقي اذ ان الغلط ليس من الموظفين وانما من الوزارة التي يجب ان تتحمل الخطأ اذ ان هذه الطريقة في مطالبة المفصولين بارجاع المبالغ هذه يسمى حكم قرقوش,والاجدى بهم بان يطالبوا النواب في المجلس المنتخب الجديد بان لا يستلموا رواتبهم بدون مقابل اي بدون عمل ,والجدير بالذكر والطمع هو ان السيد النائب البياتي يريد حساب العمل من يوم الخميس اي يوم الافتتاح الموافق 11-11-2010 اي انه يريد ان يغلس على الاشهر الثمانية التي مضت بدون حكومة هذه نماذج سيئة وبداية اسوأ لمجلس يسمى بمجلس الشعب


3 - تحية تقدير
أسماء محمد مصطفى ( 2010 / 11 / 14 - 22:29 )
السيد عبد الرزاق محمد
السيد طارق عيسى طه
تحية تقدير لكما ولحضوركما الى هذه الصفحة وإبدائكما الرأي في قضية المفصولين السياسيين

جزيل الشكر لكما

اخر الافلام

.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - استشهاد طفلين بسبب المجاعة في غزة


.. أمريكا.. طلاب مدرسة ثانوي بمانهاتن يتظاهرون دعما لفلسطين




.. وفاة 36 فلسطينيا في معتقلات إسرائيل.. تعذيب وإهمال للأسرى وت


.. لاجئون سودانيون عالقون بغابة ألالا بإثيوبيا




.. الأمم المتحدة تكرم -رئيسي-.. وأميركا تقاطع الجلسة