الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة الجديدة ومواجهة الواقع المؤلم

فراس الغضبان الحمداني

2010 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


إن اغلب الشعوب تعرضت لنكبات وكواررث طبيعية وابتليت بلدان العالم الثالث بمصيبة الانقلابات العسكرية التي تتسلط فيها زمرة من العسكر على مقاليد البلاد وربما تنجح في تحقيق بعض المكاسب ولكن الانقلاب الذي شهده العراق بعد الغزو الأمريكي هو الأكثر غرابة في التاريخ والأكثر خطورة من الانقلابات العسكرية الدموية .



هل يعد الانقلاب في العراق أكثر خطورة ..؟ والإجابة على هذا السؤال نقول لا لأن الانقلاب العسكري اقل خطورة حيث يمكن إزاحته في ثورة شعبية أو بانقلاب عسكري آخر ومعنى ذلك بان هناك أمل في التغيير ولكن الذي حدث هو انقلاب سياسي واقتصادي واجتماعي وأخلاقي ..



ففجأة لم يجد الأمريكان أمامهم سوى مجموعة شخصيات يمثلون المعارضة العراقية وباستثناء عدد قليل منهم مشهود لهم بالنضال ولكن الأغلبية كانوا مجرد شخوص لمصالح ذاتية وهم قليلي الخبرة وعاجزين عن إدارة ابسط مؤسسة خدمية وليس دولة كبيرة مثل العراق تتقلب فيها الأهواء وتتصارع فيها الأحزاب وتواجه مخاطر جمة مصدرها في الداخل وتمتد إلى دول الإقليم ولا نبالغ إذا قلنا بأنها تمتد إلى اغلب دول العالم حيث تتصارع على خيرات البلاد كل الأجندات والمافيات والعصابات .



وهذا الوضع يحتاج إلى رجال دولة من طراز خاص يمتلكون الخبرة والعبقرية لإنقاذ العراق فكيف ينجح هؤلاء والواقع يؤشر بان ضعف خبرتهم مع الفوضى الخلاقة التي جلبها الأمريكان والتي أنتجت قيادات في كل المستويات وأولها البرلمان من شخصيات اغلبها هزيلة ونتج عن ذلك أجهزة أمنية وجيش وشرطة لا يمتلكون الخبرة والمهنية فهم مجرد رتب وملابس أمريكية يتخيل للمواطن البسيط إن هذا الذي يرتدي قد أنجز جميع الدورات في أوربا من الخبرة منها الجهد الأمني والاستخباري وجميع العلوم الأمنية والعسكرية الحديثة ولكن حقيقة الأمر أنهم يجهلون ابسط الخبرات الميدانية ويقال ذات الشيء على الوزارات والهيئات والمستشارين فمثل هكذا حكومة حتى لوامتلك رئيس وزرائها من حنكة و عبقرية أو نزاهة لن يستطيع إن يحقق انجازا .



هذا المشهد يكتمل من خلال البرلمان والحكومة الضعيفتين بمعارضة هزيلة تتزعمها قيادات همها الوحيد البحث عن المناصب والمكاسب وخلاصة القول إن الكتل الرئيسية الأربعة الفائزة والتي يعول عليها بتشكيل الحكومة التوافقية الوطنية مازالت تتصارع ومنذ 9 أشهر ودون نتيجة وحولت العراق بشعبه ومستقبله إلى لوحة كبيرة تذكرنا بلعبة ( الحية والدرج ) فتصريحات هؤلاء تتحدث صباحا عن توافق والظهر عن تفاوض وبعد العشاء تبادل الشتائم .



فماذا ينتج من واقع في مثل هذه القيادات طبعا من الطبيعي إن يتعرض الناس في كل مكان من العراق إلى فقدان الأمن والاستقرار ودليلنا هو الإرهاب الذي ضرب المساجد والكنائس فكيف نفسر حدوث عشرات الانفجارات في ساعة واحدة وفي كل أرجاء العاصمة وبأبعادها الأربعة وتقتل بالجملة من جميع المكونات ويفلت قادة البلاد في كل مرة من هذه المذابح وكيف نفسر نشاط عصابات الجريمة المنظمة في السطو على محلات الصاغة والصيرفة والاستيلاء على البنوك وكذلك تعرض الناس الأبرياء إلى القتل بواسطة اللاصقات والمسدسات الكاتمة حيث تلتقط صغار الموظفين والبعض من الحرفين .



ولهذا نؤكد بان ما شهدناه من انقلاب وصعود شخصيات هزيلة من العرفاء والنواب ضباط الفاشلين إلى قمة الهرم السياسي والاقتصادي والعلمي هو الذي يفسر انهيار أجهزة الحكومة وسهولة اختراقها من قبل مجموعات الإرهابيين والمجرمين الذي وفر لهم الفساد المنتشر في البلاد المفاتيح التي يفتحون بها كل الأبواب المغلقة فليس هناك أكثر حصانة من بوابات البنك المركزي فقد دخلوا وفعلوا ما يريدون ومازال التحقيق مستمرا وستبقى نتائجه خفية إلى يوم الدين .



إذن على الحكومة الجديدة إن تدرس واقع الحال ومعالجة الأخطاء السابقة التي مرت بها في جميع مفاصلها وخاصة الأوضاع الأمنية والمالية والتعليمية والصحية والتصدي لكل مظاهر الفساد التي تعم البلاد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ