الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراهن الفلسطيني والخيارات

جورج حزبون

2010 / 11 / 13
القضية الفلسطينية


المواطن العادي يعيش حالة قلق غير مسبوق، فالأسعار مرتفعة، والبطالة واسعة، والأفق السياسي مسدود، إلى جانب ضغط إسرائيلي متزايد مباشر وضغوط من طرف السلطة، لإنفاذ برنامج اقتصادي سياسي دون توضيح أو تعبئة أو بديل، كل هذا والأطراف السياسية تختلف على تحرير الوطن،وشروطه وإشكال النضال.،والاحتلال يتوسع والجدار يمتد.
في أيام الانتفاضة الأولى، المبدعة والعظيمة والناجحة، كنا نستذكر قول لينين" يجب أن تظل أيدينا راصدة نبض الجماهير" فهي صاحبة المدى الممكن للثورة وللانتفاضة، ولعل سر النجاح العبقري الهائل كان بسبب كونها انطلقت جماهيريا، فلا يمكن أن تتحرك الجماهير بقرار من أية جهة كانت، ولا يمكن أن تتحرك للتضحية/ التي لم تقصر في تقديمها يوما/ وهي تجد أمامها دربا مغلق، فالتطورات المطروحة للبديل عن المفاوضات ليست مقنعة، وحين تصل تلك البدائل إلى القول (بحل السلطة) تحت عنوان إلغاء الاتفاقات مع إسرائيل، فإن هذا يرسخ في الذهن الشعبي، حيث أن الإجراءات البيروقراطية، بالتوجه للأمم المتحدة، أو سواها، لا تشكل مدى تعبوي، فمنذ 1947 ونحن نجمع قرارات أممية، بل أصبحنا نؤرخ اجتماعيا بتلك القرارات .
وقد يفهم إنني أدعو لشكل عنيف أو انتفاضة، فهذا إدراك مدى عدم وجود فرصة له سواء بالزمان أو المكان الراهن، ولكني بعد قراءة الوضع الدولي والإقليمي، بت أعتقد أن المرحلة تحتاج إلى وحدة داخلية راسخة متوافقة على برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي، تتم التعبئة بموجبه، ولا زلت أعتقد أن تفعيل (م ت ف ) وفصل دورها عن دور السلطة، حتى تتمكن من أداء مهامها كما فعلت تاريخيا كممثل شرعي ووحيد، وضم كافة الفعاليات الكفاحية، وهو مطلب ملح، فلنترك السلطة تدير أمر الناس وتتدبر شؤونهم ولتتجه التنظيمات السياسية إلى دورها كأطر نضالية، وتخلع عنها تلك الرتب الوهمية،والألقاب والمظاهر الغير(مفيدة)!! فقد فقدت بوصلتها حين ركضت خلف مواقع لها مسميات ومرافقين وأناقة في الملابس تلاءم الفضائيات، ولتعود إلى قاعدتها التي فقدتها (واهمة)، ولتتولى أمر مهامها السياسية وتديرها بوحدة وطنية، لتعود القضية الفلسطينية لدورها، قضية شعب محتل يعاني وتغتصب أرضه، لا علاقة له بالدبلوماسية، ولا بالمعاهدات، فهو مثلا لم تجري عملية استفتاء لرأيه على أية اتفاقية كانت سواء اوسلوا او ما بعدها وبالتالي فهو غير ملزم بهذه الاتفاقات كشعب .
إن الوضع الراهن يشير إلى انتقال الأهمية بالقضية الفلسطينية إلى مرتبة ثالثة أو أكثر عالميا وأوسطيا بعد نووي إيران، وتورط حزب الله في قضية الحريري، والتي قد تفجر وضع لبنان ويستدعي تدخل إسرائيل في الحالتين، إضافة إلى الاهتمام الدولي بهما، وحيث أن فلسطين يمكن أن تنتظر كما فعلت منذ ستون عاما،إضافة إلى أن هذا يريح حكومة إسرائيل ويطلق يد الاستيطان والتغول اكثر، ولهذا نحتاج إلى عوامل تعيد الأولوية والأهمية واقعيا، وما فصل المنظمة عن السلطة سوى رسالة للجميع وموقف ملموس ومطلوب من شعبنا المتطلع إلى الالتفاف حول الراية التي كافح طويلا تحت لوائها.
لقد استرخ الكثيرون على منظومة التراتبية التي وفرتها السلطة باعتبارها دولة في مرحلة التكوين، وبالتالي فإن إفرازات مثل هذا الوضع ستكون إدارية لا أكثر، حتى الخطاب السياسي الموجه للجمهور أصبح دبلوماسيا وغامضا مما جعل السلطة بعيدة عن الحياة اليومية للناس، وليست بالنسبة لهم إلا (سلطة)، وقد نشأ في ملاكها أصحاب نزعات (فاشية) وتميز بين الجمهور، ومحسوبية فائقة.... ولإصلاح ذلك الوضع الملح وتصويب الإجراءات، ومراقبتها تحصينا للسلطة واحتراما للناس أصحاب السلطة الفعلية، وليس تلك الأعداد من المنصبين لمجرد انتماءاتهم التنظيمية، يجب إصلاح السلطة وليس حلها، وإطلاق منظمة التحرير وليس احتوائها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صديقي ابو يوسف
ابو ذر الفلسطيني ( 2010 / 11 / 14 - 03:53 )
يكفينا غرقا وما جنيناه من اوسلو فاصبحت مفاوضات سلطتنا العتيده حول وقف الاستيطان ام تجميده والماساه ان الشرخ الفلسطيتي يتعمق بين حما س وفتح
وصدق الشاعر حين قال
بليت باعور فضجرت منه فما بالي اذا بليت باعورين
وانت الان تقول تورط حزب الله في اغتيال الشهيد البطل رفيق الحريري الذي نال في مماته اكثر من حياته كثيرون اغتيلوا ومجازر ترتكب في فلسطين والعراق وانحاء كثيره من العالم ولم ينالو حتى قراءة الفاتحه ليدخلوا الجنه ولكن الشهيد البطل رفيق الحريري دخلها من اوسع ابوابها البوابه الامريكيه
الفاتحه


2 - تصويب
جورج حزبون ( 2010 / 11 / 14 - 17:51 )
لم اقصد امر الحريري كما اعلنته في التعليق ، فان المهم عندي ومما اهتم به ، هو امر حق شعبنا الذي اصبح مادة للتجارب الدبلوماسية ، وان المستوجب هو تقديم المنظمة على السلطة وليس العكس ، اما ما يجري في لبنان والسودان وايران ان هو الا حالة لها عند اعداءنا اولوية قد تبقينا اطول تحت احتلال كولونيالي اقتلاعي
تحيات

اخر الافلام

.. 18 قتيلاً بينهم أطفال بهجوم للدعم السريع على قرية بولاية سن


.. واشنطن تدرس تفكيك رصيف غزة بسبب شدة الأمواج




.. وسائل إعلام أوروبية: ألمانيا تعمل على تخفيف الرسوم المحتملة


.. سن إن إن: الجيش الأميركي يدرس إمكانية تفكيك الرصيف العائم




.. أضرار كبيرة شرق الهند جراء سقوط أمطار غزيرة