الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خصوصية فن المسرح بقلم : د/ محمحدعبدالمنعم - قسم المسرح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية

محمدعبدالمنعم

2010 / 11 / 13
الادب والفن


يتسم فن المسرح بأنه يتيح للإنسان إمكان تأمل واقعة ومصيره وردود أفعاله إزاء الأحداث والوقائع، وتقييمها، من أجل الخروج باقتراحات للحياة فكراً وممارسة، ذلك لأنه من الفنون التعبيرية التى عبرت عن الإنسان وقضاياه منذ نشأته.


لذلك يوضح (أبو الحسن سلام) أن فن المسرح هو من أكثر الفنون ملاصقة للمجتمع، إذ يعمل على خدمة المجتمع وتنميته فى الفكر والقيم والمشاعر؛ أى إنه فن اجتماعى.


ويتفق معه الباحث؛ إذ إن الظروف التى يستمد منها المسرح مادته، هى الروابط القائمة فى المجتمع بأسره، حيث يتخذ من هذه الأمور مادة له، وهو بتناولها يؤثر فى المناخ العام، ويتفاعل مع الوسط الذى يوجد فيه ويعمل على تشكيله.


ففن المسرح أحد أشكال الوعى الاجتماعى؛ لاحتوائه على حصاد إدراك البشر للعالم الذى يعيشون فيه، حيث أنه يتأثر بالظروف السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية التى يمر بها مجتمع من المجتمعات من فترة زمنية إلى أخرى، بل يؤثر فيها من خلال التفاعل الدائم والمتجد.


لذلك لا يمكن دراسة الظاهرة المسرحية بعيداً عن المجتمع الذى ظهرت فيه؛ لأنه لا توجد ظاهرة فنية فى المطلق، بل هناك مجتمع يرتبط بالظاهرة.


وإذا كان الفن صورة من صور الوعى الاجتماعى، فهو أيضاً ظاهرة من الظواهر الثقافية، وهو يخضع فى تطوره للقوانين العامة لعلاقة الوعى بالوجود، فكل نظام اجتماعى يبدع ما يعبر عن حقائق وجوده، وطبيعة علاقاته وقيمة.


وهذا ما يؤكده (كمال الدين حسين ) فيقول " من خلال تفاعل الفنان المبدع مع مجتمعه، قضاياه، اللحظة التاريخية التى يعايشها، يحقق ما يعرف بخصوصية الفن،... وينتج الفنان آثاره فى ظل ظروف محددة من تطور العمل الاجتماعى، من حيث أدواته وخاماته وعاداته وعلاقاته، لذلك فإن الفن يتبع فى تطوره الخصائص الأساسية لتطور الوجود الاجتماعى فى مجتمعه ".


أى إن الفن المسرحى باعتباره ظاهرة اجتماعية يتشكل متأثراً بأوضاع المجتمع وتطوراته، فمنه يستمد أساليبه واتجاهاته، ومن تطوراته يتكون مضمونه، وهذا ما يشهد به تاريخ المسرح منذ نشأته ويدل على ارتباطه بعقائد المجتمع وتطوراته، ومن ثمَّ فالمسرح لا يمكن أن ينفصل عن المجتمع فى أى حال من الأحوال؛ لذلك فهو فن اجتماعى.



وهو كذلك " فن جماعى من جهة إرساله وهو يحتاج فى الوقت نفسه إلى نشاط جماعى بشرى متلق له. فالمسرح إبداع تعبيرى معروض فى حالة من الأداء الحاضر على متلقين حاضرين جسداً وذهناً ومشاعر .


فلا يمكن أن يوجد فن المسرح بدون جمهور؛ لأنه الهدف الأساسى الذى يُقَدَّم من أجله هذا الفن، فإن " الحقيقة التى لا يمكن إغفالها هى أن العمل المسرحى كائناً ما كان إنما يُصَمَّمْ على أساس أنه يشاهده عدد من الأشخاص مجتمعين ومكونين جمهوراً.



كما أنه الأداة اللازمة لإتمام الاندماج بين الفرد والمجموع؛ إذ " يمثل قدرة الإنسان غير المحددة على الالتقاء بالآخرين وتبادل الرأى والتجربة معهم .

وهذا الحضور المباشر الآنى بين المؤدين والمشاهدين هو الذى يميز فن المسرح عن غيره من الفنون الأخرى، إنه العلاقة التى تشكل جوهرالمسرح، وبتعبير (على الراعى) تتمثل فى أن:

" المسرح كفن حى (بوصفه فناً حياً)، يقوم على التواصل والتفاعل بين خشبة المسرح والجمهور المتلقى "، الأمر الذى يعنى أن المسرح ليس نوعاً من الأنواع الأدبية فحسب، بل إنه فن العرض أو التمثيل Representation.



فيشير(حمادة إبراهيم) إلى أن المسرح بوصفه أدباً لا يمكن أن يتمتع بصفته الدرامية إلا فوق خشبة المسرح؛ لأن العمل المسرحى ليس شيئاً أدبياً وإنما تمثيل وعرض للحدث، ذلك أن المؤلف المسرحى خلال كتابته للمسرحية، يكتب للممثل الذى يتحدث ويمثل أمام الجمهور.



بقلم : د/ محمحدعبدالمنعم - قسم المسرح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال


.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا




.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د