الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطني ينافس الوطني

إلهامي الميرغني

2010 / 11 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الوطني ينافس الوطني
وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء
عندما أعلن الحزب الوطني قوائم المرشحين لانتخابات برلمان 2010 وعرف أنه دفع بأكثر من مرشح لبعض الدوائر اندفع الكثير من الكتاب ينتقدون هذا التكتيك ويعتبره البعض خروج علي قواعد الديمقراطية رغم تصريحات الرئيس مبارك عقب إعلان القوائم بأن " الحزب الوطني اختار مرشحيه من خلال عملية مؤسسية غير مسبوقة" .
موضوع المؤسسية مهم لأن السيد جمال مبارك دأب منذ سنوات علي ترديد مقولة المؤسسية واعادة بناء الحزب.بل لقد بدأ بعض أفراد الكورال يرددون ما يشهده الحزب الوطني من تغيرات وإعادة بناء ليصبح حزب حقيقي.لكن الوقائع الدامغة توضح عكس ذلك. لذا علينا أن نفكر لماذا قام الحزب الوطني بهذه الخطوة التكتيكية؟!
يوجد أكثر من سبب لذلك منها:
- انتخابات عام 2000 فاز 145 مرشحا فقط عن الحزب الوطني بينما فاز 166 مرشحا من المنشقين عن الحزب بعضوية البرلمان ثم تمت تسوية الموضوع بانضمام المستقلين للحزب ، وفي انتخابات عام 2005 تكرر نفس السيناريو حيث فاز 170 مرشحا عن الحزب الوطني، بينما فاز 218 مرشحا منشقا!وايضا تم التصويب وتغيير الصفة وهذه هي المؤسسية!
- قصة المجمعات الانتخابية سبوبة للحزب جمع خلالها أكثر من 40 مليون جنيه لأن المرشحين أمام المجمعات الانتخابية كانوا يدفعون مبالغ لا تقل عن 15 ألف جنيه . وكان للحزب 2700 مرشح أمام المجمعات الانتخابية أي تم جمع أكثر من 40 مليون جنيه قبل الانتخابات بخلاف تبرعات رجال الأعمال لتمويل حملة مرشحي الحزب.
- عاني الحزب خلال الدورات الماضية من منافسة المنشقين وتفتيت الأصوات الذي اعطي فرصة لنجاح أكثر من 80 نائب للأخوان.
لذلك استخدم الحزب الوطني تكتيك رشدي اباظة في فيلم " جعلتني مجرماً " الذي لعب بطولته الفنان المبدع أحمد حلمي في دور خبير تسويق شرح لصاحب مصنع الغسالات في الفيلم نظرية تسويقية مفاداها " كل نفسك بدلاً من أن يأكلك غيرك ". أي نافس نفسك بدلاً من ان ينافسك الآخرين وقسم السوق لصالحك فإذا لم تزيد حصتك فلن تخسر وضعك الحالي.
هكذا وببساطة استطاع الحزب أن يستخدم هذه السياسة التسويقية فطرح أكثر من مرشح للوطني علي نفس المقعد وجمع ملايين الجنيهات من وراء أرضاء جميع الأطراف واحتواء الجميع تحت مظلة الحزب وبما يزيد من فرص نجاح مرشحي الحزب او علي اسوء تقدير دخولهم معركة الاعادة وزيادة فرص نجاحهم بتجميع الاصوات خلف مرشح واحد للحزب في الإعادة.
إن هذا التكتيك يعكس أن الحزب لا يريد ان يدخل شركاء له في التمثيل البرلماني الهش غير النسبة التي يقررها ووفق الشروط التي يضعها. ورغم الأغاني التي كان يتم ترديدها عن الدماء الجديدة والمرشحين الجدد تمسك الحزب بكل الوجوه الكريهة واللي مش عاجبه يشرب من النيل أو من البحر الأبيض أو الأحمر ويارب يجيله فشل كلوي اللي يعترض علي سياستنا.
رغم كل ما كتب عن فساد نواب الحزب جدد ترشيح " نائب الرصاص ” نشأت القصاص الذي طالب الداخلية بضرب المتظاهرين بالرصاص و أحمد سعد أبو عقرب الذى انتقد الداخلية بسبب لينها مع المتظاهرين ، كما رشح بعض ضباط الأمن السابقين الذين جاءت اسمائهم في قضايا تعذيب ولعل أبرزهم اللواء حازم حمادى المرشح عن بندر سوهاج والذى اشتهر بأنه من الضباط استخدموا التعذيب ضد النشطاء السياسيين والمعارضين للنظام فى الثمانينات.إضافة لقائمة طويلة من لواءات الشرطة الذين رشحهم الحزب كفلاحين. وتجاهل الحزب الوطنى الاتهامات الموجهه للنائب عبد الرحيم الغول فيما تردد عن تورطه فى مذبحة عيد الميلاد فى نحج حمادى وقام الحزب بترشيحه مرة أخرى على مقعده السابق.
إذا كان البعض يري الانتخابات القادمة بلا ضمانات ، والبعض يراها تمثيلية . فقد أضاف الحزب الوطني بعد جديد للسيناريو الديمقراطي بمنافسة الوطني للوطني لكي يرضي جميع الاطراف ويضمن ولاء الجميع رغم الانشقاقات التي حدثت في أسوان والمظاهرات التي قام بها ممثلي الحزب بالبحيرة ورغم ولولت مرشحات الكوته. فالمؤسسية الحزبية ستراضي الجميع واللي ملوش حظ في الشعب يتعوض في المحليات ولقمة هنية تكفي مية. ومساء المؤسسية والتعددية والنزاهة الحزبية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألم تكن المقاطعة أجدى؟
السّموأل راجي ( 2010 / 11 / 14 - 13:55 )
قلت من قبل ولازلت أؤكّد على أنّ المقاطعة في ظلّ توفّر حدود دنيا للشفافيّة والنّزاهة وغياب مؤشّرات إستجابة من السّلطة القائمة هي الأجدى والأكثر نجاعة في إتّجاه فضح وتعرية النّظام ككلّ المعرّى أصلا وتمّت إجابتي آنذاك من بين العديدين ومنهم أنت يا إلهامي أنّ غياب من يتبنّى القناعات الثّوريّة وإنعدام إمكانيّات المقاطعة يفترض موقف المشاركة علما وأنّ هذا السّلوك السّياسي هو إضفاء بالضّرورة للشّرعيّة لنظام فقدها منذ زمن طويل وأراك هنا تقول حرفيّا:-إن هذا التكتيك يعكس أن الحزب لا يريد ان يدخل شركاء له في التمثيل البرلماني الهش غير النسبة التي يقررها ووفق الشروط التي يضعها-فأتساءل:منذ متى بحث تجمّع المصالح المسمّى حزبا وطنيّا عن شركاء؟؟حتى لو كانت هذه الشّراكة صوريّة؟أليست طعنات في جسد شعب يبحث عن الإنعتاق ويعاني المذلاّت من نخب إفتضح أمرها بالمشاركة وتبيّنت مراميها المحصورة في التنفّع فقط بفتات تلقيه دوائر أمن الدّولة والتّشكيل الفاشيّ المسمّى وطنيّ؟وآنظر للفقرة الأخيرة في نصّك يا إلهامي وإستعد سؤالي في ذهنك:ألم تكن المقاطعة أجدى مرفوقة بسلسلة تحرّكات ونشاط ديناميكي جوهره المطالبة بالحريّات؟


2 - الرد علي الزميل السموأل
إلهامي الميرغني ( 2010 / 11 / 14 - 14:43 )
زميلي العزيز انا اتحدث منذ البداية علي ان المقاطعة معركة لا تقل اهمية عن المشاركة لكن المقاطعة واصدار بيان والناس تروح تنام في بيوتها كارثة كبري.
هل لدينا قوي حقيقية قادرة علي تنظيم معركة مقاطعة حقيقية علي مستوي جميع محافظات مصر.
إنني عندما اتحدث عن المشاركة حددت في المواقع التي امتلك فيها نفوذ حقيقي ولي فيها رمز اريد دعم شعبيته بغض النظر عن مقعد البرلمان الذي لن يغير شئ
همنا الأساسي هو بث الوعي بين الناس وتنظيمهم سواء في المقاطعة او المشاركة لكن بيان وننام فهو تجذير للوضع القائم ودعم للسلبية وغياب المشاركة.
منتصف السبعينات كنا ننظم لجان وعي انتخابي في الدوائر التي ليس لنا فيها مرشحين او عندما نطرح المقاطعة ولكن ذلك لم يحدث واصبحت المقاطعة للجماهير وليس بالجماهير.
واعتقد اننا متفقين علي ذلك
خالص تحياتي

اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة