الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنتحاور بحب

الفيتوري بن يونس

2010 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


بالرغم من أنني من اشد أنصار حرية التعبير عن المواقف و الأفكار إلا إنني وجدت نفسي من اشد المتحمسين لإيقاف شركة النيل للأقمار الصناعية – كما هو معلن – أو الحكومة المصرية كما يقول البعض بث كثير من القنوات الفضائية على القمر المصري نايل سات لان هذا القرار بغض النظر عن أسبابه المعلنة أو الحقيقية التي تبقي في بطن وزارة الإعلام المصرية اسكت ولو إلى حين حملة شعواء كانت متبادلة وموجهة في الوقت ذاته إلى المخالفين في المعتقد الديني بل حتى المختلفين في جزئيات الدين الواحد وهي حملات لم تقف عند نقد الآخر وتخطئته بل تحولت إلى نفي تام له وصل إلى الذم والقدح ، والتقول عليه بأقاويل تأباها حرية التعبير ويترفع عنها أدب الاختلاف .
فالقنوات الدينية الإسلامية – المقصود الحقيقي بالقرار – ضربت في خطابها بأبسط تعاليم الإسلام عرض الحائط مسفهة ديانات الآخرين مكفرة عقائد الإخوة المختلفين ، ليس فقط سنيا – شيعيا ، بل وسنينا سنيا أيضا وربما حتى شيعيا – شيعيا .
و لأننا مجتمع متخلف ، نخلط دائما بين الحرية والفوضى و لا نعرف أن حريتنا تنتهي عند أنوف الآخرين على عادة العبيد فقد كان لزاما على السلطة أن تتمثل قول المتنبي وتعمل عصاها التي اشترتها معنا لإسكات هذه القنوات خاصة في ظل الاحتقان الطائفي إسلاميا - مسيحيا في مصر وما يتعرض له المسيحيين في العراق من محاولات ترويع واجتثاث من جهة ومن جهة أخرى التوتر الحاد بين الجناحين الرئيسيين السني و الشيعي في العالم الإسلامي الذي يثير توقيته أكثر من سؤال خاصة انه من اجل قضايا مر عليها قرابة قرن ونصف .
وبعيدا عن التفسير التآمري للأمور فإنني اجزم أن هناك يد تلعب على التناقض التاريخي سواء بين الإسلام والمسيحية أو بين جناحي الإسلام الرئيسيين شيعة وسنة بل حتى بين مذاهب الجناح الواحد ، وما يدعم وجهة النظر هذه توقيت هذه الحملات التي أذكاها خاصة سنيا شيعيا أو شيعيا سنيا التسريب المتعمد – ليس من المنطقي أن يتسرب هذا الكم من الوثائق دون موافقة - لوثائق وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عبر موقع ويكليكس وتركيز هذه الوثائق عن دور إيراني تنسيقا مع المالكي لتصفية الوجود السني في العراق وإعلان ابن المخابرات الأمريكية – تنظيم القاعدة – مسئوليته عن ما تعرض له بعض مسيحي العراق من قتل وترويع في إحدى دور عبادتهم .
و أنا هنا كمواطن عربي بغض النظر عن ديانتي ومذهبي اصرخ في وجه كل رجال الدين ، قولوا خير ا أو اصمتوا وكفاكم ما فتحتم من أبواب فتن و حزازات دخل منها أصحاب المصالح فيها ، علموني أن لا إكراه في الدين وان لكم دينكم ولي دين وان الدين لله والوطن للجميع ، كلنا سواء في الحقوق والواجبات ، لا مواطن وذمي ، وان تصرفات أبوبكر وعمر وعثمان وعلي ليست كتابا مقدسا لنكفر بعضنا البعض انتصارا لتصرفاتهم التي يجب أن ننظر لها على إنها تصرفات إنسانية فرضتها ظروفا عاشوا فجزاهم الله خيرا على إحسانهم وغفر لهم أخطاءهم .
وختاما لنتحاور جميعا مسيحيين ومسلمين ، سنة وشيعة على أساس علاقة المواطنة بكل الحب ، فانتماءنا لأوطاننا يجب أن يكون قبل انتماءنا لأدياننا ومذاهبنا فالمسيحي المصري تربطه بأخيه المسلم المصري وشائج اقوي من تلك التي تربطه بالمسيحي الأمريكي .
فلنحب بعضنا لان الله حب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية