الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصرنا جميعا

حسين علي الحمداني

2010 / 11 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


انتصرنا جميعا ، انتصرت إرادتنا ، وها هي سفينة الديمقراطية العراقية تواصل مسيرتها ، هذه المسيرة التي انتظرناها طويلا ، وها هي حكومة الشراكة الوطنية تبصر النور في اللحظة التي وضع فيها الجميع مصلحة العراق والعراقيين فوق كل المصالح الثانوية والفئوية الضيقة.
وبالتأكيد فان جهوداً كبيرة بذلها قادة الكتل لتقريب وجهات النظر وتقليص المسافات ، هي الحوارات المباشرة وحدها قادرة على بلورة الصيغ وإيجاد القواسم المشتركة، هذه الحوارات التي كانت مفقودة وحين حضرت ، حضر معها التوافق ، التوازن ، والشراكة ، ومعها تجلت صورة جديدة للعراق، صورة الشراكة لا التصارع ، والتنافس لا الاقتتال والمصلحة العامة لا المصالح الخاصة.
وحين تكون مصلحة الشعب حاضرة في حوارات الكتل السياسية فانها بالتأكيد ( أي الكتل السياسية ) ستجد نفسها تنتصر مرتين في لحظة واحدة ، المرة الأولى حين تحقق للشعب العراقي طموحاته المشروعة بولادة حكومة وطنية تضم الجميع ، والمرة الثانية حين توجه رسالة لكل العالم ان حواراتنا المباشرة قادرة على حل كل العقد والمشاكل إذا ما جلسنا وتحاورنا في إطار مشروع وطني عراقي بغض النظر عن مكان جلوسنا سواء كان في أربيل أو بغداد أو البصرة أو النجف طالما أنها أرض عراقية ، من هنا نجد بأن نخبنا السياسية وقادتنا الذين اكتسبوا خبرة كبيرة من أزمة الشهور الماضية باتوا قادرين على إدارة ملف الدولة العراقية وصياغة مشروع وطني من شأنه أن ينهض بالبلد ويرتقي به للأفضل .
وانتصرنا جميعا ، لأننا اخترنا طريق الحوار الوطني ، هذا الحوار الذي غاب عن المشهد السياسي العراقي منذ أشهر طويلة لدرجة جعل الجمود هو السمة الأساسية للعملية الديمقراطية في البلد ، هذا الجمود كانت انعكاساته سلبية على الوضع الأمني والخدمي والاقتصادي ، لأن الجمود السياسي يوصل رسائل خاطئة للقوى الإرهابية التي تتصيد الفرص وتحاول جهد الإمكان الاضرار بأمن المواطن والوطن عبر استهداف الأسواق والكنائس والمقاهي والتجمعات السكانية .
اليوم نجد بأننا نسير بالاتجاه الصحيح لتأسيس وترسيخ مشروع الدولة العراقية القائمة على أساس المواطنة والشراكة الفعلية القائمة على احترام الرأي والرأي الآخر وعدم إقصاء أو تهميش أحد، وعملية بناء الدولة ليس بالأمر السهل والهين ، وتتطلب تكاتف الجميع من أجل الإسراع بسن وتشريع الكثير من القوانين والأنظمة التي من شأنها ان تحقق طفرة كبيرة في كافة المجالات السياسية منها والاقتصادية والتربوية والصحية ، ومحاولة خلق فرص عمل لعدد كبير جدا من أبناء العراق ، ناهيك عن استعادة الدور العراقي في المجالين العربي والدولي خاصة وان بغداد تستعد لاحتضان مؤتمر القمة العربي القادم في ربيع 2011 ، هذه القمة التي نحتاج أن تعقد في بلدنا لكي تكون رسالة محبة وسلام من شعب العراق وقادته لأشقائنا العرب الذين يتطلعون لأن يجدوا العراق وهو يستعيد عافيته بعد محنة السنوات الماضية .
انتصرنا جميعا ، لأننا حرصنا على وحدة العراق ، كلنا سعداء ، حتى الشهداء في جنان الخلد سعداء بالوطن حين يعلو فوق كل الهويات الثانوية ، سعداء لأن تضحياتهم لم تذهب سدى بل تكللت بانجاز تاريخي حظي بارتياح مكونات الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه لغربه .
وسيكون انتصارنا الأكبر حين نقتلع الإرهاب من جذوره ، وهذا الإنجاز يتطلب منا جميعا أن نقف صفا واحدا لمواجهته لأن السنوات القادمة هي سنوات الإعمار والبناء والأمن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عيب عيب وخزى وعار
وليد حنا بيداويد ( 2010 / 11 / 15 - 15:49 )
تحية للكتاب الجليل حسين، اخى الكتاب على ماذا انتصر العراق؟ اهل على دماء الشهداء وجثث الاطفال المحروقة والمقطوعة الراس بيد الوهابين الارهابيين الاوغاد من مصر والسعودية واليمن،ام من خلال سرقة المليارات من الدولارات من خلال جلسات البرلمان ام من خلال سلب الميزانية العراقية واتراثها وبيعه مناصفة من قبل القادة الاميركان؟ علؤ ماذا انتصر العراق من خلال تجزيئه على اشلاء وقطع ام من خلال تهميش قرار الاقليات ارادة المرآة العراقية؟ على ماذا انتصر العراق اهل على الزمن ثمانية اشهر من خلال الهزلة العراقية الذى دخل موسوعة غينتس .
انا اتصور من العيب جدا ان نقال ان العراق انتصر ولكن لنقول جميعا ان العراق مهزوم على الدوام
تحية


2 - هلهولة على المهزلة
وليد حنا بيداويد ( 2010 / 11 / 15 - 23:21 )
المتنى هذه الكلمات ونرفزتنى جدا عندما اقرا تحليل الكاتب حسين وهويمتدح افقا ضيقا لا يتناسب الا مصلحة القلة من العراقيين وراح يمتدح ويمتدح بان العراق انتصر؟ اى عراقى تتكلم عنه واى انتصار تقصد يا كاتبنا الجليل؟ اعنى اين تحقق النصر الذى نجهله نحن؟ فنحن لم نسمع به وانا اعيش خارج الوطن ولم يسمع به اهلى فى الداخل ايضا، فلا اعرف عن ماذا تتكلم؟ اكيد انت تتكلم عن الوهابين العراقيين انهم انتصروا اليس كذلك ويحققون الانتصارات الاسلامية والفتوحات وتوزيع الغنائم من المسيحيين والسبايا من نسائهم وبناتهم مثلما حدث فى كنيسة سيدة النجاة، انتصر المفكر المحمدى بقتل اكبر عدد من المسيحين دفعة واحدة؟ وانتصر بقتل المسيحيين فى كل مكان مثلما حدث اليوم مرة اخرى سقط اثنان من ابناء شعبنا على يد الوهابيون الاوغاد
بالله عليك يا كاتبنا لو تبطل هذا الكلام وتبدله باخر فذلك احسن وافضل براى انا لان الكلام الذى كتبته هزلى ومضحك حقا
تحيتى الدائمة لك


3 - اتفهم ما تقوله ولكن
كاتب المقال ( 2010 / 11 / 17 - 15:21 )
بالتأكيد انت يا أخي العزيز تنتطلق من مشاعر لا استطيع الا ان احترمها ولكن انا انظر من زاوية أخرى ربما انت كنت تنظر منها ذات يوم وهذه الزاوية تتمثل بان تشكيل حكومة وفق ما تشكلت هو افضل من حالى اللاحكومة التي سادت الفترةالماضية ، وعلى هذا فانني في مقالات كثيرة سواء في الحوار المتمدن او الصحف العراقية عريت الوهابية كفكر تكفيري مرفوض رفضا قاطعا في المجتمع العراقي وبالتأكيد أنت لا تطالع الصحف العراقية لأنك مقيم خارج البلد وبالتالي اعذرك على ما كتبته واتمنى ان يسود السلام ارضنا ،لا اعتقد بان عراقيو الداخل ليسوا فرحين بتكوين الحكومة حتى وان كانت بطريقة ربما تغضبك الا اننا بتنا على مقربة من السلام ..

اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله