الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى إعلان الاستقلال أي وطن نريد؟؟؟

وليد العوض

2010 / 11 / 14
القضية الفلسطينية


في الخامس عشر من نوفمبر كل عام يحتفل شعبنا بالذكرى الثانية والعشرين لإعلان الاستقلال ، يوم أن أعلن الرئيس الراحل الشهيد أبو عمار من على منصة المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثامنة عشر في قاعة قصر الصنوبر في الجزائر، بصوته الجوري وكلماته الهادرة ( باسم الله ،وباسم الشعب العربي الفلسطيني نعلن قيام دولة فلسطين) في تلك الاثناء وما أن أنتهى الرئيس الرئيس من قرءة إعلان وثيقة الاستقلال تلك حتى غمرت الفرحة قلوب أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان ، وتوالت دول العالم تباعا بدولة فلسطين الى أن فاقت تلك التي تعترف بإسرائيل.
وثيقة الاستقلال التي نحتفل بإعلانها اليوم ليست كما يعتقد من يخطون خطواتهم الاولى في مسيرة الكفاح والنضال الوطني، مجرد حبر على ورق، فقد كتبت حروف وثيقة الاستقلال من دم وعرق في ميادين الكفاح الوطني كتبت حرفها دموع الثكالى وعذابات الاسرى وانين الجرحى، صاغتها بمنتهى الدقة الادبية والعمق السياسي ايدي الشاعر الشهيد محمود درويش فجاءت كلوحة متكاملة تعكس معاناة شعبنا وكفاحه نحو الاستقلال، جاءت لتتؤكد عزيمة وايمان لاينطفىء بحقوق شعبنا وعدالة قضيته ، فكانت متماسكة صادقة من حيث قوة المنطق وضوح الكلمات وترابط العبارات وبلاغة المعاني التي عبر عنها الرئيس ابوعمار وهو ينطق كل حرف من حروفها، هذه الايام وبعد مضي كل تلك السنوات على إعلان هذه الوثيقة نجد انفسنا ليس فقط بحاجة الى كل كلمة فيها بل وبحاجة لكل الذين ساهموا بصياغتها باي شكل من الاشكال ووقد غيبهم الموت عنا دون أن تكتحل عيونهم برؤية الحلم يتحقق ، نحتاجها اليوم بعد مزقنا الانقسام وقد ضاق الوطن باصحابه فغدا وكأنه سجن كبير يقف على كل باب بيت من بيوته سجان من بني جلدتنا يسجل في عداده الخاص عدد ضحكاتنا ولايتردد في منعنا من الابتسام لو تمكن، نحتاج لوثيقة الاستقلال ليس فقط لتجسيدها على الارض بل لما تضمنته من معان انسانية كبيرة نفتقدها اليوم ،نبحث عنها في الحلم الذي أضحى كابوسا، نبحث عن الكرامة في وطن طالما حلمنا به وهمسنا بآذان اطفالنا أنه الوطن الذي نستحق فحوله السماسرة الى كابوس، لكن لن نرحل سنقى نحلم بهذا الوطن ولن يصادروا احلامنا، نحتاج لوثيقة الاستقلال وهي التي رسمت في أذهاننا أي دولة نريد، حددتها بوضوح لا غضاضة فيه ( إن دولة فلسطين هي دولة للفلسطينيين أينما وجدوا فيها يطورون هويتم الوطنية والثقافية ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق، تصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية في ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية وتكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية واحترام الأقلية لقرارات الأغلبية ، وعلى العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التمييز في الحقوق العامة على أساس العرق أو الدين أو بين المرأة والرجل) العبارات اعلاه رسمت الصورة الحقيقة للوطن الذي نستحق ونريد وسنعمل لاجله ، إنه ليس وطن الازقة والزواريب ومراكز القوى والنفوذ التي تمتهن فيه كرامة الناس وتدوس بساطير عسسهم على كل القيم الانسانية النبيلة التي يمتاز بها شعبنا، ليس وطن تغتال فيه الديمقراطية وتكمم فيه الافواه وتصادر فيه حرية الرأي والتعبير ، ليس هذا هو الوطن الذي نحلم به ويستحقه شعبنا وقد ناضل وما زال بعناد من أجل استقلاله.
وثيقة الاستقلال التي نحتفل بإعلانها هذه الايام رسمت لنا معالم الوطن الذي نريد كما اشرت، جاءت كذلك منسجمة ومتناغمة في حينه مع الانتفاضة الجماهيرية الباسلة التي كانت في أوجها تعم كل قرية ومدينة ومخيم في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، وقد لبت الوثيقة ما اراده شعبنا المنتفض من تأكيد لا لبس فيه على تمسك شعبنا بحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين بعودتهم إلى ديارهم ، كما أكدت للقاصي والداني أن شعبنا مصمم بعزيمة لاتلين على استعادة حقوقه، وهو على استعداد أن يضحي في سبيل تحقيق اهدافه، والى جانب ذلك فإن وثيقة الاستقلال تلك عبرت عن حنكة سياسية بارعة في انسجامها مع قرارات الشرعية الدولية مما اكسبها قوة دعم هائلة فتحت الآفاق بقوة لوقوف العديد من شعوب ودول العالم إلى جانب حقوق شعبنا وقضيتة العادلة وفرضت في المقابل تزايد العزلة على حكومة الاحتلال على الصعيد الدولي ، إن تلك قوة الدفع الهائلة التي انبثقت عن الانتفاضة الجماهيرية العارمة الى جانب وثيقة الاستقلال وما فتحته من آفاق على الصعيد الدولي كان يمكن لها أن توظف بشكل أفضل لتحقيق أهداف شعبنا على طريق تحويل الإعلان إلى حقيقة واقعة على الارض، وهو ما لم يعمل به بكل الاسف فخبت تدريجيا قوة هذا الإعلان وفي ظلال هذا الوضع البائس أخذ يتحول تدريجيا إلى مجرد إعلان يتم الاحتفال به سنويا حسبما درجت العادة الى أن بات مجرد ذكرى يجري احيائها على خجل في غالب الاحيان .
اليوم تمر الذكرى الثانية والعشرون لاعلان الاستقلال، ومياه كثيرة جرت في النهر وتعقيدات وعقبات عديدة ما زالت تعترض طريق شعبنا وتحول دون تحقيق حلمه بإقامة دولته الفلطسينية المستقلة وعاصمتها القدس، دولة تصان فيها حريات المواطنين وكرامتهم وفقا لما نص عليه اعلان الاستقلال، لكن ابالرغم من كل ذلك ما زلنا نعتقد إن قوة في هذا الاعلان ما زالت كامنة تتطلب من القيادة الفلسطينية إعادة النظر في الاستراتيجة السياسية الفلسطينية من مختلف النواحي بما في ذلك تصعيد الكفاح الشعبي الفلسطيني وحشد كل عوامل القوة لدى شعبنا وأعادة الزخم للكفاح الوطني الفلسطيني ووضعه في إطاره الصحيح كفاح لشعب مناضل من اجل استرداد وطنه ونيل حريته.
اليوم يحي شعبنا ذكرى الاستقلال وقبل ايام أحيا بالم كبير الذكرى السادسة لاستشهاد أبو الوطنية الفلسطينية الرئيس الشهيد ابو عمار ، وحالنا الفلسطيني لايسر صديق فما زال الانقسام وتداعياته ينهش بلحمنا الحي لايسعنا إلا ان نعود ونؤكد ما قلناه وغيرنا مئات المرات أن استمرار الانقسام خطر محدق بشعبنا وقضيتنا وكرامتنا الانسانية فلتتوحد كل الجهود الوطنية المخلصة لمغادرته فورا ولنتمكن معا من مواجهة المخاطر والتحديات.
*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
[email protected]
15-11-2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار