الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة العار في المجتمعات المتدينة

عيسى ابراهيم

2010 / 11 / 15
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


كلنا نعلم فشل الحكومات المتعاقبة في الدول العربية والاسلامية عامةً، في الحد من ظاهرة جرائم الشرف والتي يذهب ضحيتها سنوياً فتيات كثر،غالبا ما اكتشف الطب الشرعي بأنهن عذراوات ............ويرجئ فشل هذه الحكومات بسبب غياب التشريعات الرادعة في قوانين العقوبات لتلك الدول،متحججة بوجود تيارات دينية معارضة تعارض اي تعديل في هذه القوانين،وفي الوقت نفسه يؤكد علماء الدين الاسلامي بأن الاسلام براء من هذه الجرائم والتي ترتكب بدافع الشرف،ومتحججين بإنه لا يوجد أي نصٍ في القرآن يحض لإرتكاب هذه الجرائم (يعني الطاسة ضايعة) بغض النظر عن النصوص الموجودة في القرآن بخصوص الزنا، فلذلك نرى يكثرالقتل تحت ذريعة ما يسمى "الدافع الشريف" في جرائم الشرف والتي تُرتكب بحق المرأة في هذه الدول.
حيث يذكر في بعض التقارير بأنه يتم سنويا قتل أكثر من 5000 فتاة في الشرق الأوسط وغرب آسيا المسلمة بالحرق او قطع الرأس او بالعيارات النارية والطعن بالسكاكين والخنق والرجم بالحجارة تحت ذريعة حفظ شرف العائلة.
ففي العالم العربي يتصدر الأردن قائمة الجرائم ويتبعها كل من جمهورية مصر وغزة والضفة الغربية وسوريا والعراق،وأما في العالم الإسلامي الباكستان وأفغانستان تتبوءا قمة الإجرام بحق النساء وفي السنوات القليلة الماضية التحقت الصومال بنادي ذبح البنات ومن المتوقع ان يدخل اسم الصومال في كتاب غينس للأرقام القياسية لأعلى نسبة الجرائم بحق المرأة .
وفي تحقيق مطول أعده كبير مراسلي صحيفة الاندبندنت روبرت فيسك لهذا العام عن ما يسمى بجرائم الشرف واستمر إعداده 10 أشهر حقائق وتفاصيل مرعبة عن عدد النساء اللواتي يتم قتلهن بطرق وحشية لا تخطر على البال بحجة الحفاظ على الشرف.
ومن بين الحقائق الواردة في التحقيق ان عدد النساء اللواتي يتعرضن للقتل على يد أفراد أسرهن أو قبيلتهن أو ما يسمى بالمحاكم القبلية يبلغ 20 ألف امرأة سنويا وجل هذه الجرائم تقع في بلدان الدول الإسلامية وعلى رأسها باكستان وإيران وتركيا والعراق.

وكما ذكر في تقريره بإن جرائم الشرف ليست مقتصرة على المجتمعات الإسلامية ونقل عن منظمات الدفاع عن حقوق المرأة أن نسبة جرائم الشرف بين الأقلية المسيحية في الأردن هي أعلى من مثيلاتها لدى المسلمين مقارنة بنسبتهم من عدد سكان الأردن الذي لا يزيد عن خمسة ملايين نسمة.

ومن خلال رؤية الواقع مع قراءة هذه التقارير يتبين لدينا وكأن الشرف صفة متلازمة للمرأة الشرقية ودائماً تقع العقوبة على المرأة فقط ،فغشاء البكارة دلالة على الشرف و الحفاظ على الفروج فى غياب الزوج أو بعد الطلاق أو بعد موته دلالة على الشرف فإذ تحول الشرف في مجتمعاتنا جزءاً لا يتجزأ من جسد المرأة الشرقية.
وإلا لماذا لا يطبق جرائم غسل العار وجرائم الشرف على الرجل ايضاً ...؟ ولماذا يتم التستر على الرجل.....؟وحتى القوانين في بعض الدول مثل سوريا تكون لصالح الرجل وإذ تعاقب المرأة في حال ضبطها مع الرجل في حالة ممارسة الجنس( حالات الدعارة) ، بينما الرجل يعفى من أي عقوبة ويخلي سبيله إذا صرح أمام القضاء بأنه قد دفع مبلغ نقدي لممارسة الجنس، وهذا القانون نفسه الساري حتى يومنا هذا....!

فغياب القوانين الرادعة في تلك الدول هي التي تشجع هذه النوعية من الجرائم بحق المرأة .....فكلا من الدين الإسلامي والحكومات في دولنا يبرئون انفسهم من هذه الجرائم لتسجل ضد مجهول.....!!!!
فمن المسؤول إذاً ............؟
ومتى سيتغير الحال ..........؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا تتهمون الاسلام كل شئ
أنــس العلي ( 2010 / 11 / 15 - 09:44 )
تقول بأن الاسلام يتبرأ منها.....! طبعاً الاسلام برئ من هذه الجرائم التي ترتكب بسبب بعد العلاقات بين الشباب والفتيات ولمجرد بعض الشكوك .
فالاسلام لا يوصي بجرائم الشرف ،وها انت بنفسك ذكرت التقرير والذي يقول حتى هذه الجرائم منتشرة في الاوساط المسيحية ،اي هذه الجرائم لا تقتصر على المسلمين....
فلماذا لا يكون المسيحية ايضا متهمة بهذه الجرائم ....؟


2 - شرف الرجل هو عضو المرأة
ابرام شاهين ( 2010 / 11 / 15 - 17:10 )
أولا- من المستغرب أن شرف الرجل في الدول الشرقية هو عضو المرأة
ثانيا- إن الإسلام كدين والمسلمين أخطأوا عندما أقحموا الدين في شتى تفاصيل الحياة وهنا يكمن الإختلاف مع الأديان الأخرى مثل المسيحية
ثالثا- إن الجرائم المرتكبة تحت اسم الدين المسيحي لا تجد من يدافع عنها بل يتم فضح التاريخ الأسود للمسيحية على عكس المسلمين الذين لا يكفون عن الدفاع عن تاريخ الإسلام سواء أكان أسود مضلم أو إيجابي
فهم يحاولون إظهار تاريخ الإسلام على إنه مشرف وإن الإسلام قد فسد مؤخرا حيث يقال أنه غريب في آخره!
كما إن هناك ملاحظة وهو دخول التشدد الإسلامي في المجتمعات الإفريقية التي يسود فيها التخلف والفقر مثل الصومال وهذا دليل على إن المجتمعات الفقيرة المتخلفة تشكل بيئة خصبة لانتشار الدين الإسلامي فيه.


3 - انفصام عربي مبارك
رانية محمود ( 2010 / 11 / 18 - 14:13 )

هذه الثقافة الذكورية التي تبرر للرجل وتجرم المرأة
وللأسف كان الدين داعم لتنميتها بأن وضع للرجل السلطة الأولى على المرأة وعطاه الأهلية لتأديبها.. وهذا أعجب العجاب... وكأن الدين نزل للرجل فقط، هل تعجز المرأة أن تأدب نفسها وتستقي الأخلاق من الدين بنفسها؟
ولماذا هي تحاسب وهو لا يحاسب؟ الشي الذي أدى لاجرائم كهذه تحدث في بلد يدعي الرحمه والسماحة !!!
هل حقاً هذا العدد من الجرائم التي تحدث سنوياً صحيحاً؟ مأساء تدني الثقافة العربية واضمحلال مستواها الفكري، بأن جعل الرجل حر طليق بينما تعاقب المرأة.

المسئول أولاً الدين ثم الاجماع الذكوري على هذا الظلم المستبد.
سيتغير الحال فقط إذا وضع الدين في مكانه الصحيح، وسادت العلمانية الديموقراطية التي بها يسن القانون الذي به يكفل حق الجميع دون تفريق. كما أن نشر الوعي الثقافي هو أمر ضروري أيضاً من خلال المدارس او وسائل الاعلام.

أشكرك ابراهيم.

اخر الافلام

.. بسبب شكلها وعمرها.. التنمر يطارد ملكة جمال ألمانيا الجديدة


.. 34 عاماً من النضال والتضحية... جثمان الشهيدة زوازن حسكة يوار




.. الرقة 28 4 2024فوزية المرعي مثال للعطاء ومسيرة حافلة في الا


.. الناشطة السياسية مي حمدان




.. الصحفية فاتن مهنا