الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العائدون لكن دون اشلاء

فرهاد عزيز

2010 / 11 / 15
الادب والفن


عندما نقول العائدون ، نعني اولئك الذين يعودون يوميا ممزقي الاشلاء ، لأنهم عائدون من مستنقع الموت والاجرام ، فمن اين هم عائدون؟! ، لمن لايعرف فانهم عائدون من الخيبة والخذلان لكن بعد فوات الاوان ، اولئك هم الذين دفعهم الملا ... والمفتي والامير الى الهلاك املا في لقاء رسول الله ، لكن كيف ؟

جاء ذاك المهموم المشرد والذي لم يجد في بلده متنفسا لعقده الجسمية والنفسية ، وقد كان دليله مفتي من تلكم الديار التي تدعي الاسلام ، وقد عبأ ونظم وحرض من اجل ان يدفع بالمسكين الباحث عن عقده ، اذ لم يكن ليتورع عن النظر الى كعب قدمي اخته الجملية خلسة ، ولم يتورع عن النظر الى سيقان امه التي جلست امامة تغسل الملابس ايضا خلسة في حياء من الله ، لأنه لم يستطع مقاومة نزوعه الداخلي لرغبة عارمة في الجسد المكبل بالآيات والاحاديث التي لا تراعي فيه هذا الهم الثقيل ، كم مرة
داعبه الخيال في اللاوعي حالما ، يقال يراوده الشيطان في الفراش الليلي ، ويقول اخوتنا الايزدية بان الشيطان من ملائكة الله وهم يخشونه كثيرا ، لذلك يحترمونه ولا يمسونه بكلمات المقت والكراهية ، لكنهم لا يحبونه ، بل هم في سلام معه ، لذا لا يعتقدون بانه يأتيهم في الحلم ، اما هذه الاجساد المكبلة بالايات والتي يراودها الشيطان من صنع الخيال المكبوت والحالم ،سرعان ما يهتز كل الجسد لتصل اللذة قمتها ، لينهض مسرعا منتشيا الى الحمام كي يغتسل من عار اللذة ، كي يجلس على سجادة الصلاة مستغفرا ربه علانية ، مستانسا بشيطانه سرا .

مسد الشيخ شعر رأسه ووعده بفتواه واحاديثه بتنظيمه وارساله الى حيث يلتقي بالرسول الكريم على ارض العراق ، توسل بالشيخ ليلاقي الرسول ليلا اي ان يلتقي به عند العشاء ، ابلغه المفتي بأن ذلك من شأن امراء ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق فهم اقرب الى الرسول الساكن في العراق ، لذا عليهم تنظيم لقائك ورحلتك .

جلس المنزوي في زاوية المسجد ، يحتسي الانتشاء مع القهوة والاكل وكل مايبعث الى سطوة السيطرة على العقل الواعي كي لا يفكر ، حيث ينبعث الخدر في الجسد في الايام الاخيرة ماقبل الرحيل ، وحيث يتناول فيه وللايام الثلاثة الاخيرة كل ما يجعله طائرا مقتدرا بقوة( السوبر مان) متعجلا للرحيل ، لأنه لايحس بالجسد من النشوة ، وهو حالم بلقاء الرسول كي يأخذ منه الاذن في طريقه للقاء حوريات السماء في عرشه ، سلمه الجواز العربي (سعوديا ، سوريا ، تونسيا ، مغربيا ، مصريا ، صوماليا ، مقرصنا ، ليبيا ، لبنانيا ، فلسطينيا ، خليجيا بامتياز ، صناعة اقرب مسجد من بيت الله حيث يتوفر الفقه التكفيري بامتياز وحيث اودع محمد عبد الوهاب ظلاميته) .

ندم كثيرا حين قيل له عليك بأن تتغدى مع الرسول في سوق حي العامل ، وقيل للاخر عليك بالعشاء في كنيسة سيدة النجاة ، ولم يطق الفكرة ، اذ تستغرق رحلته ثواني ، حيث يتمزق الجسد ، كأية لعنة من السماء مغموسة في الجسد لكن عليه الانتظار لحين حلول المساء ان شاء ان يختار من الحوريات الجميلات فهن كما يتخيل صاحبنا المريض، بأنهن لا يتعاطين الجنس في النهار ، اما ذاك المعقد الذي لم يظفر بشبقيته في شوارع كوبنهاجن حيث كان مغمورا في زاوية الشقة (المصلى) منبوذا من الاخريين للحيته الكثة غير المرتبة ، ولباسه القصير وهندامه الوسخ ورائحته النتنة ، لدرجة لم تتجرأ ولا واحدة من الشقراوات النظر في عينيه المتعطشتين ، حيث النظرة الخارقة المبهمة المعنى ، للجنس ام للدم ، مما يثير الاشمئزاز. بل ولم يستطع احدهم ان يجلس بجواره في الباص لنتانته ، لكنه على اية حال كان سعيدا بلقائه بالرسول في كنيسة النجاة بجوار عيسى ، حيث احتارا المرسلان في شأن هذا الغباء المفرط من لدن هذه العقد التي لا تلين تتوسل متطفلة على مائدة ابوا لقاسم وعيسى في بويتات الرحمن ، وكان يتصور انه الاسرع في الوصول ، في الوقت الذي تباطأ فيه الاخر كي يصل عرش السماء عند الغروب ، حين دوى الانفجار وعمت جيفة الجسد كل مكان موزعة اشلائها في السوق والنجاسة على الاجساد البريئة في ظهيرة اليوم الخانق ، وكذلك دوى الانفجار الاخر الذي تلطخت به جدران بيت الرب المطهر بدنس الجسد المعجون بالمخدر ورائحته ، حيث لم يغتسل لقرون و يحمل معه كل جيف حيوانات العصور الغابرة ، حين دوى الانفجار ، اتضح لهما بأن الرسول كان مشغولا عنهما ولم يستقبلهما لأنهما من دنس الارض ، وارادا استرجاع جوازيهما لمغادرة العراق ، لكن الامير في مايسمى دولة العراق الاسلامية كان قد باع الجوازين لآخريين يريدان مغادرة العراق .

بقى هائمين بحثا عن حوريات كثيرة يقال اثنان وسبعون ، شقراوات ، حمراوات ، ورديات ، بيضاوات ، ... وكانا مقتنعين حتما لسن سمراوات او من افريقيا ، باعتبارهما كانا دائما كاسيادهما يعنانيان عقدة النقص ازاء الغرب المتسامي في جنسه الشبقي ،
وحاولا ان يعودا خائبين ، لم يجدا بقايا جيف الجسد كي يعودا اليه ، ويرحلا عن العراق ... لأن المستنقع الراكد الذي وقعا فيه كانت من الايأت والاحاديث التي استثمرها الامير والمفتي المحرض الحاقد على ابناء الشعب العراقي المتنوع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8


.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و




.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح


.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة




.. هشام حداد يستفز وسام صباغ.. وهل يسبق السوري اللبناني في التم