الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون المسيحيون ..عراقيون أولاً .. الدين لله والوطن للجميع

ماجدة سلمان محمد

2010 / 11 / 15
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


طفلة السنوات الست لم تزل تتذكر ذلك اليوم الذي رحل فيه جيراننا (بيت أبو نزار) فابنتهم (زكية) كانت صديقتي سمتها أمها على اسم والدتي فسنوات طويلة ربطتهما معا، بعد أن خدما والدينا معا في اربيل وانتقلا معا إلى بغداد في ستينيات القرن الماضي، كانت تكبرني بأربعة أيام فقط، ورغم رحيلهم إلى (عينكاوة) إلا إن الصلات لم تنقطع ففي كل عطل صيفية كنا نذهب في رحلة إلى اربيل لزيارتهم والبقاء في ضيافتهم شهر أو يزيد وكل عطلة ربيعية كانوا في بغداد في ضيافتنا ، كبرنا معا ..رغم المسافة التي تفصلنا إلا أن التواصل اكبر، بيت أبو نزار كانوا من المسيح لم اعرف ذلك إلا في عشريني .

في الجامعة كنت المحجبة الوحيدة في كليتي وكانت (منى يلدا ) من اقرب صديقاتي ولم أكن أجد ما يمنع أحيانا أن اذهب معها إلى كنيسة مريم العذراء في الميدان وإيقاد الشموع في يوم الأحد..أهدتني يوما كتاب العهد القديم
منى بشر..وأنا بشر ..منى إنسانة ..وتحمل أجمل معاني الإنسانية من صدق ووفاء لم تحلف يوما لأنها لم تعرف معنى الكذب، منى عراقية وتسكن الدورة، وأنا عراقية اسكن الكاظمية ؟؟ ما لذي أستجد الآن لأعامل منى بغير الرابط الإنساني والعراقي؟؟ صديق أخي في الجامعة كان (بطرس) يأتي معه إلى بيتنا يمضي أيام الامتحان للمذاكرة معا ..لم أره يوما يرفع عينيه عن أرضية المدخل حين يمر عبره إلى غرفة أخي.
وشقيقي الأكبر خدم عسكريته في الثمانينات برفقة (ادمون )الذي فقد ذراعه في الحرب مع إيران متى كان في العراق مسمى مسيحي ومسلم..؟؟ سني وشيعي ؟؟ كردي وعربي ؟؟..أشهر الأسواق سوق دانييال لتجارة الجملة في اكبر مركز تجاري في بغداد، وأشهر زقاق ( عكد) النصارى في نفس المركز التجاري ، في بغداد تنتصب الصلبان على أكثر من خمس وستون كنيسة في بغداد من ضمنها كنيسة اللاتين أو السيدة تقع في شارع الخلفاء في الشورجة ببغداد, بنيت عام1866.يوجد فيها قبر أنستانس الكرملي الذي توفي عام 1947.
كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة بغداد المشهورة بصليبها الكبير الذي تستطيع ملاحظته من جميع أرجاء الكرادة وتعرف محلياً باسم أم الطاق التي تعرضت للكارثة في 31/10/2010 أثناء قداس الأحد وراح ضحيتها عشرات من الأبرياء، ما يدمي القلب ان احد الناجيات من تلك المجزرة وعلى شاشات الفضائيات وهي تروي الأحداث المروعة التي حصلت في الكنيسة قالت (كنا نتشاهد) أي نتلو الشهادة، في كل لحظة كنا نشعر بأننا سنموت .
أنها عبارة يقولها المسلمون حينما يقترب منهم الموت،أي عفوية واندماج ثقافي وديني ووطني أطلقته هذه السيدة المسيحية بتلك العفوية .
لم يعد الشجب أو الاستنكار سوى مزحة تطلق في كل مرة تحدث فيها كارثة ..تدعونا للابتسام لنردد في أنفسنا كم نحن مغفلين!! نحاول أن نزرق ضمائرنا بالمورفين لتغفو وتتحمل مزيدا من الفواجع التي لا تملك أمامها إلا الاستنكار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العراقيون الوهابيون ..وهابيون أولاً
طلال السوري ( 2010 / 11 / 16 - 03:55 )
كلام جميل ..وشعور جميل نحن بأمس الحاجة لان نتذكره وننشره ونتحدث عنه ونكرره مرات كثيرة..عسى ان يصمد وتصمد المحبة العراقية في مواجهة الارهاب الوهابي السعودي


2 - ما اجمل ما كتبتِ
بشارة خليل ق ( 2010 / 11 / 16 - 05:59 )
شهادة حية للتعايش الذي كنا ننعم به بل التاخي.انا ايضا اذكر في صغري قبل الهجرة كان يزورنا ابو جهاد وكانت هنالك عادة بتقديم قدح صغير من العنبري وهو مشروب به بعض الكحول على الاعياد وكان ابو جهاد يشاركنا هذا الطقس بكل عفوية وكان احد اعز اصحاب ابي رحمهما الله
اذكر اول سنة سمحت اسرائيل بالحج اهتمام الوالد بمعرفة كل تفاصيل السفرة من فم صديقه واما ام جهاد فكانت كل زيارة لها لبيتنا عرس من المرح والالفة وممارستها قراءة الفنجان حيث كان من المشهود لها بالشطارة في هذه التسلية بل وكانت اخوتي المتزوجات ياتين الي بيت ابي خصيصا عند حضور جارتنا وكان يبدو على امي الفرح رحمهن الله هي وصديقتها ام جهاد
ليس لي اصدقاء عرب اتردد عليهم هنا في الغربة الا صديق واحد ويا للمصادفة هو مسلم
يا لهذا الزمن الرديء زمن الذل والعار


3 - شكرا لك على المشاعر النبيلة
وليد حنا بيداويد ( 2010 / 11 / 16 - 11:01 )
اكرر بشكرى لك يا اختاه ماجدة على شعورك تجاهنا وعلى تفاعلنا نحن ابناء الوطن الواحد ولم احس بانه كانت هناك نزعات دينيه او طائفية او قومية فالكل ابناء العراق وكم كنت استمتع حينها عندما كنت ازور بغداد فالمسلم بالقرب من المسيحى والواحد يعمل مع الثانى وفى نفس الدائرة والكل يذهب للصلاة المسلم فى دربه للمسجد والحسينية والمسيحى الى الكنيسة والصبى الى المندى ولاحد يعترض هذا ولا ذاك
ولكن السنوات الاخيرة ابرزت جيلا من العراقيين المتخلفين وهم نتاج الامية والفكر الظلامى الذى جلبته القاعدة لنا وجلتهم من اليمن والسعوديه وخاصة مصر وسوريا
هؤلاء بلا شك هم افرازات الوهابية التى تعادى البشر والحجر والمرآه والتعليم والتطور والتمدن وبهذه المعتقدات يحاول هذا التنظيم اعادة البشرية الى زمن ظهور الاسلام وكيف ان نبى الاسلام كان يعيش ووفق هذا يطبقون اسلامهم حرفيا بقتل كل من لا يدين بالاسلام دينا او دفع الجزية او الرحيل او القتل وهذا ما يحصل كل يوم قتل المسيحين بلا هوادة عن طريق عملاء عراقيين فتحوا بيوتهم لهؤلاء الرعاع القادمون من خلف الحدود مفجرين اجسادهم النتنة وسط شعبنا ووسط الاطفال وامام المدارس ووسط الاسواق

اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران