الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورد والاعتذار من محتليهم

ماجد السوره ميري

2010 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


فلك الدين كاكائي
ترجمة : ماجد السوره ميري
عندما دخلت الولايات المتحدة الامريكية و حلفائها العراق عام 2003، عمدت لاستصدار قرار من مجلس الامن الدولي تحتل بموجبه عراق ما بعد حزب البعث العربي، وهذا يعني ان مصطلح (محتل) مصطلح دولي، سياسي، قانوني وأخلاقي!.
يطلق سكان اليمن الجنوبي اسم المحتل على حكومة صنعاء الحالية و يطالبون بالتحرر من صنعاء واعادة تأسيس دولة اليمن الجنوبي الذي قضمته وابتلعته حكومة علي عبدالله صالح عام 1994.
واضح ان سكان شمال وجنوب اليمن كلهم عرب مسلمون أصحاب الارض والماء والهواء والتاريخ نفسه، لكن التمايز وحب الذات والمناطقية التي تتصف بها حكومة شمال اليمن(صنعاء) جعلتها تمعن في الظلم و العدوان على سكان الجنوب (عدن) ما اضطرهم الى وصف الشماليين بالمحتلين!.
ليست كل أقوال الكورد المأثورة جميلة، أحدها يقول:اليد التي لا تستطيع ان تقطعها، عليك ان تقبّلها!". أي قبل يد الظالم الذي طالما سامك العذاب!. أو يقول :المضطر يسمي عشيق امه (عمي)!.
صروف الزمان علمت الكورد ان يسموا محتليهم: إخوان، أصدقاء، حلفاء وذوو قربى..! وكنا نحن أيضا من زاد في طين هذا الموروث بلة، فتقاتلنا داخليا لنثبت أينا الأخ الأقرب والصديق الأعرق او الحليف الأوفى لهذ المحتل او ذاك.
**
دوما يطلب الكورد الاعتذار من المحتل، عن الأخطاء التي لم يقترفوها، في وقت كان يجب ان يعتذروا لأنفسهم عن الاخطاء التي اقترفوها بحق انفسهم.
في العراق، كان الكورد دوما اخوانا للعرب، وحاولوا دوما ان يكونوا عراقيين ومخلصين لهذا البلد اكثر من اي شخص اخر.
ولو وقع العراق في ازمة سياسية ، كفشل حكوماته، فالكورد موجودون ومادام الكورد موجودين فلا خوف على العراق!
في ايران يتعين على الكورد ان يكونوا ايرانيين اكثر من الفرس و الاذريين والعرب. في سوريا كذلك. فهذا هو تاريخ الشرق الاوسط الحديث يحدثنا أن الكورد السوريين، سواء أكانوا في دمشق أو في الجزيرة، شكلوا الشريحة الاولى في سوريا التي قارعت الاحتلال الفرنسي وبأيديهم رفعت اولى رايات"استقلال دولة سوريا" في الجزيرة و القامشلي.
في تركيا ايضا ، يناضل الكورد منذ عشرات السنين حتى يقولوا:(نحن موجودون!)..ولكن هذا يعد طلبا غير شرعي لحد الان.
سألني حميم لي: ماذا تريد من مطالبتك بالصداقة الكوردية التركية؟!
فقلت: يا أخي! لعلني أنجح في هذا؟ فطوال سنين عديدة طالبت بالاخوة العربية الكوردية، فلم نحقق شيئا. و أمضينا سنوات أخرى في صداقة و قرابة الايرانيين فلم تك ذات بال. فمازلنا نردد مع انفسنا هذا الطلب، وهاأنذا أجرب حظي مع الاتراك هذه المرة، عسى ان يستجيبوا لصداقتنا! واكتب هذا المقال في مناسبة كهذه:
في مطلع هذا الشهر أعلن حزب العمال الكوردستاني PKK عن تمديد وقف اطلاق النار من جانب واحد مرة اخرى، يستمر حتى موعد اجراء الانتخابات المقبلة (في حزيران 2011).
بعد قرارات عديدة مشابهة، لم تنبس الحكومة التركية ببنت شفة لتستجيب ايجابا لهذا القرار، ولم تقل: حسنا، هاأنذا ايضا أعلن وقف اطلاق النار!
فوقف اطلاق النار أنفع لو اعلن من طرفين، لا من طرف واحد! ولكن هكذا هو قدر الكورد ان يكونوا دوما هم المبادرين للسلام و، التحالف و الاخوة و الصداقة.
***
منذ عام 25 للهجرة، (اي قبل 1406 سنوات) فنحن الان في العام 1431 للهجرة، انتفض الكورد وقاتلوا في جميع أقاليمهم ومناطقهم ضد المحتلين على اختلاف السنتهم و ثقافاتهم، حتى وصل الامر للمحتلين الغربيين (اي انهم دافعوا عن كل سكان الشرق، لا أنفسهم فحسب). ولكن اجبروا دوما على الاعتذار وطلب السماح من المحتلين!.
طلب الاخوة والتعاون والسلام من السلطات المحتلة، يعنى الاعتذار و السماح بالضرورة..! الاعتذار عم؟! الاعتذار عن النضال والكفاح والتضحيات! كأنه قد اقترف جريمة كبرى بتضحياته الجسيمة التى حفظت له جزءا من شرفه الانساني!
****
لا ادري هل بقيت طرق لم نسلكها حتى تثق بنا أنظمة هذه المنطقة وشعوبها المتسلطة، وتدرك اننا اناس مسالمون ودعاة خير ونقدس الارض ولنا كرامة و شرف؟
هل بقي سبيل نرضي بها المحتلين، كوننا نريد لهم ان يعيشوا معنا جنبا الى جنب؟!
اذا لم يزعل سياسيو كوردستان الحاليون ولم ينزعجوا من جملة الافكار هذه، يمكن ان اقول لهم: كلا، اخوتى و اخواتي السياسيين! لاتهن عزيمتكم، اطلبوا السلام و الامن والتعاون انتم ايضا ولكن مع الاحتفاظ بشرفنا الانساني. انا لا اقصد ان تتركوا كل عمل وجهد سياسي و تتوجهوا نحو الجبال. فهذا لن يداوي جرحنا الراهن. بل طالما كان هنالك باب لم يطرق فان من الافضل ان نتحرك نحو اهدافنا بصورة سلمية وهادئة و بخطى متأنية، وان اقفلت كل الابواب فذاك حديث آخر!
انا انوه لثقافتنا الكوردية، فقد تعلمنا بضورة سيئة ان نعتذر عن "الماضي" ونطلب السلام والاخوة!
ولعله يوجد سبيل اخر هو أن نتكلم بصوت عال، على الاقل بالكلام والتحركات السلمية، كالاعتصامات العامة و التظاهرات، وعقد مؤتمرات قومية عامة تجمعنا، حتى نتكلم معا عن همومنا و هواجسنا!.. فأبواب هذه السبل مشرعة، ونحن لا ننظر الى بعضنا –لاسمح الله – بروحية التعالي والتكبر وغيرها من التفاهات! اعتقد ان احسن السبل أن يحترم بعضنا بعضا وأن نحافظ على حرية تعبير بعضنا، وأن نحترم ارادة و تطلعات القوميات الاخرى. فاذا لم يحترم بعضنا بعضا يجب ان لا ننتظر ان تحترمنا السلطات الاقليمية. فنحن لم نبرأ لحد الان من الداء الذي يجعل بعضنا ينظر الى البعض الاخر بعين الصغار، ونعظم المحتلين في أعيننا.
فيما يخص نهج الاخوة والصداقة و التعاون بين الكورد و الشعوب الاخرى في الشرق والعالم، فأنا اكرر بان التعاون بين كل الشعوب ضرورة انسانية و اجتماعية بل واقتصادية ايضا. واذا استطاعت كوردستان ان تستقل ذاتيا بصورة كاملة فيجب الابقاء على دعم و صداقة وتعاون شعوب المنطقة.
في الفقرات السابقة قصدت أن أقول إنّا اخطأنا الفهم، فتصورنا أن السكوت عن الظلم والاحتلال والقمع يعني الصداقة والأخوة بين الشعوب.
كلا!إن أنجح أنواع الصداقة و التعاون يتجسد في التواصل بين الشعوب الحرة والمستقلة، لأن الظالم والمظلوم لا يصبحان صديقين متعاونين ابدا!
لذلك فإن من شروط متانة الصداقة و الأخوة والتعاون، أن يكون الطرفان أو الأطراف كلها متساوية وحرة ومستقلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المسألة واضحة
ابرام شاهين ( 2010 / 11 / 16 - 17:50 )
إننا كشعب قد تعرضنا لإضطهاد وظلم شديدين في كنف الحضارة الإسلامية العربية المنشأ
لا مجال للتآخي معهم
حان الوقت أن ندير ظهورنا للحضارة والمنطقة الإسلامية
ونتوجه إلى الحضارة الغربية الأكثر إنسانية وسماحة
لا يوجد قاسم مشترك بين الكرد والحضارة الإسلامية هناك عشرات الآلف من الكرد السوريين تركو الدين الإسلامي كقطيعة مع الحضارة الإسلامية التي لاقوا في كنفها أبشع أنواع الظلم والإنكار بحقهم

اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة