الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنتم مَن فتح الأبواب لهم ... فلماذا تحتجّون على عودتهم !

عبد علي عوض

2010 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الجميع يعلم كيف سارت الأحداث بعد إنتهاء مهام مجلس الحكم الإنتقالي ، وهي ليست بالماضي البعيد ، وشارك العراقيون باندفاع لأول مرة في حياتهم لممارسة حقهم الدستوري في إنتخاب مَن يمثلهم في السلطة التشريعية اللاحقة ( الجمعية الوطنية ) ، مع التحفظ على ما شابَ تلك الانتخابات من خروقات وتجاوزات التي أفضتْ الى إفراز الكتلة الأكبر ( الإئتلاف الوطني – الشيعي – الموحد ) ذات الفكر الكهنوتي الأبوي الإقصائي الإستبدادي والكتلة الثانية ( التحالف الكردستاني ) المتماسكة لأهداف عرقية مناطقية وليست ديمقراطية ، والثالثة حركة الوفاق التي ضمَّت العروبيين من القومانيين وبقايا البعث ، ثم جاءت القوى الديمقراطية العلمانية ( يسارية وشخصيات مستقلة ) في آخر السلَّم ، هذا هو ما كان ظاهر من مشهد العملية السياسية ، لكن دخان التفرّد بالسلطة وفرض قناعات ومفاهيم الكتلة الأكبر تصاعد عندما طالبت أقطاب تلك الكتلة بالغاء قانون الأحوال الشخصية لعام 1959 الخاص بحقوق المرأة ، وكان الشغل الشاغل لهم ليس وضع برنامج من شأنه إعادة بناء البلد والإنسان على أسس سليمة من خلال وضع دستور يعتمد أولاً وآخراً على تبنّي الديمقراطية كمبدأ وتطبيق ، وإنما كيفية الإمساك بالسلطة والإستحواذ على مؤسسات الدولة عن طريق خلق مكوّن سياسي طائفي وليس مكوّن سياسي إجتماعي، يقودونه كالقطيع ، يعني تطبيق مبدأ طاغية البعث حين قال ( جيب سلطة ..اُخذ حزب ) ، وعلى هذا الأساس فتحوا الأبواب أمام عتات البعثيين أصحاب الخبرة الغنية في إساليب التصفيات الجسدية بحق خصومهم السياسيين وكوّنوا ميليشيات الأوباش ، وقد أبدعوا في اداء مهماتهم الدموية ، وهم منتشرون ومتغلغلون في كل أجهزة الدولة ، والشيء العجيب انّ قوى الفاشية الطائفية المسيَّرة لتلك الميليشيات الإجرامية والمسيطرة عليها ، من صدريين وحكيميين ترفع شعار الديمقراطية ( بمفهوم ودزاين طائفي ) لأنَّ ذهنيتهم لم تتغيّر، وتستنكر وتحتج على عودة البعثيين الى السلطة ومشاركتهم فيها .
أوجه كلامي وملاحظتي الأخيرة الى السيد المالكي ، باعتباره سيكون رئيس مجلس وزراء الحكومة القادمة ، أنَّ عليه إيكال ليس فقط الوزارات السيادية وإنما وزارات الثقافة والتعليم العالي والتربية والسياحة والآثار ، الى شخصيات وطنية مهنية كفوءة نزيهة، من خارج الكتل الأربعة الفائزة في الانتخابات ، مؤمنة ببناء عراق ديمقراطي حضاري مزدهر يرفض سلطة الطوائف والأعراق و يسوده القانون والعدالة الإجتماعية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلس صيانة الدستور في إيران يوافق على 6 مرشحين للرئاسة


.. عقب استقالة بني غانتس.. بن غفير يطالب نتنياهو بالانضمام إلى




.. غسان أبو ستة: لو أردت أن تمحو شعبا امحي تعليمه


.. يديعوت أحرونوت: عملية النصيرات ستقللُ بشكل كبير من فرصة إنقا




.. مجهول يعتدي على السفارة الأميركية في سيدني والشرطة تحقق