الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فترة التحضير لبناء مجتمع اشتراكي

حسقيل قوجمان

2010 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


فترة التحضير لبناء مجتمع اشتراكي

قبل البدء في كتابة هذا المقال اود ان ابدي ملاحظة على التعليقات حول اشتراكية او عدم اشتراكية ثورة اكتوبر. اعود اولا الى قرار تأميم الارض. هل في تاريخ الراسمالية ما يشبه تأميم الارض منذ الثورة الفرنسية وحتى الازمة العالمية الحالية حين فقدت ملايين العوائل الاميركية دور سكنها لانها عجزت عن تسديد اقساط القروض التي اقترضتها من اجل شراء بيوتها؟ ان سلعة الارض تشكل اكثر من نصف حياة الطبقة الراسمالية ولا يمكن لحكومة غير اشتراكية، حكومة راسمالية، ان تدفن نصف حياة الطبقة الراسمالية بنفسها.
والعملية الثانية، عملية تأميم كافة المشاريع الراسمالية الكبرى بدون تعويض هي الاخرى لا يمكن لحكومة غير اشتراكية ان تقوم بها. فمادة صيانة الملكية الخاصة المتوفرة لدى البرجوازية ولا وجود لها لدى العمال والفلاحين، هي اهم مادة او من اهم مواد ما يسمى قانون حقوق الانسان. وتأميم المشاريع الراسمالية اكبر خرق لهذه المادة. لم تنس الراسمالية الامبريالية هذه الجريمة التي اقترفتها بحقها اول حكومة اشتراكية في التاريخ ولم تغفرها الى ان اجبرت غورباشوف على تعويضها عنها.
على من يريد ان ينكر كون الثورة كانت اشتراكية وحكومتها كانت حكومة اشتراكية ان يفسر كيف قامت حكومة لا اشتراكية، حكومة راسمالية، بهاتين العمليتين المناقضتين لمصالح الراسمالية.
الموضوع الاخر من وحي حوارات التمدن الذي اود بحثه هو فترة التحضير لبناء مجتمع اشتراكي وهي فترة تمتد من يوم الثورة وحتى سنة ١٩٣٣. استلمت الثورة مجتمعا برجوازيا منهارا اقتصاديا وزراعيا بسبب سنوات الحرب العالمية الاولى. كانت الصناعة فيه تافهة حتى بالقياس الواطئ الذي كانت عليه روسيا قبل الحرب. فكان على حكومة الثورة ان تبدأ باستعادة المستوى الصناعي والزراعي لما قبل الحرب كبداية لتطوير الصناعة والزراعة ابعد من ذلك. ولكن الاعداء الداخليين للثورة والدول الامبريالية لم تسمح لهذه الحكومة الفتية بالبدء في بناء صناعتها وتحسين زراعتها بل انهت الحرب التي كانت دائرة فيما بينها واعلنت هجومها موحدة على الحكومة الاشتراكية للقضاء عليها وهي في المهد على حد قول تشرتشل. فالقوات المحلية المعادية للثورة باشتراك ١٤دولة امبريالية شنت هجومها على هذه الحكومة المحاصرة اقتصاديا والتي لم تكن قادرة حتى على توفير الخبز لشعبها فكان وضعها يقرب من الموت جوعا. ولكن كون الثورة اشتراكية والتفاف الشعب الروسي حولها بكل قواه من الطبقة العاملة والفلاحين صمد امام هذا الهجوم الامبريالي وانتصر عليه. ولكن الحرب دامت حتى سنة ١٩٢٢. كانت فترة الحرب هذه سببا اضافيا في تدهور البلاد الاقتصادي ولم تسنح لحكومة الثورة فيها فرصة تحقيق اي تقدم في البناء الاقتصادي للبلاد. كان صمود هذه الحكومة الفتية معجزة لا يمكن تحقيقها الا من حكومة هي دكتاتورية الطبقة العاملة ومن شعب يدافع عن هذه الحكومة بكل ما اوتي من قوى.
خلال هذه الحرب، ونظرا لعجز الحكومة عن توفير المواد الغذائية للجيش والشعب بالطرق الاعتيادية سلكت سياسة شيوعية الحرب. وشيوعية الحرب كانت تعني بالدرجة الرئيسية مصادرة فائض انتاج الفلاحين بدون تعويض. يسمح للفلاح او المزارع ان يحتفظ من انتاجه بما يكفي لمعيشته ولمواصلة الزراعة للسنة القادمة وعليه ان يسلم الفائض للدولة بدون مقابل. كانت هذه السياسة سياسة مجحفة بالنسبة للفلاحين ولكنهم قبلوها ووافقوا عليها لانهم كانوا يعرفون ان فشل هذه الحكومة في الحرب يعني عودة ملاكي الارض الى اغتصاب اراضيهم واستعبادهم كاقنان او كعمال زراعيين من جديد. كان لينين يسمي هذه السياسة استعارة من الفلاحين لانه يعلم علم اليقين ان مصادرة الفائض كان ظلما للفلاحين ولكن دكتاتورية البروليتاريا كانت مجبرة على سلوك هذه السياسة القاسية بالنسبة للفلاحين الى ان تتاح الفرصة لدكتاتورية البروليتاريا ان تعوضهم عما لحقهم من ظلم بسبب سياسة شيوعية الحرب.
بعد انتهاء حرب التدخل هذه لم يعد الفلاحون يرضون عن سياسة تسليم فائض انتاجهم الى الحكومة بدون مقابل. وقد عبر لينين انذاك عن هذه الحقيقة التي هددت وحدة العمال والفلاحين بالتفكك، وهذه الوحدة هي الاساس المتين لبقاء وتقدم الحكومة الاشتراكية. انذاك اعلن الحزب البلشفي بقيادة لينين سياسة اقتصادية جديدة. فما هي السياسة الاقتصادية الجديدة؟ انها التخلي عن سياسة شيوعية الحرب واتخاذ سياسة جديدة هي سياسة الضريبة العينية.
تعني سياسة الضريبة العينية ان يسلم الفلاح جزءا من محصوله الى الحكومة كضريبة وان يحتفظ بالباقي ليتصرف به بحرية. اصبح ذلك ممكنا لان العديد من فقراء الفلاحين اصبحوا فلاحين متوسطين عند منحهم حرية التصرف في الارض التي كانوا يعملون فيها بدون اقطاعي يصادر انتاجهم. اصبح بامكانهم انتاج ما يزيد على حاجاتهم من الغذاء والبذور. فكيف يتصرف الفلاح فيما تبقى لديه من محصول؟ عليه ان يبيعه الى من يحتاجه. ومن يحتاجه هو المدينة. عليه ان يبيعه في المدينة وان يشتري من المدينة ما يحتاجه من بضائع غير زراعية. ولكن الفلاحين لا يستطيعون بانفسهم ان يتجهوا الى المدينة لبيع محصولهم. فنشأ تجار يقومون بتنظيم التبادل السلعي بين المدينة والريف. وهذه كلها عودة الى التبادل السلعي، عودة الى الراسمالية. ومن جملة ما يحتاجه المزارعون الكولاك والفلاحون ادوات زراعية على الدولة ان تبيعها لهم من انتاجها وهذا عودة الى راسمالية الدولة. وقد اعلن لينين ان السياسة الاقتصادية الجديدة هي عودة الى الراسمالية وعودة الى راسمالية الدولة. ابتهج الانتهازيون المنشفيك والاشتراكيون الثوريون بعودة لينين الى الراسمالية والى راسمالية الدولة وشمتوا وتبجحوا بانهم صدقوا حين قالوا ان هدف الاشتراكية غير ممكن بل مستحيل. انهم ابتهجوا باعتراف لينين بذلك لانهم اهملوا الجزء الثاني من اعترافه وهو اعلانه بان هذا التراجع هو مقصور على العلاقة بين الريف والمدينة، العلاقة بين العمال والفلاحين. كان مجرد تراجع عن سياسة شيوعية الحرب واستبدالها بسياسة الضريبة العبينية. ان العودة الى الراسمالية في هذه الحالة لم تشمل الشركات الصناعية ولا البنوك ولا المواصلات ولا التجارة الخارجية التي استولت عليها الحكومة الاشتراكية. ولكن لينين كان يعتبر ان هذا التراجع انتهى عند هذا الحد وان سياسة الحكومة الاشتراكية اصبحت البدء بالهجوم، ان تبدأ من جديد في التقدم في مشاريع الدولة لتحسين اوضاع البلاد الاقتصادية كبداية ضرورية في طريق بناء المجتمع الاشتراكي.
ولكن الانتهازيين من المنشفيك والاشتراكيين الثوريين واعداء الثورة ظنوا ان هذا التراجع هو تراجع دائم يهدف الى اعادة النظام الراسمالي وانه برهان على ان هدف الاشتراكية هو هدف لا وجود له وان لينين تخلى عن هدف بناء المجتمع الاشتراكي. فكتب لينين مقالا ساخرا بعنوان "ملاحظات صحفي" يسخر من هؤلاء الذين ظنوا ان لينين تراجع عن هدف بناء المجتمع الاشتراكي وقرر العودة الى النظام الراسمالي. صور في مقاله ان متسلق جبال كان يهدف الى تسلق جبل شاهق حتى القمة وبلغ مكانا لم يبلغه احد من قبله يتعذر عليه فيه ان يواصل تسلقه فاضطر الى ان يهبط الى مكان آخر يستطيع منه مواصلة التسلق للوصول الى القمة. وسخر من اولئك الذين كانوا في السفح يراقبون تسلقه بالمنظار ويشككون في امكانية وصوله الى القمة فابتهجوا حين رأوه يتراجع بحثا عن مكان امن لمواصلة تسلقه فهتفوا الم نقل ان التسلق الى القمة غير ممكن؟ فها هو ينحدر راجعا لانه لا يستطيع مواصلة التسلق. (راجع "ملاحظات صحفي"، المجلد العاشر من لينين، المختارات، باللغة العربية ص ٤٣٧ )
بين لينين ان التراجع مقصور على هذه الخطوة وهو تراجع مؤقت وبعده يبدأ التقدم من جديد وبطرق مختلفة لبلوغ هدف بناء المجتمع الاشتراكي. وقد شرح ذلك شرحا وافيا في مقالات منها ما هو بعنوان "الضريبة العينية" البديل لشيوعية الحرب يستطيع القارئ ان يقرأها في نفس المجلد. كان التقدم يعني تطوير الصناعة والزراعة والمواصلات لكي تبلغ مستويات ما قبل الحرب وقد نجحت حكومة دكتاتورية البروليتاريا في التقدم نحو هذا الهدف بصعوبة بالغة. فالطبقة العاملة لم تكن مجربة وليست لها الخبرة في عمليات التطوير الصناعي والزراعي كما كانت للطبقة البرجوازية وكان على الطبقة العاملة ان تتعلم من البرجوازية كيفية تحقيق ذلك. وقد كتب لينين عن ضرورة تعلم الطبقة العاملة من البرجوازية. فاستخدمت دكتاتورية البروليتاريا المهندسين والاداريين البرجوازيين، رغم انها تعلم عن انهم لا يفوتون فرص تخريب البناء، لكي يتحقق للطبقة العاملة ان تتعلم وان تثقف كوادر من صفوفها تكون لها القدرة على مواصلة وتطوير الانتاج بشتى اشكاله. ولم تكن للطبقة العاملة مصادر تمويل للمشاريع التي تقيمها غير مصادرها الخاصة. فلم تعتمد الطبقة العاملة على القروض الاجنبية او الشركات الاجنبية وحتى حين كان من الممكن عقد اتفاق مع مؤسسة اجنبية كان يجري ذلك وفقا لاتفاق مؤقت ينتهي بانتهاء المهمة التي جرى الاتفاق عليها.
لم يكن بمستطاع دكتاتورية البروليتاريا ان تحقق نظاما اشتراكيا ناضجا في هذه الفترة. فقد بقيت مشاريع راسمالية قائمة لم تصادرها الثورة لانها سمحت للشركات التي لا تستخدم اكثر من خمسين عاملا بالبقاء والانتاج على اساس برجوازي. كان هذا ضروريا في البداية لان الحكومة لم تستطع تحويل المجتمع اقتصاديا الى مجتمع اشتراكي. كان هذا يعني ان المشاريع الكبرى التي صادرتها الثورة تتعامل مع هذه الشركات الصغرى بالطريقة البرجوازية المعروفة، طريقة البيع والشراء حيث تزودها بالمواد الخام وادوات الانتاج اللازمة لها وتأخذ في المقابل انتاجها الاستهلاكي. وسمحت دكتاتورية البروليتاريا بمواصلة الانتاج البرجوازي في الزراعة اذ كان هذا الانتاج الزراعي المصدر الرئيسي لانتاج المواد الزراعية للغذاء وللمواد الزراعية اللازمة للانتاج الصناعي. وكان التعامل مع هؤلاء المزارعين البرجوازيين الغفيري العدد يجري عن طريق التعامل السلعي المألوف. ولذلك كانت دكتاتورية البروليتاريا تبدو على الاقل في عمليات التبادل هذه كأنها راسمالية دولة. وعلى هذا الاساس يقوم الكثير من منتقدي الاتحاد السوفييتي بانتقاده على انه كان راسمالية دولة. ولكن دكتاتورية البروليتاريا حتى في هذه الحالة لم تكن راسمالية دولة بكامل صفاتها. فراسمالية الدولة تعني ان الدولة تتصرف كشركة راسمالية كبرى. ومن اهم صفات راسمالية الدولة هي العمل من اجل نيل الارباح بنفس الطريقة التي يجني بها الراسمالي الفرد ارباحه او تجني بها الشركة الخاصة ارباحها اي عن طريق استغلال الطبقة العاملة. ولكن دكتاتورية البروليتاريا لم تكن دولة بهذا الشكل. فرغم انها تتعامل مع الشركات الراسمالية الباقية ومع الكولاك وحتى مع الفلاحين بطريقة التبادل السلعي فان الانتاج الاجتماعي لم يكن يتحول كله الى راسمال ولم يكن هدفه جني الارباح عن طريق استغلال العمال والفلاحين. كان فائض الانتاج الذي تحصل عليه الدولة من انتاج المشاريع الكبيرة التي استولت عليها يبقى ملكا للشعب متمثلا بدكتاتورية البروليتاريا وكان هذا الفائض المصدر الاساسي لتمويل التطور الاقتصادي، صناعيا وزراعيا. في المدينة اتبعت الدولة سياسة اجتذاب الشركات الصغرى القائمة الى الانتاج المشترك بين الدولة وهذه الشركات واتخذت في الريف سياسة تشجيع الفلاحين على الانتاج الجماعي. شكلت الحكومة مزارع دولة، وهي مشاريع زراعية جماعية تقوم بالانتاج الجماعي لحساب الدولة وتكون نماذج للفلاحين على فوائد الانتاج الجماعي. وتطلب هذا تطوير انتاج المكائن الزراعية بحيث تستطيع استخدام الطرق الحديثة في الانتاج الزراعي. وكانت الحكومة تشجع الفلاحين وتقدم لهم المساعدات في المكائن الزراعية وتطوير الانتاج الزراعي لكي يتجمعوا في مزارع تعاونية اختيارية.
فعلا نجحت الحكومة عن طريق انشاء محطات المكائن الزراعية التي كانت تقدم خدماتها للمزارع التعاونية لقاء جزء من انتاجها في اندفاع الفلاحين الى تشكيل المزارع التعاونية على نطاق واسع. ولكن الانتاج البرجوازي في الريف، الانتاج الكولاكي، كان يشكل عقبة في طريق تطوير المزارع التعاونية تطويرا سريعا. دام هذا الوضع حتى ١٩٢٨. في هذه السنة بلغ انتاج المزارع التعاونية ومزارع الدولة من القمح ما يكفي لتغذية المجتمع بدون خطر المجاعة. ومن الناحية الثانية بدأ الكولاك بالامتناع عن تزويد الدولة بالانتاج الزراعي الى درجة احراق منتوجاتهم. وفي هذه السنة قرر الحزب ان الوقت قد حان للقضاء على الكولاك كطبقة.
ليس القضاء على الكولاك كطبقة شيئا طارئا على الثورة او عملية جديدة في طريق بناء المجتمع الاشتراكي. ان مهمة الثورة الاشتراكية هي القضاء على كل انواع الانتاج الراسمالي الذي بدونه لا يمكن الحديث عن مجتمع اشتراكي. ولكن الحكومة الاشتراكية وجدت من مصلحتها الابقاء على الانتاج الزراعي البرجوازي الى ان يصبح في مقدور المجتمع تزويد الشعب بالغذاء والمواد الزراعية للصناعة. ان القضاء على الكولاك كطبقة هو جزء مؤجل من الثورة الاشتراكية، ثورة اكتوبر. وحان وقت تنفيذ هذا الواجب الذي كان واجبا على الحكومة الاشتراكية منذ نشوئها.
في ١٩٣٣ انتهى عمليا القضاء على الكولاك كطبقة واصبحت الزراعة السوفييتية زراعة تعاونية غالبة بحيث ان الزراعة التعاونية اصبحت جزءا من الانتاج الاشتراكي. وفي كل ادبيات الاتحاد السوفييتي كان يجري الحديث عن الزراعة التعاونية على انها زراعة اشتراكية. لذلك يمكن اعتبار هذه السنة بداية المجتمع الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي. وفي سنة ١٩٣٦ سنت دكتاتورية البروليتاريا اول دستور اشتراكي في التاريخ، دستور الاتحاد السوفييتي او ما كان يسمى دستور ستالين تمجيدا لستالين قائد الشعوب السوفييتية في طريق بناء المجتمع الاشتراكي ومهندس الاشتراكية.
نقطة هامة اخرى تتعلق بهذه الحقبة من تاريخ الاتحاد السوفييتي هي هل كانت حكومة دكتاتورية البروليتاريا حكومة اشتراكية منذ البداية ام كانت حكومة راسمالية تحولت من بعد الى حكومة اشتراكية؟
يعتبر البعض ان حكومة دكتاتورية البروليتاريا كانت حكومة برجوازية تحولت فيما بعد الى حكومة اشتراكية ويعللون اسباب انتقالها الى حكومة اشتراكية. يستند هؤلاء المنظرون على عبارة جاءت في مقال كتبه لينين بمناسبة الذكرى الرابعة لثورة اكتوبر سواء باقتباس نص العبارة او بدونه "إن مهمة الثورة في روسيا، المباشرة والقريبة، كانت مهمة ديموقراطية برجوازية قوامها القضاء على بقايا القرون الوسطى، و إزالتها إلى الأبد، و تنظيف روسيا من هذه البربرية، من هذا العار، مما كان يعيق إلى ما لا حد له كل ثقافة و كل تقدم في بلادنا."
(كنت قد اعددت مقال لينين حول الذكرى الرابعة لثورة اكتوبر للاقتباس منه ولكن الحوار المتمدن اسعفني بنشره مشكورا في جريدة الحوار المتمدن واقترح على القراء المهتمين بالموضوع قراءة المقال مع هذا المقال لانه كله يبحث الامور المتعلقة بثورة اكتوبر)
يستند هؤلاء المنظرون الى ان هذه العبارة هي اعتراف من قبل لينين بان دكتاتورية البروليتاريا كانت حكومة برجوازية وبان الثورة لم تكن ثورة اشتراكية اصلا. يعتبرون ان كون دكتاتورية البروليتاريا قامت في بداية عهدها بمهمة تنفيذ ما عجزت عن تنفيذه الثورة البرجوازية او تقاعست عن تنفيذه يعني ان الحكومة نفسها كانت حكومة برجوازية. لم يدركوا او لم يريدوا ان يدركوا الفرق بين حكومة برجوازية وحكومة اشتراكية تنفذ مهام الثورة البرجوازية التي لم تنفذ بعد. ومن هذا يستنتجون ان حكومة الثورة كانت حكومة برجوازية وباعتراف لينين.
راينا ان حكومة دكتاتورية البروليتاريا اتخذت في اول اجتماع لها قرار تأميم الارض. فهل كان قرارها هو انهاء العلاقات الاقطاعية على الارض؟ كان عليها ان تحقق تأميم الارض واغتصاب الاراضي من الاقطاعيين عمليا، في الواقع، والا فان قرارها يبقى حبرا على ورق. وقد تطلب تحقيق هذا القرار مدة من الصراع ضد الاقطاعيين ويذكر لينين على سبيل المثال قضية مساواة المرأة بالرجل كاحد الاهداف الهامة التي كان ينبغي تحقيقها في هذا المجال. لم يميز هؤلاء المنظرون بين حكومة اشتراكية تنفذ مهمة القضاء على علاقات الانتاج الاقطاعية وبين حكومة برجوازية تقوم بهذه المهمة. لم يتصوروا ان حكومة اشتراكية تقوم بمهمة برجوازية لم تحققها الثورة البرجوازية. ولكن الواقع هو ان الحكومة الاشتراكية حققت هذه المهام افضل مما حققته جميع الثورات البرجوازية من الثورة الفرنسية وحتى اندلاع ثورة اكتوبر الاشتراكية.
ان السياسة الاقتصادية الجديدة، النيب، كانت تعني ان الحكومة الاشتراكية، دكتاتورية البروليتاريا، انجزت مهام الثورة البرجوازية غير المحققة. كانت تراجعا عن سياسة شيوعية الحرب الى سياسة الضريبة العينينة، تراجعا في نطاق مقصور على العلاقة بين الريف والمدينة، بين الطبقة العاملة والفلاحين، رغم ما رافق ذلك من تطور للتبادل السلعي وللراسمالية وراسمالية الدولة في هذا النطاق الضيق من الانتاج الاجتماعي. وكان لهذا التراجع ان ينتهي بانتهاء تطبيقه ليبدأ التقدم في الاعداد لتحقيق المجتمع الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي. وهذا لا يعني ان دكتاتورية البروليتاريا اكتفت في هذه الفترة بتطبيق التخلي عن سياسة شيوعية الحرب واستبدالها بسياسة الضريبة العينية وتحقيق مهام الثورة البرجوزية بالقضاء على علاقات الانتاج الاقطاعية، بل كان هذا جزءا من منجزات الثورة الاشتراكية. فدكتاتورية البروليتاريا حققت في نفس الوقت انجازات هي من مهام الثورة الاشتراكية وليست من مهام الثورة البرجوازية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حكومة لينين الأولى
مكاري الرشيد ( 2010 / 11 / 18 - 10:28 )
ألفت نظر الكاتب أن مرسوم الأرض ومرسوم السلام اللذين وقعهما لينين صبيحة الثورة بالإضافة إلى انتخابات الحمعية التشريعية بعد نحو شهر إنما هي الأهداف الثلاث للثورة البورجوازية في شباط. فتأميم الأرض لا يعني أن حكومة لينين هي حكومة اشتراكية خليك عن أن لينين كان قد دعا كل الأحزاب للإشتراك في الحكومة
رئيس جمهورية قبرص من الحزب الشيوعي لكن ذلك لا يعني أن قبرص قد غدت دولة اشتراكية


2 - رأس الحكمة الدقة في الكتابة
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 11 / 18 - 13:55 )
ان سلعة الارض تشكل اكثر من نصف حياة الطبقة الراسمالية

هل هناك احد في كل انحاء العالم يستطيع ان يشرح لي ماذا تعني هذه الجملة؟ وكيف يمكن مقارنة السلعة (اين انت كارل ماركس؟) بالحياة (التي لم يحل العلم لغزها حتى الآن)؟
افتونا مأجورين.

وبعد ان نحل (بعون الله تعالى) لغز الحياة والسلعة نعدكم باننا سنعود الى باقي الغاز المقالة


3 - الستالينيون لا يقيمون وزناً للأنسان
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 11 / 18 - 14:22 )
اكثر ما يعجبني (ويدهشني) عند الستالينيين هي الطريقة الهادئة الرصينة (العلمية) التي يتحدثون فيها عن ابشع الجرائم وانكرها: في ١٩٣٣ انتهى عمليا القضاء على الكولاك كطبقة (في الساعة الخامسة مساء وصلنا الى فندق سميراميس ذي الخمس نجوم). لا مجاعة اوقعت الملايين، لا تشريد عشرات الآلاف من العائلات، لا اعدام الآلاف بالجملة، لا ارسال مئات الآلاف الى معسكرات الأعتقال ولا غزوات ليلية على بيوت الفلاحين.
في ١٩٣٣ انتهى عمليا القضاء على الكولاك كطبقة : بسهولة ببساطة وبصورة نقية. هكذا تمت واحدة من اكبر الجرائم ضد الأنسانية في القرن العشرين


4 - الإشتراكية
عبد الناصر شيت ( 2010 / 11 / 19 - 06:41 )
يبدو أن السيد قوجمان يعتقد أن الإشتراكية نظام اجتماعي ثابت ومستقر ولذلك كتب في عنوانه -التحضير للإشتراكية- عداك عما تشي به مقالته
قال ماركس أن الإشتراكية هي مرحلة التحضير للشيوعية وبحسب قوجمان يكون هناك مرحلة التحضير للتحضير وقد يأتي تلميذ لقوجمان ويكتب عن مرحلة التحضير للتحضير للتحضير!ـ
الاشتراكية ليست بحاجة لتحضير ، يوصف المجتمع بالإشتراكي حالما يتسلم الشيوعيون السلطة فية ويباشرون باتخاذ الإجراءات الداعمة لدكتاتورية البروليتاريا


5 - يا شيخنا الجليل
ابو ذر الفلسطيني ( 2010 / 11 / 19 - 08:21 )
اود ان اشكرك على متكتبه باستمرارموضحا للجهله االمكونكسيين الصهاينه تاريخ اقامة اول دوله اشتراكيه الشيوعيين لا يرتكبون المجازر يدافعون عن الشعوب واقامة دولة العدل والمساواة ضد مستغلي الشعوب وناهبي ثرواتهم وقوة عملهم ان من يرتكب الجازر عبر التاريخ هم شذاذ الافاق والامبرياليه ممثلي احتكارات النفط والاسلحه من دمر اريحا وعاي قبل الميلاد لمجرد وعد الهي وتوقف له الشمس يوم من اجل ارتكاب المجزره من ارتكب مجازر هذا العصر ويرتكب الان هل نسمي فهي كثر في فلسطين ولبنان والعراق وبدم بارد
واخيرا متمنيا لك العمر المديد والراي السديد والى الامام


6 - لا زلت انتظر
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 11 / 19 - 09:56 )
لا زلت انتظر الجواب على السؤال الذي طرحته في تعليق رقم 2 وهو: ما معنى الجملة التالية:
ان سلعة الارض تشكل اكثر من نصف حياة الطبقة الراسمالية

لعل ابو ذر الفلسطيني المعجب بالمقال وبالستالنيين عامة (والخبير اضافة الى ذلك بتاريخ ما قبل الميلاد) يعرف الجواب على هذا السؤال وسنكون له من الشاكرين إذا قام بشرحه لنا (إذ لا بد انه قد فهم ما يقصده الشاعر بعد ان كال له المديح بالجملة).

أما إذا لم اتلق الجواب خلال العشرين واربع الساعات القادمة (وقد اعذر من انذر) فقد أضطر الى الأستنتاج مكرهاً ان هذه الجملة (التي تحوي كل الكلمات الصحيحة التي يحتاجها مبتذلو الماركسية لخدع الجهلاء: سلعة، ارض، وحتى طبقة رأسمالية) ما هي في الواقع إلا خليط عجيب من الكلمات، لا رابط بينها ولا تؤلف ما يدعى في قواعد اللغة جملة مفيدة يمكن لأنسان عاقل ان يفهمها


7 - اشتراكية أوعدم اشتراكية ثورة اكتوبر
ياسر السروجي ( 2010 / 11 / 19 - 20:51 )
حين كانت الاشتراكية قائمة في ورسيا كنا نهلل ونمتدح اقامة هدا الصرح الذي قضى حسب المفهوم الايديولوجي على قوى الاستغلال واناط للبروليتاريا حق استلام السلطة وتطبيق العدالة . .. وحين سفط النظام بدأنا نكيل التهم على أخطاء التطبيق . إن من يتباكى الآن على تطبيق النظام الماركسي اللينيني مثله مثل الاسلامويون الذين يتباكون على اقامة دولة الاسلام , فكلاهما يدعو الى اقامة سلطة طوباوية دون النظر الى معطيات التطور , وكلاهما يحوم ضمن فكر ايديولوجي سلفي


8 - المراحل المختلفة في تشييد الاشتراكية
حميد خنجي ( 2010 / 11 / 19 - 22:53 )
استغرب أحيانا عندما يتعاند الماركسيون في أمور جد بديهية !! أي كيف يتفنّنون في اختلاق الاختلافات حول البديهيات ؟! وكمثالنا هنا عن الاختلافات المختلَقة والتفلسف الزائد والمباهاة..الخ.. حول ما اذا كانت ثورة أكتوبر اشتراكية أما لا ؟! او برجوازية أو ماذا؟! وهل لابد من مرحلة أو فترة تحضيرية كما أفادنا بحق كاتبنا الجليل، المناضل والضليع.. ولو أنه قد أسئ فهم ما أراد توصيله من فكرة صائبة وصحيحة!
المسألة ببساطة وكما اراها أنا هي هكذا:أولا عندما يستلم ممثلو البروليتاريا السلطة السياسية بأي شكل سواء كانت بطريقة ثورية ( انقلابية) او قدومهم (المجموعة الثورية) بشكل تدريجي انتخابي-مع الفارق بين الاثنين- فإن المنظومة الجديدة - السوسيو ايكونومي-لاتكون اشتراكية بين ليلة وضحاها ولو انها اشتراكية من الناحية السياسية-في البدء- فحسب ! حيث أن الأمر في حاجة إلى انجازات: اجتماعية -اقتصادية -ثقافية..الخ.. والتي في حاجة لزمن معين لتشييد المجتمع الجديد المأمول (الأساس المادي والمعنوي) للوصول إلى-بزغ- الاشتراكية ، التي هي ايضا في حاجة اى فترة لا نعرف مداه الزمني للعبور الى مجتمع لاطبقي لاسلطوي،غيرمسبوق


9 - الرفيق العزيز حميد خنجي
فؤاد النمري ( 2010 / 11 / 20 - 06:18 )
لعلي أول من طرح فكرة أن انتفاضة أكتوبر لا هي ثورة ولا هي اشتراكية ــ ولي مقالة بهذا العنوان ــ وهذا ليس من باب التفلسف الزائد إنما هو حقيقة ذات شأن كبير في الدفاع عن اللينينية. ما أكثر من يتهمون لينين اليوم بأنه مغامر بكّر بثورة اشتراكية في مجتمع لم ينضج بعد وهذا تهمة تعبر عن سوء فهم لدى أصحابها كمثل كريم مروة الذي يدعو لمحاكمة لينين!! حقيقة الأمر أن لينين في 6 نوفمبر 1917 لم يقم بثورة اشتراكية بل بانتفاضة ــ كما وصفت آنذاك لاستكمال الثورة البورجوازية خاصة وأن الأممية الثانية في مؤتمرها العام 1912 كلفت الشيوعيين الروس بالقيام بالثورة البورجوازية واستكمالها نظراً للضعف التاريخي للطبقة البورجوازية في روسيا . دعوة لينين لسائر الأحزاب للإشتراك في حكومته في صبيحة الثورة ومنها حزب الكاديت الرجعي هي برهان قطعي على أن الإنتفاضة كانت بورجوازية الأهداف
ليس البلاشفة من نكس على طريق الثورة البورجوازية بل البورجوازية نفسها بمختلف أطيافها وقد فرضت على البلاشفة في آذار 1918 خياراً وحيداً، إما الإبادة أو الإشتراكية فاختار البلاشفة بالطبع الإشتراكية. وأعلنها لينين ثورة اشتراكية في آذار 19 هكذا وقائع


10 - بين البيضة والدجاجة ضاعت لحانا-1
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 11 / 20 - 09:47 )
بينما يستمر النقاش الهام (جداً) حول ما إذا كانت البيضة قد سبقت الدجاجة ام ان الدجاجة هي التي سبقت البيضة (دون ان يلتفت المتناقشون الى حقيقة تافهة هي ان الدجاجة قد ماتت منذ زمن طويل ولم يبق منها سوى جثة محنطة)، يواصل المؤرخ فؤاد النمري جهوده لطمس وتزوير الحقائق التاريخية.

يقول المؤرخ (الأمين؟) فؤاد النمري: دعوة لينين لسائر الأحزاب للإشتراك في حكومته في صبيحة الثورة ومنها حزب الكاديت الرجعي هي برهان قطعي على أن الإنتفاضة كانت بورجوازية الأهداف.
حتى يثبت لنا فؤاد النمري برهانه القطعي هذا بوثائق امينة (اين انت عبد المطلب؟) يمكنه ان يتقلد وسام (صانع التاريخ) عن جدارة.

وحتى ذلك الحين لنرى كيف يصف مؤرخ آخر (اكثر امانة بعض الشيء من فؤاد النمري) دعوة لينين المزعومة حزب الكاديت الرجعي للأشتراك في الحكومة.

يتبع


11 - بين البيضة والدجاجة ضاعت لحانا-2
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 11 / 20 - 10:25 )
هكذا يصف المؤرخ روبرت سيرفيس في كتابه (لينين : سيرة حياة) ما حدث غداة الأنتفاضة مباشرة:

وفي الساعة الساعة الثانية والخمسة وثلاثين دقيقة بعد الظهر اعتلى المنصة تروتسكي، رئيس مجلس السوفييت (هل تقرأ هذا حسقيل قوجمان؟) واعلن ان سلطة كيرنسكي قد اسقطت وان إدارة اشتراكية سوف تتولى الحكم. بعدها اعلن، وسط عاصفة من التصفيق، ان الخطيب القادم سيكون لينين لا غير.

وبعد ان هدأت عاصفة التصفيق التي استمرت بضعة دقائق اعلن لينين:
أيها الرفاق! ان ثورة العمال والفلاحين التي دعا لها البلاشفة منذ زمن طويل قد تحققت. ما هي اهمية ثورة العمال والفلاحين هذه؟ ان اهمية هذه الأنتفاضة تكمن قبل كل شيء في حقيقة ان جهاز سلطتنا سيكون بأيدي حكومة سوفييتية بدون اي اشتراك، مهما كان، من البرجوازية. الجماهير المظلومة نفسها هي التي ستخلق سلطتها.

قارنوا: (دعا لينين سائر الأحزاب للإشتراك في حكومته في صبيحة الثورة ومنها حزب الكاديت الرجعي) و (سلطتنا ستكون بأيدي حكومة سوفييتية بدون اي اشتراك، مهما كان، من البرجوازية) وقرروا بعدها من تصدقون


12 - اين الدقه يا يعقوب؟
عبد المطلب العلمي ( 2010 / 11 / 20 - 19:48 )
عند ايراد او سرد اي حدث مجتزئا من نص معين يؤدي الى تزييف المعني لذا عند حلف اليمين في المحكمه نقول اقسم بسرد الحقيقه كل الحقيقه، و هكذا كيف تكونت اول حكومه،في الساعه 11 مساء التئم المؤتمر الثاني لمندوبي سوفياتات العمال و الفلاحين حيث كان للبلاشفه 338مندوبا من اصل 670(لا يملكوا الاغلبيه المطلقه) لذا خطب مارتوف بالحضور داعيا لتاليف حكومه وحده وطنيه من ممثلي جميع الاحزاب و ابتدا المؤتمر يناقش كيفيه تشكيل الحكومه و الكوتا الحزبيه و لكن توالت خطابات للمنشفيين و كذلك لمثلي الاشتراكيين الثوريين اليمنيين الذين طالبوا باعاده السلطه للحكومه المؤقته و اعتبروا الانتفاضه انقلابا عسكريا غير شرعي،و عندما لم يحصلوا على تاييد الاغلبيه و كاحتجاج انسحب من المؤتمر ممثلو المنشفيون والاشتراكيون الثوريون اليمينيون و الكاديت و البوند(انا نفسي لم افهم هذاكنت اظنهم قداندمجوا في الحزب الاشتراكي الديمقراطي ،على كل سوف ابحث في الامر لاحقا) و بهذا بقي في المؤتمر مندوبو البلاشفه و الاشتراكيين الثوريين اليساريين و المناشفه الامميين و عندها خطب تروتسكي خطبته الشهيره التي دفعت بالمناشفه الامميين الى الخروج احتجاجا


13 - اين الدقه يا يعقوب؟ 2
عبد المطلب العلمي ( 2010 / 11 / 20 - 20:06 )
احتجاجا على محتوى الكلمه لم يبقى من المندوبين الا البلاشفه و الاشتراكيين الثوريين اليساريين،و في الجلسه المسائيه26 اكتوبر تم اقرار مرسومي الارض و السلام و تشكيل الحكومه التي تراسها لينين و معظم اعضائها من البلاشفه حيث ان الاشتراكيين الثوريين اليساريين رغم انهم لم يغادروا قاعه المؤتمر رفضوا الموافقه على الدخول الى الحكومه و التصويت على المراسيم.
اذن في البدايه سعى البلاشفه الى تكوين حكومه وحده وطنيه و لكن و بسبب قصر نظر و معاداه ممثلو بقيه الاحزاب و انسحابهم من المؤتمر شكلت الحكومه من ممثلي البلاشفه و انصارهم.
و بما ان الدجاجه قد ماتت من زمن بعيد،كما تقول،فلماذا السعي لتشويه صوره الثوره و مرحله البناء الاشتراكي؟هل هو العداء المستفحل للبلاشفه؟


14 - الإشتراكيّة تبنى على مراحل
السّموأل راجي ( 2010 / 11 / 20 - 20:14 )
لا ولن أظنّ أنّ أيّ إنجاز مهما كانت طبيعته من الممكن تحقيقه بمجرّد ضغطة زرّ أو كتابة بيان,ولقد جاء الرّفيق حسقيل في هذا النصّ على جوهر ثورة أكتوبر 1917 عبر إستنطاق مجمل وقائع وإجراءات قامت بها الحكومة المنبثقة عن الثّورة,لقد بدأ البلاشفة منذ الوهلة الأولى في بناء وتنظيم مجتمع إشتراكي وهذا لا يكون في ظلّ حلقة ضعيفة في المنظومة الرّأسماليّة مثل روسيا إلاّ بإنجاز ما لم تنجزه البورجوازيّة عبر القضاء:-على بقايا القرون الوسطى، و إزالتها إلى الأبد، و تنظيف روسيا من هذه البربرية، من هذا العار، مما كان يعيق إلى ما لا حد له كل ثقافة و كل تقدم -كما قال لينين نفسه في الذّكرى الرّابعة للثّورة ومن البديهي أن تكون سلسلة من الإجراءات المتعاقبة وفق مقتضيات والواقع وشروطه وممكناته التي فرضت في المقام الأوّل ومنذ الوهلة الأولى تأميم الأرض وصولا إلى دستور 1936 الإشتراكي,لا تتحقّق الإشتراكيّة تلقائيّا ولا في لحظة واحدة ولكنّها بناء متّسق متواصل ينطلق بإجراء كان أبرزه ما قامت به الحكومة الإشتراكيّة من تأميم الأرض ووسائل الإنتاج


15 - شعاري هو: الدقة العلمية والأمانة التاريخية-1
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 11 / 20 - 20:57 )
الى عبد المطلب: بعد ان تقرأ هذا التعليق، إذا كنت تعتقد ان محتواه صحيح انا اطالبك بالأعتذار مني لأنك اتهمتني بعدم الدقة. اما إذا كنت تعتقد ان محتواه غير صحيح انا اطلب منك ان توضح لي اين هي عدم الدقة.

في كل تعليقك ليست هناك نقطة واحدة (اكرر: نقطة واحدة) تنفي ما ذكرته انا. هناك من الناحية الثانية بعض عدم الدقة في ما تكتبه انت. وسأحاول ان اثبت ذلك

1. مارتوف (من المناشفة) وليس لينين هو الذي طالب بتأليف حكومة وحده وطنيه من ممثلي جميع الاحزاب الأشتراكية الممثلة في السوفيييت. الكاديت لم يكن ممثلاً في السوفييت. لذلك لم يكن الحديث عن حكومة مع الكاديت.

2, لم ينسحب من المؤتمر ممثلو المنشفيون والاشتراكيون الثوريون اليمينيون و الكاديت كما تقول. الكاديت (وهو حزب برجوازي) لم يكن ممثلاً في السوفييت.

3. قولك: (اذن في البدايه سعى البلاشفه الى تكوين حكومه وحده وطنيه) ينقصه الكثير من النزاهة الفكرية وانت تعرف ذلك تماماً. فأولاً لم يكن الحديث عن وحدة وطنية مع الكاديت كما زعم النمري بل حكومة وحدة من الأحزاب الأشتراكية فقط. وثانياً: لماذا لا تذكر من الذي قام بمحاولات الوحدة؟ ألأنه كامينيف؟
يتبع


16 - شعاري هو: الدقة العلمية والأمانة التاريخية-2
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 11 / 20 - 21:13 )
4. لا ادعك تتهرب
يقول المؤرخ (الأمين؟) فؤاد النمري: دعا لينين سائر الأحزاب للإشتراك في حكومته في صبيحة الثورة ومنها حزب الكاديت الرجعي.
هل هذا القول صحيح؟ هل هذا يتفق مع الحقائق التاريخية؟ ام هو من اختراع فؤاد النمري؟
انا هاجمته على قوله هذا وقلت له انه لا يتفق مع الحقائق التاريخية. هل كنت محقاً في تهجمي عليه؟

5. من هو الذي يشوه صورة الثورة؟ هذا الذي يقول الحقيقة (كما فهمها من الكتب والوثائق) ام ذاك الذي يخترع الحقيقة؟ ولماذا تعتقد ان في ما قلته انا تشويه لصورة الثورة؟ اين ترى التشويه؟

انا اطلب منك ان تجيب. هذا، كما قلت لك مرة، هو واجبك تجاه القراء


17 - حول المؤتمر الثاني
عبد المطلب العلمي ( 2010 / 11 / 21 - 21:30 )
اولا-انا لم اكتب ان لينين هو الداعي لتاليف حكومه وحده وطنيه بل قلت مارتوف ،اما الاشاره الى انه منشفي فلم ارى حاجه لها فهو معروف و للدقه اقول مارتوف كان زعيم المنشفيين الامميين.
ثانيا-حسب تسجيل مندوبي المؤتمر كانت الصوره كالاتي:338 بلشفي،211 اشتراكي ثوري بفرعيه اليميني و اليساري ،69 منشفي ايضا بفرعيهما،20 اشتراكيين ديمقراطيين امميين ،10 اعضاء الاحزاب البولنديه،6 من البوند،4 من بوعالي تسيون،6 من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الاوكراييني،3 من الاشتراكي الشعبوي الاوكراييني،4 من الاشتراكي الشعبوي اللاتفي،3 من الفوضويين ،1 من الحزب الاشتراكي ،1 من الاشتراكي الفلاحي، 2من حزب الماكسيماليست ،36 غير حزبيين ،و ارجو الانتباه 22مندوبا صرحوا بانهم حزبيين وطلبوا عدم كتابه اسم حزبهم مقابل اسمهم.
ثالثا-لا يمكن لاحد ان يجزم انه لم يكن من يين ال22 مندوبين عن الكاديت،فعند تشكيل هيئه رئاسه المؤتمر كان من بين اعضاء الهيئه المدعو غوتمان مندوبا عن الحزب العبري العمالي الاشتراكي الموحد ،و كما يظهر اعلاه اسم هذا الحزب لم يرد بين الاسماء اعلاه.
رابعا-لم افهم ماذا قصدت بكلامك عن كامينيف،انا اعرف انه كان رئيس المؤتم


18 - الى عبد المطلب العلمي: انت تتهرب
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 11 / 21 - 22:30 )
1. لم تجبني اين عدم الدقة فيما كتبته انا، لذلك لا افهم لماذا لا تعتذر لآنك اتهمتني بعدم الدقة.
2. مما تقوله انت يبدو واضحاً تماماً ان الكاديت لم يكونوا اعضاء في المؤتمر لذلك لم يكن بامكانهم ان ينسحبوا منه كما قلت انت.
3. واخيراً لم تجبني: هل كان النمري محقاً قي ما قاله ام انه اخترع ذلك من خياله؟ ولماذا لا تقول له ذلك بصراحة وبدل ذلك تتهمني بعدم الدقة وتشويه صورة الثورة؟


19 - أسئلة تحتاج جواب -1
أنور نجم الدين ( 2010 / 11 / 22 - 09:23 )
ألا يقوم السيد قوجمان في مقاله اعلاه بتصوير مجتمع يحكمه الرأسمالية الدولة الاحتكارية؟
ولماذا اذا يحاول السيد قوجمان اقناعنا بما يقوله لينين عن نظامه؟
هل نضع آمالنا واحلامنا بوعود الزعماء –رجال الدولة الدبلوماسيين؟

كيف نحكم على اشتراكية البعث؛ من خلال احاديث صدام حسين و حافظ الأسد أم من خلال التاريخ الفعلي؟
لماذا يجب ان نصدق لينين أو تروتسكي حين يقولون ان الانتاج السوفيتي نصف اشتراكي ونصف رأسمالي؟ ولماذا لم يكن الانتاج العراقي نصف اشتراكي ونصف رأسمالي؟ ولماذا لم نصدق صدام حسين حيث انه كان ايضا يدعي بانه اشتراكيا؟

حسب السيد قوجمان: يمكن اعتبار سنة 1933 بداية المجتمع الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي.
هل معقول ان يموت الملايين من الجوع في الاتحاد السوفيتي في سنة دخوله جنة الاشتراكية؟ هل يتعلق الأمر أيها السادة بالعلاقات الانتاجية أم لا؟ وهل يجب ان نبحث كل هذه الماساة في العلاقات الانتاجية ام لا؟
وما الفرق بين الأساس الاقتصادي للمجاعة السوفيتية والمجاعة الافريقية؟


20 - أسئلة تحتاج جواب -2
أنور نجم الدين ( 2010 / 11 / 22 - 09:24 )
لماذا لا يمكن ان نقول ان تأميم النفط العراقي في السبعينات مطلب اشتراكي؟ أو لماذا لا يكون هذا التأميم أساس لفترة انتقالية نحو الاشتراكية؟ لان صدام كان فقط اشتراكي وليس اشتراكي – شيوعي؟
كلا، ابدا، لان التأميم مطلب برجوازي، وان انهيار الاشتراكية البعثية، وبعد اكثر من 30 سنة من التأميم، هو نفس النموذج التاريخي لانهيار النظام التأميم السوفيتي.

ان أمثلتكم صالحة للمجتمعات المتخلفة وبالذات للفلاحين، فاليوم وبعد كل هذه الدروس والتجارب التاريخية المتراكمة، وخاصة بعد ما ترك نظام البلشفيين ورائه مذبلة مثل روسيا اليوم، فمن السهل جدا دراسة الاحداث بصورة مغايرة تماما عن الصورة التي نقلتها لنا الاشتراكية – الديمقراطية الروسية، وخاصة البلاشفة.

الاشتراكية تعني تلبية الحاجات البشرية لا اكثر، وسوف تصبح الاشتراكية حقيقة من حقائق التاريخ من خلال علاقات الانتاجية لا تعهد رجال الدولة الدبلوماسيين بالجنة والحوريات الموعودة.


21 - الى أنور نجم الدين:لن تتلق اجوبة على اسئلتك
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 11 / 22 - 10:07 )
أهلاً
ان الأجوبة على اسئلتك لن تتلقاها ممن -يؤمنون- بالماركسية كما يؤمن رجل الدين بكتابه المقدس. والأنكى من ذلك هم لا يفهمون -الكتاب المقدس- نفسه او يترجمونه بصورة خاطئة تتفق وافكارهم المسبقة.

الستالينية، اخي العزيز أنور نجم الدين، هي تجريد الماركسية من كل محتوى انساني وتحويلها الى صدامية. لذلك لا غرابة انهم يصفون قانون اجتثات البعث بالجريمة ضد الأنسانية


22 - الاستاذ العزيز ابراهامي
أنور نجم الدين ( 2010 / 11 / 22 - 14:58 )
مساء الخير.
بالطبع يا استاذ، ليس هناك أسئلة في الماركسية المذهبية.

أما كما تعرف حضرتك ان المنهج العلمي عبارة عن الطرق المصممة لفحص الاشياء الطبيعية او التاريخية، تستند على جمع البيانات قابلة للقياس، والفحص، والاختبار. وان الاسلوب العلمي يختلف عن الاستنباط والقياس المنطقي والديالكتيكي.
أما الغريب هو ان الماركسيين المذهبيين لا يميزون حتى بين هذا وذاك، بين الفلسفة وطريقتها العقلانية في البحث، والعلم وطريقته التجريبية في البحث. وهم حتى يتصورون ان ما يسمى بالتنبؤ قدرة بشرية خارقة لا توقع قد يحدث اذا سارت الامور سيرا معينا.
بالمناسبة عمي (بهاءالدين نوري) سأل عنك وعن مكان اقامتك الحالية.
خالص تحياتي


23 - الى أنور نجم الدين:تحية الى بهاء الدين نوري
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 11 / 22 - 15:39 )
بلغ عمك بهاء الدين نوري (باسم، إذا كانت ذاكرتي لا تخونني) كل تحياتي واحترامي.

يسأل عن مكان اقامتي. قل له ان مكان اقامتي السياسي هو اليسار (ارجو طبعاً ان اكون متفقاً معه، ومعك، على معنى اليسار). اما مكان اقامتي الجغرافي فهو حيفا وبالتحديد في اعالي جبل الكرمل (هنا ايضاً ارجو ان لا تكون بيننا خلافات من نوع آخر: حول الشرعية وعدم الشرعية).

تحياتي الخالصة لكما مرة اخرى


24 - اشتراكية الصومال رأسمالية لندن
محمد المثلوثي ( 2010 / 11 / 22 - 18:05 )
لو كان السيد قوجمان يتوجه بمقاله لمواطني الصومال مثلا فانه سيكون بلا شك بمثابة نبي مرسل من السماء وهو يتحدث لهم عن تأميم الدولة للأرض ولأهم القطاعات الانتاجية وعن تطوير الصناعة وعن بناء اقتصاد وطني عظيم بآلات ومكائن عصرية وكهربة البلاد ومد السكك الحديدية والطرقات...الخ. لكن لو تخيلنا السيد قوجمان يتوجه بمقاله هذا الى عمال شنغهاي في الصين أو بومباي في الهند أو المدن الصناعية في الولايات المتحدة أو في لندن أو شتوتغارت أو باريس ويقول لهم أن خلاصهم يكمن في بناء صناعة ثقيلة وبناء الجسور والطرق السريعة وفي استيلاء الدولة على المصارف والشركات الكبيرة، اي انه لا يصف لهم سوى ما هو متحقق فعلا أمام أعينهم ككارثة يومية تولد بؤسهم وشقاءهم اليومي، فماذا عسى أن يجيبه هؤلاء العمال؟
ان اشتراكية السيد قوجمان هي الراسمالية بدون البروليتاريا، الرأسمالية بدون فقر وبدون استغلال، الراسمالية حيث العمال هم من يمسك بالسلطة السياسية، الراسمالية حيث العمال هم المتصرفون في راس المال يوجهونه نحو العدالة الالاهية الخالصة وذلك فقط بالارادة الطيبة للزعيم وبفضل النظرية الثورية التي توجه العالم صوب الجنة الموعودة


25 - لننطلق من التاريخ الفعلي
أنور نجم الدين ( 2010 / 11 / 23 - 10:16 )
قبل اكتوبر 1917، لم يشكل البلاشفة الا أقلية ضئيلة في منظمة السوفييتات -المجالس العمالية- وفي الجمعية التأسيسية ايضا. والسؤال هو:
كيف حدث ان يقوم حزب -كان ما زال أقلية ضعيفة جدا في السوفييتات البروليتارية وفي الحكومة البرجوازية التي كان يشارك فيها البلاشفة ايضا- بثورة جماهيرية؟

يقول لينين: (يجب الاعتراف بأن حزبنا ما زال أقلية، وأقلية ضعيفة في الوقت الحاضر في معظم سوفييتات نواب العمال – لينين، موضوعات نيسان).
ولم يحصل البلاشفة إلا إلى أقلية الأصوات في الجمعية التأسيسية أيضا: (وجدت البلاشفة نفسها أقلية في الجمعية التأسيسية – لينين).
ورفض بعد ذلك نواب البرلمان بالطبع إقرار مراسيم حكومية صادرة عن البلشفيين. لذلك تم حل الجمعية التأسيسية بقوة من قبل البلاشفة. وردًا على الاحتجاجات الجماهيرية، فأمر البلاشفة باطلاق النار على مظاهرة سلمية، وأدى إلى مقتل 21 شخصًا. واعتبارًا من ذلك التاريخ، انطلقت الحرب الأهلية في روسيا.
وإلى اين قادت أقلية الأقليات البروليتاريا الروسية؟
إلى الحرب الأهلية ومجاعة ماتت فيها 5 مليون انسان في عهد لينين، و10 مليون انسان في عهد ستالين.


26 - الى أنور نجم الدين 26: لا قيمة لحياة الأنسان
يعقوب ابراهامي ( 2010 / 11 / 23 - 11:58 )
لماذا تتعب نفسك بهذه الأرقام عن ملايين القتلى والذين ماتوا جوعاً؟
ألا تعرف ان الستالينيين لا يقيمون وزناً لحياة الأنسان؟
الم تصدقني بعد ان الستالينية هي تجريد الماركسية من كل محتوى انساني؟

اخر الافلام

.. نشرة خاصة على فرانس24 حول نتائج الجولة الأولى من الانتخابات


.. فيضانات تضرب بلدة نواسكا الإيطالية وتتسبب بانهيارات ارضية




.. اتفاقية جنيف: لا يجوز استغلال وجود الأسير لجعل بعض المواقع أ


.. نتائج الانتخابات الأولية: فوز المرشح الغزواني في انتخابات ال




.. صورة لـ-بوتين مع قلب أحمر-.. تقطع خطاب زعيم حزب الإصلاح البر