الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف بين سياط الخبز والحريه

كريم شامخ

2010 / 11 / 18
الادب والفن


أما أنا
فأسبحث عن مسبحة وكرسي عتيق
لأعود كما كنت
حاجبآ قديمآ على باب الحزن
ما دامت كل الكتب والدساتير والأديان
تؤكد إنني لن أموت
إلا جائعا أو سجينآ
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
هذا القلم سيوردني حتفي
لم يترك سجنآ إلا وقادني إليه
ولا رصيفآ إلا ومرغني عليه
وأنا أتبعه كالمأخوذ 0
محمد الماغوط

مهمة المثقف على مدار الزمن كشف وتنوير وإصلاح وتفسير وتغيير كالجنين الذي يكافح من اجل أن يتحرر من رحم إلام لذلك تزامنت ولادة المثقف مع وجود وظهور الدوله العلمانيه وظهور الاختلاف بين الأكاديمي المثقف التقليدي والمثقف (( أي العمال والموظفون والمزارعون ينتمون إلى عالم العمل كما يشكل الأطباء والصحفيون والمحامون جزءآ من عالم الوظائف)) (( إما وضعيه المثقف فلا تعتبر وظيفة فهي ليست شكلا من إشكال العمل ولا هي مهنه )) أي كما عبر عنه سارتر بأنه ((بأنه الشخص الذي يهتم بأمور لاتعنيه اطلاقآ ))خطاب المثقف للذين لا صوت لهم الطبقة المسيطر عليها وسعيه الدائم إلى تفسير وتغيير الواقع هنا تبرز ثنائية الخبز والحرية الخيار الصعب بين أن يتخلى المثقف عن خطابه وهو وارث الأنبياء وتراجع خطابه أمام خطاب السياسي والتخلي عن الخراب الجميل وإلزام المثقف عن التخلي عن معوله لهدم الأصنام المتمثلة بقيم التخلف والظلام 0 وفقدان اثر خلود إعماله 000
أبان ألحقبه الدكتاتورية وصل حال الثقافة إلى حد الخرس والصمت وهيمنة قبضة الجوع على المثقف بعد ان كان يسعى لجعل الثقافه طريقة حياة0 جرى تحنيطه امام اتساع متطلبات الحيا ة اليوميه المعقده واتساع دائرة الممنوعات تحولت حياته الى جحيم اما الان وبعد التغيير2003 وانتهاء ربيع الحريه بعد الاشهر الاولى للتغيير والتي بعدها تسيدت قوى الظلام والتخلف الشارع العراقي واجه المثقف نفس المصير السابق مصير الذي يتخاصم مع الخبز من اجل الحريه اختار هذه المره المنفى الاختياري والانطواء والانعزال وعانا من الجوع والعوزلان كل الحريه في البلاد العربيه لا تكفي لكاتب واحد عل حد تعبير يوسف ادريس 0
ان اسئله الحريه لا تنتهي اما اسئله الجوع التي تورث التسوس اذا استخدمت العصيده بدل الحشيش لتغذيه الحمير 0 على حد تعبير كولن ولسن 0 يبقى الخبز على مر العصور سوط السياسي وسوط السلطه الحاكمه لجلد اهل الحريه انها حاله واحده لا يمكن الفكاك منها حتى في الدول ذات الديمقراطيات الراسخه بها يتحول المثقفون ((كالخصيان في مجلس خلاعه ومجون))
انها معاناة المثقف العضوي اذا حرص على تطوير عمله لا يجد معيلآ ولا من يوفر له السكن والعلاج حتى بوجود ما يسمى باتحادات الادباء والكتاب مظطر للعمل بنصف او ربع طاقته الابداعيه0
لا خبز ولا حريه
في مؤلف الروح الحيه يقول الشاعر فاضل العزاوي((اسوأ ذكرى حملتها في حياتي عن الاغاني والاناشيد العربيه كانت عن تلك التي تمجد الحريه كنت اسمعها كل يوم من الاذاعه وانا متكئ على جدار ما في السجن )) لانه لم يسبح بحمد السلطه لذلك يطرد من جنتها انه الشاعر والمثقف العضوي الذي يقول((الحقيقه مثل طفل لا يفكر بالربح والخساره انهم لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره لما تخلى عن زاويته المعتمه في جحيم الحقيقه مقابل قصر منيف في جنه الاكاذيب))
ليس بالخبز يحيى الانسان لكن بالخبز يتحرر المثقف وصاحب الرأي الحر0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه تأيد ودعم
عبد العظيم صادق جعفر ( 2010 / 11 / 18 - 18:57 )
منتظرين المزيد وأملين الأكثر نتطلع لقراءة ما ستكتب

اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت