الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة العراقية ونسيان المرحمة والعيدية

نوري جاسم المياحي

2010 / 11 / 19
حقوق الانسان


لايخفى على احد ما للعيد من مكانة خاصة نفسية وعاطفية وروحية ودينية في قلوب العراقيين بالذات لانهم عاطفيون بالفطرة .. وهم الذين فتحوا عيونهم والمأسي تنهال على رؤوسهم كالمطر .. ومن كل الانواع والاشكال .. وهنا برز ويبرز دور الحكومة ان كانت قريبة من الشعب والتي تحس بمشاعر المواطنين ورغباتهم وما يحبون وما يكرهون .. ومن هنا ظهرت تسمية مكرمة العيد التي ينتظرونها كل عيد .. ومنذ عشرات السنين تعارف العراقيون على مايسمى مرحمة العيد .. والتي تخص السجناء والمعتقلين عند الحكومة .. فالمكرمات تشمل شريحة الموظفين وقد تعم وتشمل شريحة المواطنين كزيادة الحصة التمونية .. او توزيع مبالغ مالية مقطوعة لكل بطاقة تموينية يفرحون بها العائلة الفقيرة والعفيفة والمحتاجة ..
اما المرحمة فهي تشمل السجناء وعوائلهم حيث تصدر الحكومة ارادات ملكية ( في عهد الحكم الملكي للعراق واستمر عليها في العهد الجمهوري المتعاقب) بتخفيض نسبة معينة ومدروسة بدقة ومقننة من احكام السجناء بحيث لاتشمل مثلا .. القتلة .. والحواسيس .. وزناة المحارم .. والمتاجرين بالمخدرات ... وما اشبه ذلك من جرائم لايمكن التساهل او التسامح مع مرتكبيها ..وذلك قبل حلول العيد بيوم او يومين يطلق سراح العديد من المحكومين ويعودون الى عوائلهم فرحين .. وهنا تصبح الفرحة فرحتين .. اولا فرحة العيد وفرحة عودة العزيز .. واطلاق سراحه ..
اما اعياد الحكومات التي نصبها المحتلون فهي كارثية بمعنى الكلمة .. حيث لاتحمل لعوائل المعتقلين غير الالم والحسرة والحزن والمعاناة بسبب الاجراءات الامنية المشددة التي ارهقت كاهل المواطنين والعوائل البسيطة .. فكيف بتلك العوائل التي لديها محكوم اومعتقل او مغيب .. فالله يكون في عونهم .. ومن هنا نجد ان الحكومة كلما اقتربت من هموم المواطن ( والمقصود بالحكومة هنا ليس رئيس الوزراء فقط وانما كل الرئاسات والوزراء والنواب والمسؤوليين وقادة الاحزاب والكتل السياسية ) .. عندها تشعر العائلة والاسير نفسه ان الحكومة تحس بالامه واحزانه ومعاناته .. اما اذا كانت الحكومة والمسؤولين والسياسين بعيدة عن هموم المواطن الاساسية والانسانية و حائرين بالتقاتل على المناصب والكراسي وتوزيع الكعكة بينهم او السياحة في دول العالم فبالتأكيد سيكون حزن ومعاناة المبتلين مضاعفة .. وللاسف هذا ما نشاهده في الواقع العراقي المرير.. الحكومة بواد والمواطن بواد ويفصل بينهما البحر ..
قبل تسليم المعتقليين العراقيين من السجون الامريكية الى السلطات الامنية العراقية .. شاهدت جنرال امريكي على الفضائيات وكان يشغل منصب المشرف العام على السجون الامريكية وهو يعترف وبوضوح لا لبس فيه ..
قال ... يوجد في السجون الامريكية حاليا حوالي 12000 معتقل عراقي .. اكثر من نصفهم ابرياء .. بسبب تهم كذب فيها المخبر السري .. وهنا ينتهي تصريح المسؤول الامريكي .. وكما نعلم مرت الاشهر وسلم المعتقلون الى السلطات الامنية العراقية .. جميعهم المجرم والبريء .. وهنا أسدل الستار على دور المحتل الخبيث فيما نال الابرياء من ظلم وسلم جميع المعتقليين الى الاجهزة الامنية العراقية لكي يضيعون في متاهات سجون تفتقر الى ابسط الشروط الانسانية المتعارف عليها في الدول المتحضرة والمتقدمة والغنية كالحكومة العراقية وتبخرت حقوق الانسان التي لاتعترف أصلا بها حكومات العالم الثالث كالحكومة العراقية.. الى هنا لنترك ونتناسى ولو للحظة الجرائم التي ارتكبها الغازي المحتل لنعود الى الجانب العراقي .. فبدلا من ان يداويها المشرفون على القضاء والعدل في الحكومة العراقية عموها كما يقول العراقيون .. فبدلا من مد يد العون للمعتقليين اودعوهم السجون ونسوهم ... والمحظوظ من هؤلاء من كان قريبا لمسؤول حكومي او من حبال المضيف .. او قيادي في احد احزاب السلطة وحتى لو كان قاتلا ومعترفا بجرائمه عند الامريكان ... او من اصحاب الثروات والاغنياء .. فهؤلاء نظرالقضاء في قضاياهم واطلق سراحهم وعلى اسنة الرماح وبصمت وهدوء وبلا ضجة اعلامية كعادة الحكومة .. اما الفقراء والمساكين والذين اوقعهم حظهم العاثر ونذالة المخبر السري في ايدي الامريكان .. وكما اعترف الناطق باسم وزارة العدل العراقية وايضا على شاشات الفضائيات .. ان الحكومة العراقية استلمت اكثر من 10000 معتقل من الامريكان بدون اضابير وملفات تحقيقية ولازالوا ينتظرون دورهم في البت في قضاياهم.. واعلن هذا الاعتراف الصريح منذ فترة وجيزة وقبل انعقاد جلسة مجلس النواب الاخيرة.. وانا اتساءل كغيري من العراقيين الى متى يبقى هؤلاء المساكين والكثير منعم ابرياء وباعتراف الامريكان ايضا مغيبون في غياهب السجون وبلا تحقيق او محاكمة ؟؟؟ انا اتساءل كغيري من البسطاء العراقيين ... واوجه سؤالي الى مفتي القوانين العراقية والدولية الاستاذ الكبير والقانوني القدير كما توصفه فضائية الحرة الامريكية الاستاذ طارق حرب .. اسأله الاتوجد مواد وفقرات في القانون العراقي او الدولي تحاسب وبمفعول رجعي لمحاسبة ومحاكمة كل من يتلكأ او يـتأخر او يماطل او يهمل النظر والبت في قضايا الابرياء القابعين والمنسيين في السجون بلا ذنب او جريمة .. سوى اتهام من مخبر سري لاذمة ولاضمير عنده وربما تهمة كيدية ؟؟؟؟ وكذلك انا اطرح سؤالي هذا على الدكتورة الشابه الرائعة خلقا وخلقا شكلا ومنطقا القانونية الدكورة منال فنجان وهي عضوة المكتب السياسي لتيار الاصلا ح الديني الشيعي .. لماذا لاتتصدى عبر الفضائيات لهذا الاجحاف الذي لحق ولازال يلحق بالمعتقلين الابرياء ؟؟؟ والى متى تسكتون ؟؟؟ وما دور نقابة المحامين ومسؤليتهم المهنية والانسانية في انصاف المظلوم وفضح الظالم .. ولكن الحقيقة المؤلمة وبعد الانهيار القيمي والاخلاقي .. فقد تحول الكثير من المحامين الى علقة تمتص دماء الفقراء وعوائلهم بلا خجل اورحمة .. ومن لايصدقني فليراقب احوال المحامين المالية .. فقد شقوا الكفن كما يصفهم البعض من الخبثاء العراقيين .....
وهنا اتذكر كيف .. علمونا ونحن اطفال .. على ان العدل اساس الملك .. وكانت تعلق هذه العبارة فوق راس كل قاضي وحاكم وفي قاعات المحاكم .. اما اليوم ومنذ ان احتل الغزاة عراقنا الحبيب .. واستلم الحكم فيه كل من تخرج من دورات الاعداد لتدمير الوطن العراقي والتي فتحت لتدريبهم في امريكا .. ومنذ ان وقعوا عقود هم لخدمة المحتل الغازي فالعدل والقانون غائب عن الساحة العراقية وهذه علة مصيبتنا ومأساتنا .. ومادام العدل غائب فالامن والامان غائب . .. وكونوا على ثقة ان كل بريء يطلق سراحة من المعتقل بعد ان يقضي عدة سنوات مظلوما .. سيخرج ارهابي من الدرجة الاولى وسيحاول الانتقام من كل من ظلمه .. لقد ان الاوان لنسيان الطريقة الامريكية في التعامل مع من يتهم بالارهاب فالمتهم المسلم او العراقي او الافغاني ينسى في السحون السرية وكان لاقيمة لحياته عندهم وليس من الغريب عندهم ان يسطروا له المئات من التهم بلا وجه حق او قرينة ادانة .. وكمثل على ما اقول ...بالامس اسقطت المحكمة الامريكية283 تهمة وحكمت ببراءة المتهم الارهابي غولاني من 284 تهمة بالارهاب وجهت اليه وأبقت تهمة واحدة فقط وفي رايي ابقيت هذه التهمة لحفظ ماء وحه العدالة الامريكية والتي تعلمها منهم المسؤلون الامنين العراقيين للاسف الشديد ..
وهكذا انتهى عيد الاضحى المبارك وحكومتنا البطلة وقادتها وكما وصفها احد الاعلامين .. عندما سألوه عن كيفية قضاء المسؤول العراقي لعطلة العيد.. اجاب الاعلامي السائل انت تريد توريطي وتحرجني بهذا السؤال .. لان كل المسؤولين شوهدوا وهم يتجهون للمطار لقضاء العطلة في الخارج .. اما المواطن البسيط فهو محصور في نقاط التفتيش والاختناقات المرورية .. وهم يلعنون العيد وايامه ومعظمهم قضى العطلة محجوزا في بيته ..
بالامس تناقلت الانباء عن وقوع تمرد في سجن الرصافة ويقال ان 20 معتقل تمكنوا من الفرار .. لقد كذب الناطق الرسمي باسم الحكومة الخبر .. وكالعادة التي عودتنا عليها الحكومة ..تكذيب وتكذيب كل ما يمت اويمس هيبة الحكومة ..فالكثير منهم يسارعون وبسرعة صاروخية لتكذيب اي خبر لايعجبهم ... وكما فعل وزير الصحة مؤخرا وكمثل على ذلك قبل ايام عندما كذب عدد المصابين بالتدرن الرئؤي الذي ذكر في وسائل الاعلام .. الى درجة اصبح المواطن البسيط لايعرف من يصدق ؟؟؟ هل يصدق الحكومة وممثليها ام يصدق تسريبات الاعلام .. وانا اقول .. وبمناسبة انتهاء العيد ومهما تكن الحقيقة فهي مؤلمة بكل المقاييس .. ولا املك غير ان اردد ... الله اكبر .. الله اكبر على كل ظالم وطاغي ومتكبر ومتجبر ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا


.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس




.. أمهات الأسرى الإسرائيليين تنظم احتجاجات ضد حكومة نتنياهو في


.. الفيضانات تغرق خيام اللاجئين في بنجلاديش إثر الأمطار الغزيرة




.. كارثة وبائية تهدد النازحين وسط قطاع غزة