الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روايتي بين المطير والنمري..!!

كريم كطافة

2010 / 11 / 19
الادب والفن


كتب الأستاذ (جاسم المطير) قراءة عن روايتي (حمار وثلاث جمهوريات) نشرت في البدء في موقع (الطريق) ومن ثم في موقع (الحوار المتمدن) تحت هذا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=235487
تحت عنوان (المُسَاخر كريم كطافة ورواية الحمار).. وكانت قراءة رائعة ومفيدة. أما روعتها فتجسدت في أنه قرأ الرواية قراءة ذوقية بعيداً عن محاولات النقاد في لصقها بهذه المدرسة أو تلك، إضافة إلى محاولته عقد مقارنة بينها وبين أعمال أدبية قديمة مثل (كليلة ودمنة) لـ(إبن المقفع) و(مزرعة الحيوانات) للإيرلدني (جورج إورويل) وخلص من المقارنة أن هذه الرواية الجديدة هي جديدة لم تُنسَج على نول تلك الأعمال الرائعة.. بل كان لها عالمها الخاص وسياقها الخاص وهي (شكلا إبداعيا يكمل الدورة التفسيرية المونولوجية في حكايات ابن المقفع وجورج اورويل). علماً أني ولا أدري لسوء حظي أم لحسنه حين كتبت الرواية لم أكن قد قرأت لا (ابن المقفع) ولا (جورج أورويل) بل قرأتهما لاحقاً بعد إلحاح النقاد على التلميح والإشارة إليهما وهما يتناولون روايتي.. وخرجت سعيداً مستبشراً من قراءتي لذينك العملين؛ وكما خرج (المطير) أن لا شبهة والحمد لله تربطني بذينك العملين التاريخيين العظيمين. والمطير لهذا السبب ولغيره مما وجده في الرواية قد عبر عن إعجابه بها مبشراً أن الرواية العراقية قد كسبت (مساخراً) جديداً..!! بالطبع الاشتقاق (المساخر) للاستاد المطير وهو نحت لغوي مُدهش يحسب له.. وأما فائدتها أي (القراءة) أنه لفت نظري (كوني كاتب الرواية) إلى أشياء في الرواية تُحسب لي ما كنت لأراها لولا انتباهته هو لها.. وهذا طبيعي الناقد والقارئ المحترف يرى ما لم يراه المؤلف نفسه في عمله.. إلى هنا أعبر عن شكري وتقديري العالي للأستاذ (المطير) لقراءته الذوقية ولإفادتي بملاحظاته الأدبية الصحيحة.
أما الأستاذ (فؤاد النمري) الذي أكن له كل احترام، فقد علق على تلك القراءة بملاحظة دارت كلها حول الجرذ (جورج أورويل) كما يراه ومزرعة حيواناته والتي لم تكن حاضرة في روايتي بالطبع وحول موقفه الوضيع من التجربة الستالينية، لأنه شبّه في روايته (مزرعة الحيوان) الشعوب السوفيتية بالحيوانات وهو يأخذ على (المطير) أنه نشر رواية هذا (الوضيع) أو (الجرذ)، في بغداد في بداية الثمانينات حين كان (المطير) مالكاً لـ(دار النشر العالمية) هناك. والملاحظة كما هو واضح لا علاقة لها لا بالرواية ولا بقراءة (المطير) لها.. الأمر الذي دعا (المطير) لأن يرد بمقال منفصل على ملاحظة (النمري) تحت عنوان (إلى السيد فؤاد النمري مع التحية) ونشره كذلك في (الحوار المتمدن) طالباً منه أن يكون (مراجعا جريئا للتاريخ ولمعطياته ولنتائجه بعد حوالي 60 عاما من نشر الرواية وبعد حدوث تطورات عالمية كبرى من ضمنها زوال الاتحاد السوفييتي من الوجود قبل عقدين). ليعلق النمري على المقال بملاحظة طالباً من (المطير) الدخول في (سؤال الحرية) وبعمق ليأتي رد آخر على الردين من السيد (مهدي بندق) ساحباً الموضوع إلى (الجدانوفية) التي قصمت ظهر الشعوب السوفيتية، ثم رد آخر واصفاً علاقة النمري بستالين كعلاقة المسلم بنبيه( لا ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم...)
إلى هنا والنقاش لا علاقة له بروايتي.. يعني باختصار روايتي (انعلست) بين الرجلين. والجدل الذي كان من المفترض أن يدور حولها أو حول قراة (المطير) لها، انحرف عن محوره واتخذ محاور إشكالية بعيدة تماماً عن جو الرواية أو جو القراءة.. يعني ما علاقة (كريم كطافة) بالسيد (ستالين) وما علاقة روايته برواية (أورويل) وما علاقة كل هذا بمفاهيم البروليتاريا وهل هي ما زالت على قيد الحياة أم اندثرت.. لقد دخل القوم في مفاهيم إشكالية لن يخرجوا منها بنتيجة وإن تجادلوا قرناً.. وهي كلها بعيدة عن الرواية.. بعيدة عن الشيء الذي كان هو سبب المشكلة التي حدثت بينهم.. علماً أن الوحيد بين المتجادلين هو (المطير) من قرأ الرواية.. لأني أشك أن النمري أو (مهدي بندق) أو المعلق الآخر صاحب (اليهود والنصارى) قد قرأوها.. وبصراحة أن هذا الوضع بقدر ما آلمني، لكنه كذلك ذكرني بمقطع جاء في روايتي مقطع وجدته يصف بشكل مدهش مثل هذه الحالة، علماً أن (المطير) لم يفته هذا المقطع بل كان قد استخدمه في قراءته. المقطع يصف حالة الكبت التي وصلت بالبشر ودفعت بعض الصبية إلى مضاجعة الحمير. والوصف كله من زاوية نظر الحمار. يقول:
( حصل في أحد الأيام وفي إحدى الزرائب الكائنة خارج تجمع بيوت القرية أن تشاجر صبيان قرب مؤخرة حمار من الربطاء . فج احدهم رأس الآخر بحديدة كانت بمثابة وتد ربطوا به الحمار. سالت الدماء وكثر البكاء والعويل حتى وصل الأمر إلى الكبار. الغريب الذي شاهدته وظللت زمنا اضحك كلما تذكرته أن الكبار وبدلا من حل المشكلة أو معالجة رأس الصبي المفجوج وجدتهم قد واصلوا بدورهم ما بدأه الصغار.. صراخ وتهديد وضرب وفج ودماء حتى دخلت القرية بكليتها في دوامة من العنف. لا احد يعرف متى وكيف تنتهي ولا حتى نعرف أطرافها. نحن الحمير كنا في تلك الأثناء على الحياد كالعادة، ما لنا ولمشاكل البشر؟ لكننا كنا نتبادل التكشيرات فيما بيننا ساخرين من ذلك الغباء البشري.. ولسان حالنا يقول؛ أنهم لو سألونا عن سبب المشكلة لأرشدناهم: أنها عند مؤخرة الحمار..!!). ص82
ما أريد قوله الآن؛ أن روايتي لم تعد هي المطروحة في ساحة الجدل بين (النمري) ومن والاه و(المطير) ومن والاه.. وأشهد أن لا علاقة لي لا بـ(ابن المقفع) ولا بـ(ابن أورويل) كذلك لا علاقة لي لا (بستالين) ولا (بغورباتشوف).. ولم يعد يعنيني من منهم الخائن ومن منهم الوضيع.. أنا كتبت شهادات جاءت على لسان الحمير بعد أن عجزت في البحث عن بشر يحملونها..
مرة أخرى أشكر الأستاذ (جاسم المطير) لقراءته الذوقية الرائعة والمفيدة.. وأعتذر من الأستاذ (النمري) فيما لو رأني متواطئاً مع الجرذ الوضيع (جورج أورويل).. وأكرر والله العظيم أنا لا أعرف هذا الـ(أورويل).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخ العزيز كريم كطافه
فؤاد النمري ( 2010 / 11 / 19 - 17:24 )
كيف لي أن أرى فيك جورج أورويل وأنت الكاتب النظيف التقدمي. يؤسفني أنني لم أقرأ روايتك. لكن ما لفت انتباهي أن الكاتب المناضل جاسم المطير يعلي من شأن الجرذ التروتسكي جورج أورويل الذي ما كان ليكتب مزرعته إلا بباعث الإحباط من الإنتصارات السوفياتية على الجيوش النازية الهتلرية. في السنتين 39 و 40 شن الخائن تروتسكي حملة يحض فيها هتلر على غزو الإتحاد السوفياتي ولعله نجح في ذلك فقام هتلر بخرق اتفاقية عدم الإعتداء وشن عدوانه الهمجي على الدولة السوفياتية المسالمة مقتنعاً ربما برأي تروتسكي الخبير في شؤون الإتحاد السوفياتي واشترك هتلر وتروتسكي في عبارة واحدة تقول - أن الإتحاد السوفياتي مارد ساقاه من طين - ولن يصمد أمام الجيوش الألمانية أكثر من أسابيع معدودة. قذارة تروتسكي انتقلت إلى تلميذه أورويل فانتفخ حقداً وقهراً من الإنتصارات السوفياتية في ستالينغراد شتاء 42 وكورسك ربيع 43 التي حطمت العمود الفقري للقوى الهتلرية
الضباط النازيين وصفوا الجنود السوفيات بالحيوانات لأنهم يقاتلون حتى الموت ولا يتراجعون والجرذ النتن أورويل نشر مزرعته الحيوانية بعد معركة كورسك التاريخية ووصف الشعوب السوفياتية بالحيوانات


2 - مرة اخرى مع النمري
د. رامي حنا ( 2010 / 11 / 19 - 17:49 )
السيد النمري ارجو ان تكتب لي مصدر المعلومة التي قلتها حول تحريض تروتسكي للنازيين لاحتلال الاتحاد السوفيتي
يبدو انك تجهل الكثير من تاريخ العالم هتلر ياسيد كان يكره كل ما هو يهودي وتروتسكي بالنسبة لستالين كانا واحداً
الجرذان ستالين وهتلر كانا إضحوكة بيد الصهيونية وكفى تهريج بحق العلم وحق كارل ماركس الذي شوّه الجرذ ستالين كل تعاليمه
الكلمات التي تكتبها دون مصادر هي إسقاطات وأنت تعي كمثقف إن كنت كذلك ما الذي تعنيه الاسقاطات في نظر الماركسيين


3 - رجاء
كفاح جمعة كنجي ( 2010 / 11 / 20 - 00:01 )
عزيزي كريم وان كان يصعب علي ان اناديك بغير ابو امل ارجو ارجو ان ترسل لي نسخة من الرواية ان امكن على العنوان ا لتالي
majid kunji
Eichen str 222
47443 Moers - Germany
مع اطيب تحياتي واشتياقي
اخوك ورفبق الدرب كفاح كنجي


4 - أي روائي
يحي زيتون ( 2010 / 11 / 21 - 11:37 )
أي روائي هذا الذي لا يهمه أن يعرف حقيقة تطور المشروع السوفياتي الذي حكم تاريخ القرن العشرين؟ هل الروائي كريم كطافة يرى رؤاه في كوكب آخر أو مجرة أخرى؟


5 - ماعلاقة حمار الجمهوريات بجورج اورويل؟
ابتسام يوسف الطاهر ( 2011 / 12 / 6 - 02:07 )
اخ كريم اشتقنا لكتاباتك الساخرة خاصة واجواءنا تزداد عتمة وقتامة، للاسف لم اقراالمقال ومداخلات السادة الا متاخرا اي بعد اكثر من عام! قيل الحديث ذو شجون، بس بعض الاخوة جعلوه جنون.. لكل عصر ستالينه وكريمه وارويله، ولكل عصر حميره ايضا! ولكن هناك من قرأ رواية جورج اورويل وجدها تحكي عن حكامنا الدكتاتوريين اكثر من حديثها عن ستالين.. واورويل كتبها في حمى الحملة الامريكية التي جندت اقلامها ضد الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت..


6 - جورج أورويل
فؤاد النمري ( 2011 / 12 / 6 - 10:16 )
لعل الأخت ابتسام لا تعلم أن الوثائق التي رفعت عنها السرية الحكومة البريطانية في العام 2005 كشفت أن جورج أورويل كان جاسوسا للمخابرات البريطانية يكتب تقاريراً عن الشيوعيين ومعه أيضاً اسحق دوتشر. التروتسكيان أورويل ودوتشر جاسوسان حقيران للمخابرات البريطانية كما كان معلمهم تروتسكي جاسوساً للمخابرات الاميركية وقد غررا بالعديد من الشيوعيين ليكونوا أعداء للاشتراكية في الاتحاد السوفياتي ولستالين


7 - شكرا استاذ فؤاد النمري
ابتسام يوسف الطاهر ( 2011 / 12 / 6 - 13:29 )
صحيح انهم بعد مرور اكثر من عشرين عام على الوثائق السرية يعلنوا عنها، ولكن بعد ايش..بعد خراب البصرة!! فالقناة البريطانية عرضت فيلم وثائقي عن اشهر تظاهرة قام بها اليسار البريطاني في الخمسينات، وكيف زج حزب المحافظين اعضائه بينهم ليخربون المحلات العامة ويحرقوا وبالتالي يشوهون اليساريين، وهكذا بقيت طمغة لم تمحها حتى مثل تلك الافلام وتصريحات المساهمين بخرق المظاهرات انفسهم واعتذارهم وندم بعضهم ايضا
الاهم، كنت اتمنى ان ينحصر الحوار والتعليقات حول رواية الكاتب الساخر الرائع كريم كطافة، فارى انه من الاجحاف بحق روايته الجميلة ان ننأى عنها بالحديث عن سالف العصر والاوان، ونعطي لارويل ذلك الاهتمام الذي اراه ينصب بصالحه وصالح فكره الذي نختلف معه!! المشكلة الاهم او السؤال هو لماذا لم يجند جواسيس الاتحاد السوفيتي اقلامهم وذكائهم لترك اثر ادبي يوازي ماتركه الامريكان والبريطانيين من روايات وافلام شوهت الاشتراكية والشيوعية بطريقة لم يستطع احد ازالتها بالرغم من مرور ذلك الكم من الاعوام والعقود؟ اذن لايكفي ان نعرف الحقيقة المهم كيف نوصلها للناس، مع الشكر للاستاذ النمري وللاستاذ كطافة والاعتذار منه .

اخر الافلام

.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب