الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفوا ....يوسف القرضاوي

البتول الهاشمية

2004 / 9 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


هل تعرفون كاتمندو ....بالضبط ....هي عاصمة النيبال ...هذه المدينة التي شهدت منذ أيام قليلة حرق المسجد الإسلامي الوحيد فيها و الذي عمره أكثر من أربع مائة عام و الذي كان يقصده مسلمي البلدة طيلة السنين الفائتة بغير أن يعترض سبياهم احد ليصلوا و يتبادلوا السلام و يصلوا الأرحام ....حتى تم بفضل الله و عونه إعدام اثنا عشر نيباليا جاؤوا من بلادهم مستعينين بآلهم بوذا لمحاربة المسلمين كما جاء على لسان القتلة ...أعداء الله و الإنسانية ...و أمام هذا التصرف البربري لم تجد بعض الجماعات في العاصمة النيبالية إلا و الغضب يعصف بها و المسجد أمامها فوقعت الكارثة و أضرموا النار فيه ...ليس هذا فحسب بل اعتدوا على كل من طالته يدهم من مسلمين ليس لهم ذنب إلا أنهم كانوا حاضرين في لحظة الهياج هذه ..
فهل ندرج هذا التصرف الغير عاقل في قوائم العنصرية البغيضة ..قد لا نختلف في ذلك و لكن مهلا لنسمع بيان سماحة المفتي يوسف القرضاوي فيما يخص الصحفيين الفرنسيين المختطفين اللذين حولناهم خلال الأسابيع الماضية إلى قضية العرب الأولى و الأخيرة وللبعض مبرراته التي نقبلها منه بصفة شخصية ...ففي البند الأول للبيان القرضاوي في ذلك الشأن انه و تقديرا للسياسة الخارجية لفرنسا في التعامل مع القضايا العربية و الإسلامية يجب إطلاق الصحفيين لتكون فرنسا قدوة للدول الأخرى ...إذا فلو أن فرنسا لم تعارض الحرب الأمريكية الأخيرة لكان لقضية ذبح الرهينتين كلام آخر ...و عملية فك أسرهما إنما تشجيع لدول أخرى لتقف في جنبنا ..إذا فعلى الباقون أن يفهموا العبرة ...من يساندنا نذكره أيام الشدة التي نسببها نحن ...و نأتي إلى الشق الثاني الذي جاء فيه أن الصحفيين المذكورين يحققان مصلحة لقضية العراق فيما يخص نقل المعلومات ..و نرد بماذا لو كانت الرهينتين تعملان في مجال النفط مثلا أو صناعات أخرى فهل هذا يجيز للخاطفين المتسترين خلف الشعارات الإسلامية بإنتاج هذا الشكل الدموي الذي يعيد للأذهان صور الإنسانية المقهورة في الحروب العالمية المنقضية ...ثم نقف أخيرا على السبب الثالث و هو انه بالبحث في تاريخ هذين المواطنين تبين أنهما من المؤازرين للقضايا الإسلامية ..إذا و هكذا يا أيتها العصابات المرتزقة في العراق و بعد أن تنجح عملياتكم في خطف الأبرياء انتظروا حتى نقلب في ذاتيان الرهائن فان كانوا من أولئك اللذين هم مناصرين لديننا فمبارك عليهم رأسهم ..و أما و لا فالسيف المتعطش لحز الرقاب يقتله الانتظار ..تماما و فق المنطق البوشي من ليس معنا فهو علينا ..و كأن الإسلام يوما لم يعترف بالأخر ...و كأنه لم يقر بشرعية الأديان الأخرى ...و كأن رسول الله يوما لم يحفظ للأبرياء المعرضين عن الإسلام حياتهم ...ثم و هو الأهم فان هذا الشرح يفهم و كأنه موجه لمسلمين و هؤلاء ...لا يمتون له بصلة و لو حملوا ألف قرآن و تلوا ألف سورة ...ثن نقف يقتلنا الأسف و الحسرة عندما لا يكلف فضيلة الإمام نفسه بذكر و لو كلمة عن النيبالين المذبوحين و جرمهم الوحيد وفق المنطق السابق أنهم طباخون و ليسوا صحفيين و هم من دولة فقيرة ليست متخمة بالحضارة كفرنسا مع أن الخطاب جاء في صباح اليوم الثاني للمذبحة البشعة التي يندى لها جبين الإسلام مع تحفظنا إن الإسلام دين الرأفة و الرحمة برئ من أمثال هؤلاء ...و هكذا وجدنا نحن اللذين طالما شققنا حناجرنا محتجين على التفريق و التمييز ..وجدنا أنفسنا نقع في نفس المطب ...
نحن نقبل يا سماحة الإمام بكل ما ذكرت لو انه جاء على لسان سياسي أو حتى مفكر ...فلهؤلاء دوما منطقهم الخاص ..أما من فضيلة شيخ بحجم اسمك فهو أمر يستحق أن نقف عنده مطولا خصوصا و إن علمنا أن كثير من الصحف الغربية ستدرج كلماتك على ابرز صفحاتها ..و لست بحاجة لان نشرح لك أن ديننا و كتابنا أيها الشيخ يفرض علينا أن نطلق سراحهم ..باسم التسامح و الود ..و احترام رأي الآخر و بغض النظر عن دينهم و جنسهم و أرائهم و منطقهم و بعيدا عن أية حسابات فرعية أخرى لها أصحابها ...
و إن نقل هذا فلأننا دوما كنا نأن من كل إشكال التمييز العنصري على امتداد هذا العالم المتلبد بروائح البارود ..و نخشى أن نقف يوما في محكمة عادلة أمام السؤال المؤلم ..هل انتم حقا أيها المسلمون تعترفون بالديانات الأخرى كما جاء في قرانكم ...فنمد يدنا إلى حقيبة الدفاع لنجدها خاوية .... هل تروني مخطئة ...بالله عليكم أجيبوني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح وما موقف القاهرة ؟| المس


.. أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا




.. انتفاضة الطلبة ضد الحرب الإسرائيلية في غزة تتمدد في أوروبا


.. ضغوط أمريكية على إسرائيل لإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات




.. قطع الرباط الصليبي الأمامي وعلاجه | #برنامج_التشخيص