الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شغب السجون

مرتضى الشحتور

2010 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


من الواضح ان سجون العراق تفتقر الى المعايير العملية للادارة والتنظيم وحسن المعاملة.
فقد حفلت السنين الاخيرة بمختلف انواع المآسي .
واذا كانت الانتهاكات من قبيل انتزاع الاعتراف بالاكراه من ابرز تلك القضايا واكثرها شيوعا فأن الخوض في تلك المسائل يخرج من دائرة النقاش السريع والحديث العارض هذا.
ان تسليط الضوء على النماذج الاخرى هو مايدفعنا لبحث هذه القضية.
ففي عشية الاضحى تواترت التقارير مشيرة الى حدوث عصيان واسع في احد سجون بغداد.
ومن ايام قريبة شهدت الحلة حالة اكبرحجما واكثر خطرا وقبيل حوالي الشهر كان سجن المعقل مسرحا لانفجار عبوات ومعارك لم يترشح عن تفاصيها الا النزر اليسير.
وتقول تقارير الحكومة ان عشرات الارهابيين قد تمكنوا من الهروب من سجن المطار بتواطؤ من القوات الامريكية.
ولابد من التذكير بما حدث في الامس القريب عندما استهدفت طواقم حماية وادارة سجن بادوش.حيث استشهد مدير السجن وامر فوج الحماية!!
وغير هذا فقد شهد هذا السجن هروب عدد من ابناء قيادات النظام السابق.
اننا هنا لانتحدث عن المعاملة الداخلية انما نستعرض هذه الاحداث لنرى ان كان يمكن تفادي مايحدث من امورمن هذا القبيل في سجون العراق!
لقد كنت ااتردد كثيرا في قبول مايطرح من ادعاات عن الاحتجاز غير القانوني.
وانا هنا اقرر ان قناعتي تلك كانت صحيحة في صورتها الجزئية ففي الجنوب زرت من عامين برفقة قيادات الحكومات المحلية المرافق الاصلاحية وكان من ضمن تلك الوفود ممثلي مجلس القضاء حينها ترسخت قناعتي بعدم وجود معتقل لم يعرض على محكمة فكل المتهمين الذين التقيناهم في مختلف المواقف والسجون هنا كانوا قد دونوا اقوالهم بعد 24 ساعة !وهناك نظام غذاء وبرنامج خدمات صحية متاح للجميع!
واذا كان منظر السجن ومرافقه الحديثة لاتستحق الاشادة باعتباره موقعا لمقبرة الاحياء . انما ولان البعض من ارباب الجريمة ومن المتهمين الذين لايمكن درع خطرهم الا بالحجر والحجز والتغييب في غياهب السجون!
وانطلاقا من هذه الفكرة فقد شهدنا في الناصرية سجنا حديثا مصمم وفق احدث التقنيات وفن العمارة يحتوي قاعات واسعة وغرف للمحكومين متكاملة الخدمات وورش عمل واماكن للرياضة والتشميس وهناك مستوصف حديث في السجن فضلا عن كادر ممتهن يحظى باحترام النزلاء.
انما بعيدا وفي العاصمة تبدو الامور مختلفة تماما.
لقد التقيت من ايام احد ابناء اخوتي وهو شاب نابغ في علوم الالكترونيات ومهندس حاسوب.
كان هذا الشاب قد افرج عنه توا من سجن المطار . لقد استوضحته عن المعاملة وظروف احتجازه . وخلاصة مايفيد الموضوع من كلامه هو قوله ( انه بقي ثلاثين يوما ولم يجري معه التحقيق ولم يعرض على قاضي).
ولقد كان من اكثر الامور التي عاناها قيام المترجمين بنسبة افعال لم يرتكبها.
كان هذا الفتى يجيد الانكليزية ولما استدعاه احد الضباط الامريكان فوجيء برواية غريبة ينقلها المترجم العربي للمحققين الذي لم يكن حذرا ظنا منه ان عمر لايعرف مايقول للضباط.
هنا ثارت ثائرة عمر وتحدث بانكليزية واضحة صعقت المترجم النذل ليشرح ظرف اعتقاله ويفند الرواية ويحذر الامريكي من هذا اليعربي الرديء. ثم وبعيد يوم اخلي سبيله.لابفضل احد انما بفضل لاغته ولطف الله به
لقد فهمت من هذا الفتى ان العشرات من ابناءها موجودين فعلا في المعتقلات وتمضي عليهم اسابيع واشهر دون التحقيق معهم.
حدث هذا قيل عام ويحدث هذا في السجون التي لايشرف عليها القضاء والحكومة الوطنية.
ان الاحداث التي انطلقنا منها تستدعي مراجعة شاملة لما يجري في السجون فهذه الاضطرابات تنبيء عن فشل كبير في الادارة وعن نقص في الخبرة وعن مأسي انسانية يدفع الابرياء ثمنها.
نعم ومن دون شك هناك ارهابيين ومجرمين وقتلة وسفاحين تمكنت قواتنا من القبض عليهم ونحن ننادي بمحاكمتهم وانزال اقسى العقوبات بهم والاقتصاص منهم .
ونعم ان معظم الانتهاكات حدثت دون علم الحكومة وبسبب ازدواجية الادارة والمسؤولية المشتركة التي تفتح الباب للتنصل من المسؤولية.
لكننا اليوم في وضع مختلف لقد امتدت سلطة الدولة ومعظم مراكز الاصلاح باتت تحت سيطرة مؤسساتنا ومن المهم اليوم ان تجري مراجعة اوضاع السجون بسرعة وان نقف على اسباب هذا الشغب المستشري والاضطراب اليومي والمستمر .
والا فقد تقودنا احداث اخرى الى مجازر ومأي وايام عصيبة ومحن لانريد ان نراها.
ان اعادة النظر بقيادات الادارة وبالمسؤولين على الحراسة وبالمتعهدين بنظام التغذية .والمسؤولين على احضار المتهمين امام القضاة في الوقت المحدد . يستدعي معالجة عاجلة.
متمنين ان لايكون في هذا الكلام مايثير حفيظة البعض.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خارج الشرعيه
سياج خالد المجالي ( 2010 / 11 / 21 - 09:13 )
منذ بدء الاحتلال بدأت اعمال الوشايه وتلفيق التهم جزافآ00 وللأسف ان تفكيك مؤسسات الدوله من الجيش والامن والقضاء وادخال عناصر خارجه على القانون لتديره بعقليه ردات الفعل الثأريه وترك الامانه والنزاهه القضائيه لرجالات حكومات الاحتلال وليس للكفاءه
والنزاهه والمهنيه والامر واضح من ذلك التفكيك وهدم المؤسسيه هو العهد الجديد لأزلام الاحتلال وهناك طلاب عرب في الجامعات العراقيه شاءت الظروف ان يتواجدوا بمقاعد الدراسه عند احتلال العراق ليلقى القبض عليهم لا بل يباعوا من قبل المليشيات وتلفق لهم التهم ومنهم من قبع في المعتقلات بوكا وابو غريب واغتصب او تعرض لجميع صنوف التعذيب دون ثبات لتهم 00 وهنا لا بد من البحث بملفات القائمين على القضاء ورجالات الامن وعلاقاتهم برجالات الدين وارتبطاتهم بأيران000

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ