الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسفة الدينية وفكرة التطرف الديني على الإنسان :

خالد تعلو القائدي

2010 / 11 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الفلسفة الدينية وفكرة التطرف الديني على الإنسان : خالد تعلو القائدي
في الحقيقة مازال فكرة التدين هاجسا مريبا ومرعبا يتربع في العقول البشرية وأخذت حيزا كبيرا من مفهوم الوجود الإنساني على هذا الكوكب الذي كاد ان تكون أشبه بلهيب مشتعل من الأفكار المتطرفة مع توقف تفكيري تجاه الإنسانية وفق التعامل ألتحضري في إنشاء مجتمعات يتقبل الأخر والاندماج معه ، وللأسف فان مفهوم الديانات لدى البشرية ضيق جدا بحيث اخذ على عاتقه رسم إطار ضيق للتفكير البشري لا يتعدى ان يكون مجرد إطار فوضوي سلطوي تهجمي ضيق الأفق ، والبشرية جمعاء باتوا يعيشون فكرة التدين بسبب وقوعهم في فلسفة معجزات لا يمكن للعقل الباطن والظاهر ان تستوعبه ، بل هي مجرد معجزات استوحاها العقل البشري من فكرة تغيير مفهوم الوجود الإنساني والسيطرة على خصوصياته والتحكم به لغرض إشباع فكرة التسلط عليه أي على الإنسان نفسه ، والدين بحد ذاته فكرة تطرفية بحتة ، الغاية منها تغيير منهجية الحياة .
ان فكرة الأديان السماوية فرضت نفسها على العقل البشري ومنعه من العيش مع الحقائق العلمية الفيزياوية او البيولوجية وفكرة الدين والتدين هيمنت على العقل البشري بحيث منعه من الاعتماد على ثبوتيات الكونية او متغيراتها التي لا دخل للدين فيها ، ان الدين بما تحمله من تعاليم ومواعظ اغلبها ترهيبي وتخويفي غايته جعل الإنسان متقوقعا منهمكا في حفظ التعاليم والمواعظ في أحلك الظروف ، هنا لا أشجع على استحداث مفهوم العلمانية وإخراجها للعلن ولا انوي التكفير بعرش الإلهية المطلقة التي استحوذت على أفكارنا منذ الآلاف السنين ، ولكن رغبتي هي عدم جعل الدين سلعة في أيادي المتطرفين المتلبسين بنقاب التدين وفي الظاهر يقدمون على قتل التفكير البشري ، وفق تعاليم كاذبة ، ان الفلسفة الدينية المتطرفة في الشرق الأوسط بات محكوما من قبل بعض أناس متقوقعين في عباءة التزييف التعبدي الكاذب ، وما تعلمناه من الدين هو تنقية الروح من الخطايا والسيئات فكيف الحال إذا كان في الدين نفسه خلل عظيم ، وإذا كانت للمؤسسات الدولة واجب إصلاح المجتمعات باعتماد على الأفكار الدينية السمحاه فكيف نستطيع ان نتقبل تلك المؤسسات التي سيطرت عليها الأفكار الدينية التطرفية وجعلتها ألعوبة في أيادي أناس لا يؤمنون بوجود العقل البشري الحر ، في وقت أصبحت لسيمفونية التطرف الديني أغنية تغني على المنابر السلطوية والسياسية التي اختلطت بنكهة الأديان السماوية بين المعلم والمتعلم او بين الواعظ والموعوظ ، وفي كلا الحالتين لا يكمل احدهما الأخر وبصورة أدق لا يفهم احدهما الأخر ، لان الدين تعتبر فلسفة باراسايكولوجية أي ما وراء الطبيعة أي شكل خيالي محسوس وغير ملموس ، هناك العديد والكثير ممن درسوا فلسفة الدين ومن عدة جهات وأقاموا عليها العديد من النظريات والاجتهادات الشخصية حسب رغباتهم في إحياء منهجية الدين ليكون فعلا واقعا ملموسا ولكنهم في الحقيقة وصلوا الى نهاية يتوقف عندها العقل البشري من فهم حالة الدين ، وتفسيراتهم لم تلاقي أي استحسان من قبل الآخرين الذين لا يستطيعون ربط الحقائق بالفرضيات مهما أعطيت لهم من النظريات وفق فلسفة خيالية غير ملموسة ، فمثلا من المستحيل ان يقتنع العقل البشري بوجود حالة الجنة والنار ، لأنها بنيت على فرضيات دينية بحتة أساسها الترهيب والتخويف والتقوقع ضمن تعاليم لربما بعيدة عن واقع الإنسانية وعقله الباطن .
ان تطرف الإنسان على منهجية الدين تعتبر من اخطر ما يواجهه المجتمعات الدينية المحافظة ولكن عندما نقول بان الدين نفسه قد تطرف على الإنسانية سوف نلاحظ جدالا واسعا من قبل أولئك المتزمتين في عباءة الدين وهم يدعون بان الإنسان نفسه قد ادعى الكفر في داخله وأخرجه للعلن ويجب مقاضاته وفق الشريعة الدينية ، وبذلك نكون قد رجعنا الى نقطة البداية من جديد بأنه الدين أصبح واقعا مفروضا على الإنسانية وعليه تقبل فلسفة الدين والتطرف على الإنسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين في -عيد النصر-: لن نسمح لأحد بتهديدنا والقوات النووية


.. رحلات إنسانية.. الإمارات تنفذ عمليات إجلاء للأطفال المصابين




.. خيانة و قتل من أجل الحب


.. سموتريتش: يجب أن تستمر الحرب حتى القضاء على حماس بشكل كامل




.. استهداف جرافة عسكرية للاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحام قباطية