الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنتجونيون عرب

أحمد عدلي أحمد

2004 / 9 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


ليس من الضروري أن نعرف بصموئيل هنتجون ، فأطروحته حول صدام الحضارات معروفة للعامة {وإن بشكل ملتبس} بعد أحداث9/11 ، ولكني سأتحدث اليوم حول الهنتجونيين العرب ، ولعل أشهرهم هو "أسامة بن لادن" بعد خطابه المتلفز الشهير عن فسطاط الحق وفسطاط الباطل، ولعل أبرزهم على ساحة الأحداث الآن هم مختطفي الرهينتين الفرنسيين الذين صرحوا بعد بحث طويل استغرق عدة أسابيع أنهم توصلوا لأن فرنسا عدوة للإسلام ، وغير هؤلاء هناك العشرات من الهنتجونيين العرب يكتبون في الصحف ، ويطلون بوجوههم الشائهة عبر الفضائيات العربية ، وظاهر كلامهم أنهم ضد الاستعمار ، وانتهاك حقوق الإنسان ، ولكنهم يصيغون خطابا يستخدمون فيه عبارات من نوع " الاستعمار الغربي البغيض" "نقد المركزية الأوروبية" "مواجهة الغزو الثقافي الغربي" " تحدي الهيمنة الأمريكية" "إدانة الانتهاك الأمريكي لحقوق الإنسان"، وهكذا يبدو من تحليل خطابهم أن ما يعادونه فعليا هو الغرب ، وأمريكا ، وليس الاستعمار أو المركزية الفكرية ، أو الهيمنة ، أو انتهاك حقوق الإنسان أو غيرها من القيم والأفكار السلبية ، والدليل على ذلك تجاهلهم وربما تبريرهم لنماذج أخرى من الانتهاك لحقوق الإنسان ، والاستعمار ، والهيمنة خاصة إذا كانت تحدث من قبل دول وحكومات إسلامية {نماذج دارفور ، وكردستان ، وتيمور الشرقية مثلا}. إن هؤلاء الهنتجونيين هم الذين أكسبوا أطروحة هنتجون قيمة عملية ، فقبل أحداث 9/11 كانت نظرية هنتجون واحدة من تصورات عديدة لشكل المستقبل السياسي للعالم بعد الحرب الباردة ، وكانت تنافسها بالتحديد أطروحة "فوكوياما" حول انتهاء الصراعات الكبرى في التاريخ الإنساني فيما اسماه نهاية التاريخ ، ورغم الصدى الواسع لأطروحة هنتجون خاصة أمريكيا ، ورغم الانتقادات اللاذعة التي واجهتها أيضا في الشرق والغرب ، فإن محاولات عديدة عبر العالم لاستباق حدوث الصراع عبر مبادرات الحوار بين الحضارات تظهر الاعتقاد بوجود حقيقة ما في أطروحة هنتجون حتى عند منتقديها ، ولقد اكتسبت هذه المحاولات زحما عقب خطاب الرئيس الإيراني في الأمم المتحدة حول حوار الحضارات ، في وقت لم يكن الرئيس خاتمي في موقف المحصور سياسيا كما هو الآن ، بل بدا للبعض أنه على وشك أن ينقل الجمهورية الإسلامية من عصر الملالي إلى مرحلة أخرى ، ثم اكتسب الحوار بين الحضارات دفعة أخرى بعد تبني اليونسكو له، ولقد كان كل ذلك نتيجة لإدراك حقيقي لحالة عدم الثقة بين أبناء الحضارات المختلفة ، و بوضوح أكثر بين المسلمين والغربيين نتيجة الجهل والأفكار الانطباعية ، وأيضا لعقود طويلة من الخطاب الأيدلوجي الداعم للكراهية في العالم الإسلامي والغرب على السواء ، وإن كان في العالم الإسلامي أبرز وأعلى صوتا ، وبينما تصور هنتجون أن حالة عدم الثقة هذه ستتطور لتتحول إلى صراع حضاري طويل الأمد راهن أنصار الحوار بين الحضارات على إمكانية وأد المشكلة في مهدها، ولكن الحوار بين الحضارات ظل عند حد الندوات والمناقشات التي ربما يتفوق فيها النفاق على الصراحة ، ولم يشكل رؤية واضحة أو آلية عمل لتغيير حالة عدم الثقة هذه عند الرأي العام في الجانبين ، بينما كان لمروجي الصراع رأي آخر فقبل نهاية عام 2001 وهو العام الذي خصصته يونسكو للحوار بين الحضارات حدثت أحداث سبتمبر الشهيرة ، وأعقبها ابن لادن بحديثه عن الفسطاطين ، ورد أنصار الصراع من الجانب الآخر ممثل بإدارة بوش اليمينية بشن حربهم على الإرهاب التي تحولت إلى احتلال للعراق الذي تحول لساحة يتجلى فيها صراع الحضارات يوميا ، بينما لا يزال أنصار الحوار يعقدون الندوات ، ولكنها الآن تعقد في الظل بعيدا عن عيون الإعلام واهتمامات كتاب الأعمدة الذين تحولوا لتغطية أنباء الصراع والتعليق عليه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش