الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حراك نحو التقدم في السعوديه / تقابله ردة في تشريعات الغرب !

سهيل حيدر

2010 / 11 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


ضمن خبر اوردته بعض المصادر نقلا عن الجزيرة نت ، وتحت عنوان ( سعوديات في خدمة الحجاج ) .. جاء ما يلي :
( أثارت نساء سعوديات جدلا في المشاعر المقدسة بمكة المكرمه بانضمامهن الى تكوين أول فرقة كشفية نسائية تخدم في الحج تحت مسمى – المرشدات السعوديات للاطفال التائهين – وتزامن ذلك مع صدور عدة فتاوى من خارج المؤسسة الدينية الرسمية تحرم ذلك العمل ) .
وتقول الجزيرة نت ، بانها تلقت نسخا من تلك الفتاوى ، حيث عزت تحريم ذلك العمل ( لاشتماله على تعمد الاختلاط والتنازل عن الحجاب ، ولأنه من اعمال دعاة التغريب وافساد المجتمع ، وجر المرأة المسلمة الغافله الى الاختلاط بالرجال وتطبيعه بين الناس ، وتعظم الحرمة في استغلال موسم الحج وحرمة المكان ) .. انتهى الخبر .
وكتتمة تفرضها مهنة الاعلام ، حين يتوجب على الجهة الناقلة ان تعضد ما تنقله من اخبار بتفاصيل جانبية هي من صلب الموضوع ، فقد ذكرت الجزيرة نت ايضا بان احد الناشطين الاسلاميين في المملكة ، قال في معرض استنكاره لهذا الحدث ( لا يوجد أي تفسير لما يحدث ، سوى أنه امتداد لدعم المشروع الليبرالي الامريكي لتغريب المرأة السعوديه ) .
المثير للاهتمام هنا ، هو ذلك الحراك المتنامي للفكر التقدمي ، والذي بدأت تظهر ملامحه واضحة من خلال عدد من الكتاب السعوديين ممن يحملون الجرأة لاختراق الحاجز الديني المتخلف ، والحديدي ، في دولة بدت للقاصي والداني على انها راعية للتشدد الديني ، ومحركة رئيسية لتيار الوهابية ذات النشاط المتزايد في المنطقة العربية وبقاع اخرى متباعدة من العالم .. حيث تظهر لنا ، وفي مواقع صحفية مقروءه ، وعبر الانترنيت ، مساهمات جادة ومتفتحة ، اضافة الى كونها دسمة المحتوى ، اصحابها كتاب سعوديون من ضمنهم بعض النساء الرائدات في هذا المجال .. ومن الملاحظ ايضا ، أن مؤشرا بعينه يبدو واضحا في سياسة المملكة الرسميه ، كونها لا تحبذ الوقوف من هكذا توجهات وقفة متحدية صريحة ، ولم ينتشر مبدأ مقاضاة الخصوم وبذات الشكل الذي تقوم به بقية الحكومات في المنطقه .. قد تكون الاجراءات المتخذة بهذا الصدد تحمل سمات اللامقبول دوليا باعتبارها منافية لحقوق الانسان ، ولكن لم تنتشر ، على الاقل ، انباء تفيد بقتل معارض او كاتب من الكتاب المحدثين والداعين لتحرير الفكر السعودي من قيود الفكر المحافظ وبذات الوقاحة والعلنية من قبل انظمة مستبدة عربية اخرى مجاورة وبعيده . ويبدو للمطلع المحايد أمرا ليس بالمألوف حين يجري التدافع بين التيار السعودي المتشدد ، وسواه من القوى المناوئة له وبهذه الطريقة المسالمه ، بحيث تجرأ مجموعة من النسوة ، على تشكيل فريق يعمل في العلن ، ويمارس مهامه الاجتماعية بعيدا عن حدود المسموح ، ولا يحدث سوى إطلاق التصريحات والتصريحات المضاده ، وفي بلد لم يتوانى سابقا عن قطع رؤوس الخارجين عن احكام الشريعة وفي الميادين العامه .
بل ان هناك انباء من داخل المملكة ، تحمل روائح منعشه ، مصدرها تلك الفعاليات الاجتماعية الجانحة للتمرد ، تجري بمباركة وزير التربية والتعليم نفسه ، وبمشاركة السيده قرينة وزير العمل السعودي .
لذا فان الهياج المضاد لفعالية المرشدات السعوديات اثناء موسم الحج ، من قبل المتشددين ، خاصة من خارج المؤسسة الدينية الرسميه ( وهذا بحد ذاته مؤشر اخر الى كون حكومة المملكه لا تنزع الى المواجهة الصريحة مع هكذا حركات ) جاءت وهي تحمل مشاعر الاحساس بالخطر مما وصفته ب ( امتداد لدعم المشروع الليبرالي الامريكي لتغريب المرأة السعوديه ) .. وبذلك تتضح الصورة الحاملة لجينات التغيير المحتم وفي عقر دار السلفية والتشدد ، تلك الدار التي افرخت ملامح الموت في العديد من بقاع العالم ، وبشكل لا زالت ذيوله تضرب مختلف أوجه الانسانية على الكرة الارضيه .
في حال كهذه .. لا ادري ، ولا تحمل معرفتي المحدودة ، معنى لأن تتراجع الحكومات في العالم المتمدن ، عن مباديء سادت في مجتمعاتها زمنا طويلا ، وضحت شعوبها كثيرا من اجل بلوغ ما بلغته من رقي ، لتهادن اعرافا غريبة حملها اليها اولئك الوافدين من خارج الحدود ، وتتقبل ان يغزو الفكر الديني المحافظ حيزها المعروف بالانفتاح والتمدن ، فتعمد الى اصدار تشريعات تلتف بالمجتمع نحو الخلف ، بدل الاسهام في تنقية تلك المجتمعات من دواعي الردة الاخلاقية والمعرفية وحتى الدينية .. ولا ادرك مسوغا منطقيا لان تتساهل تلك الحكومات ، مع الصيغ الجديدة على مجتمعاتها ، رغم ان تلك الصيغ ، تعلن صراحة عن نفسها بكونها مدعاة للتغيير باتجاه سيادة الاسلام السياسي وتحطيم اجزاء ماكنة التحضر والمدنيه .. في حين ، يبادر الحراك التقدمي في قلب الجسد المصدر لبدع التطرف وهو السعودية ، الى زرع نواة التغيير وبالاتجاه الاخر ، من قبل رجال اشاوس ونساء بطلات ، يحاولن ، مع قلتهن ، وعدم توفر المساند الحقيقي والمباشر لهن في نضالهن المتواصل والمقاوم ، أن ينتزعن حقوقهن شيئا فشيئا وبصبر عظيم .
أليس من الغريب .. أن تتوجه السهام .. وبهذه الدرجة من التقاطع المثير للقلق ؟ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متابعة ذكية
عبد القادر أنيس ( 2010 / 11 / 20 - 21:41 )
أتفق مع تحليلك. أنا أتابع بانتظام حصة تركي الدخيل في قناة العربية. هذا الصحفي الذكي يستضيف باستمرار مثقفين من الخليج العربي على درجة كبيرة من الجرأة في نقد واقعهم والعمل على زحزحة الجمود. أغلب هؤلاء لبر اليون.
شخصيا لا أعتقد أن هذه الأصوات لا علاقة لها ببعض دوائر الحكم في حكومات تلك البلدان. يبقى التساول الكبير: هل هي نية جدية تنويرية أم لا يعدو الأمر أن يكون مجرد استجابة جبانة لضغوط خارجية بعد غزوة نيويورك.
من خلال متابتعني للقنوات الخليجية لاحظت تقدما محسوسا في الطرح مقارنة بقنوات تلك البلدان التي كانت تعتبر تقدمية مثل الجزائر ومصر وغيرها.
تحياتي

اخر الافلام

.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟


.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر




.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال


.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن




.. اندلاع اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال ومقاومون في مخيم بلا