الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزلة الإعلام الكردي الانترنتي

جان كورد

2004 / 9 / 17
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يؤسفني أنني في هذا المقال أتحدّث عن شيء يخصّني قبل غيري فأرجو المعذرة...
منذ عام 1969 وأنا أكتب في الصحف والمجلات العربية والكردية بأسماء مستعارة عديدة ، ولدي نسخ من كل ذلك محفوظة للمستقبل، فكانت تنشر بعض مقالاتي ويهمل بعضها الآخر، حسب أذواق رؤساء التحرير وارتباطاتهم وميولهم أو الضغوط التي تعاني منها أعناقهم، فكنت أقبل ذلك رغما عني وأقول: " هذا لا ينشر لي لأنه كذا وكذا.. وارتباطاته تمنعه من ذلك.." إلا أن مجموع مقالاتي المنشورة منذ ذلك الحين يكفي لاصدار عدة كتب حقا، ناهيك عن الانتاج الأدبي بالكردية من شعر وقصة ودراسات...
وفي السنوات الأخيرة شرعت أكتب كل أسبوع مرة أو مرتين على الأقل بالكردية أو العربية وأرسلها إلى العديد من الصفحات الانترنتية التي يديرها أكراد صحافيون محترفون وغير صحافيين ، منهم - مع الأسف - لا يستطيع كتابة سطرين بالكردية أو بالعربية دون أخطاء لغوية فاضحة.. وإذا بي أمام المشكلة نفسها، أي رفض نشر المقال بمجرّد رؤية إسم الكاتب وليس بعد قراءته أو التأكّد من مضمونه.. مع أن الدنيا تغيرّت وكل واحد يدّعي أنه ديموقراطي يؤمن بالتعددية والحوار الوطني الواعي ويزعم أنه ناشط من أجل الحريات السياسية وحقوق الإنسان وبخاصة حق التعبير عن الرأي...
وبإمكاني ذكر صفحات عديدة تتباهى بأنها من أفضل الصفحات وأكثرها قراءة وأجملها بهاء، تنشر كل ما يصل إليها من مختلف الناس، عربا وكردا وتركا وفرسا، ولو كان فيه تجن على الحقيقة وإيذاء للشعب الكردي، ولا تتوانى عن سرقة المواد من صفحات أخرى دون الحصول على إذن بالنشر، وتتابع أخبار من خانوا الأمة الكردية ساعة بساعة، ولكنها لم تنشر لي حتى اليوم مقالا واحدا، في نفس الوقت الذي تنشر تلك المقالات ذاتها صفحات مرموقة لأكراد وعرب ولأحزاب وجمعيات...
وهناك من هذه "الدكاكين" مع الأسف صفحات انترنتية لأحزاب أو حزيبات كردية ترفض نشر أي مقال أرسله لها، وكأنني من أعداء الشعب الكردي ولكنها في الوقت ذاته تنشر لهؤلاء الأعداء دون تردد، وذلك لمجرّد أنني قد اختلفت معها في رأي أو موقف... ومن هذه الصفحات من اعتبرني عدوا لدودا لأصحابها لمجرّد أنني نبهتم إلى عدم إهمال "تهنئة الأمة الإسلامية بقدوم عيد الأضحى المبارك في حين يهنئون فيه حتى الهندوس البعيدين بأفراحهم وأتراحهم" ...وقد قرأت في تلك "الدكاكين" أحيانا مقالات لبعض من شرع لتوّه بالكتابة، وهي رديئة مضمونا ولغة...
هذه سمة بارزة من سمات الدكتاتورية الكردية والتحزّب الأعمى "الانيبالية" التي من أخطارها سحق الوعي وتدمير حرّية الرأي والغاء الآخر... وهذا نوع من "حصار دمدم" الذي أشعر به كلّما اشتّدت لهجتي حدّة تجاه نظام يحكم الشعب السوري بالحديد والنار أو تجاه مجموعات كردية محددة تحاول إلغاء الأمة الكردية ونسف ما أنجزته هذه الأمة في جنوب كوردستان بعد تضحيات عظيمة في تاريحها الحديث، أو أصوّب قلمي المتواضع تجاه تلك استهزأت بانتفاضة الشعب الكردي في غرب كوردستان في آذار هذا العام وأعلنته في وثائقها الحزبية مجرّد "فتنة" أو "حدث" أو "احداث دامية"...! بحيث أضطررت – مثل غيري من الأحرار الكورد والعرب– إلى كشف الحقيقة وتبيان الصحيح من الخطأ ونقد فلسفة "الوطنية الزائفة" التي من أركانها حماية قلاع النظام بين الشعب الكردي...
طبعا هذا "الحصار الطروادي" الظالم وهذا الإهمال الذي تلاقيه مقالاتي ومقالات آخرين وضعهم مثل وضعي من لدن صفحات انترنتية كردية تتسابق في نشر مقالات أي كاتب عربي كان حتى ولو كان مدهونا بزيت البعث المعادي للأمة الكردية لا يضرّني ، فهناك دائما من ينشر الحقيقة – والحمد لله – وبذلك تصل كلمتي وكلمة أمثالي من "المتمرّدين في المهاجر" إلى القارىء الكردي بطريقة أو أخرى..
وسيأتي اليوم الذي أنشر فيه كل ما نشرته حتى الآن على شكل كتب بإذن الله، وقد بدأت بطبع أول كتاب من تلك المقالات منذ شهرين تحت عنوان "كوردستان وشعب يريد الحرّية" وهؤلاء لن يستطيعوا منع كتبي مثلما يمنعون مقالاتي من النشر لديهم بايعازات من أولي أمرهم من بعض من يظن أن زعيم من زعماء الكورد ومن يقف وراءهم من أهل الاستبداد... ولقد لقي الكتاب بفضل الله تعالى قبولا حسنا من القارىء الكردي...
وبصدد مشكلتي هذه مع الإعلام الكردي الانترنتي يقفز إلى عقلي سؤال لا أعلم كيف أجيب عنه: " ماذا لو وصل هؤلاء "الإعلاميون الدكتاتوريون" حقا إلى حكم الشعب ؟ وهو شعب فيه آراء وتيارات وأفكار متباينة.. فهل سيمنعونه من الكلام؟ "
هذا ما يخيفني ويؤلمني...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآثار المهربة.. تمثال جنائزي رخامي يعود من فرنسا إلى ليبيا


.. بودكاست درجتين وبس | كيف تنشر الصحافة الاستقصائية الوعي بقضا




.. وكالات أنباء فلسطينية: انتشال جثث 49 شخصا في مقبرة جماعية في


.. بعد اقتراحه إرسال جنود لأوكرانيا.. سالفيني يهاجم ماكرون




.. هجوم رفح.. خيارات إسرائيل | #الظهيرة