الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستدة

محمد عبد الفتاح السرورى

2010 / 11 / 21
كتابات ساخرة


هل تذكرون جنازة الفنانة سعاد حسنى ؟ هل تذكرون جنازة الأميرة ديانا؟ الفرق بين الجنازتين هو موضوع هذا المقال ... ولنعد قليلا الى الوراء
فى جنازة الأميرة الراحلة ديانا إصطف الإنجليز على جانبى الطريق كان هناك وكان هناك من يلقى بالزهور على العربة التى تحمل الجثمان كانت هناك من تضع رأسها على كتف صديقها أوزوجها - لايهمنا- وتنتحب فى هدوء وشجن وكان الموقف بأكمله مغلف بغلاف حضارى على الرغم من الضجة التى اثيرت حين موت الأميرة وعلى الرغم من المكانة الشعبية والرسمية التى كانت الأميرة تتمتع بها كل هذا لم يعطى مسوغا لإحد أن يحول الجنازة الى غير هدفها ولم ير احد اثناء مرور الجثمان وبعدة اى سلوك شائن أو غوغائى كانت هذه جنازة الأميرة ديانا
أما جنازة الفنانة الراحلة سعاد حسنى فكانت على عكس ذلك تماما وكما رأيناها على الشاشات فما إن وصل الجثمان ونزل من جوف الطائرة ومنه الى سيارة الإسعاف إلا وتحول الشارع وتحولت الجنازة بأكملها الى حالة كاملة من الفوضى والعبث فالسيارة لا تستطيع التحرك ووهناك من يدق على جنباتها وآخر يحاول الركوب على خلفيتها والزحام على أشده رغم جلال الموت ولكن هيهات ... مع من ؟ من أناس لايعرفون الا سلوكيات وأخلاقيات وأنساق الإستاد فى القول والفعل
إن الفارق بين الجنازتين هو نفسه الفرق بين العقليتين بين الحضارتين بين منهجى التفكير ومرجعيات التصرف
رغم أنى لست من المهوسيين بكرة القدم إلا أن لى إهتمام خاص بالنسق الأخلاقى الذى فرضته هذه اللعبة ذات الشعبية الطاغية على حياتنا وأبرز نسق مفروض على نمط حياتنا من جراء طغيان هذه اللعبة علينا هو ما يمكن أن نسميه (الأستدة) وأعنى به نقل أخلاقيات الإستاد الى المجتع العام من شرعية الصخب الى التدافع الى التعصب مرورا بإعتياد إستخدام الألفاظ البذيئة وإنتهاءا بهذه الحالة العجيبة من اللاعقلانية والتى تتجسد عندما يحرز أحد اللاعبين هدفا فينطلق وكأنه (أتى بما لم يأت به الأوائل) وياليت الأمر يقف عند هذا الحد بل نرى هذا البطل الهمام وقد خلع (الفانلة) وإندفع الى الجماهييرولا يكتفى بذلك بل يقذف بها الى المدرجات لتشتعل المشاجرات بين المتفرجين أيهم يحوز الغنيمة......هذا غير تسيد روح الفردية والأنانية بين كثير من اللاعبين ويتضح ذلك عندما يحوز أحدهم الكرة وهو قريب من المرمى فلا يكاد يخرجها من قدمه الى زميل له مجاور إلا بشق الإنفس وعلى ضرر منه .... لقد أصبحت أخلاقيات الإستاد هى أخلاقيات المجتمع وما يحدث فى الشوارع فى الأعياد إنما هو بعض من نتيجة تسيد (الأستدة ) على الجميع إلا من رحم ربى
الكارثة هى فرض نمط الأستدة على المجتمع وهذا هو الحادث الآن هؤلاء الأطفال -سلوكا- لا يعرفون الفرق بين سلوكهم داخل مكان مغلق متفق ومن المقبول أيضا الإقدام على هذه النوعية من السلوك وبين مجتمع عام قد لا يتقبل نفس السلوكيات بل ومن الكارثة أن يتقبلها
ترى متى وكيف يعى المشجعون الفرق بين الإستاد وبين المجتمع ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر