الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يأمر شارون موفاز بقمع المتطرفين؟!

عماد بني حسن

2004 / 9 / 17
القضية الفلسطينية


لاشك أن قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بتكليف وزير دفاعه شاؤول موفاز بردع اليمينيين الرافضين لخطتة الانسحاب من غزة، هو قرار صعب على شارون نفسه، وهذا لموقع ومكانة موفاز العسكرية والدموية الموافقة لتوجهات ومفاهيم شارون التاريخية، وموفاز اليهودي الإيراني النشاز بأصوله الإيرانية على مستوى الداخل الإسرائيلي من حيث التركيبة العرقية، والنشاز بقفزتة من الأركان إلى وزارة الدفاع وهو الوحيد في تاريخ إسرائيل الذي يتبوأ منصبا بدون خلفية تنظيمية حزبية، لكنه شكل رأس الإرهاب المتطرف للأحزاب المؤتلفة مع الليكود في الحكم والذي أوصله إلى هذه المكانة هم أنفسهم المتطرفون الذين سيقمعهم اليوم وفق قرار شارون ..
وما كان موفاز سيصل إلى هذا الموقع لو لم يكن شارون هو الذي يقود الحكم، والذي يشبهه ويمثل نسخته الحقيقة في الإجرام وهو الوحيد أيضا القادر على التهور في تنفيذ قرارات عسكرية قذرة بلا حسيب ولا رقيب .. ويحمل وزير الدفاع المدفوع من شارون ليكون كبش فداء الداخل الإسرائيلي الكثير من المواصفات التي تلائم ارئيل شارون .. إلا أن المتغيرات الانتخابية الأمريكية وتورط إدارة بوش بالكثير من الجرائم والاخفاقات على مستوى العالم ..جعل من الظرف الحالي لا يحتمل مواصفات الرجلين، ووجد شارون فرصته التاريخية وفرصته في ترويض الصورة في المنطقة، ومحاولة قلبها من الجريمة المرتكبة يوميا بحق الفلسطينيين بلا هدف أو معنى إلى صورة تخدم شخصه وتغير وفق نظرته ملامحه الإجرامية إلى مواصفات رجل سياسي كل ما فعله كان لأهداف سياسية وليس لإجرام منظم وبلا هدف، وبالتالي فإن الوضع لم يعد يحتمل صورا بشعة مكررة ومتطابقة وهذا يتنافى مرحليا مع الأحلام الرومنسية للتاريخ اليهودي ولا يخدم دولة إسرائيل التي باتت تلعن صباح مساء في وسائل الإعلام الحرة عالميا نتيجة هذا التاريخ والوجه القبيح لقادتها السياسيين والعسكريين، وشارون وموفاز ورئيس الاركان يعلون نسخة نموذجية لهذا الوجه القبيح الذي لم يعد يطاق خاصة وأنهم شكلوا حلفا ملعونا مع.
إلا أن الأمر كما يبدو وصل إلى خيارات، ولابد من تبني الخيار الأقل سوءا وتضحية، والأمر صعب بالنسبة للجمهوريين في الولايات المتحدة والليكوديين في إسرائيل خاصة وأن الأشخاص المذكورين لعبوا دورا بارزا في ترسيخ البشاعة لصورالقتل اليومي في العالم ... ولكنها الآن لحظة الحقيقة، لهذا تقتضي السياسة الحالية التهدئة على جبهة ساخنة بطريقة أو بأخرى كي لا تقدم الكثير مع بروز إدارة جديدة في واشنطن من الديمقراطيين، لذلك على إسرائيل أن تكون الأفعى المطيع في هذه اللحظات، كما أنها لحظات تمنح السفاح فرصة تناسبت مع "رومانسية" عند السفاح شارون يريد أن يختتم حياته السياسية بها، وربما تكون المرة الأولى التي يتقلب فيها شارون ليتذوق مع الدم ورائحة الموت التي عشقهما رائحة السياسة ولكن بطعم عفن أيضا ..من خلال تقديمه وتبنيه مشروع الانسحاب من غزة، والذي يستميت لتنفيذه كرغبة شخصية في تذوق طعم السياسة الفاسدة أيضا .
وبناء على ما يمكن أن يحصل، فإن إصرار شارون على موقفه بتكليف موفاز بقمع المستوطنين لن يؤدي بالثعلب موفاز إلا إلى الاستقالة، وأما موفاز، فما يقوم به هو التضحية بشارون وكسب ود المتطرفين كونه لايشكل في الحياة السياسية الإسرائيلية الداخلية أي ثقل حزبي، فالمحللون الاسرائيلييون والمقربون من شارون شخصيا يرون حقيقة ما أقدم عليه، وقد سمعوا منه ما يخططه لحياته الشخصية ولا يعتبرون ما يجري سوى صورة رومنسية لنهاية سفاح تاريخي وصل حد الإشباع من القتل، ولكن هل سيقفز موفاز مبكرا من المظلة أم سيزيد الاشتعال الداخلي احتراقا؟، لا يبدو أنه سيسلم، وأما شارون فإنه لا ينهي حياته إلا بحرب من نوع آخر بين الإسرائيليين يضيفها لتاريخه الدموي، ربما أيضا على الإسرائيليين أن يدفعوا ثمن حماقاتهم التاريخية في الاستسلام لرؤوس التطرف والإرهاب وتأييدهم بشكل أعمى ضد الفلسطينيين والعرب عموما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار