الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيار.. المحكمة.. مستقبل لبنان

مسعود محمد

2010 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بيار أمين الجميل، الوعد، الأمل، دخل العمل السياسي حاملا اسم جده وارثه السياسي. ابن رئيس جمهوريه، متخصص بالمعارك الانتخابية النيابية الصعبة، خاض الانتخابات في دائرة المتن فخرق العام 2000 لائحة دولة الرئيس المر، وفي العام 2005 لائحة العماد ميشال عون، لمع نجمه كوزير للصناعة، ورفع شعار بتحب لبنان حب صناعته. قبل استشهاده بأيام وفي اجتماع كتائبي موسع سأل عن جوهر الخلاف فقال "ان جوهر المسألة المطروحة حاليا ليس شراكة سياسية بل خيارات سياسية " . لعب دورا مفصليا باستعادة الكتائب من الأسر والالتحاق بالخط السوري من خلال رئاسة كريم بقرادوني لها، نشط الخلايا والفروع الحزبية فكان كتلة متقدة من النشاط، اجتمع بالفروع الحزبية ودعاها للعودة الى ساحات النضال لاستعادة الدور التاريخي للكتائب، حول ذلك الدور قال " إن الكتائب قوة مستقلة متحالفة مع قوى الرابع عشر من آذار في هذه المعركة النضالية المفصلية من تاريخ لبنان، ومهما حاول البعض اختزال التمثيل المسيحي بفريق معين أو بفريقين أو التنكر لوجود الكتائب ولدورها الوطني والتمثيلي ولتضحيات شهدائها فهو لن ينجح. فلولا الكتائب لما كان هذا البعض موجودا، ولولا مدرسة الكتائب لما استطاع هذا البعض أن يفاخر اليوم بالنضال. ان الكتائب وجدت لتدافع عن لبنان الدولة والكيان وصيغة العيش المشترك، وستبقى ثابتة على هذه المبادئ" . ترجم بقناعة الخط الوطني للكتائب والعائلة وعبر عن ذلك بوضوح يوم 14 آذار عشية التظاهرة المليونية فقال " نريد انسحاب الجيش السوري من لبنان كاملا ولا أحد يفكر اننا نريد أن ينسحب السوريون الى البقاع فحسب فالبقاع هو ساحة الشهداء، وكل حبة تراب من العشرة آلاف كلم مربع هي من أرض لبنان ومن شهدائه ومن أبطاله ومن ساحة الشهداء، لا نقبل بأن يرضونا بانسحاب الى البقاع، فمن ساحة الشهداء نطلب أن يكون البقاع محررا وبالتالي لا نريد في لبنان أي جيش سوى الجيش اللبناني، ولا نريد أي علم الا العلم اللبناني، فاليوم نقول ان لبنان ليس أوكرانيا ولا جورجيا، فلبنان وكل الذين شاهدوه اليوم سيجعلهم جميعا يعيدون حساباتهم، لبنان هو ساحة الشهداء" . كان مؤمنا بالمحكمة الدولية، ومقتنعا بضرورة انجازها لكشف الحقيقة وعن أهمية كشف الحقيقة قال عشية 14 آذار " اليوم ضاقت بنا الساحات لأن لبنان يهتف للسيادة، والحرية، والاستقلال، والحقيقة، فبمعرفة من قتل وغدر الرئيس الحريري نعرف من غدر وقتل قادة ومسؤولين من قبله، بالطريقة نفسها قتل الرئيس الحريري ومن قبله الرئيس بشير الجميل، والقائد كمال جنبلاط، وباقي الرؤساء" . كان بيار الجميل مشروع زعيم مسيحي قادر على الجمع، منفتح على باقي الطوائف، مقتنع برسالة التنوع للبنان، فلم يحتمل مستهدفي الاستقلال اندفاعته نحو الحرية والسيادة فتم اغتياله عشية عيد الاستقلال، عندما قطعت سيارة الطريق عليه، وترجل منها ثلاثة مسلحين على الاقل واطلقوا 24 رصاصة على سيارته. وصف البابا بنديكتس السادس عشر عملية الاغتيال بأنها "هجوم وحشي" ودعا الشعب اللبناني الى اليقظة في مواجهة "قوى الظلام التي تهدف الى تدمير بلدهم". وقد سارعت دمشق إلى نفي أي تورط لها في عملية الاغتيال بعد أن وجهت العديد من الشخصيات اللبنانية أصابع الاتهام إليها. وكان الشهيد الجميل معروف بعدائه لسوريا واختلافه الشديد مع حلفائها الداخليين الراغبين بتغيير وجه لبنان، خاصة حزب الله الذي يريد من لبنان أن يكون خط دفاع أول للقوى الممانعة سوريا وايران وحلفائهما. حول هيمنة طرف واحد على القرار اللبناني قال الشهيد بيار " إن الوضع في هذه المرحلة، والتهديد بالشارع يشير الى أن هناك محاولة وضع يد كاملة على الوضع اللبناني، وهذا لم يحصل في تاريخ لبنان بأن يقوم فريق من اللبنانيين يحمل قرار الحرب والسلم وفي الوقت عينه يتمكن من حمل قرار بأن يفرض على كل اللبنانيين قرار بناء الدولة، وهذا أمر خطير" .
وكان رئيس الاغلبية النيابية عشية اغتيال الجميل سعد الحريري يعقد مؤتمرا صحفيا يعلق فيه على الازمة السياسية المتفاقمة في لبنان ففوجىء باغتيال الجميل فاعلن نبأ الهجوم على الجميل ووفاته .
وقال الحريري في مستهل مؤتمره الصحفي حينها ان لبنان على مفترق طرق "وهناك من يقوده الى التصعيد والفراغ" في اشارة الى قوى المعارضة التي تتمثل بحزب الله وحلفائه.
واضاف ان هناك "جهدا يبذل في المقابل لتطويق التصعيد بهدف خرق الجدار السياسي المسدود الذي تصطدم فيه البلاد".


واتهم الحريري بعض القوى في لبنان "بوضع البلاد في مهب الريح في الوقت الذي يواجه فيه لبنان عاصفتين اساسيتين واحدة من عدو تاريخي والثانية من نظام متهم بارتكاب جرائم سياسية في لبنان".
وقال الحريري في مؤتمره الصحفي حينها ان "من نظم الخراب في لبنان جهة معروفة: النظام الامني اللبناني السوري الذي يطل برأسه من جديد لضرب الوحدة الوطنية" .
استشهد الشيخ بيار وهو يبني استقلال لبنان الثاني، وقتلوه ليمنعوا الاستقلال الثاني، والنظام الأمني يطل من جديد عبر حلفائه، ليفرضوا استحقاقات وتعقيدات وعقبات تعرقل مسيرة الوطن والاستقرار فيه، وتزرع القلق في نفوس الناس. لنحافظ على الوحدة الوطنية ونتمسك بالمحكمة الدولية الضمان لمستقبل لبنان والاستقرار فيه، حتى ولو صعب اعتقال المتهمين بسبب المربعات الأمنية، القرار بحد ذاته قادر على سحب البساط من تحت أقدام الحاقدين على هذا الوطن وتحقيق العدالة لبيار ورفاقه الشهداء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف سيؤثر تقدم اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية على مس


.. يوسف زيدان يتحدى علماء الأزهر ويرفض تجديد الخطاب الديني | #ا




.. جهود أميركية مستمرة لإبرام هدنة في غزة على وقع عمليات إسرائي


.. اندلاع حريق شمال هضبة الجولان إثر عبور طائرتين مسيرتين من جه




.. نتنياهو أسير اليمين…وأميركا تحضّر للسيناريو الأسوء! | #التاس