الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موضوعات المسرح الغنائى المصرى فى حقبة السبعينيات بقلم : د / محمدعبدالمنعم - قسم المسرح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية

محمدعبدالمنعم

2010 / 11 / 22
الادب والفن


موضوعات مسرحنا الغنائى فى حقبة السبعينيات بقلم : د / محمدعبدالمنعم قسم المسرح بكلية الاداب - جامعة الاسكندرية




المتأمل فى الموضوعات التى تطرحها المسرحيات الغنائية التى قُدِمت فى عقد السبعينيات، يدرك على الفور غلبة الموضوعات التى تتحدث عن مصر وعن تاريخنا - عبر العصور التاريخية المختلفة- فى مواقف الانكسارات والانتصارات والانتفاضات.


فبالرغم من أن هناك أعمال تناقش قضايا إنسانية عامة مثل (عريس وعروسه) التى تصور معاناة الإنسان فى الحياة من الحروب والآلام و المآسى، وأعمال مثل (دنيا البيانولا) تصور الصراع الدائم بين الخير والشر وكيف أن الخير ينتصر فى النهاية على مخالب الشر بالحب والإصرار والمقاومة، وأعمال مثل (ملك الشحاتين) تدين التمزق الداخلى والصراع على السلطة فى فترة حكم عبد الناصر وتدعو لأهمية الوحدة وضرورة التماسك لمواجهة الاستعمار، لكنها أعمال قليلة لا تتجاوز الثلاثة عروض من مجموع ستة عشر عرضاً مسرحياً.



أما الغلبة فكانت للمسرحيات التى تعالج التاريخ مثل (القاهرة فى ألف عام - الحب بعد المداولة - نوار الخير - يا حبيبتى يا مصر - مصر بلدنا - الحرب والسلام) وغيرها، خذ مثلاً :


(القاهرة فى ألف عام) فهى تصور جوانب من التاريخ السياسى المصرى والتاريخ الشعبى من لحظه بناء القاهرة وحتى نكسة 67، خذ كذلك (الحب بعد المداولة) فهى تصور النضال الشعبى ضد مواقف القه.



أما (نوار الخير) فهى تصور الكفاح الشعبى ومواقف النضال الوطنى البارزة فى تاريخ شعبنا مثل طرد الهكسوس من مصر، ومقاومة الحملة الفرنسية الغازية، وحادثة دانشوى، وحرب أكتوبر وغيرها، وكلها مواقف وطنيه بطولية تصور فترة من تاريخ مصر الحافل العظيم ودور شبابها الثائر فى تحقيق هدفه الأسمى.


ويسجل الواقع المسرحى بشكل عام وواقع المسرح الغنائى على وجه الخصوص - فى تلك الفترة - أن هذه الموضوعات التاريخية التى تغطى مساحة زمنية من تاريخ مصر ونضال شعبها المسالم بما تنطوى عليه من مضامين وطنيه ومشاعر حماسية، وكذلك الموضوعات السياسية والموضوعات التى تطرح القضايا الإنسانية،لم تكن تستهوى الطبقة الطفيلية الجديدة التى أفرزها عصر الانفتاح الاستهلاكي.


تلك الطبقة التى حققت ثراءًا على حساب الشعب المعدم، وأصبحت تمثل الجمهور الجديد، ذلك الجمهور الذى ظهرت بوادره مع ميلاد مسارح التليفزيون، و لا يقنع إلا بالضحك والهزل والمتعه الحسيه وليست المتعة الثقافية.



خاصة وقد عَوَّدَهُ القطاع الخاص على الضحك من أجل الضحك، واعتاد مشاهده الوجبات الدسمة من اللهو العابث والرقص الكباريهاتى وكل ما هو بعيداً عن واقعة المرير وتاريخه، فيما لا يمكن أن نطلق عليه مسرحا بالمعنى المتعارف عليه، ولكنه أشبه ما يكون بكباريه يلبى رغبه أصحاب الأموال ويداعب الذات الجريحة لورثه النكسة بتقديم صورة خادعه لهذه الذات،ورفع كل عبء يمكن أن يكدر صفوه.


هذا الجمهور لا تلائمة - بطبيعة الحال - الموضوعات التاريخية التى غلبت على عروض المسرح الغنائى فى ذلك العقد مما يؤثر على جماهيرية هذه الأعمال واستمرارية تقديمها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا


.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق




.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م


.. حوار من المسافة صفر | المخرجة والكاتبة المسرحيّة لينا خوري |




.. -عملت له مستشفى في البيت-.. المخرجة منال الصيفي تروي حكاية م