الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيت جن

عصام مخول

2004 / 9 / 17
القضية الفلسطينية


مرة أخرى، تأكد هذا الاسبوع ان بيت جن لا تعرف ان تفاجئ ولا تستطيع، ما دام الامر متعلقا بكرامة هذا البلد الجرمقي العلي وبشهامته.

الاغبياء وحدهم يتطاولون على حقوق هذا البلد ولا يتعلمون الدرس، ويتمادون في العدوان على كرامته ولا يفقهون. الاغبياء دون غيرهم، يفاجئهم انتصار اهالي بيت جن، زابودا تلو زابود، ويندهشون لصلابة كفاحهم معركة تلو الاخرى. اما نحن، فعلى طريقة القائد الشيوعي الراحل صليبا خميس "تدهشنا دهشتهم" و"يفاجئنا تفاجؤهم" الغبي لان الخيار الوحيد الذي يتعامل معه اهلنا في بيت جن، والفرضية المطروحة دون غيرها امامهم حين يتعلق الامر بالدفاع عن الحق وعن الكرامة، عن الارض وعن الارادة، هو الانتصار للحق والانتصار بالحق وبالهامة الشامخة.
ان وزير الداخلية بوراز الذي اختار عمدا وبشكل منهجي الا يميز ولا يرى جبل الفقر والبؤس والجوع الذي راكمته حكومته في اسرائيل عامة، وفي جليلنا بشكل خاص، هو نفسه الذي اختار بشكل منهجي متعال الا يرى ارتفاع الجرمق ورفعة اهله فتطاول عليها، واهما ان بمقدوره ان يدوس ارادة بيت جن، وقرارها الدمقراطي الواعي، ومجلسها المنتخب، وان يتعامل معها بفرمان يحل المجلس ويعين "واليا" من لدنه على البلد، الى ان داسته ارادة بيت جن الموحدة، ومزقت فرمانه وغطرسته اربا اربا.
لقد سطرت بيت جن بأحرف من فل وياسمين، ومواقف من نور ونار، نموذج الحق الذي لا يضيع ما دام هناك مطالب. واعادت الى اذهان الناس ووعيها طعم وحقيقة الكفاح العادل، العنيد، الموحد، الواعي، الاصيل، الذي كان ولا يزال طريق المظلومين لانتزاع حقوقهم مثلما كانت ولا تزال الوحدة الكفاحية والرأس المرفوع المدافع عن الحق آلية الحفاظ على الكرامة الشخصية والجماعية، والقوة الجارفة والسد المنيع، والكف القادرة على مخرز الصلف والغطرسة الحكومية والاستهتار.
بيت جن، ما كان احوجنا في هذا الزمن الصعب الى هذا الدرس من هذه المدرسة، في اعقاب درس الدمج، وفك الدمج في المعركة البطولية التي خاضها اهلنا في يركا وجولس وابو سنان ويانوح وجت.
شعبنا كله بحاجة الى استعادة هذه الدروس، لئلا يخطئ الظن اولئك الذين يريدون لنا، ويراهنون، على ان تنسى اجيالنا الطالعة ان مسيرة الجماهير العربية في اسرائيل، وطريقها الكفاحي، مرصوف بالانجازات والحقوق المنتزعة عبر المعارك الشعبية الكفاحية، وعبر وحدة الصف النضالية الميدانية مع قيادة تاريخية مسؤولة وشجاعة، ترفض الزحف على البطوف وترفض قطف الرأس والاذعان للظالمين.
كنا بحاجة الى هذا الدرس في كل مكان، في زمن ترتكب فيه باسم الدمقراطية جريمة حل مجالس منتخبة، وترتكب باسم الدمقراطية جريمة التنكر لرئيس دولة منتخب محاصر في مقاطعته، وباسم الدمقراطية يتم تعطيل الانتخابات الفلسطينية القادمة، وباسم الدمقراطية يتم التنكر لرئيس منتخب في فنزويلا والتنكر لنتائج الاستفتاء الذي فرضته امريكا واعوانها، وباسم الدمقراطية يحاصر الشعب الكوبي لاركاع الثورة الكوبية.
لكن الجغرافية ليست هي المسألة، فدرس فنزويلا ودرس فلسطين ودرس كوبا ودرس بيت جن، هو درس الكرامة المنتصرة لا محالة.
بيت جن – بيت معركة الزابود – تثبت ثانية انها ليست بحاجة الى الجرمق لتكون في هذا العلو، فهي عالية بموقفها، شامخة بكرامتها، صامدة ومنتصرة بوحدتها الكفاحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصافي والشعري والعندق بعد رفع الحظر أسعاره نار


.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟




.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟


.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر




.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال