الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمة الأتحاد التعاوني الحرفي في دعم وتنمية المعلومات الصناعية وتطورها

محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي

2010 / 11 / 23
الادارة و الاقتصاد


مساهمة الأتحاد التعاوني الحرفي في دعم وتنمية المعلومات الصناعية وتطورها
مستشار محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
مستشار الأتحادات التعاونية والتنمية والتدريب وبناء القدرات
السودان
ورقة عمل مقدمة الي ندوة تطوير قطاع المعلومات الصناعية في الدول العربية، تحت شعار أحدث تكنولوجيا المعلومات وآثارها على تطوير المنتجات الصناعية العربية
المحتويات
المحور الأول:- صناعة المعلومات (المفهوم، النشأة والتطور، الوضع الراهن)
المحور الثاني:- تجربة الأتحاد التعاوني الحرفي السوداني ومساهمته في دعم وتنمية المعلومات الصناعية
المحور الثالث:- الخلاصة والتوصيات.

المقدمة نواجه في عصرنا الحالي، تقدماً كبيراً في مجالات علمية متعددة ، ويتصف هذا العصر بابتكار كل جديد ، ولعل ما يدهش حقاً ما وصلت إليه تقنية المواد وبالتالي تقانة الإلكترونيات والتحكم ومكونات الحواسـيب والشبكات وقدرتها الفائقة ومجالات استخداماتها الواسعة. وتعتبر المعلومات في الوقت الراهن صناعة و ثروة وطنية شأنها شأن الثروات الأخرى التي ينعم بها المجتمع من طبيعية وبشرية وصناعية وزراعية وغيرها ، بل إن المعلومات تـعد بمثابة الشريان الحيوي للحياة المعاصرة، والدعامة الرئيسة لصنع القرار سياسياً واجتماعياً وعسكرياً واجتماعياً، وبذلك فهي قضية هامة ولها جوانب سـياسية واجتماعية وثقافية وعلمية، وقومية. ومعلوم أن الاتصالات قد أدت دوراً هاماً في نشر المعلوماتية عبر بقاع الأرض بسرعة كبيرة، فتحول العالم من قارات متباعدة إلى قرية صغيرة نمت وامتدت أطرافها وأصبحت تحيط بنا من كل جانب، ولم يعد بالإمكان أن نتجاهلها وإلاّ فـإننا نظل متخلفين عن ركب التطور والتقدم، وهذا ما لا نرضاه ونقبله. وتعد صناعة المعلومات أيضا من أهم المؤشرات الحيوية على الوعي المعلوماتي في أي دولة من الدول، إذ يقاس تقدم الأمم بمدى قدرتها على جمع المعلومات وتنظيمها ومعالجتها وإخراجها في قالب يخدم الفئات المستهدفة على كافة الأصعدة. وتتأكد أهمية هذه الصناعة في هذا العصر الذي يطلق عليه عصر المعلومات، حيث تزداد الحاجة إلى التوظيف الأمثل للمعلومة من خلال إنتاجها وتجهيزها وتسويقها بشكل يلبي احتياجات المستفيدين.
لقد أدرك كل ذلك الأتحاد التعاوني الحرفي بالسودان، وركز علي صناعة المعلومات كنشاط وهدف أساسي من ضمن نشاطاته وأهدافه الأخري، بما في ذلك إنشاء نظم وقواعد المعلومات المختلفة، وتطوير البرامج التقنية وتطويعها، وتوظيف التقنية في تقديم خدمات المعلومات المتنوعة، وتبني برامج البحوث والتطوير، والاستشارات، وبرامج التعليم والتدريب، ودعم التأليف والترجمة والطباعة والنشر، وغير ذلك من أوجه النشاطات الأخرى التي تندرج تحت مظلة الصناعة المعلوماتية بمفهومها الواسع. وبسعي الأتحاد جاهدا للأستفادة من الخبرات العربية والعالمية في هذا المجال، لتشكل البنية والتجهيزات الأساسية لهذه الصناعة الحيوية، بالرغم من أنه لا يزال في مرحلة التخطيط والتنظيم والمعالجة حتي بصل إلى مرحلة صناعة المعلومات وتحقيق إنجازات ملموسة في هذا الصدد. وينطلق الأتحاد في ذلك من مفهوم صناعة المعلومات كأحد جوانب السياسة الوطنية للمعلومات، بأعتبار أن المعلومات تعد في الوقت الراهن ثروة وطنية ذات قيمة ومردود اقتصادي، وتسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للوطن. لقد قمنا بتقسيم الورقة الي محاور يتناول المحور الأول مفهوم صناعة المعلومات و ظروف النشأة والتطور التي مرت بها حركة صناعة المعلومات، وحقيقة الوضع الراهن لصناعة المعلومات في بعض الدول العربية والعالمية، وأبرز نماذج الممارسات الحالية لصناعة المعلومات، ويتناول المحور الثاني تجربة الأتحاد التعاوني الحرفي السوداني في هذا المجال، ثم المحور الثالث والأخير والذي يتضمن الخلاصة والتوصيات.
المحور الأول:- صناعة المعلومات
المفهوم والتطور صناعة المعلومات مصطلح واسع وكبير ينضوي تحت جنباته مفاهيم اقتصادية حديثة شكلت ثورة عارمة في مجال الاقتصاد والمال، ومن هذه المفاهيم اقتصاد المعلومات أو اقتصاد المعرفة وصناعة البرمجيات ومدن الإنترنت والقرى الذكية وغيرها. وأصبحت صناعة المعلومات مورداً اقتصادياً مهماً لكثير من الدول أهم نتائجه زيادة الناتج المحلي وتوفير فرص وظيفية جديدة لقطاع الشباب، وتحسين المستوى المعيشي للأفراد، وقيام صناعة مزدهرة وراقية تؤسس لاقتصاد حديث يعتمد على التقنية والمعلومات. إن الدول التي أخذت على عاتقها تطوير اقتصاداتها من هذا المنظور تحقق لها ما أرادت، فالصين والهند وكوريا الجنوبية أخذت صناعة المعلومات على محمل الجد ووظفت الإمكانيات المادية والفنية والبشرية ووضعت أهدافاً وخططاً استراتيجية لجعل هذه الصناعات مورداً اقتصادياً يدر أرباحاً طائلة عليها ويسهم في زيادة الناتج المحلي لها. ومن هنا تتضح العلاقة الوثيق بين صناعة المعلومات والنظم التعليمية. إن تطوير التعليم من خلال واقع مجتمعاتنا، وبناء على ما نضعه من خطط ومناهج وبرامج، هو السبيل الأكثل إلى امتلاك شروط القوة والاِقتدار والمناعة، ودعم التنمية الشاملة المستدامة التي تفتح أمام بلداننا آفاق المستقبل. فالتعليم الجيّد المتطوّر المنتج إذن، هو المدخل إلى عالم التقدم والنماء والاِزدهار الذي نتطلع إليه جميعاً. فليس هناك من سبيل إلى التغلّب على معوقات التنمية من فقر ومرض وأمية وبطالة وانحرافات. ولذلك فإن الحلّ من صنف واحد، هو النهوض بالتعليم وتطوير منظومته بمنهج رشيد ورؤية منفتحة على العصر. إنَّ تجديد المنظومة التعليمية وفق أحدث النظم التربوية المعتمدة لدى الدول المتقدمة اقتصادياً وصناعياً وعلمياً وتقانياً، هو التحدّي الأكبر الذي يواجه الدول العربية للخروج من دائرة النموّ المتعثّر البطئ، إلى دائرة النموّ السريع الذي يصنع التنمية الشاملة المتكاملة المتوازنة المستدامة، وهذا يتطلب تضافر الجهود في إطار عمل جماعي مشترك، فليس في إمكان دولة واحدة لوحدها، أن تنهض بهذه المسؤولية الثقيلة، ولذلك فإن العمل الجماعي المشترك هو الوسيلة لبلوغ الأهداف التي يجتمع حولها الجميع. والتعليم هو المدخل لإصلاح كثير من الأوضاع، التي هي في حاجة إلى الإصلاح، خصوصاً الأوضاع الاِقتصادية التي تتطلّب معالجة علمية محكمة لمعالجتها على النحو الذي يخفّف من الأزمات التي تعاني منها دول المنطقة تحت تأثير تداعيات الأزمة المالية العالمية. وخير مثال لذلك ما حققته الصين والهند وكوريا الجنوبية من نتائج مبهرة فاقت كل التوقعات وحققت مليارات الدولارات من نتاج هذه الصناعة وبلغت نسبة نمو صناعة المعلومات في الصين 20 ٪ ، وهذا يعني قفزة كبيرة ونوعية في تاريخ صناعة المعلومات في الصين، وكذلك الحال في كوريا والهند فقد تحقق لهما نتائج مذهلة وأصبحت من الدول الرائدة تقنياً في العالم. مفهوم المعلومات كلمة "معلومات " في اللغة مشتقة من مادة لغوية ثرية هي مادة (ع ل م) وتدور معاني مشتقات هذه المادة في نطاق العقل ووظائفه، فمن معاني مشتقات هذه المادة اللغوية ما يتصل بالعلم أي أدراك طبيعة الأمور، والمعرفة أي القدرة على التمييز، والتعليم والتعلم والدراية والإحاطة واليقين والوعي والأعلام. وفي ضوء ذلك يمكننا القول بأن المعلومات حالة ذهنية، ومن ثم فأنها المورد الذي بدونه لا يمكن للإنسان استثمار أي مورد آخر. وعليه فان المفهوم الاصطلاحي لكلمة (معلومات) وبما يتوافق مع عصر المعلومات الذي نعيشه اليوم ينص على (أن المعلومات سلعة يتم في العادة إنتاجها او تعبئتها بأشكال متفق عليها وبالتالي يمكن الاستفادة منها تحت ظروف معينة في التعليم والأعلام والتسلية او لتوفير محفز مفيد وغني لاتخاذ قرارات في مجالات عمل معينة). والمعلومات تأتي من الخبرة او الملاحظة اوالبحث اوالتفاعل او القراءة … الخ، ويستلزم وجود المعلومات توفر وعاء يحويها وهو ما يطلق عليه بالوثيقة او بمصدر المعلومات بأشكالها وأحجامها المختلفة. وللمعلومات بهذا المفهوم ستة أبعاديتمثل البعد الأول في الكمية والتي تقاس بعدد الوثائق، الصفحات، الكلمات، الرسوم، الصور… الخ. البعد الثاني يتعلق بالمحتويات وهي معنى المعلومات. والبعد الثالث البنية وهي تشكل المعلومات والعلاقة المنطقية بين نصوصها وعناصرها . وتمثل اللغة البعد الرابع وهي الرموز والحروف والأرقام التي يعبر بواسطتها عن الأفكار. أما البعد الخمس فهو النوعية وهي التي كون المعلومات كاملة وصحيحة وذات فائدة .وأخيرا البعد السادس المتمثل في العمر وهو الفترة الزمنية التي تكون فيها المعلومات ذات قيمة. والمعلومة العلمية والتقنية هي تلك المعلومات الصحيحة والعلمية (المتعلقة بالوسائل) التي تم إنتاجها بعد عملية البحث العلمي والتقني، والتي تعكس المعلومة المتعلقة بالوسائل والإنتاج والإمكانيات التقنية وبالتالي فهي تمثل مصدرا أساسيا للتسيير والإنتاج ومجالات استعمالها عديدة من بينها مجال الهندسة ، الصناعة ، التعليم ، العلوم التي يمكن أن تحمل في عدة أوعية كبراءات الاختراع والكتب، الدوريات، والتقارير، وغيرها. مميزاتها وأهميتها
وتتميز المعلومات بعدة خصائص أساسية وهي:-
(1) التميع والسيولة فالمعلومات ذات قدرة هائلة على التشكيل، وإعادة الصياغة فيمكن تمثيل المعلومات نفسها في صورة قوائم، أشكال بيانية، رسوم متحركة او أصوات ناطقة. (2) قابلية نقلها عبر مسارات محددة ( الانتقال الموجه ) او بثها على المشاع.
(3) قابلية الاندماج العالية للعناصر المعلوماتية، فيمكن بسهولة تامة ضم عدة قوائم في قائمة او تكوين نص جديد من فقرات يتم استخلاصها من نصوص سابقة .
(4) بينما اتسمت العناصر المادية بالندرة وهو أساس اقتصادياتها , تتميز المعلومات بالوفرة ، لذا يسعى منتجوها الى وضع القيود على انسيابها لخلق نوع من ( الندرة المصطنعة ) حتى تصبح المعلومة سلعة تخضع لقوانين العرض والطلب , وهكذا ظهر للمعلومات أغنياؤها وفقراؤها وأباطرتها وخدامها وسماسرتها ولصوصها.
(5) خلافا للموارد المادية التي تنفذ مع الاستهلاك لا تتأثر موارد المعلومات بالاستهلاك بل على العكس فهي عادة ما تنمو مع زيادة استهلاكها لهذا السبب فهناك ارتباط وثيق بين معدل استهلاك المجتمعات للمعلومات وقدرتها على توليد المعارف الجديدة .
(6) سهولة النسخ حيث يستطيع مستقبل المعلومة نسخ ما يتلقاه من معلومات بوسائل يسيرة للغاية ويشكل ذلك عقبة كبيرة أمام تشريعات الملكية الخاصة للمعلومات .
(7) إمكان استنتاج معلومات صحيحة من معلومات غير صحيحة او مشوشة، تتبع مسارات عدم الاتساق والتعويض عن نقص المعلومات غير المكتملة وتخليصها من الضوضاء .
(8) يشوب معظم المعلومات درجة من عدم اليقين، إذ لا يمكن الحكم إلا على قدر ضئيل منها بأنه قاطع بصفة نهائية.
أهمية المعلومات .
لا جدال في أهمية المعلومات وقيمتها في حياتنا الحاضرة وهي على أي الأحوال أساس أي قرار يتخذه كل مسؤول في موقعه , وبقدر توفر المعلومات المناسبة في الوقت المناسب للشخص المسؤول بقدر دقة القرار وصحته. إن للمعلومات دورها الذي لا يمكن إنكاره في كل نواحي النشاط فهي أساسية للبحث العلمي وهي التي تشكل الخلفية الملائمة لاتخاذ القرارات الجيدة وهي عنصر لا غنى عنه في الحياة اليومية لآي فرد وهي بالإضافة الى هذا كله موردا ضروريا للصناعة والتنمية والشؤون الاقتصادية والإدارية والعسكرية والسياسية … الخ، ولذلك يصدق القول من يملك المعلومات يستطيع إن يكون الأقوى .أن الحاجة للمعلومات كبيرة في كل اوجه النشاط في كل المجالات. أن الناس يطلبون المعلومات المناسبة والدقيقة والموثوق فيها والحديثة والمتاحة بسرعة، فالطبيب يحتاج إلى معلومات جديدة وحديثة تساعده في التأكد من انه يعالج مرضاه بطريقة اكثر فاعلية من الطرق القديمة. كما أن المحامي يحتاج للمعلومات التي تعرفه بآخر القوانين والأحكام المتخذة في الحالات الشبيهة بالقضايا التي يكلف بها ويحتاج المهندس للمعلومات الحديثة حتى لا يضيع وقته وجهده وماله في اختراع أشياء اخترعت من قبل كما يحتاج رجل الأعمال ومديرو المشروعات للمعلومات الجديدة حتى يتأكدوا بأن شركاتهم ومشروعاتهم تدار بأسلوب رشيد يساعد في تحقيق الأهداف . بل أن المزارع يحتاج أيضا للمعلومات التي تساعده في التأكد من أن أرضه المزروعة حصلت على أعلى محصول .وتوجد ألان في الشركات الصناعية الكبرى نظم معلومات إدارية متكاملة تهدف إلى تزويد المديرين على كافة المستويات بالمعلومات الحديثة اللازمة للقرارات المهمة .وتعتبرعملية جمع المعلومات الدقيقة المرحلة الأساسية التي تسبق أي تحرك سياسي او اقتصادي. وقد أصبحت المعلومات صناعة مثل الصناعات الأخرى ويشير علماء المعلومات إلى أن صناعة المعلومات هي من أسرع الصناعات نموا في الولايات المتحدة الأمريكية . كما أن للمعلومات دور كبير في المجتمع ما بعد الصناعي، ففي المجتمع ما قبل الصناعي، المجتمع الزراعي، كان الاعتماد على المواد الأولية والطاقة الطبيعية مثل الريح والماء والحيوانات والجهد البشري، آما في المجتمع الصناعي فأصبح الاعتماد على الطاقة المولدة مثل الكهرباء والغاز والفحم والطاقة النووية. آما المجتمع ما بعد الصناعي فسيعتمد في تطوره بصفة أساسية على المعلومات وشبكات الحواسيب ونقل البيانات .وهكذا تساعدنا المعلومات على نقل خبراتنا للآخرين وعلى حل المشكلات التي تواجهنا وعلى الاستفادة من المعرفة المتاحة بالفعل وعلى تحسين الأنشطة التي تقوم بها وعلى اتخاذ القرارات بطريقة افضل في كل القطاعات وعلى كل مستويات المسؤولية .أن النظر إلى المعلومات يختلف مع اختلاف منظور من يتعامل معها فهي بالنسبة إلي السياسي مصدر القوة وأداة السلطة، والي المديرأداة لدعم اتخاذ القرار , والي العالم وسيلة حل المشاكل ومادة لتوليد المعارف الجديدة، والي الإعلامي مضمون الرسالة الإعلامية، والي اللغوي رموز تشير إلى دلالات او رموز أخرى .
الوضع الراهن لصناعة المعلومات
أن مستوى التعليم في الوطن العربي الذي تبلغ مساحته حوالي 14 مليون كيلو متر مربع وعدد سكانه قرابة آل 260 مليون نسمة، لازال متدنيا وان الدول العربية لا تنفق اكثر من 3.5% من إنتاجها المحلي على التعليم، كما أن البحث العلمي لم يأخذ مكانه الصحيح في معظم الدول العربية سواء داخل الجامعات او الأجهزة البحثية. فالجامعات العربية قليلة ولا تغطي حاجة الوطن العربي . كما أن الكثير منها حديث النشأة ويتم التركيز في معظمها على المهمة التعليمية على حساب المهمة البحثية وانتاج المعرفة الجديدة، آما أجهزة البحث العلمي العربية فهي الأخرى حديثة النشأة ويتسم معظمها بقلة التخصيصات المالية وندرة القيادات البحثية مما جعلها محدودة الفاعلية والتأثير. أن نسبة الأنفاق الوطني على البحث والتطوير في الدول العربية مجتمعة لا يزيد عن الواحد في الآلف من الدخل المحلي الإجمالي، وما تزال الأمية عامة، والامية المعلوماتية مرتفعتين بشكل كبير رغم الجهود المبذولة. ولذلك فأننا بحاجة إلى تطوير النظم التربوية والتدريبية والتعليمية في الوطن العربي وزيادة الجهود المبذولة في التوعية بأهمية البحث العلمي وتطبيق نتائجه من اجل التنمية الوطنية في البلدان العربية. أن القضية التي تواجه الوطن العربي اليوم تتصل بمدى التعامل مع ظاهرة المعلوماتية المعاصرة والتجاوب معها والنهوض بتبعات ذلك التعامل لأيقاظ المجتمع ككل لكي يتجاوب مع هذه التقنية المتطورة وتحويلها إلى عناصر يمكن استثمارها في التطور والتقدم .وهناك تأثير متبادل وعكسي بين كل من المعلوماتية والبحث وباقي أنشطة المجتمع المعاصر فعلى سبيل المثال تعتبر المعلوماتية ضرورة أساسية للبحث العلمي وبدونها يتأثر البحث بالسلبية والجمود وعدم التأثير. فالمضمون الأساسي للبحث العلمي هو المعلومة وما يتصل بها من أساليب وتقنيات تسهم في تجميعها وتحليلها وتخزينها ونقلها واستخدامها. وعلى الصعيد العربي عملت العديد من المشاريع والتجارب الهادفة نحو التحكم في المعلوماتية وتوصيلها إلى الباحث العربي لخدمته. ومن هذه المشاريع شبكة مجلس التعاون GULFNET هي مقصورة حاليا على دول الخليج العرب، والشبكة القومية للمعلومات العلمية والتكنولوجيا بمصر وشبكة الجامعات المصرية. وعلى صعيد الأقمار الصناعية نجد هناك مشروعين عربيين هما، القمر الصناعي العربي عربسات ARABSAT الذي ما زال قاصرا ويلاقي صعابا جمة في الاستفادة منه، والقمر الصناعي المصري نايل سات الذي يمثل نقلة نوعية عربية في مجال تكنولوجيا الاتصالات. آما فيما يتصل بخلق وانتاج التكنولوجيا المتقدمة في مجال المعلوماتية ذاتها فان الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه على الصعيد العربي محدودة جدا. ففي إطار صناعة أجهزة الكمبيوتر فهناك بعض الدراسات والمشروعات المبدئية نحو تجميع الأجهزة وخاصة الميكروكمبيوتر او تصنيع بعض النماذج التي تتفاعل مع اللغة العربية. ان نتيجة الطلب على خدمات المعلومات تتطلب أساليب مبتكرة لتسويق خدمات المعلومات وتوزيعها وضرورة ربط خدمات المعلومات المباشرة بخدمات إضافية لتحليل البيانات وعرضها بصورة تساعد المدير العربي على استيعاب مضمونها ومغزى مؤشراتها بالنسبة لمشاكله وقراراته. بالإضافة إلى ذلك هناك قصور كبير في قواعد البيانات المحلية حيث توجه معظم طلبات البحث من الدول العربية لبنوك المعلومات الخارجية ، كما أن مراكز خدمات المعلومات العلمية والتكنولوجية غير مترابطة وتتداخل اختصاصاتها وتتكرر خدماتها في البلد العربي الواحد ناهيك عما هو حادث على المستوى القومي. ولكي يكون وطننا العربي ضمن آسرة مجتمع المعلومات ولكي نواكب التقدم الهائل في مجال المعلومات ينبغي ايلاء تقنيات المعلومات الاهتمام اللازم بأعتبارها تمثل أهم عناصر الإنتاج في الوقت الحاضر، ولعل في مقدمة هذا الاهتمام هو التوعية بأهمية تقنيات المعلومات وأدراك الفوائد التي تترتب على استخدامها بصورة فاعلة والعمل على التوسع في إدخالها مختلف المجالات. سيؤدي الاستخدام الجديد للمعلومات عبر شبكات اتصالات حديثة متطورة إلى تخفيضات هائلة في كلف العديد من السلع التي يحتاجها الإنسان والى تحسين العديد من الخدمات التي تقدم إليهم في شتى المجالات الصحية والتعليمية والرعاية الاجتماعية وغيرها .ويجب أن نجد مسارات لنتواصل مع ما يتفق من مبتكرات في نظم المعلومات، وهذا بالطبع يبقى ناقصا آلا إذا أعطينا نفس الاهتمام إلى مؤسسات المعلومات التي تأخذ على عاتقها جمع وتنظيم واسترجاع المعلومات.
عصر المعلومات أن المجتمع المعاصر الذي نعيشه اليوم يتسم بأنه عصر المعلومات وهو ما يلي العصر الصناعي الذي ميز تطور المجتمع في النصف الأول من هذا القرن وخاصة في الدول المتقدمة. وهذه المرحلة المتطورة للتغيير الاجتماعي تتصف بتغيير في الأساليب والأنماط المؤثرة على النمو الاقتصادي. فالمجتمع في الحقبة التي تلي المرحلة الصناعية يتصف بأن النمو الاقتصادي فيه يعتمد على التوسع في اقتصاد الخدمات المبنية أساسا على نظم المعلومات بتكنولوجياتها المتقدمة. ويظهر ذلك في تغيير النمط الاقتصادي الامريكي ونمو اقتصاد المعرفة بأن صناعة المعرفة التي تنتج وتوزع المعلومات والأفكار بدلا من السلع والخدمات قدرت في عام 1955 بأنها تمثل 25% من أجمالي الناتج القومي في الولايات المتحدة الأمريكية. هذه النسبة تقدر بثلاثة أضعاف ما كانت تمثله في عام 1900 وبحلول عام 1965 أي بعد عشر سنوات فان صناعة المعلومات أصبحت تمثل ثلث الناتج القومي أي أن كل دولار يكسب او ينفق في الاقتصاد الامريكي سوف يتأثر إلى حد كبير بإنتاج وتوزيع الأفكار والمعلومات والحصول عليها . وقد تغير نمط الاقتصاد الامريكي من اقتصاد السلع الذي كان محور الاقتصاد الامريكي حتى الحرب العالمية الثانية إلى اقتصاد المعلومات المبني على نظم المعلومات. ويقدر بعض العلماء الناتج الكلي لصناعة المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2000 بألف بليون دولار لتكون أول صناعة في تاريخ العالم تحقق رقم الترليون.
ويتميز عصر المعلومات بالسمات التالية:
(1) انفجار المعلومات: يعتقد الكثيرون أن المعلومات المنتجة في الحقبة المعاصرة تعد اكثر أهمية مما انتج في كل تاريخ البشرية، كما أن المعلومات تتزايد بمعدلات كبيرة نتيجة التطورات الحديثة التي يشهدها العالم وبزوغ التخصصات الجديدة وتداخل المعارف البشرية ونمو القوى المنتجة والمستهلكة والمستفيدة من المعلومات. كما أن رصيد المعلومات لا يتناقص بل أن المعلومات تتراكم معا مكونة ظاهرة انفجارها التي توضح معالم الحقبة المعاصرة، كما أن تراكمها اصبح مهما في حد ذاته مثل تراكم رأس المال.
(2) زيادة أهمية المعلومات كمدخل في النظم وموردا أساسا لها: لا يوجد أي نشاط يواجه الإنسان بدون مدخل معلومات بل أنها حلت محل الأرض والعمالة ورأس المال والمواد الخام والطاقة أصبحت تتخلل في كل الأنشطة والصناعات . كما تمثل المادة الخام لقطاعات كبيرة من قطاعات المجتمع المعاصر مكونة ما يمكن أن تطلق عليه صناعة المعلومات او صناعة المعرفة , فما هو متوافر من إمكانات او أشياء يمكن أن يصبح اكثر فائدة وأهمية عن طريق إضافة المعلومات اليه فالصحراء القاحلة تصبح أرضا منتجة للغلات والمحاصيل نتيجة إضافة المعلومات . كما أن العمالة غير الفنية عند تعليمها وامتلاكها المعلومات المناسبة تصبح عمالة ماهرة ومنتجة إلى حد كبير نتيجة لكل ذلك اصبح ينظر للمعلومات على أنها مورد أساس يمكن أن يباع ويشترى كما في قواعد البيانات الإلكترونية او التقارير، وهنا يمكن القول أن للمعلومات أهمية وقيمة كبيرة بحيث يمكن استثمارها فهي ثروة في حد ذاتها.
(3) بزوغ المبتكرات التكنولوجية في معالجة المعلومات :تشتمل التطورات المعاصرة في تقنيات المعلومات على الصور الفوتوغرافية والأفلام المتحركة والراديو والتلفزيون والتلفون حيث كانت هي الوسائل المتاحة لتخزين وإرسال وعرض المعلومات آلا انه أضيفت أليها وسيلة أخرى اكثر تطورا وتتمثل في الحاسوب الذي يختلف عن الوسائل الأخرى في وظائفه الرئيسية في تحويل المعلومات وتداولها وتخزينها وعرضها , وهذه الخاصية تعطي الحاسوب أهمية خاصة عندما تتحقق من أن عملية التفكير البشري تتضمن عنصر تحويل المعلومات، ويعد الحاسوب الأداة الوحيدة التي في إمكانها تمثيل نموذج لعملية الفكر البشري.
(4) نمو المجتمعات والمنظمات المعتمدة كليا على المعلومات :أن ظهور المنظمات المعتمدة كليا على المعلومات التي تمثل معالجات لها أصبحت ظاهرة يتسم بها المجتمع المعاصر والأمثلة التي يمكن توضيحها لهذه المنظمات تتمثل في مؤسسات الجرائد والأخبار والاستعلامات والبنوك وشركات التأمين والمصالح الحكومية المتنوعة وغيرها .
يلاحظ أن انفجار او تضخم هذه المنظمات قد بدأ في الظهور في نفس الوقت الذي شهد فيه بدايات الثورة المعلوماتية المعاصرة، قبل إدخال تكنولوجيا معالجة المعلومات في هذه المنظمات كانت معالجة بياناتها ذات طبيعة يدوية او عقلية بحتة آلا انه وبظهور تكنولوجيا المعلومات أصبحت هذه المنظمات تعتمد عليها الى حد كبير بل أنها أصبحت تشبه بالنظم الآلية البشرية بما يتصل بكل من معالجة المواد ومعالجة المعلومات معالجة تستخدم الآلات لمعالجة العمليات الروتينية وتتطلب الدقة والسرعة والاستقراء .
(5) ظهور نظم معالجة المعلومات البشرية والآلية :بمراعاة الإمكانات اللانهائية للعقل البشري والتطورات في سعة وقدرة أجهزة الحواسيب بدأت في الظهور نظم معالجة المعلومات البشرية والآلية أي تعتمد على الإنسان والآلة على حد سواء على أساس أن كلا منهما يعد معالجا للمعلومات أيضا والذي أمكن التوصل إلى تكاملها معا في إطار نظام معالجة المعلومات التي أصبحت مخرجاتها معارف وقرارات مفيدة يمكن تطبيقها مباشرة .
إن البحث العلمي والتطور التكنولوجي يعتمدان على الإنسان ومستواه العلمي وتدريبه المهني وقوة إدراكه وقدرته على فهم التكنولوجيا ونقلها. والواقع العربي يظهر أن المجتمع العربي, بل والإنسان العربي يعتمد بشكل شبه كلي على تكنولوجيا واختراعات الدول المتطورة، ذلك لأن العرب استوردوا المعدات والآلات الحديثة ( منتجات التكنولوجيا ) واستخدموها إلا إنهم لم يحاولوا دراستها وفهمها بهدف تطويرها والاستفادة من التكنولوجيا المجسدة بها، أو بعبارة أخرى لم يتمكنوا حتى الوقت الراهن من تحقيق نقل حقيقي للتكنولوجيا و من تطويعها واستيعابها, وعلى ذلك ظل الإنسان العربي يعيش عالة على تكنولوجيا واكتشافات البلدان المتطورة. فالدول العربية تفضل – بكل أسف – استيراد المعدات والآلات الجاهزة –منتجات التكنولوجيا- الأجنبية واستعمالها. بدلاً من تشجيع البحث العلمي والاعتماد على البحث والتطوير لتحقيق نقل حقيقي للتكنولوجيا وتطويعها بعد فهمها جيداً.
المحور الثاني: تجربة الأتحاد التعاوني الحرفي ومساهمته في دعم وتنمية المعلومات الصناعية



نبذة تعريفية أسس الإتحاد التعاوني الحرفي – ولاية الخرطوم في عام 1993م بعدد 7 جمعيات تعاونية حرفية من المحافظات الثلاثة(الخرطوم-الخرطوم بحري-أمدرمان) وزاد عدد الجمعيات وأصبح الآن (2010) 25 جمعية تعاونية، من بين هذه الجمعيات 7 جمعيات للأسر المنتجة و3 جمعيات لبائعات الأطعمة والمشروبات، و جمعية الفلكلور و الأعمال اليدوية التعاونية والعدد الكلي للعضوية بهذه الجمعيات التعاونية يبلغ (22000) اثنين وعشرون ألف عضو. يسعى الإتحاد دائما للعمل وفق الأسس العلمية والمبادئ التعاونية ويستعين بذلك بعدد من المستشارين في المجال التعاوني والقانوني والإداري وذلك وفق خطط مدروسة ترتبط إلي حد كبير بحل المشاكل والمعوقات التي تواجه الإتحاد والتي يعمل مجلس الإدارة بكل جد واجتهاد لتذليلها وحلها. وفي العامين الأخيرين أتجه الأتحاد بجدية من خلال خططه المستقبلية الي الستفادة من العلوم الحديثة والتقنية المتطورة في مجال الصناعات والحرف، وبتركيز أكثر تنمية وتطوير المعلومات الصناعية، رغم المعوقات التي تعترض هذا التوجه.
أهداف الإتحاد
1- الإشراف والتوجيه والرقابة والرعاية للتعاونيات المنضوية تحت لواء الإتحاد.
2- إنشاء وقيام المجمعات التعاونية الحرفية بالولاية.
3- توجيه وتدريب الحرفيين الأعضاء بالتعاونيات كل في مجاله علي الأساليب التقنية الحديثة لتجويد الأداء.
4- المساهمة في الحد من انتشار العطا لة بتوفير فرص عمل للأعضاء.
5- تجميع الحرفي في جمعيات تعاونية إنتاجية حسب تخصصهم وإمكانياتهم.
6- وضع دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية للمشاريع التي تخص الجمعيات وتحقق وتلبي الاحتياجات الخاصة بالأعضاء والعمل علي استقرارهم.
7- خلق العلاقات والصلات التعاونية والعلمية مع المنظمات والأتحادات التعاونية، والمتخصصة في المجالات الصناعية المختلفة خاصة مجال المعلومات الصناعية.
8- تركيز الجهود للأستافدة من التجارب الرائدة في مجال المعلومات الصناعية علي المستوي العربي والعالمي.

المنجزات الخاصة بالتعاونيات
(1) بدأ الأتحاد التعاوني الحرفي في الآونة الأخيرة التركز على صناعة المعلومات ، بما في ذلك إنشاء نظم وقواعد المعلومات المختلفة، وتطوير البرامج التقنية وتطويعها، وتوظيف التقنية في تقديم خدمات المعلومات المتنوعة، وتبني برامج البحوث والتطوير، والاستشارات، وبرامج التعليم والتدريب، ودعم التأليف والترجمة والطباعة والنشر، وغير ذلك من أوجه النشاطات الأخرى التي تندرج تحت مظلة الصناعة المعلوماتية بمفهومها الواسع وتشكل البنية والتجهيزات الأساسية لهذه الصناعة الحيوية. ويعتبر الآن الأتحاد التعاوني الحرفي بولاية الخرطوم، في مرحلة التنظيم والمعالجة ويطمع في المستقبل البعيد الدخول إلى مرحلة صناعة المعلومات، وذلك من خلال التنسيق والأستفادة من. إلا أن الإشكالية هنا تكمن في ضعف التكامل والتنسيق بين الأتحاد التعاوني الحرفي والمؤسسات المعنية بصناعة المعلومات، وذلك نظراً لتشتت الإمكانات، وتبعثر الجهود. وقد لمس الباحث من خلال معايشته للواقع أن كل جهة تعمل وتخطط بمعزل عما يدور في الجهات الأخرى، وبذلك حل التنافس والتنافر محل الاتحاد والتكامل، وطغت المصلحة الفردية على المصلحة العامة، وظهرت على الساحة مشروعات مكررة ، مما ترتب عليه إهدار الأموال والجهود فيما لا طائل تحته، ولم تعد الاستفادة من تلك الجهود الفردية بالشكل المطلوب، حيث إنه ينقصها روح التعاون والتخطيط على المستوى الوطني .
(2) قام الإتحاد بإعداد دراسة الجدوى الخاصة باستقرار أكثر من 700 امرأة يعملن بإعداد وتصنيع الأطعمة في ثلاث جمعيات بالخرطوم والخرطوم بحري وأمد رمان.
(3) شيد الإتحاد بالتعاون مع الجمعية السودانية للتنمية ومنظمة أوكسفام ثلاث مطاعم في ثلاث مواقع بالسوق الشعبي بالخرطوم، والحاج يوسف ببحري، وسوق ليبيا بأمد رمان.
(4) وفر الإتحاد فرص لتدريب العضوات بتعاونيات الأطعمة والمشروبات في مجال تصنيع الأطعمة والفندقة بالهند وإثيوبيا.
(5) وفر الإتحاد فرص لتدريب الأعضاء بتعاونيات الحرفيين المختلفة بالهند للتعرف علي تجربة صناعة الطوب بمستويات عامية ممتازة.
(6) وفر الإتحاد فرص لتدريب الأعضاء بتعاونيات الحرفيين لصناعة الأحذية وذلك بتدريب أكثر من 350 عضوا لتصنيع وتجديد الحذاء.
(7) قام الإتحاد بوضع دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية لجمعية الحرفيين التعاونية بالسجانة و هي من أكبر التعاونيات بالإتحاد حيث لها مقر عبارة عن عمارة بمساحة 180 متر مربع وبها عدد 8 دكاكين مؤجرة لصالحها، والآن لها 3 مجمعات تعاونية صناعية (الأول بمساحة 15 ألف متر مربع، والثاني بمساحة 5 ألف متر مربع، والثالث بمساحة 17 ألف متر مربع ). طاقة هذه المجمعات 460 ورشة تستوعب 1900 حرفي من المهن المختلفة، بالإضافة إلي مركز التدريب الحرفي بمساحة 3000 متر مربع.
المنجزات العامة للمجتمع .
• تشييد 9 مدارس بمنطقة سرق النيل بالخرطوم بحري، وقام بالتنفيذ جمعية شرق النيل التعاونية للحرفيين التابعة للإتحاد.
• الصيانة المستمرة للمستشفيات و المدارس والمراكز الصحية بالولاية.
• تأهيل مباني وآليات السلاح الطبي بمشاركة كل الجمعيات بالإتحاد.
• صيانة قسم شرطة الخرطوم وسط.
• صيانة وتأهيل بلدية الخرطوم.
• صيانة عربات القيادة المسلحة بالقيادة العامة.
• تفصيل الزى المدرسي بواسطة جمعيات الأسر المنتجة التابعة للإتحاد.
• تفصيل الزى الحكومي لبعض المؤسسات بالدولة وقامت بالعمل جمعية الخياطين التعاونية التابعة للإتحاد.
• إعادة تأهيل دار العجزة والمسنين ودار الإيواء للأيتام بالسجانة بالخرطوم.المساهمة في توفير احتياجات الأسر السودانية بالولاية في الأعياد المختلفة مثل الملابس والأحذية.
• توفير الوجبات الغذائية في المناسبات الوطنية المختلفة عن طريق جمعيات بائعات الأطعمة والمشروبات.
المشاكل والمعوقات
1- ضعف التأهيل والتعليم والتدريب للأعضاء، في المجال التعاوني والإداري والحرفي.
2- نقص فرص التدريب لأعضاء مجلس إدارة الإتحاد فيم يتعلق بنظم الإدارة الحديثة للتعاونيات بالرغم من تأهيلهم الفني والحرفي.
3- ضيق فرص والتواصل الاحتكاك الخارجي بالمنظمات والإتحادان التعاونية الإقليمية والعامية.
4- ضعف رؤوس الأموال للتعاونيات نتيجة لضعف مساهمات الأعضاء في رأسمال هذه التعاونيات لأن جلهم من الطبقة الفقيرة بل المعدمة. هذا يؤدي إلي ضعف رأسمال الإتحاد والذي يحتاج لرأسمال كبير لتنفيذ مشاريعه المستقبلية الطموحة.
5- عدم وجود بنك تعاوني متخصص و مخصص لتميل التعاونيات عموما وتعاونيات الحرفيين بصورة خاصة، يصعب ويعقد من فرص الحصول علي تمويل من البنوك السودانية بشروط ميسرة.
6- عدم وجود ضمانات تمويلية كافية للإتحاد وجمعياته بالصورة المناسبة في ظل الشروط المجحفة التي تفرضها البنوك، بالإضافة إلي أن المبالغ التي تحصلت عليها بعض التعاونيات ضعيفة.
7- ضعف الدعم الحكومي ماديا ومعنويا وعدم تفهم الكثير من المسئولين لدور الإتحاد والتعاونيات، مما يعقد من مهمة الإتحاد في القيام بمهامه وواجبا ته.
8- الإهمال وعدم الاهتمام من الإتحاد التعاوني القومي ومن الكثير من الجهات ذات الصلة ويظهر ذلك في عدم حصول الإتحاد وجمعياته علي الكثير من الإعفاءات والمزايا والمنح المستحقة.
9- المعاناة في تأسيس نظام عملي للبحث العلمي والتقني، وتأسيس دائرة لصناعة المعلومات الصناعية وربطها بالنشاط الغعلي للأتحاد.
الخطط و المشاريع المستقبلية
1- في إطار اهتمام الإتحاد بالمجتمع السوداني وفي ظل ثقافة السلام يسعى الإتحاد إلي تنشيط الإتحادان التعاونية الحرفية بالأقاليم وإنشاء المزيد من التعاونيات بمناطق السودان الأخرى خاصة بالمناطق التي تحولت من الحرب إلي السلام كما في الجنوب ودار فور وشرق السودان، وكل ذلك في أطار جديد من المعلومتية والنظم الحديثة للمعلومات الصناعية.
2- وضع برنامج عمل تعريفي بالإتحاد ودوره من خلال الحرفيين في التخفيف و الحد من الفقر، وذلك في اتجاهين: الأول بالارتفاع بالمستوي التقني الفني والثقافي والاقتصادي والمعيشي العضوية التعاونية ممثلة في الحرفيين، والثاني في الأثر الذي سوف يحدثه الإتحاد والسعي الجاد لخلق الظروف المناسبة في الحد من الفقر.
3- إقامة المزيد من المجمعات التعاونية الحرفية والصناعية، والأستفادة من الأطر الحديثة لتقنية المعلومات والحاسوب.
4- وضع برنامج تعليمي و تدريبي محلي لأعضاء مجلس إدارة الإتحاد وللضباط الثلاثة (الرئيس، السكرتير، وأمين المال) ونوابهم، بالأضافة الي أتصالات الأتحاد المكثفة مع الأتحاد التعاوني العربي للتدريب علي التقنيات الفنية ونظم المعلومات الحديثة.
5- وضع برنامج تعليمي تثقيفي للعضوية التعاونية المتمثلة في الحرفيين الأعضاء بالتعاونيات، بالتركيز علي المبادئ والأسس التعاونية، والثقافة القانونية والتشريعات واللوائح التعاونية، ومحو الأمية التقنية ونشر ثقافة أستخدام الحاسوب.
6- وضع دراسة لإنشاء جمعية تعاونية حرفية بالإتحاد باعتبارها مختبرا تعاونيا يجسد الأسس والمبادئ والأساليب التعاونية، بالإضافة إلي تطبيق الأسس العلمية في الإدارة، وتقنية المعلومات وصناعتها.
7- وضع تصور وفق المبدأ التعاوني "التعاون بين التعاونيات" للتنسيق مع عدد من الإتحادان والمنظمات التعاونية لعي المستوي الوطني والإقليمي والعالمي لتبادل الخبرات و الاستفادة من التجارب العالمية في مجالات صناعة المعلومات، ونقل خلاصة التجارب الناجحة بالدول الأخري، أضافة الي التركيز علي التدريب والتعليم، دراسات الجدوى للمشاريع، التمويل..... الخ.

الاحتياجات العاجلة للإتحاد
1- يسعي الأتحاد الي توفير 20 مليون دولار لتكملة المجمعات الصناعية التي تم إنجاز جزء منها، من مصادر التمويل الذاتي، والداخلي والخارجي، كما يحتاج الإتحاد لمبالغ اخري لتمويل الجمعيات والأعضاء في مجال التقنيات الحديثة وصناعة المعلومات هو ما لا يتوفر بسهولة الان بالسودان.
2- التدريب وذلك في المجال التعاوني، والحرفي (خراطة – حدادة - سمكرة – نجارة – تصنيع – الآليات الزراعية – تصنيع مكنات الطوب الأقل تكلفة – الحياكة – الأعمال اليدوية والفلكلور – مجال التبريد – البناء – الصناعات الغذائية). ولقد خطي الأتحاد خطوات واسعة في مجال تحديث وسائل وأساليب العمل في كل هذه المجالات، ويحتاج لدعم فني ويطمع أن يجده من خلال المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين.
3- تفعيل المبدأ التعاوني"التعاون بين التعاونيات": وذلك بالانفتاح الخارجي وخلق صلات عالمية بالحركة التعاونية الإقليمية والعالمية، مثل الحلف التعاوني الدولي، الأتحاد التعاوني العربي والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين.

المحور الثالث الخلاصة والتوصيات

من العرض السابق يتضح وجود صعوبات ومعوقات محلية تعيق الباحث العربي وتحد من إنتاجه العلمي، فالعمالة في الوطن العربي بالنسبة للسكان لا تزيد عن %25 بينما هي تتراوح بين %56- %45 بين سكان غرب أوروبا والولايات المتحدة، وتصل في اليابان وهونكونج وسنغافورا إلى نحو %68 من مجموع السكان. بالأضافة الي قلة إنتاج العامل العربي بالنسبة لعامل الدول المتقدمة، وذلك بسبب انتشار الأمية بين العمال وانخفاض نسبة العمال الفنية المدربة وإنعدام التدريب المهني وقلة الاهتمام بالعامل، وتعثر صناعة المعلومات.
الي جانب الأمية التي تعتبر أخطر العوامل على نشاط البحث العلمي والتطور التقني، خاصة أن نسبة الأمية عالية في الوطن العربي. وهذا يحول دون إدراك أهمية البحث العلمي كما يؤدي إلى قلة الإنتاج العلمي وردائته. وتمثل هجرة الكفاءات العلمية والخبرات الفنية، ضربة قاضية لتطور الصناعة العربية، وهي المعول عليها في التخطيط للتنمية وإجراء البحوث العلمية والعمل على تطبيق نتائجها. فهناك أكثر من %35 من مجموع الكفاءات العربية في مختلف الميادين تعيش في بلاد المهجر. ولقد ادي ذلك الي جانب أسباب أخري، مثل قلة أو انعدام الإيمان بجدوى البحث العلمي الي عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وقلة الرواتب وانعدام الحوافز. ونتيجة لذلكأختلت الرسالة الجامعية واصبح التركيز على التدريس كهدف رئيس للجامعة وعدم الاهتمام بالبحث العلمي وغياب التنسيق بين الجامعات نفسها وبين الجامعات ومراكز البحث من جهه, والوحدات الإنتاجية من جهه أخرى. والمطلوب الآن مراجعة السياسات العامة في الدول العربية في البحث والتطوير بهدف رسم سياسات وطنية للبحث والتطوير واتخاذ قرارات جريئة تجعل البحث العلمي مؤثراً وفاعلاً في مختلف جوانب الحياة، ووضع استراتيجية للبحث العلمي والتطوير تتلائم مع استراتيجية التنمية المتبعة في الدول العربية.
التوصيات
(1) الأهتمام بالحركة التعاونية بصورة عامة ، والتعاونيات الحرفية والأنتجاية والصناعية علي وجه الخصوص علي يترجم هذا الأهتمام بتأكيد دور التعاونيات في خطط وساسات واسترايجيات الدولة.
(2) تشجيع القطاع التعاوني، وهو يملك أمكانات كبيرة، للمساهمة في دعم وتمويل البحث العلمي وزيادة الاستثمار فيه بسبب دوره الكبير في تحقيق الربح للمؤسسات التي تعتمد عليه، وبالتالي الستفادة من مورد وطني يزخر بالأمكانات المادية والكفاءات البشرية.
(3) أن تقوم المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، بالتنظيم لعقد منتدي تداولي للأتحادات التعاونية الحرفية والصناعية والأنتاجية، بالوطن العربي يتم من خلالها وضع تصور عملي وعلمي لمستقبل هذه الأتحادات والتعاونيات المنضوية تحتها، يتواكب مع الطفرة المعلوماتية ويواكب ثورة وعصر المعلومات.
(4) التركيز على تحقيق التعاون والربط الفعال فيما بين مراكز البحوث والجامعات من جهة والمؤسسات الإنتاجية من جهة أخرى، مثل الأتحادات التعاونية الصناعية والحرفية والأنتاجية، وذلك بهدف إيصال البحوث التطبيقية إلى أماكن الاستفادة منها (حيز التطبيق الاقتصادي) وفي الوقت نفسه تقوم مراكز البحوث بحل المشكلات التي تعترض المؤسسات الإنتاجية.
(5) إنشاء وزارة أو إدارة مهمتها الإشراف على عملية البحث والتطوير أو بعبارة أخرى حصر عملية الإشراف على مؤسسات البحث بجهة واحدة بدلاً من تعدد الجهات المشرفة كما هو الحال الآن، بالأضافة الي دعم مؤسسات البحث العلمي، وذلك عن طريق زيادة النسبة المخصصة من الدخل القومي للبحث العلمي والتطوير وجعلها تقارب النسبة المخصصة لهذا الغرض في الدول المتقدمة، وزيادة الاهتمام بالباحث العربي وتحسين وضعة المادي ومستوى معيشته لكي يتفرغ بشكل كامل للبحث العلمي.

(6) التركيز علي مؤسساتنا المحلية والوطنية، والتقليل من إسناد حل مشاكل المؤسسات الإنتاجية العربية للمؤسسات الخارجية إلا بعد أن تكلف بها المؤسسات البحثية العربية وتعجز هذه الأخيرة عن حلها، مما يزيد من الارتباط بين المؤسسات الإنتاجية والمؤسسات البحثية العربية ويوفر لنا مبالغ هائله كانت تدفع للمؤسسات الخارجية لحل هذه المشاكل.
(7) الاهتمام بخريجي الجامعات والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم، حيث أن الجامعات ونتاجها البشري والبحثي ومؤسسات البحث العلمي من أهم أدوات التنمية، وهي مفتاح التنمية المؤهلة لتطوير وتفدم المجتمع، مع الاهتمام بالتأليف وتنشيط الترجمة للابحاث والمصادر العلمية الأجنبية إلى اللغة العربية والتعاون مع العلماء العرب بالمهجر وتعريب أعمالهم وأبحاثهم.
(8) أتخاذ قرارت سيادية عليا لوقف نزيف الأدمغه العربية إلى الخارج بتحسين أوضاعهم وتأمين مستلزماتهم اللازمة لإنجاز بحثهم في بلدهم،والعمل للتنسيق فيما بين الجامعات ومراكز البحوث العربية حتى لايتم هدر الوقت والجهد والإمكانات على بحوث متشابهة وبهدف تبادل الخبرات والمعلومات حول أحدث البحوث والتكنولوجيا.

المراجع
1. أسامة السيد محمود . المكتبات والمعلومات في الدول المتقدمة والنامية .القاهرة، العربي للنشر والتوزيع، 1978
2. أيمان السامرائي، مصادر المعلومات الإلكترونية وتأثيرها على المكتبات، المجلة العربية للمعلومات 1993
3. جاسم محمد جرجيس البحث العلمي في الجامعات العراقية، أعمال المؤتمر الأول حول دور المؤسسات البحثية في العلوم الإنسانية في البلاد العربية وتركيا .- تونس : مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات ، 1995 .
جاسم محمد جرجيس، عصر المعلومات : سماته واتجاهاته وقضاياه . متابعات إعلامية ، 1998.
4. جاسم محمد جرجيس وبديع محمود القاسم، بنوك المعلومات، بغداد، دار الشروق الثقافية العامة، سلسلة الموسوعة الصغيرة ، 1989
5. حسن عماد مكاوي، تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 1997
6. زكي الوردي، قضايا في علم المعلومات، عرض مفهومي، بحث مقدم الى المؤتمر التاسع للمعلومات الذي نظمته الجمعية العراقية للمكتبات والمعلومات بالتعاون مع جمعية المكتبات الأردنية وجامعة بغداد للفترة 14-15/ يناير / 199 بغداد.
7. لانكستر . ف.و.وورنر . أ.ج، أساسيات استرجاع المعلومات، نظم استرجاع المعلومات؛ ترجمة حشمت قاسم.
8. محمد محمد الهادي . التطورات الحديثة لنظم المعلومات المبنية على الكمبيوتر .- القاهرة : دار الشروق، 1993.
9. محمد إبراهيم خضور، الصناعة البرمجية المحلية والعربية إلى أين؟ http://www.an-nour.com/index.php?option=com_content&task=view&id=7240&Itemid=34
عبد اللطيف حمزة،الأعلام والدعاية، بغداد، مطبعة المعارف، 1968
10.تقارير الأتحاد التعاوني الحرفي، ولاية الخرطوم، السودان، 2004 - 2005
11.موقع المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين http://www.aidmo.org
12.موقع الأتحاد التعاوني العربي http://www.arab-coop.org/ma3lomat.htm
13.موقع الأتحاد التعاوني الأنتاجي http://www.general-coop.org/entagi.htm 14. موقع الحلف التعاوني الدولي http://www.ica.coop








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنك الدولي وصندوق النقد يحذران من تداعيات الصراع في الشرق


.. المستشار الألماني يلتقي الرئيس الصيني لـ-تعزيز العلاقات الاق




.. مصمم لإنتاج البلوتونيوم.. لماذا تخشى إيران قصف إسرائيل لمفاع


.. لماذا يشتري الصينيون الذهب بقوة؟




.. أحد أبرز المباني التاريخية في كوبنهاغن.. اندلاع حريق كبير با