الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استيفان وعمر وعبد الزهرة ومصالحة أطفال العراق

محمد حسن فلاحية

2010 / 11 / 23
حقوق الانسان


مشهد طفولي جميل رأيته وأصبح دافعاً لكي أقوم بكتابة هذا المقال ، براءة الاطفال الذين ينادون بعضهم الاخرباسماءهم دون أن يشعرو بمدى خطورة الوضع لو كانوا على أرض العراق وفي أزقته ودربوناته فهم الأن بعيدون كل البعد عن الارهاربيين الذين يتربصون بالقتل على الهوية ولا يهمهم سوى القتل وإراقة الدماء ولا يفرقون بين أن يكون إستيفان وعمر وعبد الزهرة أطفال صغار أو كبار أو بنات أو صبيان فالمهم عندهم القتل لتتحول مدن العراق وشوارعها مليئة بالأشلاء .
كان استيفان - سبعة أعوام - الاكثر حيوية من بين بقية الاطفال الثلاثة و كما يبدو ومن خلال ثقافة أسرته ، هو أشوري عراقي في الجهة المقابلة وكان عبد الزهرة -ستة أعوام - وهو من ديالى ومن إسمه واضح أنه شيعي عراقي وعمر- خمسة أعوام - وهو كركوكي وهو سني عراقي ؛ يتنافسون في اللعب والأكل معاً ويتبادلون الضحك ويطلقون ضحكات تهز المكان برمته صار المكان صاخباً بعد الهدوء القاتل الذي خيم عليه حوالي ساعتين .
بين قوسين:
"كان أهالي الاطفال منهمكين بملاء الاستمارات الخاصة باللجوء ، هاربين من القتل على الهوية والكل كان يحاول إثبات قضيته فلا تحتاج أساساً ظروف بلادهم الى إثبات فكلهم يستحقون ظروفاً أفضل من التي يعانون منها ، ولكن ما في اليد حيلة مادام الارهاب يستطيع الوصول الى أهدافه في ظل حكومة فاشلة فشلت في كل شئ ؛ في فرض الامن وفي التغلب على الظروف المتردية التي يعيشها العراقي يومياً وعلى تغيير الولاء حيث أن الضرورة تقول بأن يكون الولاء الى الوطن بدل أن يكون الى الخارج ورفض التمييز بين جميع مكونات الشعب وتمثيل حقيقي للأجندة الوطنية لا الأجندة الاقليمية والخارجية وهذا ما لم يحدث لحد الان في العراق ما يجبر المسيحيين خاصة بالهروب من بلدهم الاصلي - وتصاعد وتيرة الهروب في الاونة الاخيرة بسبب استهدافهم من قبل الحملات الارهابية - حيث كلنا يعرف أن مسيحيي العراق وهم أشوريين وكلدان وسريان أحفاد بابل وأشور وكلدة فالذي يجري بحق هذه الطوائف ظلم كبير وما حدث في كنيسة النجاة يمثل نهاية لحكومة فاشلة لا تستطيع فرض الامن لانها لا تملك أليات ونظرة وطنية وتسير نحو تفتيت العراق بعلم أو بغير علم ، فمن الطبيعي أن يمر العراق بهذا الحال ما دامت الحكومة العراقية تصادر حق الفائزين وعدم الاذعان باللعبة الديمقراطية التي أقروها هم بأنفسهم وكانو يأخذون على النظام السابق عدم السماح لهم بالمشاركة السياسية فماذا تغير اليوم وما الفرق بين اليوم والامس في العراق ونحن نرى حكومة تقلد عبرمصادرة القائمة العراقية في استحقاقها الانتخابي ويأتي رئيس جمهورية لم يقلد لو لا ولاءه الإثني ."
لا يدرك الاطفال الذين رأيتهم في المفوضية العليا لشؤون الاجئين في ( ...) الوضع الذي دفع عائلاتهم الى ترك منزلهم في بغداد وديالى وكركوك ولا يعرفون لماذا غيرو بلدهم وزقاقهم الذي تعودو باللعب فيه مع بقية أطفال الحي ولماذا لا يستطيعو التحدث باللغة التي تعودو عليها في الروضة والمدرسة والشارع والتلفاز وحديقة الحيوان وحديقة الالعاب ولا يستوعبون لماذا تغيرت اللغة من هنا يحس الاطفال تجاه الاطفال العراقيين الذين التقو بهم في المفوضية حيث يتكلمون بنفس اللغة ، إحساساً قريباً وودياً ودفئاً لم يسبق له مثيل ، لا يعيرون الاهتمام بالنسبة لمعتقد الاخر وما يهمهم أنهم كلهم لنطقون بنفس اللغة حيث أن عمر وعبد الزهرة وإستيفان لا يكترثون بماذا يفكرون وبمن يعتقدون كما أن هذه الوحدة التي رأيتها لأول مرة منذ الاحتلال 2003 بين العراقيين الى الان أصبحت تدور في ذاكرتي بأن الاطفال يمكنهم أن يعلّمو الكبار على الوحدة وخاصة يمكن لهذا المشهد بأن يتحول الى درس للعراقيين جميعاً على رأسهم زعماء الطوائف والديانات لكي ينظرو للعراقيين بعين الاهل بعيداً عن الديانة والطائفة والعرق والإنتماء .
نقطة نظام :كان عدداً من الاطفال الاخرين من جنسيات أخرى "إيرانية وأفريقية و... لكن لم تحدث علاقة ودية بينهم كما حدث وبين أطفال العراق من الاثنيات الثلاث " المسيحيين والشيعة والسنة " .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار