الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاريء الفذ super reder))( الجزء االثاني))

عبد الوهاب المطلبي

2010 / 11 / 23
الادب والفن


عبد الوهاب المطلبي
توطئة:
لعل من شفاه الطرافة أنَّ آدم حين أسكنه ُ الله الجنة َ كان في تعبده لخالقه رنة الحزن والأسى بالرغم من إنه في حضن نعيم أبدي وجنة تجري من تحتها الانهار وعبق الاريج يفوح بشذى لا مثيل له بالطبع وجد نفسه في هكذا عالم من الجمال ولا مقياس لديه إن كان هناك مكاناً أجمل من الجنة إذ لا خبرة لديه ولهذا سرعان ما لفه وشاح الحزن والسأم ...فطلب من ربه أن يخلق معه كائنا آخر يؤنسه...فخاطبه تجليا أن يشرب رحيق زهرة الأنس وحين ارتشف رحيقها أخذته سنة ٌ من النوم ولايدري هو كم استغرق كما اننا أيضا لا ندري..المهم عندما فتح جفنيه ببطء .. أآه وجد حواء تمشط شعره وحين التقت عيناهما ابتسمت له تلك المخلوقة الجميلة فابتسم ايضا لها بشغف وهذه اول تحية في التاريخ البشري...آه انها الابتسامة عانقها آدم بعاطفة ٍ ربما تضاهي الشعور الأخوي شعور رفقة الزماله والأنس وهكذا قضوا زمنا يتجولون في الجنة ويتحاورون حول الاشياء ومسمياتها...اما روح المشاعر الإنسانية ..العواطف الإلتحام الأزلي لا يعرفانه أبدا حتى أنَّ المأثور في الكتب السماوية كانت تتحدث عن كائنين دون أعضاء للجنس او للنفايات البشريه ..وهذه من فضائل الجنه ان الطعام لا نفايات له أبدا ً والذي لا يصدقني فليسافر الى الجنة ويعود ُ الينا كجهينة ٍ عندها او عنده الخبر اليقين.
لا ادري كم لبثا فسأمت حواء هذه الحياة الرتيبة وقالت الى آدم...يا آدم أدعوا لنا ربك وربي أن يمنحنا من بركات الأنس والبهجة ويطهرنا من رجس الملل وينقذنا من بحور الرتابة...
رفع آدم ذراعيه الى الأعلى وخاطب الرب بدموع اشبه بالامطار وهذه اول الامطار التي عرفها البشر..وتجلى له صوت الله: ما بك يا آدم ألم أمنحك نعمة الأنس وخلقتُ حواء من الضلع القريب جدا ً من قلبك..وجعلتها آية للجمال الخلاب؟
أجاب آدم رحماك ربي بلى لقد شكرت لك نعمتك الكبيرةحين وهبتني حواء..لكننا لا نعي كم لبثنا وها هو السأم والحزن يراود حوائي..انها تبكي ولا أعلم كيف أخفف عنها الحزن..فقدت تلك الإبتسامه التي تسعدني.
تجلى الله بصوت ٍ قال : يا آدم ماذا تريد؟
قال آدم: نريد أن نراك؟ لعل حواء برؤيتك تعود اليها بهجتها
وسيكون لنا معنى
قال الله متجليا كصوت الرعد: لايمكنكما أن ترياني..أنظر الى الاشجار كيف تيبست وانظر الى الانهار كيف جفت ؟ وانصحكما ان لا تصرا فيخطفكما ضوء نور يصهركما وتعودان الى اصلكما اللاشيءولكني سأبعث لكم مخلوقا من ذبذبة آخرى سيقدم لكما ما تبغيانه ولكنكما ستخسران هذا المكان الخلاب وستفقدان روح الجمال الأزلي.
قالت حواء: ابعثه يا ربنا وسنضحي بهذا المكان وهكذا خلق الشيطان وخاطبهما ان يأكلا منها ليكون لكما ماتحبان...ناولت حواء آدم التفاحة العجيبة بعد ان قظمت نصفها..وتناولها بفرح وهو مسحور بإبتسامتها التي عادت..فلما استقر الطعام شعرا بشعور لم يعهداه من قبل وأخذتهما سنة من النوم ثانية..وحين استيقظا ..أختفت ْ الجنة ُ كان كلّ ٌ منهما وحيدا منفردا وتغيرت خرائط جسديهما وكان لكل ٍّ منهما عضواً..ومخرج..ومشاعر وعواطف تمنى آدم ان يلتقي بحوائه ليأخذها في أحضانه...وحواء ايضا شعرت بعواطفها الجياشه تجاه آدم من أجل هذه المشاعر تخليا عن الجنة ليكتبا القصائد الحقيقة التي تحقق لهما الأنس.
وتساءلت انا هل رفضا الجنة من أجل روح العواطف من اجل الخرق الذي حدثني عنه الدكتور مالك المطلبي حول التواصل مع حداثية التحطيم والتشتيت لتلك الرتابة إتساقا ً مع فنمولجية الباحث
ورؤيته التعددية والتي تقود القاريء الفذ الى التحليل والتفكيك للنص وهذا ما يحدث عند القراءة الأولى وفي القراءة الثانية يتم فرز العناصر المهمة ويعود الى ربط المشتركات وهذه حالة جيدة تحمل ُ ضمنيا ً نوع من المعايير هذا إذا اتفقنا مع القاريء الفذ أنَّ النص شيء ٌ..فلماذا يريد الصوت الآخر أن يجعلنا نتصرف كالقرود في المحاكاة والتقليد لضروب من الثقافات الادبية الناضجة في أفران مختلفة عن تعدديتنا والمنظرون لتلك الأفران يتمتعون بالصدق والوضوحولديهم ( السوبر ريدر)والذي لا يعاني من الشيزوفرينيا الضاربة تعدديتنا منتجا ً ومتلقيا ً..شيزوفرينية تتجلى لدى الشرقي او العربي وعموما فالتعددية ليست هي الوعي او اللاوعي ولكننا في رضاعة تامة وبدون فطام للماضي بأسوده وأبيضه ومهما حاولنا إبدال ثيابنا فإننا لا بد َّ أن نخضع الى نوع من المعاير التي تحمل روح الشعر ولا بد للخرق من فهم متفق عليه وإلا وقعنا في التجريد الخالص ونضرب في بيداء دون هدىاو هو يجعل من الخرق موتا مطلقا فالخرق هو الإتيان بشيء جديد غير مألوف بالمره عبر اداتنا اللغه وهي الكائن المطاطي وإمكاناتها التعددية وهي ايضا الكائن المزيف كما دعاها الدكتور مالك المطلبي ولكن يبقى السؤال: عن أي شيء يبحث القاري الفذ؟؟وهل سيرتدي الملابس الإفتراضية؟ وسيكون بهلوانيا لكي يقفز فوق الحبال الخفية ممسكا بتلابيب الخرق ! ربما نتفق ضمنيا بالتعددية لكليهما المنتج والقاريء الفذ ولكني اخالفه في دفن المعايير ومقايس التقييم لأنه يقر بأنَّ الخرق مساويا ً الى اللاشيء وهذا لا استسيغه إطلاقا
ثم يوصلنا الأمر الى افتقادنا لجدوى اللغة او عدم وجود هذا الكائن او يستحيل النص الى اضغاث احلامه الذي سيكشف عريه بالتأكيد بعرفان طفولي محض والذي يبدو لنا مجرد حزمة ضوئية يتخللها الغبار فاذا ما اغلقنا نافذة الضوء سيختفي الغبارالوامض كليا عندها اظن تنتهي مهمة القاريء الفذ او اللافذ وهنا يراودنا السؤال التالي هل الحداثة تعني العبثية واذن فلماذا نبحث عن الخرق؟وربما نستبدله بمنتج اخر يفعل كما فعلت احدى الخيول العربية المدربة التي تهوى الرسم
او ربما الالوان وتقوم صاحبة الفرس بتهيأة اللوحة على حامل ووضع الفرشاة في فم الفرس لترسم لنا لوحاتها التلطيخيه وتسجل ايضا سيسيولوجية القاريء الفذ وهو يمارس الطوفان في اللامقياس واللاموضوعية وياله من فلتر التعددي الذي استخدمه.اولئك المنظرون!!
اني ارى الإبداع هو التوصيف بالخرق لما هو كائن عليه النص وعليه ان يبتكر ايقاعا مميزا محافظا على روح الشعر او الذائقة الشعرية متجاوزا قيود وأغلال الموروث ولكن ليس بكل تفاصيله ...حين يحدث الخرق سيؤثر في الشكل والمضمون ولأن روح المضمون ستكون هي من تشعل المصابيح الخفية للإبداع وهذه هي الحداثية المطلوبه
http://abdul.almuttalibi.googlepages.com
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2672
http://www.alnoor.se/author.asp?id=954








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الفتاح المطلبي ( 2010 / 11 / 24 - 10:37 )
إن الدعوة للتحطيم والتدمير و التشتيت لإنتاج ركام لغوي و شعوري و صوري بتفكيك العلاقاتالترابطيه بين المفردات اللغوية تحت مسميات مثل الحداثة ما هو إلا نوع من العبث والردة الإستكشافية الطفولية كطفل يحطم لعبه الجميلة ليرى ماذا فعل و عندما لا يرى أن ذلك قد أنتج اندهاشا سيبكي مطالبا بلعبته المكسورة التي حولها بنزوة عبثية الى ركام لا غيرو بذلك استطيع القول إنها دعوه لكائن يائس لا يعرف ماذا يريدو يبقى النص الفذ يبحث عن قارئه الفذ دون اللجوء للتحطيم و المراكمة العبثية
سلمت أيها الشاعر عبد الوهاب المطلبي


2 - تسلم لي يا شاعرنا عبد الفتاح المطلبي
عبد الوهاب المطلبي ( 2010 / 11 / 24 - 12:29 )
أخي ارق التحايا اليك والى مداخلتك الفذة التي أضافت شيئا ما..طبيعي إن َّ كتاب المصفوفات الأدبية لا يروق لهم موضوعي المطروح للحوار.. يريدون إضافة الزبد فترفضها الأمواج...حين إذن تختفي كما تختفي الأغاني الموسمية المعتمدة على الرقص واظهار مفاتن الاستعراض...لكني أكتب ما أراه أنا ويراه غيري من النقاد
الف شكر لحضورك

اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل