الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة حب بين فاطمة المسلمة والفتى الجميل سالم اليهودي

مازن لطيف علي

2010 / 11 / 24
الادب والفن


تدور احداث رواية "اليهودي الحالي" الصادرة عن دار الساقي _لندن_ للشاعر الروائي اليمني علي المقري في القرن السابع عشر في اليمن في قرية تسمى "ريدة" بين فتاة مسلمة تدعى فاطمة وهي ابنه مفتي وشاب يهودي اسمه سالم ، حيث تعرض عليه فاطمة ان تساعده بتعليم القراءة والكتابة باللغة العربية كونها اكبر سناً منه ، اخبر سالم والده بالموضوع قال له "اسمعني وافهمني.. تعلم لديهم القراءة ، هذا معقول لكن انتبه حذار ان دينهم قرأنهم هم مسلمون يا ابني ونحن يهود هل فهمتني؟ ص11
كانت تناديه باليهودي الحالي بمعنى اليهودي المليح باللهجة اليمنية وبقي الحالي يتعلم من فاطمة الحروف الابجدية ثم كيفية ربط الحروف لتكون كلمة ، بدأت تعلمه حفظ القران وعندما سمع والده صوته في البيت وهو يتلو آيات القران الكريم، جن جنونه واعتبر ذلك إفسادا لابنه كونه يهودي يتعلم قران المسلمين ، ومنع ابنه من التعلم على يد فاطمة التي عرفت سبب المنع وتحدثت مع والده قائلة" ما درسته هو علم اللغة العربية، حتى يعرف القراءة والكتابة . انا اعرف انه يهودي ، ولكم دينكم ولنا ديننا. لا توجد مشكلة كلنا من ادم وادم من تراب، اللغة ليس فيها دين فقط، فيها تاريخ وشعر وعلوم. اقول لك والله توجد كتب كثيرة في رفوف بيتنا لو قرأها المسلمون سيحبون اليهودي ولو قرأها اليهودي سيحبون المسلمون..ص16
اصيب والد سالم بالدهشة والحيرة من هذا الحوار حيث اخبر فاطمة انها تستطيع ان تعلمه ما تشاء ،
بدأت فاطمة تعشق سالم رغم فارق السن والدين بينهما لكن الحب لا يعرف السدود والقيود، تعلم سالم القراءة والكتابة وبدأ يقرأ في اللغة والفلك وتعلمت فاطمة منه الكتابة والقراءة باللغة العبرية اصبحت تجسد له الوطن والروح والجسد ، وعند بلوغ اليهودي الحالي سنه الثامنة عشر عرضت عليه فاطمة الزواج، ولانها على دراية بالشريعة الاسلامية "كان دليلي لقراري الامام الجليل ابو حنيفة الذي ابهجني باجازته للمرأة البالغة الراشدة بدون ولي امر وزداني سروراً المجتهد اللبيب ابو المعارف بهاء الدين الحسن ابن عبد الله بفتواه المدونة بالتصاريح المرسلة التي يجيز فيها من المسلمة الزواج من يهودي او نصراني"ص74.
هكذا هرب العاشقان من المدينة تجاه صنعاء واخبرته ان يبلغ بيت خاله بانه تزوج في مدينة تسمى "ريدة" وان يسميها فاطيماه التي واصلت اداء الطقوس والشعائر الاسلامية في غرفتها، حملت منه، واثناء الولادة سلمته وصية "هذه وصيتي اذا مت اعطها لابننا" انجبت مولودا ذكرا لكن فاطيماه ماتت وبقى سالم يتحدث عن اخلاقها وصفاتها" كانت تحب اليهود، وليست مثل الاخرين، هي مسلمة، تزوجتني انا اليهودي الحالي، انا صادق معكم، ستغضب اذا تكلمت عنها كذباً وهي ميتة ، هل تسمعيني يافاطمة؟ اسمها فاطمة وهو يشبه اسمها بالعبرية فيطماه ص93. قاطعه جميع الحاضرين بما فيهم الحاخام يحيى "كيف يعقل تتزوج مسلمة وانت يهودي الا والله هم يتزوجون بنات اليهود، دينهم يسمح، لكن لايسمحون ان يتزوج اليهود بناتهم الا اذا اسلم اليهودي ، فها هو واضح ؟ اسلمت وجالس تضحك علينا.
ضاقت القبور لدفن فاطمة حيث لاتستقبلها لا مقبرة المسلمين ولا في مقبرة اليهود اما المولود سعيد، فلم يرضَ به لا اهل والده اليهودي لان الولد في الديانة اليهودية يتبع امه ، ولا اهل والدته لان الولد يتبع اباه وليس امه.
وبعد ذلك اسلم سالم واعتنق الدين الاسلامي ليس عن مبدأ او قناعة انما ليحمل شيئاً من فاطمة.
تزوج ابنه سعيد "سامحني يا ابي انها قصة طويلة هذه فاطمة، مثلي لاتعرف اذا كانت يهودية ام مسلمة هي ابنة صبا وعلي المؤذين اللذين؟؟ تعرفهما. يهودية من جهة الام ومسلمة من جهة الاب (ص135) هكذا التاريخ يعيد نفسه وحفيدة ابراهيم . توفي سالم وحاول ابنه سعيد دفنه بجوار امه فاطمة فدفن بمقبرة المسلمين باعتباره مسلماً حسب ما اعلن ، لكنه لم يبق في قبر الا ليلية واحدة حيث حضر اربعة اشخاص ونبشوا قبره واخذوا جثته ودفنوها في قبر معزول بعيد عن مقبرة المسلمين باعتقادهم انه كافر ولايجوز دفنه مع المسلمين وهكذا شاءت الاقدار والتقاليد البالية، فهي واليهودي الحالي لم يجتمعا حتى في مقبرة واحدة... ماذا؟ماذا؟ كيف؟ أتطحن عظامهما وتذر في الريح، هكذا في الريح بلا قبر ولا وطن؟ في الريح؟

وهكذا بقي القبران خاليين ومفتوحين، ويقول الراوي الحزين، ان سعيدا هام على وجهه وفي يده صرة مع ذكرياته الاليمة، لا يدري احد وجهته، أهي نحو الشرق او الغرب ويقول آخرون منتحبين، بل نحو الشمال، فيما اكد اخرون انه مضى نحو الجنوب والقليل من اعتقد غير ذلكً. أتراه سار وراء اليهودي التائه، في الاسطورة القديمة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصة انسانيه ولكن عندنا في العراق كثير من الام
د صادق الكحلاوي ( 2010 / 11 / 24 - 13:21 )
شكرا استاذ مازن على هذه المقاله الانسانيه وعلى الكتاب الذي تعرضه والكاتب الذي الفه
انا متاءكد ان سكان منطقة الشرق الاوسط على تعدد دياناتهم واممهم
سوف لن يكونوا احسن حظا واوفر خيرا مالم يحسموا بشكل انساني
هذه الخلافات الموروثه من عهود متوحشه تصنف الناس وفقا لمسميات دينيه هم انفسهم خلقوها وارجعوا اساسها الى جهة غيبيه
ولكن الامر ليس بهذه البشاعه فيما يتعلق بمصير الاباء او الامهات اليهوديات
انا اعرف -رغم محدودية معلوماتي في هذا المجال ثلاث عوائل الام فيها
يهوديه ولم يكن في ذالك مشكله اللهم انه في فترة الحكم الفاشي البعثي ابناء اثنين منهن هربوا من العراق وعاشوا في الجوار سيما انه لاتوجد اية اشاره
في الوثائق الى الدين الاصلي او الاولي لاي شخص عراقي
ابناء الثالثه كانوا مطمئنين لانهم ماان كبروا وعرفوا باصول امهم الاواخذواها
الى مكه لتحج كنت دائما حينما نزور عائلتها اسلم عليها واتبادل بعض الجمل كالاخرين مسميا اياها حجيه فقط
ولكن حينما جمعنا الهروب من الوطن في بلد مجاور في التسعينات جاءني
احد الاثنين وكان جامعيا استشارني لابلاغ سلطة اللجوء بيهودية امه فكان اول
الناجحين بالتوطن


2 - مسك الكلام الحب والسلام
سرسبيندار السندي ( 2010 / 11 / 24 - 17:24 )
بداية تحياتي لك يا سيدي الفاضل مازن لطيف ... حقا أنك لطيف ومن خلال سردك المشاعر ألإنسانية الرقيقة والمؤثرة ... ولنقل صورة تختلف عن الصور التي ألفناها والمعكوسة ... وأنا من الناس لازلت أقدس حبا إنسانة مسلمة أحبتني بجنون ولكن لم يكتمل لأن مثل ذالك الحب في العراق إنتحار أو جنون ومسك الختام ...!؟
نحبكم وإن كان دينكم ألإسلام ... فحبنا لكم في ألإنجيل ليس حرام
نحبكم فالحب دين المسيح عيسى ... جربوه شهد هو وليس مجرد كلام
نحبكم فالحب زاد الحواريين به ... جاهدو في الدنيا وليس برمح أو حسام
فلولا أهل الذمة ما كان محمد ... ولا رسالة حرفها لما إستوى ألإقدام
فجلي غايتنا الحق لكم حتى ... ساعة الحساب لا ندان أو نلام
فطوبى لمن طرق الحق باب قلبه ... وعاش الحب ودينه السلام
** ** ** .



3 - تحفة
إيمان عبدالله ( 2010 / 11 / 27 - 00:05 )
شكرا لك أستاذ مازن وشكرا للروائي اليمني علي المقري الذي أدهشنا يتحفته الرائعة رواية (اليهودي الحالي) فعلا الحب لا يعرف حدود


4 - رائع وجميل
رحيم الغالبي ( 2010 / 11 / 27 - 14:26 )
تحياتي
مواضيعك كلها رائعه وهادفه


5 - انصاف الشعب
ali ( 2012 / 5 / 8 - 20:28 )
استاذ مازن شكرا لك على هذه المواضيع ويا ليت تنصف حكومتنا جميع اطياف الشعب العراقي بما فيهم اليهود وشكرا على هذه الكلمات الرقيقه

اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري