الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة الإغتراب

طوبال فاطمة الزهراء

2010 / 11 / 24
حقوق الانسان


لم نكن ندري يوما أنه ستصادفنا مفارقات في حياتنا من منافذ غير متوقعة...أصبح كل شيء يدعو إلى الخوف من شدة الحيرة و الإغتراب...ولم نكن لنعلم أن هذه الحياة صعبة المذاق، كثيرون من تلاعبت بهم الأحلام و تلاعبت بهم سذاجتهم لترميهم في جحر من الإغتراب فلم يدعوهم ذلك إلا إلى القلق و الحسرة و الألم، كيف إذن من تعامله بحسن نية يزرع فيك الرعب و الاضطراب فيخلف فيك الذعر و الاستياء من كل ماهو محاط من حولك...هو الظلم نفسه الذي غالبا ما يقودك إلى عالم الغربة و الشك...إلى فقدانك الثقة بالآخرين...إلى الاستفهام ثم الاستفهام ثم الاستفهام...
إذن أنت غريب نفسك و غريب عن الآخرين و الآخرين غرباء عنك و الحياة من حولك مجرد طيف يعبرك، مرة يعزك و مرة يهينك ولو بلغت من الكبرياء ما بلغه الأباطرة قبلك...
تصبح و العدم سيان بلاشيء، بلا تفكير، بلا برمجة، بلا مخطط مستقبلي، يتحطم كل شيء لديك في لحظة أذاقتك طعم الصدمة الأولى فالثانية فالثالثة، حياتك إذن مليئة بالصدمات بالمنعطفات بالعقبات و المنعرجات...أنت و الخوف أعداء لبعضكما تلسعك الأفاعي من حيث لا تدري ومن حيث لم تكن تتوقع...فيبقى ذاك السم هو العدو اللدود الذي يرافقك في مخيلتك حيثما لجأت و أينما تسير يقتلك فتموت عواطفك و لربما تصبح تشبه تلك السموم.
لكن إياك أن تفقد ثقتك بنفسك !
هذا هو الزمن يواري... يخالف... يعطي... يأخذ...يمددك من الإهانات مدا عنيفا ما أقبح الإهانة التي تلمس كرامتك...ما أقبحها من الآخرين وما أتعب مجرد التفكير في اللحظة التي كنت فيها ساذجا وربما كنت غبيا لأنك لم تتماشى ومتغيرات الزمن وتبديلات الأنفس و الأفكار و الأحاسيس...ما أرذل تلك السنوات التي كنت فيها غافلا تعيش عهد الوفاء كالذي عاشه الأولون من قبلك ، تعتقد أن يومك هذا هو شبيه بعصر محبوب يتجرع السم طالبا الانتحار بمجرد سماعه أن بطله الممجد قد قتل في معركة من المعارك الحربية ، مستعد لأن يقاسمه الموت كما قاسمه الحياة ، مستعد للتضحية من أجل إسعاده و التفريط في عمره و في تذوق طعم شبابه...
ما أقبح مجرد التفكير في وصف عهود الوفاء على أنها كانت مبنية على أوهام، أوهام خيالية لا وجود لها لكننا نحن المتسببون في قتلها لأننا لم نعطي لقيمة الوفاء وزنا حقيقيا يستحق بلوغ قمته من بلغ قمة الإيمان، هو الإيمان بعينه...ما أتعس مشبه الوفاء بالوهم...وما أذله من إنسان لا يعطي للآخرين وزنهم ويجازيهم بما جازوه من ترفع في تعابير تعج كلها بروح الاحترام و التوقير... ما أخذله لأنه لم يحترم للآخرين مشاعرهم...بل هو اتهام باطل لا يستحق الغفران ...ولا غفران بعد الآن لمثل هؤلاء لعديمي الحقوق و المشاعر الإنسانية.
-----المنافقون في كل واد يهيمون، يقولون مالا يفعلون، في قلوبهم مرض و في نفسهم مرض...نكنيهم بمجانين أنفسهم...بالدين يتلاعبون، أحاديثهم كلام معسول لكن منطقيا غير مقبول، يدعون التسلف و المشي على صراط مستقيم...يدعون أنهم عن ذنوبهم تائبون، لكنهم للآخرين يغتالون ولإهانة غيرهم يتجرأون، بئسا لما يصنعون ثم بئسا لعاقبتهم وماسوف يلقون...
تبا لصنعهم الحيل...تبا لحسن استعمالهم الدين من أجل قضاء مصالحهم الشخصية وإصدار مبررات من أجل الابتعاد عنك وكأنهم يتمنون لوأنك غير موجود...ربما وجدوا عاطفتك تميل إلى حب التدين ميلا فيستغلونها ليبعدونك عن واقعك الحقيقي...مهلا فأين ستذهبون ، ما نهايتكم إلا الهوان يلاقيكم ، سحقا لأمثالكم خذلتم ما بنيناه فيكم من طيبة ولطف...ماضيكم أليم وحاضركم لئيم ومستقبلكم كله سقيم...لأنكم انطلقتم من فكرة السقم هذه و الانحراف غير المجدي و المخذول...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية


.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة




.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ


.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل




.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800