الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهو دور الحكومة لمساعدة المسيحيين للأستقرار في مناطق آمنة ؟؟

يوسف ألو

2010 / 11 / 25
حقوق الانسان


بعد الجريمة البشعة التي وقعت مؤخرا في كنيسة سيدة النجاة والتي راح ضحيتها العشرات من ابناء شعبنا المسيحي بين شهيد وجريح وتلاها تهديد القاعدة الواضح والصريح بكون مسيحي العراق اهدافا لجهادهم المزعوم !! لم يعد امام ما تبقى من العوائل المسيحية الساكنة في مناطق تواجدها منذ ولادتها سوى التفكير او اتخاذ القرار النهائي لترك تلك المناطق لأنها اصبحت مصدر خطر دائم لهم ولأطفالهم وباتت حياتهم مهددة من بطش الأرهابيين من جهة ومن عدم تمكنهم من العمل اي ترك اعمالهم الحرة والوظيفية والبقاء في منازلهم وبالتالي نفاذ كل ما يدخرون من اموال ومواد غذائية قد تكفيهم لفترة محدودة بعدها يتحتم عليهم ايجاد حل لمعضلتهم والخروج من مساكنهم باي طريقة وباي ثمن كي يمارسوا حياتهم اسوة بباقي ابناء العراق والنتيجة هو الموت على يد القتلة من القاعدة والبعث .
من البديهي بأن لأغلب هذه العوائل مساكن مملوكة وهي عامرة بأغلب الآثاث الفاخرة التي تحتاجها العائلة العراقية التي تملك منزلا منذ عشرات السنين وحتى الذين لا يملكون منازل ويسكنون بالآيجار ايضا لهم من آثاث منزلية ما قيمته ملايين الدنانير العراقية وبالتأكيد لو فكرت العائلة ترك بغداد او الموصل او اي مدينة عراقية تسكنها وهي مهددة سوف لن تتمكن من العودة الا بعد استقرار الوضع الأمني بشكل تام وخلو المدينة والبلد بشكل عام من عناصر القاعدة والسلفية الأرهابيين ! وهنا بالتأكيد ليس بامكانهم ترك منازلهم او آثاثهم واللجوء الى المدن العراقية الآمنة وخاصة اقليم كردستان بعد النداء الأخير الذي وجهه السيد مسعود البارزاني رئيس حكومة الأقليم والسيد جلال الطالباني رئس جمهورية العراق وباقي المسؤولين في الأقليم وبما ان ترك بغداد والموصل وكركوك وغيرها اصبح امرا ملزما عليهم بسبب عدم تمكن الحكومة من تقديم الحماية الكافية لهم حيث بعد مجزرة كنيسة سيدة النجاة لم تسلم العوائل المسيحية في بغداد والموصل بشكل خاص من بطش القاعدة ومن معهم من قتلة ومجرمي العصر الحديث من بقايا البعث !! وعليه سوف اقدم هنا بعض ما يمكن ان تفعله الحكومة وهي قادرة عليها بالتأكيد كي تساعد هؤلاء المسيحيين المسالمين من الحفاظ على املاكهم واموالهم واقيامها بما يرضي الله والضمير ويرضيهم شخصيا وبهذا تكون الحكومة قد قدمت مساعدة سريعة وجادة وفعالة لهذه العوائل , ان الفكرة ليست صحيحة ولا مرغوبة بالمفهوم العام وليست هي الحل النهائي لهم مع عدم رغبتي التام لعدم ترك تلك العوائل لأماكن سكناها وتواجدها الأصلية ألا ان الحفاظ على حياتهم هي من اولويات ما نفكر به جميعا وفي مقدمتهم الحكومة التي لطالما تبدي اسفها لما يحدث وتعدهم بالحلول ولكن دون جدوى !! .
الأجراءات التي يمكن للحكومة القيام بها :
1- توفير الحماية التامة لكافة المسيحيين الذين لازالوا يسكنون الموصل وبغداد وباقي المحافظات التي يتواجدون فيها ويلف حولهم الخطر ولو تكون تلك الحماية وقتية لحين انتقالهم الى اماكن آمنة في مدن سهل نينوى او اقليم كردستان .
2- تشكيل لجنة حكومية من ذوي الأختصاص لتقييم دور المواطنين حسب الأسعار الحالية للعقارات في السوق العراقية وفي محافظاتهم ودفع مبالغ الدور لهم كي يتسنى لهم شراء بديلا لها في الأماكن الجديدة التي سوف يسكنون فيها وبهذا تقدم الحكومة خدمة جليلة لهم وتبعد ضعاف النفوس ممن يستغلون المحن والمصائب كي تدر بأرباح طائلة لهم كأن يشتروا دورهم بأسعار بخسة مستغلين عجلتهم للرحيل مطبقين بذلك المثل القائل ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) لأن جميع من يمتلك دارا في تلك المدن قد شيده بعرق جبينه ومن تعب السنين التي عمل بها ! ثم تقوم الحكومة اما ببيعها بعد فترة محددة او الأحتفاظ بها لحين عودة اصحابها واعادتها لهم مقابل المبالغ المدفوعة سابقا ويتم ذلك بأتفاق خاص بين الحكومة والمواطنين المسيحيين.
3- شراء آثاث من يرغب ببيعها او توفير وسائط نقل مضمونة من قبل الحكومة لأيصالهم وآثاثهم الى اماكنهم الجديدة بسلام وامان كي لايكونوا عرضة او فريسة سهلة لضعاف الأنفس ممن باعوا ضمائرهم للقتلة .
4- نقل الموظفين والعمال الحكوميين والطلبة الى اماكن سكناهم الجديدة ومعهم البطاقة التموينية وكل ما يحتاجونه من مستمسكات ضرورية تجاوزا للروتين المعتمد وتلافيا للتأخير الذي قد يجبر العائلة للبقاء لحين استكمال الأجراءات القانونية والأصولية مما يشكل خطرا عليها في حالة معرفة الأرهابيين ان العائلة تنوي مغادرة المدينة.
5- ألتزام ايفاء رئاسة اقليم كردستان والجهات المعنية بوعودها ومساعدة الوافدين بتوفير المسكن ان كان ذلك ممكنا ولو لفترة قصيرة لحين تمكن اللاجيء العراقي في بلده !!!!!!! من تدبير اموره بنفسه وايجاد سكن ملائم له كذلك على الأقليم مساعدتهم في ايجاد اعمال لهم وذلك لوجود حاجز اللغة الذي قد يكون عائقا في باديء الأمر .
هذه بعض المور المهمة التي هي من اولويات ما تفكر به هذه الشريحة المظلومة من ابناء شعبنا الأصلاء والتي تعتبر بسيطة وسهلة التنفيذ سواء من قبل الحكومة الأتحادية او حكومة الأقليم وفي الوقت نفسه يكونوا قد انقذوا حياة آلاف الأبرياء ممن أجبروا على ترك دورهم واعمالهم ووظائفهم .
اتمنى ان أكون قد وفقت في طرح موضوع اصلا انا لااؤيده وقد لايؤيده جميع من تشملهم الأجراءات ولكن للضرورة احكام فلنفكر جميعا وفي المقدمة الحكومة العراقية بالموضوع وننطلق من المقولة المؤثورة ( الأنسان اثمن رأس مال ) ونضع حلولا سريعة لأخواننا المسيحيين لأخراجهم من محنتهم التي اصبحت شديدة ولاتحتمل التأجيل او غض النظر أملنا من المعنيين بالأمر ان يأخذوا الموضوع موضع الجد وسيروا نتائج حميدة بالتأكيد اضافة الى ستمرار بقاء المسيحيين في العراق بلدهم الذي يعتزون به ولايرغبون تركه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل الامثل
samir shabilla ( 2010 / 11 / 25 - 12:03 )
اخي يوسف الو المحترم
تحية طيبة
اعتقد ان الحل الامثل هو بتشكيل لجنة مسيحية/مسيحية اي علمانيين تجار اغنياء اصحاب المملايين في الداخل والخارج لشراء الدور والاثاث واعتبارها وقف ديني للمحافظة عليها من التلاعب لحين الامن والامان
هذا المقترح قدمته برسالة خاصة ارسلتها لرؤساء الدين ولكن تعرف دون جواب وكان هذا في احداث الموصل
شكرا لك اخي


2 - الناس
مازن البلداوي ( 2010 / 11 / 25 - 12:52 )
عزيزي يوسف
قبل الحكومة،ماهو دور المجتمع العراقي في الحفاظ على المسيحيين وحمايتهم؟؟ ماهو السبيل؟
ماهو دور المنظمات في هذا الأمر؟
ماهو دور الأعلام؟
ماهو دور المساجد؟
ماهو دور المثقفين؟

تحياتي


3 - المحترم يوسف
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 11 / 25 - 17:47 )
تحيه وتقدير
اسمح لي انا لااتفق معكم بهذا الهروب..هل يمكن ان تتصور الموصل بدون خيرة انسابها واصلابها المسيحيين
عندما يغادر المسيحيين بغداد والموصل يعني يجب ان تيم تغيير اسمائها وعاداتها وطقوسها
الحل هو واجب الحكومه بحماية الشعب واولهم اهل العراق الأصليين وواجب على هؤلاء النجباء ان ينظموا انفسهم لحماية بعضهم ان تفرقهم وتشتتهم يعني ضعفهم عليهم الألتفاف على الأحزاب التي جمعتهم سابقاً وكانوا قادتها ومفكريها ..عليهم تبادل المعلومات فيما بينهم وعدم الخلود للخدر والسرحان
البارزاني الذي هجّر الطالبانيين وقتلهم والطالباني الذي هجّر البارزانيين وقتلهم لايمكن ان يحمي الأخرين الأبمقدار المساومه الوقتيه


4 - لم يعد هناك فائدة
يوسف يعقوب الو ( 2010 / 11 / 25 - 17:51 )
شكرا للأخوين سمير ومازن على مشاركتكما
اخي مازن لاتتوقع من المساجد او الجهات الأعلامية حلولاا جذرية لمشكلة المسيحيين كونهم غير معنيين بما يجري لهم من قتل وظلم وتهجير وتكتفي القنوات الفضائية والأعلام بشك عام بنشر الأخبار والصور لأثارة الرأي العام العالمي والمحلي والنتيجة غلق الملف بعد ايام وتكرار العملية من جديد بعد فترة اخرى ... الحل الرئيسي يكمن بيد الحكومة وهي القادرة الوحيدة على انقاذ المسيحيين من محنتهم واعتقد بأن الحلول التي طرحتها قد تساعد في حل جزء من المحنة لو اخذتها الحكومة بعين الأعتبار


5 - لا أشجع
يوسف يعقوب الو ( 2010 / 11 / 25 - 23:03 )
عزيزي عبد الرضا حمد جاسم
تحية لك واشكر مشاركتك بالموضوع ... و تمعنت جيدا بالمقال فستجد اني اكدت على بقاء المسيحيين في اماكنهم وعملية خروجهم لم تنل تشجيعا لامني ولا من اي وطني شريف ولكن هل ترضى ان يبقى هؤلاء المسالمين كي يبطشوا بهم القتلة ويكونوا اهدافا سهلة بغياب حماية الحكومة والقوات الأمنية رغم المناشدات العديدة بذلك ؟؟ اذن ما قدمته هو حل مؤقت حتى تستتب الأوضاع الأمنية ويتمكنوا بعد ذلك من العودة السليمة والآمنة لديارهم لأماكنهم القديمة والأصلية وحينها يكون بأمكانهم بناء او شراء منازل جديدة حيث الأمن والأمان

اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة