الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الترسيخ الطائفي خطأ في النهج المالكي

نوري جاسم المياحي

2010 / 11 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ليس خافيا على أحد من العراقيين ان عيد الغدير هو من الاعياد التي تحتفل به طائفة الشيعة في العالم .. حيث روي عن البراء بن عازب في حديث عن محمد بن عبدالله انه قال عن يوم غدير خم الذي اعتبره الشيعة فيما بعد عيدا يحتفل به كل سنة حيث قال بالنص :-


كنا مع رسول الله في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا الصلاة جامعة، وكُسح لرسول الله تحت شجرتين فصلى الظهر واخذ بيد علي (رضي الله عنه) فقال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟
قالوا : بلى. فاخذ بيد علي فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ". فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة
وقال الغزالي في كتاب سر العالمين في المقالة الرابعة ما لفظه (ولكن أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته (عليه السلام) في يوم غدير خم باتفاق الجميع
وهو يقول (من كنت مولاه فعلي مولاه) فقال عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فهذا تسليم ورضى وتحكيم، ثم بعد هذا غلب الهوى بحب الرياسة، وحمل عمود الخلافة، وعقود البنود، وخفقان الهواء في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام الخيول، وفتح الأمصار، سقاهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الأول، فنبذوا الحق وراء ظهورهم، واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) انتهى.

.. وبهذه المناسبة ازف التهاني لابناء الطائفة الشيعية بهذه المناسبة السعيدة والمفرحة الى قلوبهم .. بغض النظر عن وجهة نظر او قناعة الاخرين الشخصية في هذه المناسبة ومدى صحتها.. فليس من حقي او حق غيري على ان نعترض على خيارات الاخرين وكما تفعل بعض الطوائف المتعصبة والحاقدة على الانسانية والبشرية والتي تستغل المناسبات المفرحة والاحتفالات الدينية عند الاخرين كاليهود والمسيحين والاسلام .. لقلب هذه المناسبات السعيدة والمفرحة وبكل لؤم ودناءه وحقارة الى مناسبات حزن وماتم واتراح.. كما فعلوا بالعديد من اعياد اليهود ومناسباتهم الدينية .. او المسيحين واحتفالاتهم وما مجزرة وجريمة كنيسة سيدة النجاة في بغداد قبل ايام ببعيدة عن الاذهان او الذاكرة .. فهي دليل على الحقد والكراهية... وهذا الحقد الدفين عند البعض من المتعصبين والمرضى النفسيين قد تجاوز كل المعايير الانسانية والدعوات الدينية ووالابعاد الاخلاقية من قتل للابرياء من النساء والاطفال والشباب باستهدافهم للمصليين في دور العبادة في الكنائس والجوامع والحسينيات .. وبالرغم من اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين الذي تطور فيه العلم ووصل فيه الانسان الى الفضاء واكتشاف خفايا الكون ..نجد بعض الحاقدين والحمقى والاغبياء .. يقتل الاخر لانه لايتفق معه بالدين او المذهب او الفكر السياسي .. ومن هذه الفئة الضالة او المضلله هم من يسمون انفسهم تنظيم القاعدة وقادتهم وفقهائهم من اصحاب الفتاوي الضالة المضللة التي تحث على القتل والتدمير والتي انا اشكك في مرجعيتها الاسلامية .. لنأخذ بعض الامثلة .. بالامس وفي اليمن التعيس .. خرج الناس البسطاء من الفقراء والمسحوقين للاحتفال بمناسبة سعيدة في معتقداتهم وهوالاحتفال بعيد الغدير وهؤلاء ينتمون الى الحوثيين الشيعة و الذين يقدسون هذا اليوم ..وهم احرار كبقية البشر في ان يحتفلوا كما يحتفل الاخرون من الاديان والمذاهب الاخرى .. فلم تفجر سيارة مفخخة بين المحتفلين وتقتل اكثر من عشرين بريء وتجرح العديد منهم ؟؟؟ لم هذا الاجرام يتكرر هنا وهناك ويوميا من اختلاف المكان والمناسبة والدين والمذهب المستهدف ؟؟؟؟ من وراء هذه الجرائم ؟؟؟ الكي يبقى السيد علي عبدالله صالح رئيسا للجمهورية اليمنية مثلا ؟؟؟؟ او لتقسيم دولة اليمن الى دويلات طوائف لخدمة الاستعمار الجديد ؟؟؟ ولم حدثت جريمة ومجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد ؟؟؟ امن اجل افراغ العراق من مكون من مكوناته الاساسية الاصيلة ؟؟؟ ام لتهجيرهم الى اقليم كردستان لاسباب ديموغرافية ولغايات احصائية للسكان المزمع تنفيذه ؟؟ام للتهيؤ لتقسيم العراق لدويلات ضعيفة يسهل ابتلاعها من قبل الشركات الغربية الاحتكارية ؟؟؟
من هنا نجد وللاسف الشديد ان السياسين العراقيين يستغلون المناسبات الدينية كعيد الغدير مثلا لاغراضهم الشخصية والتي تخدم مصالحهم الانانية بغض النظر عن ردود الفعل عند المناؤين والمخالفين لهم في الفكر والعقيدة وبدون التفكير في مردودات هذه المواقف على وحدة الشعب.. وأقصد هنا اختيار الاستاذ نوري المالكي وبطانته الملائية المحيطة به .. لعيد الغدير كمناسبة لتكليفه بمرسوم تشكيل رئاسة الوزراء ..ان هذا الاختيار من وجهة نظر سياسية لا أعتقد انه صائب و موفق .. لان هذا التكليف لمنصب سياسي وليس طائفي او ديني ومثير للجدل وفي مرحلة تخوض فيها التجربة الديمقراطية في العراق مخاض عسير وكما يعلم الجميع وبالذات عندما اصر المالكي على عودته لرئاسة الوزراء ورغما على انف جميع معارضيه ؟؟ وثانيا .. تذكروا ان العراق لم يصحوا لحد الان من فتنته الطائفية اللعينه والبغيضة .. وكلنا نعلم ان الاتهامات التي توجه للمالكي وحزبه وحكومته وبطانته ووزارته .. هي تهمة الطائفية .. فأستغرب لم يختار المالكي مناسبة طائفية لتحدي خصومه السياسين وباسلوب قد يحسبه البعض بالاستفزازي ؟؟ فلا اعتقد انها شجاعة كما يتصورها البعض ؟؟؟ فاختياره لهذا اليوم بالذات قد لا ياخذه البعض بحسن النيه ونحن احوج ما نكون الى تصفيه النفوس للوصول الى بر الامان .. فمن سيستفيد من التحدي والتحدي المضاد ؟؟؟غير اعداء العراق المتربصين بوحدة هذا الشعب المظلوم والمسكين ؟؟ اما ان الاوان ان ننضج سياسيا ؟؟؟ وهذا العيد سواء رضينا او ابينا .. يعتبر ترسيخ لمثل هذه الاتهامات الطائفية .. وفي اخطر مرحلة من مراحل اعادة بناء الدولة العراقية على اسس لاتغيظ احدا ولاتؤجج نيران الفتنة الطائفية التي لم تجلب للعراقيين غير الخراب والدمار .. من حق المالكي وغير المالكي وهم احرار في انتخاب المناسبات .. ولكن عندما يكون في موقع المسؤولية لشعب كامل عليه ان يتعامل بتؤدة وتاني وتسامح وحرص كي لايثير حساسية ومشاعر الاخرين وهم ينتظرون اي سلاح مهما كان تافها لاستخدامه ضده وتمزيق وحدة الصف الوطني .. مصالح الشعوب ووحدة الصف وحمايتها يجب ان تكون من اولويات المسؤول او القائد السياسي ..
وبهذه المناسبة لابد ان نتذكر موقف سياسي اخر في هذه المناسبة السعيدة على قلوب غالبية الشعب العراقي .. عندما طلب المغفور له المرحوم جلال الملك فيصل الاول من الانكليز ان يكون تنصيبه على العرش العراقي في عيد الغدير ..فالرجل رحمه الله قدم من الحجاز (سني المذهب ) جلبه البريطانيون لتنصيبه ملكا على دولة غالبية شعبها من الشيعة .. فعندما يتصرف هذا الرجل السياسي المحنك والعاقل بالاحتفال بمناسبة يعترف هو شخصيا ولو من باب المجاملة السياسية بقدسيتها ويخالف بذلك ابناء طائفته .. لدلالة واضحة على نيته للعمل من اجل توحيد الصف الوطني العراقي وليس تمزيقها .. من هنا يمكننا الحكم على نهجه السياسي الواعي لظروف المرحلة والموقف الشعبي انذاك.. فالرجل رحمه الله كان امام خيارين ... اما لترسيخ الطائفية البغيضة والملعونة .. واما توحيد الصف الوطني وراء القائد .. وهذا مانحن بحاجة اليه ولاسيما من السيد نوري المالكي لكي يتسنى له رص الصفوف الشعبية خلفه ولكي يتمكن من محاربة الفساد الاداري والمالي والغش والتزوير والرشوة والتي اصبحت ميزة العراق والعراقيين وبلا فخر بعد الاحتلال واستلام السلطة والسيطرة عليها من اناس نسوا حسهم الوطني في البلدان التي حصلوا على جنسيتها .. وهل سينجح في انصاف المظلومين والجياع واعادة الاعمار الاخلاقي والقيمي والاقتصادي والنفسي والاجتماعي والقضاء على الطائفية والبطالة ونشر العدل بين الناس وانصاف المظلومين الابرياء في السجون والمعتقلات .. والغاء السجون السرية .. ومحاكمة كل من شارك في التعذيب وانصاف اليتامى والارامل .. ومحاسبة القتلة والمجرمين والطلقاء حاليا ممن استباحوا دماء الابرياء بلا ذنب منذ عام 2005 وحتى يومنا هذا ؟؟؟ وهل سيستطيع ارجاع القرار العراقي من ايدي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذين يتحكمون حتى بحصتنا الغذائية ( قلصوها من 14 مادة الى مادة او مادتين شهريا ) وشربونا الماء الملوث الماء والنفط الذي نستخرجه مجانا من ارضنا اصبح بلاش لدول الجوار والغزاة وعلينا اغلى مايكون والكهرباء فحدث ولاحرج ؟؟؟ وهل سيستطيع الخروج من الفصل السابع ؟؟ بدون التفاف جماهير الشعب العراقي حوله ؟؟ لا اعتقد ذلك .. وحتى لايخش بعقلي كما يقول العراقيون .....
اللهم احفظ العراق اينما حلو او ارتحلوا ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت