الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يوجد نجم ثقافي في العراق ؟

ابراهيم سبتي

2010 / 11 / 25
الادب والفن


قد يبدو السؤال مثيرا للوهلة الاولى ، الا انه قد لا يكون كذلك ان امعن النظر جليا في جوانبه المتعددة . النجم هو صناعة ومراحل . وربما توجد ثلاث طرق للوصول الى النجومية اولها حين تكون السلطة تتحكم بمن ترغب ان يكون نجما ، فتطبل له بغير حق وتحاول زجه في مقدمة صفوف الاقوياء بكل ما تمتلك من وسائل رغم هشاشته وعدم ملاءمته للموقع الذي يحتله رغما عن الاخرين ، وثانيها هو الثراء المادي على حساب الثراء الابداعي ، فيحاول الشخص المعني بالشهرة ان يحقق هدف الوصول الى النجومية بجهد اقل وربما بوقت قياسي وهو يحاول ان يبذخ ما شاء له من مادة مختصرا الوقت والابداع وهو ما ينتشر اليوم في مجالات كثيرة محليا ودوليا . اما الطريق الثالث فهو الابداع الشخصي الاستثنائي الذي يوصل الى النجومية . في العراق لا توجد محددات لقياس النجم وخاصة في الثقافة والفنون . ففي الجانب الفني يمكن ان نجد نجما مبدعا يطغي على اذواق الناس لفترات طويلة مثلا او نجد ممثلا تخفق له القلوب . الا ان أيا منهما لا يمكن ان يبقى متصدرا قائمة النجومية لفترة قصيرة جدا باعتبار ان التعامل معهما لا يكون بنفس الرصيد والمكانة التي وصلا اليها . ففي عمل تلفزيوني معين قد نجد ان الممثل الذي ملأ الدنيا ، يشارك بصفة كومبارس وحتى اسمه في قائمة الممثلين يدرج مع الثانويين ان لم يكن في اخر القائمة . قد نتعجب ونحن نرى هذا الممثل المبدع الذي اجاد ادوارا كثيرة وسجل حضورا فاق التصور !! وهو يمثل دورا اقل من الصغير في عمل تلفزيوني ساذج او قليل الاهمية . لا نعرف تحديدا ما الذي حدا به ان يقبل بذلك مع ان الممثل النجم في الدول الاخرى ، لا يقبل الا ان يكون بطلا في العمل وان حصل ومثّل دورا صغيرا يشار له بكل احترام بكلمة ضيف شرف . هذا السياق غير موجود عندنا للاسف ، فالكثير من مبدعينا لا يحظون بمثل هذا الاحترام او الاعتبار واعتقد انه واحد من اسباب هجرة او ترك الفنانين المهمين للعمل الدرامي والسينمائي العراقي . اما في مجال الثقافة والادب فهي مأساة حقيقية حينما ينزوي المبدع العراقي الحقيقي في ركن قصي لا يذكره احد الا نادرا وهو مبدع مجيد ومتمكن ويعرف حرفته بمهارة ولا يقل شأنا من المع نجوم الادب والثقافة في مصر او لبنان او في أي بلد آخر . فيظل يغرد خارج اسراب القائمين على المؤسسات الفنية والثقافية التي ربما تعرف الوجوه المكرورة من المعششين في أروقتها ، هؤلاء الذين يخلون من ادنى شروط الإبداع ، يحتلون مكان الصدارة دائما . وربما لا يعرف أي كاتب او اديب مبتدئ قامات أدبية وثقافية عراقية معروفة . قد لا يعرف الشعراء والأدباء الذين سجلوا خلودا ابداعيا في مجالاتهم هزت ضمائر الأجيال العراقية المتعاقبة . قد لا يعرف أسماء كبيرة ظلت تعطي وتبدع ولكن مصيبتها ان الإعلام لم يكن مواكبا لنتاجاتها . اعتقد ان الخلل الكامن خلف تلك الظاهرة الخطيرة هو عدم تسليط الضوء على المبدع الاصيل الذي لا يمكن ان يكون الا انسان يعطي من فكره وقلبه ومشاعره ويخط بانامله حروفا ظلت تتناقل بين الناس . انها الاضواء الساحرة التي تخطف العقول عندما تسلط على كتاب يدعون الابداع ويعملون ليل نهار وبجهود جبارة من اجل ديمومة تصدرهم للمشهد . ان المثقف العراقي يعي حقيقة دور الاعلام في صناعة النجم الادبي وهي مهمة متعبة لا يمكن ان تتواصل دائما مع شخص ما ، لان الايام تفرز اشخاصا يلعبون دور النجوم باستمرار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس