الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجفيف منابع الأرهاب ....مهمة آنية لا تحتمل التأجيل

جاسم هداد

2004 / 9 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


قام النظام الدكتاتوري المقبور , قبل سقوطه , بإطلاق سراح أعداد غير قليلة من عتاة المجرمين , والذين سارعوا بعد نيل حريتهم , الى اعادة تشكيل عصاباتهم المنظمة , والتي كان لها الدور الكبير في عمليات النهب والسلب , وإضافة لذلك سمح نظام الفاشست قبل سقوطه المشين , بدخول العناصر المتأسلمة تحت ذريعة محاربة قوات الغزو الأمريكية . وكان لقوات الأحتلال هي الأخرى دورها في تسهيل دخول قوى الأرهاب لبلادنا , عندما ابقت الحدود مفتوحة لفترة طويلة , ضمن سياستها الأستراتيجية لتجميع قوى الأرهاب في العراق , ثم محاولة القضاء عليها , أي بمعنى تحويل وطننا ساحة للمواجهة بين الولايات المتحدة الأمريكية , وقوى الأرهاب الدولي .

وليس خافيا على احد , ان قوى الأرهاب متعددة المشارب , يجمعها جامع واحد , هو تعطيل العملية السياسية وإيقاف مسيرة اعادة بناء العراق , وعرقلة المسار الديمقراطي الفيدرالي , ووضع العصي في عجلة إقامة دولة القانون . وترتكز قوى الأرهاب على ثلاثة ركائز . الأولى ويشكل عمودها الفقري , يضم ايتام النظام الدكتاتوري المقبور , والذين تضررت مصالحهم كثيرا , ويخشون من المسائلة القانونية لما اقترفوه من جرائم بحق شعبنا , و يملكون المال والسلاح والتدريب الجيد , وتشير التقارير الأستخباراتية الجديدة الى ظلوع هؤلاء البعثيين الفاشست بتدريب ووضع الخطط وقيادة المواجهات , التي تقوم بها قوى الأرهاب . وما يدل دلالة كبيرة على ظلوع هؤلاء في العمليات الأرهابية , هو الأسلوب الجديد الذي , يقوم بتنفيذه هؤلاء المجرمون , مثل الهجوم على مراكز الشرطة بقوة كبيرة تتجاوز الخمسين مجرما , واستعراض عضلاتهم بأعداد كبيرة تتجاوز الـ 150 شخصا, مثلما حصل في حي الأصلاح في الموصل يوم 10/9 . والركيزة الثانية وتضم قوى الأسلام السياسي المتطرف بشقيه الخارجي والداخلي , حيث يقوم ايتام النظام المقبور بتقديم الدعم اللوجستي لقوى الأرهاب القادمة من خارج الحدود , ويسهلون لهؤلاء مهماتهم في تنفيذ العمليات الأنتحارية الأجرامية , هذا اضافة الى التنسيق مع قوى الأرهاب المتأسلمة في داخل العراق , وهذا واضح جدا في الفلوجة وغيرها من المدن العراقية . اما الركيزة الثالثة فتضم عصابات الجريمة المنظمة , والتي تؤدي خدماتها لمن يدفع لها اكثر من خلال اعمالهم الأجرامية التي يقومون بها لصالح قوى الأرهاب , او التي يقومون بها لمصالحهم الخاصة فهم يساهمون بشكل مباشر في اشاعة الفوضى وعدم استقرار الأمن .

ولاشك ان تصاعد عمليات الأرهاب في الفترة الأخيرة وتزايدها بشكل يقلق جميع الحريصين على مصلحة وطننا , يتطلب من الحكومة العراقية المؤقتة القيام بإجراءات مكثفة وسريعة , ونعتقد انه يصبح من الضروري جدا القيام بالعديد من الأجراءات لأجل تجفيف منابع الأرهاب ومنها :

1ـ مكاشفة دول الجوار , وبكل صراحة , ووضع مصالحهم الأقتصادية , مقابل تعاونهم في منع دخول قوى الأرهاب من منافذهم الحدودية , وكذلك في عدم السماح لأيتام النظام المقبور المتواجدين على اراضيهم , بإمداد المجرمين القتلة بالمال والسلاح , فليس من المعقول ازدهار مصالحهم الأقتصادية في العراق , ويقومون بطعنه من الخلف .

2ـ تطهير جهاز شرطة الحدود والكمارك , من العناصر الفاسدة والمرتشية , لأن السيطرة على منافذ الحدود , مستحيلة بوجود هؤلاء , حيث يمكن ان تمرر كل ما تريد , بدفع مبالغ بسيطة , ويمكن لكل مسافر لبلدان الجوار ملاحظة ذلك .

3ـ تطهير قوات الشرطة والحرس الوطني من عناصر الطابور الخامس , التي تساهم مساهمة فعالة في إنجاح خطط الأرهابيين , وبنفس الوقت في إفشال تحركات الشرطة والحرس الوطني في تنفيذ مهامها .

4ـ تجهيز قوات الشرطة والحرس الوطني بالآليات والقدرات القتالية التي تؤهلهم للوقوف بوجه هذه العصابات الأجرامية , والتي تبدو بعض الأحيان اكثر جاهزية وعُدٌة من قوات الشرطة , وإشراك الأحزاب العراقية المشاركة في الحكومة العراقية المؤقتة في تزكية العناصر التي ترغب في التسجيل في قوات الشرطة والحرس الوطني والأجهزة الأمنية , لكي تتحمل هذه الأحزاب مسؤولية كل عنصر يتم تزكيته من قبلها , وتظهر خيانته بعد ذلك .

5ـ اعادة النظر بكافة المناهج الدراسية , وتنقيتها من الأفكار التي تحرض على العنف , والعنصرية والشوفينية , والأستعلاء القومي , حيث مارس النظام البعثي الفاشي طيلة السنوات الماضية عملية غسل دماغ للجيل الناشئ .

6ـ تطهير الهيئات التدريسية الجامعية والثانوية وغيرها من العناصر البعثية التي لا تزال سائرة في غيها , وتستغل مهمتها التدريسية , في التحريض على العنف , والتثقيف بالفكر البعثي الفاشي.

7ـ وضع الضوابط الضرورية التي تحد من استغلال خطباء الجوامع , لمنابر المساجد , في التحريض على العنف , بدلا من المساهمة في استقرار البلد , ونشر فكر التسامح , وما تدعو له العقيدة الأسلامية السمحاء , حيث تغلب على خطب البعض منهم دعوات مثل " الدفاع عن الأسلام ورفع رايته " و " تنفيذ ارادة الله والدفاع عن حاكميته " , وان من يناضل في سبيل ذلك هم " المجاهدون " , او غير ذلك من قبيل : ان " الشهيد " , ويعنون بالمجرم الذي يفجر نفسه في سيارة ملغومة او غيرها ويتسبب في قتل المدنيين الأبرياء , سيكون كما يزعمون باطلا , عشاؤه مع الرسول , وهو في صف النبيين ! , والكف عن ممارسة غسل ادمغة الشباب والمراهقين , وان تكون هذه المساجد بيوتا للعبادة , وإعفاء من لا يلتزم منهم بذلك .

8 ـ مصارحة الهيئات التي تدعي انها تمثل علماء المسلمين , بدورها السلبي الذي تلعبه في تخريب المجتمع العراقي , ومساهمتها في اشاعة عدم الأستقرار , وعرقلة إقامة دولة القانون , من خلال " رعاية " البعض منها لشؤون الخاطفين , وتسهيل مهامهم , ووضعها امام خيارين : فإما ان تكون هي هيئات لعلماء المسلمين أو هي هيئات لرعاية شؤون الخاطفين , وتقديم من كان له ارتباطات مع الأجهزة الأمنية والمخابراتية للنظام المقبور , للمساءلة القانونية .

9 ـ اجراء التحقيق مع كل من ساهم في تسهيل مهمة الخاطفين , وقام بإستحصال الفدية , نيابة عنهم , مثل بعض اعضاء ( هيئة علماء المسلمين ) .




10 ـ اجراء التحقيقات القانونية وتقديم للعدالة كل من يثبت تورطه وتشمل التحقيقات :
أ ـ كافة العناصر التي كانت لها مسؤوليات في النظام الفاشي المقبور مثلا : ( كافة القيادات العسكرية للجيش والحرس الجمهوري , والحرس الجمهوري الخاص , وجيش القدس , والنخوة , والجيش الشعبي , وفدائيي صدام ) .
ب ـ كافة قيادات الأمن العامة والمخابرات والأستخبارات , والأمن الخاص , ومديري امن المحافظات , وكافة اعضاء الشعب الخاصة مثل : شعبة الأغتيالات , شعبة التفجيرات ...الخ
ج ـ كافة مرافقي مسؤولي النظام وموظفي الدوائر القريبة من ازلام النظام .

11 ـ الغاء القانون رقم 5 لعام 1975 واسقاط الجنسية العراقية من الطابور الخامس الذين حصلوا عليها بموجب القانون المذكور في عهد الطاغية البائد نتيجة خدماتهم التي قدموها له , ومصادرة الشقق السكنية التي منحها الدكتاتور لهم كـ " مكرمة " , وكمثال الشقق السكنية في شارع حيفا في وسط بغداد , وحي الجولان في الفلوجة , والتي لا تزال تشكل بؤر ومراكز لأنطلاق العمليات الأرهابية .

12ـ عدم الرضوخ والأستجابة لتهديدات وطلبات الخاطفين من الأرهابيين , لأن في تنفيذ طلباتهم يكمن التشجيع لهم , ويجعلهم يتمادون في غيهم , وهذا ما حصل بالضبط لعصابات الخطف , وكذلك لزمر البعثيين الفاشيين الذين طالبوا بتعطيل العملية السياسية وعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية وشرط ان تكون حصتهم فيه الـ 50% , وإعادة الجيش العراقي بكافة ضباطه وتشكيلاته ودون قيد او شرط , مع إعادة جهاز الأمن والمخابرات ( بكافة مجرميها ) .

13ـ تفنيد ومحاربة الأفكار والتي تقول بأن المخرج لحل الأزمة الأمنية ووضع حدا للمقاومة يكمن في عودة الضباط السابقين الذين يقودون الآن المجموعات المسلحة التي تقوم بالأعمال الأجرامية .

14ـ إعطاء انذار لجميع قنوات التضليل الأعلامي ( الجزيرة , العربية , المنار , العالم , وغيرها ) , بعدم التحريض على العنف , تحت ذريعة التغطية الأعلامية , وحرية الرأي .

15ـ البدء بحملة اعادة اعمار البنى التحتية للمدن المغضوب عليها من قبل نظام البعث الفاشي مثل ( الثورة , الشعلة وغيرها ) .

16ـ ايجاد فرص عمل للعاطلين والذين تجاوزت نسبتهم الـ 53% وفق آخر احصائية لوزارة التخطيط العراقية المؤقتة , وان " فقدان العراقيين الأمل , قد يدفعهم الى تغيير ولائهم الى جهات اخرى كالمتمردين والقبائل " وهذا ما اشار له تقرير عن مركز الدراسات الأستراتيجية والدولية في واشنطن نشر في جريدة القبس الكويتية في 9/9 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلجيكا ترفع دعوى قضائية ضد شركة طيران إسرائيلية لنقلها أسلحة


.. المغرب يُعلن عن إقامة منطقتين صناعيتين للصناعة العسكرية




.. تصاعد الضغوط على إسرائيل وحماس لإنهاء الحرب| #غرفة_الأخبار


.. دمار واسع طال البلدات الحدودية اللبنانية مع تواصل المعارك بي




.. عمليات حزب الله ضد إسرائيل تجاوزت 2000 عملية منذ السابع من أ